إيرانيون يتساءلون: لماذا لا تنخرط طهران في مواجهة إسرائيل؟
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
طهران – مع دخول عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة أسبوعه الرابع، يحتدم النقاش في إيران بشأن ضرورة التدخل المباشر دعما للمقاومة الفلسطينية، وخطورة القرار على أمن طهران القومي.
وبدأ الجيش الإيراني -الجمعة الماضي- مناورات ضخمة على مدى يومين للتدريب وتحسبا لتهديدات محتملة، مؤكدا أنه على أتم الاستعداد لمواجهة التهديدات.
وعلى وقع المظاهرات والفعاليات المتواصلة للتنديد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في قطاع غزة، يتعالى في إيران الخطاب الثوري المطالب بالانخراط في المعركة، ويناشد سلطات طهران الإفراج عن صواريخها الباليستية وأسراب الطائرات المسيّرة، لقلب موازين القوى.
ذلك ما دفع المراسلة الشهيرة في التلفزيون الإيراني آمنة سادات ذبيح بور، أن تغرد "إن المتظاهرين الغاضبين في إيران يقولون، إن الصاروخ الذي لا يطلق اليوم، ليس سوى قطعة حديد متروكة في المستودع".
وفي تغريدة أخرى، على منصة إكس، كتبت المراسلة، أنه مع وصول شحنات الأسلحة الأميركية إلى تل أبيب، فإن "الأحرى بمن يريد إرسال مساعدات إنسانية إلى غزة، أن يمدها بالصواريخ"، قبل أن تختم سلسلة تغريداتها بوسم "الأطفال تحت الركام بينما الصواريخ مكدسة في المستودعات".
وبينما تجاوز عدد المتطوعين الإيرانيين لخوض المعركة إلى جانب المقاومة الفلسطينية -وفقا للتلفزيون الرسمي- 6 ملايين شخص، أظهرت نتائج استطلاعات الرأي أن نحو 77% من الإيرانيين يؤيدون عملية "طوفان الأقصى".
ووفقا لمركز استطلاعات الرأي التابع لمعهد "الثقافة والفن والعلاقات"، فإن أكثر من 68% من المستطلعين يؤيدون دعم طهران للفلسطينيين بمواجهة إسرائيل، بينما أعرب 70% عن اعتقادهم أن إسرائيل عدوة لبلادهم، و64% يرون في إسرائيل خطرا على أمن بلادهم القومي، وذلك حسب الاستطلاع الذي جرى في الفترة من 17 إلى 20 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
في سياق متصل، حذّر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي من أن "جرائم النظام الصهيوني تجاوزت الخطوط الحمراء، الأمر الذي قد يدفع الجميع إلى التحرك"، مضيفا، في تغريدة بمنصة إكس، أن الولايات المتحدة وجهت رسائل إلى محور المقاومة، لكنها واجهت ردا عمليا وعلنيا على الأرض.
وانطلاقا من تصنيف المؤسسة العسكرية الإيرانية إسرائيل كونها "التهديد الأكبر للجمهورية الإسلامية"، وإعلان المتحدث باسم وزراة الدفاع رضا طلائينك -الشهر الماضي- أن بلاده لديها أسلحة إستراتيجية مخصصة لضرب إسرائيل"؛ تتسائل شريحة من الإيرانيين عن سبب عدم استخدام تلك الأسلحة الإستراتيجية لتحييد الخطر المحدق ببلادهم؟
من ناحيته، أكد نائب القائد العام للحرس الثوري العميد علي فدوي، أمام حشد من طلبة جامعة طهران، الذين نظموا تجمعا لدعم غزة، أن "يد جبهة المقاومة على الزناد، وأن بلاده قادرة على التحرك العملي والمباشر من خلال كبسة زر تنهال بعدها الصواريخ نحو الأراضي المحتلة".
وردا على سؤال أحد الطلبة، حول إمكانية تحرك طهران بشكل عملي في عملية "طوفان الأقصى"، قال العميد علي فدوي إن "بعض الناس يرى أن التحرك العملي يتمثل في إطلاق الصواريخ مباشرة نحو حيفا. نعم سوف ننفذ ذلك بكل تأكيد وحرية في حال لزم الأمر".
ورهن القائد العسكري الإيراني، اتخاذ بلاده خطوات عملية لخوض أي معركة بالحصول على الإذن والتكليف الشرعي، في إشارة إلى أن قرار الحرب والسلم بيد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، كونه القائد العام للقوات المسلحة.
وكانت طهران قد حذرت -على لسان مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة سعيد إيرواني- أنها لن تتردد في ممارسة حقوقها الأصيلة للرد بشكل حاسم في حال تعرضت لأي تهديد أو هجوم أو عدوان.
في المقابل، وعلى وقع الخطابات والأناشيد الثورية، ومنها "أغنية وين الملايين" التي تبث باستمرار في التلفزيون الإيراني هذه الأيام، تحذر شريحة من الأوساط الإيرانية من "مغبة الوقوع في الفخ الذي ينصبه الأعداء في غزة، وتطالب بتحكيم العقلانية لتفويت الفرصة على المتربصين بالجمهورية الإسلامية".
لذلك، يرى السياسي الوزير السابق للطرق والتنمية الحضرية، عباس آخوندي، أن "خوض إيران الحرب مع إسرائيل وأميركا مطلبا إسرائيليا وروسيا ولكل منهما مصالحه"، مضيفا في تغريدة أن "إسرائيل تبحث عن مخرج للتخلص من ضغوط الرأي العام العالمي المتواصلة؛ بسبب حربها غير المتكافئة بحق الفلسطينيين وخوض معركة تقليدية، في حين تسعى روسيا لصرف الأنظار عن حرب أوكرانيا".
بدوره، يعتقد أستاذ الجغرافيا السياسية في جامعة الخوارزمي يد الله كريمي بور، أنه "لا خيار أمام الجمهورية الإسلامية سوى النأي بنفسها من معركة غزة"، مضيفا أن خوض طهران المعركة قد يوسع رقعة الحرب إلى أبعد من دول الطوق؛ مثل: العراق واليمن، ناهيك عن احتمال إشعال جبهتي جنوب لبنان وغرب سوريا.
وفي حديثه للجزيرة نت، رأى الأكاديمي الإيراني أن توسيع نطاق الحرب عقب دخول طهران علی خط النزاع سيؤدي إلى إشعال فتيل حرب إقليمية قد يستدعي خطوات عالمية لإخمادها، مشيرا إلى أن ذلك قد يمهد إلى انخراط الولايات المتحدة وحلف الناتو في الصراع.
وأشار الأكاديمي ذاته إلی أن انخراط إيران في معركة غزة قد يرفع احتمال نشوب احتجاجات داخلية وتحركات قومية وطائفية في بعض مناطق البلاد، وحينها سترى السلطات نفسها مجبرة على توظيف جزء من قدراتها الردعية لضمان الأمن في الداخل.
لعبة الشطرنج
من ناحيته، يعزو النائب السابق لقائد فيلق القدس بالحرس الثوري، العميد منصور حقيقت بور، عدم تدخل بلاده لنصرة ما سماه "بضعة العالم الإسلامي" إلى "ثقتها بنجاعة عقيدة المقاومة وقدرتها على مواجهة العدو"، مستدركا أنه لولا الدعم الأميركي والأوروبي لقضت المقاومة الإسلامية حتى الآن على إسرائيل.
ولدى إشارته إلى النقاش المستمر في الأوساط الإيرانية بشأن التدخل المباشر في معركة غزة، أوضح العميد حقيقت بور أن "الجمهورية الإسلامية دولة مؤسسات، وأن القرارات الإستراتيجية المرتبطة بالأمن القومي تخضع لعوامل ومحددات عديدة".
وفي حديثه للجزيرة نت، أوضح بور أن "الدعم الإيراني للقضية الفلسطينية لم يتوقف يوما طوال أكثر من 4 عقود على شتى المستويات"، مشبها الشرق الأوسط برقعة لعبة الشطرنج وأن مشهد الصراع في المنطقة لا يحتاج من بلاده سوى "ترتيب قطع اللعبة".
وفي السياق نفسه، يعتقد الكاتب والباحث السياسي كيومرث أشتري، أن الخيار العسكري قد يسوغ تدخل طهران في المعركة عندما يكون التهديد الإسرائيلي محدقا من الجنوب (الإمارات) ومن الشمال (أذربيجان)، مضيفا في مقال له نشرته صحيفة "شرق" تحت عنوان "الخيار العسكري في فلسطين" أن الخيار العسكري قد يكون مفيدا في الردع وإبعاد شبح التهديد من حدود الجمهورية الإسلامية، إلا أن مستوى المجازفة سيكون أعلى مقارنة مع التهديدات المحتملة.
ورغم انقسام الإيرانيين بين من يرى التدخل العسكري ضرورة لتحييد الخطر الإسرائيلي، ومن يحذر من خطورة القرار، تبقى عيونهم شاخصة إلى فلسطين لمتابعة قدرة بلادهم على "ترتيب قطع الشطرنج في مشهد النزاع المتواصل في الشرق الأوسط".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مستشار ماكرون يحذر إسرائيل.. لبنان يحدد شروطاً لزيارة وزير الخارجية الإيراني!
أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، عزمه زيارة بيروت قريبًا، مشيرًا إلى أن طهران تسعى إلى “فتح فصل جديد” في العلاقات الثنائية مع لبنان، وذلك في إطار جهود تعزيز التعاون والحوار الدبلوماسي بين البلدين.
وقال عراقجي، عبر منصة “إكس”، إنه استغرب من موقف وزير الخارجية اللبناني، يوسف رجي، الذي لم يرحب بتجاوب إيران مع الدعوة الموجهة إليه، مضيفًا أن الدول التي تجمعها علاقات أخوية ودبلوماسية كاملة لا تحتاج إلى دولة “محايدة” لعقد اللقاءات بين وزرائها.
وأوضح أنه يتفهم أسباب امتناع رجي عن زيارة طهران في الوقت الحالي، نظرًا للظروف الأمنية المرتبطة بـ”الاحتلال الإسرائيلي والانتهاكات المستمرة لوقف إطلاق النار”، لكنه رحب بقبول الدعوة لزيارة بيروت مؤكدًا حرص بلاده على تعزيز العلاقات انطلاقًا من “المبادئ الدقيقة” التي طرحها الوزير اللبناني.
من جهته، اعتذر وزير الخارجية اللبناني، يوسف رجي، عن تلبية الدعوة الإيرانية في الوقت الراهن، مؤكّدًا أن الحوار مع إيران يبقى ممكنًا، لكنه فضل عقد لقاء في دولة ثالثة محايدة يتم الاتفاق عليها مسبقًا.
وأضاف رجي أن لبنان يحرص على “فتح صفحة جديدة” من العلاقات البناءة مع إيران، على أن تقوم على الاحترام المتبادل لسيادة كل دولة واستقلالها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي طرف.
وشدد رجي على أن بناء دولة قوية يتطلب أن يكون السلاح محصورًا حصريًا بيد الدولة وجيشها الوطني، وأن تكون لديها الكلمة الفصل في قرارات الحرب والسلم، مضيفًا أن الامتناع عن زيارة طهران لا يعني رفض النقاش، بل يعكس غياب الأجواء المناسبة في ظل الظروف الحالية.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المنطقة حساسيات متزايدة بشأن ملف السلاح غير الرسمي في لبنان، وخصوصًا ما يتعلق بـ”حزب الله”، حيث أكّد الرئيس اللبناني جوزاف عون أن القضايا الخلافية، بما فيها موضوع السلاح، يجب التعامل معها بالحوار الهادئ وليس عبر الإعلام.
بري يشترط وقف النار وانسحاب إسرائيل من موقع واحد على الأقل للمضي في المفاوضات
أكد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري أن المضي في اجتماعات لجنة “الميكانيزم”، المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، يتعذر ما لم تظهر إسرائيل استعدادها للانسحاب من موقع واحد على الأقل من المناطق التي تحتلها جنوب لبنان ووقف النار.
وقال بري في تصريحات اليوم الجمعة إن أول ما ينبغي حصوله هو وقف إطلاق النار، وإظهار استعداد إسرائيل للانسحاب، مشددًا على أن “إما تفاوض أو لا تفاوض”، موضحًا أن المفاوضات تتطلب إجراءات ملموسة وليس نياتًا حسنة فقط، وأن لبنان نفذ ما عليه في اتفاق وقف النار، حيث انتشر الجيش اللبناني وقام بواجبه كاملًا ونظف جنوب نهر الليطاني، في حين تستمر إسرائيل في الاعتداءات اليومية على الجنوب بلا توقف.
وأضاف بري أن لبنان لا يراهن على القوة العسكرية الإسرائيلية، بل يتتبع المواقف السياسية، آخرها تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي حثت إسرائيل على اعتماد الحلول الدبلوماسية، مضيفًا أن التركيز ينصب على معرفة ما إذا كانت إسرائيل مستعدة للتنازل عن شيء ملموس.
وأشار بري إلى أنه حاضر للعودة فورًا إلى اتفاق الهدنة، مؤكدًا أنه والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وكثيرون آخرون مستعدون للعودة إلى الاتفاق على الأقل، واعتبر أن هذه الخطوة تمثل الحد الأدنى لضمان استقرار الوضع على الحدود.
مستشار ماكرون يحذر إسرائيل من قصف لبنان ويطالب بمنح الجيش اللبناني مزيدًا من الوقت لنزع سلاح حزب الله
قال عوفر برونشتاين، المستشار غير الرسمي للرئيس الفرنسي لشؤون العلاقات الإسرائيلية- الفلسطينية، إن فرنسا تدعم سيادة لبنان ويجب على إسرائيل الامتناع عن قصف أراضيه، وترك الجيش اللبناني يفرض سيطرته على حدوده وجميع أنحاء البلاد.
وأوضح برونشتاين، في حديث لوكالة نوفوستي، أنه في العام الماضي عُقد مؤتمر لدعم لبنان في فرنسا جمع أكثر من مليار دولار، ذهب معظمها للجيش اللبناني، مؤكدا أن وجود جيشين أو دولة داخل الدولة مستحيل، وعلينا منح الجيش اللبناني مزيدًا من الوقت لنزع سلاح حزب الله.
وأضاف أنه لا يتوقع أن يتم نزع سلاح الجناح العسكري للحزب قبل نهاية العام، مشيرا إلى ضرورة منح الجيش اللبناني بضعة أشهر إضافية قبل أن تتعامل إسرائيل مع الحكومة اللبنانية، ولفت إلى أن إسرائيل لا تملك أي سبب لدخول مواجهة مع لبنان، على عكس الصراعات القائمة مع الفلسطينيين وسوريا.
وأشار برونشتاين إلى أن مزارع شبعا تحتلها إسرائيل وهي متنازع عليها بين لبنان وإسرائيل، وأيضًا بين لبنان وسوريا، مشددا على ضرورة الجلوس للتوصل إلى اتفاق حولها بمشاركة الولايات المتحدة وفرنسا، واعتبر أن المفاوضات المباشرة بين المسؤولين الإسرائيليين واللبنانيين أكثر فعالية من الوساطة غير المباشرة التي غالبا ما تؤدي إلى سوء فهم.
وأكد المستشار الفرنسي سعادته بإجراء أول اتصال مباشر بين المسؤولين الإسرائيليين واللبنانيين منذ ثلاثين عاما، واعتبر أن المفاوضات المباشرة ضرورة للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار، فيما أصدرت الحكومة اللبنانية في أغسطس الماضي تعليمات للجيش لإعداد خطة لتجعل الأسلحة حكرا بيد الدولة على أن تُنجز بحلول نهاية العام، وبدأ الجيش بنشر وحدات موسعة في جنوب البلاد لتفكيك مستودعات أسلحة وأنفاق حزب الله، رغم استمرار القصف الإسرائيلي وتهديده بعملية عسكرية واسعة إذا لم تفِ السلطات اللبنانية بالتزاماتها.
وليد جنبلاط: أؤيد إجراء استفتاء شعبي بشأن انضمام لبنان إلى الاتفاقات الإبراهيمية
أعلن الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان، وليد جنبلاط، أنه يؤيد إجراء استفتاء شعبي بشأن انضمام لبنان إلى الاتفاقات الإبراهيمية.
وأضاف جنبلاط في تصريح لقناة MTV اللبنانية، الخميس، أن لبنان دخل “في العصر الإسرائيلي”، لكنه تساءل عما إذا كان ذلك يعني الاستسلام لكل شروط إسرائيل، والتخلي عن المطلب الأساس وهو حل الدولتين.
وأشار إلى أن مصير الضفة الغربية كمصير قطاع غزة وكل ما يُعد به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غير قابل للتحقيق، موضحًا أن لبنان لم يربط مصيره بحل الدولتين، ولكنه واقع بين “المطرقة الإسرائيلية وسندان الجمهورية الإيرانية”، التي تظن أنها تستطيع من خلال لبنان الحوار مع أمريكا.
وتابع جنبلاط أن “اتفاقية الهدنة التي وضعت عام 1949 هي الأساس في العلاقات اللبنانية-الإسرائيلية، فهل يمكن القفز فوقها فجأة؟ وهل هناك معنى للسلم لدى إسرائيل؟”.
ودعا جنبلاط الشيخ نعيم قاسم إلى إدراك أن الجمهورية الإسلامية لا يمكن أن تستخدم لبنان أو جزءًا من الشيعة اللبنانيين لتحسين موقفها في المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني أو غيره.
ولفت إلى أنه سمع كلامًا يفيد بأن 90 في المئة من السلاح الكبير الاستراتيجي لحزب الله دُمر، متسائلًا عن سبب استمرار إسرائيل في استهداف لبنان، وهل المطلوب تهجير الطائفة الشيعية بأكملها.
وأضاف أن “شهداء حزب الله الذين سقطوا دفاعًا عن لبنان لن يُنسوا، لكن من الضروري أن يكون هناك نقاش داخل أوساط الحزب لتجنب أن يصبحوا أداة بيد إيران مرة أخرى”.
وشدد على أنه لا يستسلم أمام “الزمن الإسرائيلي”، معتبرًا أن إسرائيل دولة من دون حدود تريد كل شيء، وسأل: “ما هي الأوراق التي يملكها لبنان غير الهدنة والعمل الدؤوب للجيش اللبناني في الجنوب لمصادرة السلاح الاستراتيجي؟”، مؤكدًا ضرورة تعزيز الجيش وإضافة عشرة آلاف عنصر جديد.
كما أشار إلى أن الوفد الأمريكي الذي التقاه كان متعدد الآراء، موضحًا أنه يرغب بمعرفة من يمثل الولايات المتحدة بوضوح، معربًا عن اعتقاده أن السفير عيسى قادر على حسم الموضوع، نظرًا لقربه من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأضاف أن تصريحات مورغان أورتاغوس، نائبة المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، بشأن “منطقة اقتصادية وغيرها على أنقاض غزة أو لبنان” غير مقبولة.
وأكد جنبلاط أن سقوط الرئيس السوري بشار الأسد بعد 54 عامًا من الحكم شكّل “انتصارًا كبيرًا” للشعب السوري وللأغلبية من اللبنانيين، ووصف ما جرى بأنه “العدالة الإلهية”، مشيرًا إلى أنه يمثل “استعادة للحق” له شخصيًا وللرئيس سعد الحريري وجميع شهداء انتفاضة 14 آذار، مع إعادة التأكيد على حجم المأساة بعد كشف مصير الآلاف من السوريين الذين دفنوا في الصحارى.