مستشفى مصري ميداني.. وبوادر تهجير مخيفة!
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
نشرت الهيئة العامة للاستعلامات عبر صفحتها الرسمية “فيس بوك”، استعداد المستشفيات في محافظة شمال سيناء. وتجهيز مستشفى ميداني في الشيخ زويد والتي تضم 50 سريرًا بخلاف أسِرّة الإفاقة.
ورصدت فضائية “القاهرة الإخبارية”، الاستعدادات المصرية لاستقبال نحو 80 مصابًا من قطاع غزة عبر معبر رفح.
وأفادت “القاهرة الإخبارية”، بانتشار مكثف لسيارات الإسعاف لاستقبال الجرحى الفلسطينيين.
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: الحرب في فلسطين
إقرأ أيضاً:
جهود مشتركة لمنع مشكلات العام الماضي.. أكثر من 78 ألف حاج مصري يلتزمون باتفاق «القاهرة- الرياض»
إجراءات وقائية.. وخطط طوارئ رسمية للتعامل مع أي مستجدات خلال المناسك
عضو باتحاد الغرف السياحية: بطاقة «نسك» ضرورة ولا تنازل عن أي تأشيرة هذا العام
في طريقهم إلى المشاعر المقدسة لأداء مناسك الحج، بدا لسان حال أكثر من 78 ألف مصري «إليكَ اللهم قد أتيت ملبياً، فبارك اللهم حجتي ودعائي. قصدتك مضطراً وجئتك باكياً، وحاشاك ربي أن ترد بكائياً. كفاني فخراً أني لك عابد، فيا فرحتي إن صرت عبداً موالياً. أتيت بلا زاد وجودك مطمعي، وما خاف من يهفو لجودك ساعياً».
الحج ليس مجرد رحلة، بل هو دعوة عميقة تتجاوز حدود الزمان والمكان، نداء يلامس أوتار الروح. رحلة فريدة من نوعها، يترك فيها الإنسان خلفه كل مظاهر الدنيا وزخرفها، ليتجرد من أهوائه ويتوجه بكل كيانه نحو خالقه. رحلة روحية، تتجاوز الفوارق الطبقية والاجتماعية، تكثر المشتركات بين الحجيج، وتصبح التلبية «لبيك اللهم لبيك» صوتاً موحداً.
حول الكعبة المشرفة يرى الحاج نفسه جزءاً من بحر بشري يتدفق نحو قبلة واحدة، يذوب في هذا المشهد العظيم ليجد ذاته الحقيقية بعيداً عن صخب الحياة وضغوطاتها. إنها فرصة للتأمل والتجديد، لغسل الذنوب وتطهير النفس، وإعادة الاتصال بجوهر الإيمان الذي يمنح الحياة معناها الحقيقي. فالحج هو نبض الإنسانية المؤمنة، تتجلى فيه أسمى معاني العبودية والتواضع، ويجسد الأمل في غدٍ أفضل، وقلب ينبض بالسلام والمحبة.
وإلى عرفات الله تهفو قلوب المصريين الذين حصلوا على تأشيرات الحج. بحسب إيهاب عبد العال، عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري للغرف السياحية، وصل عددهم إلى 78.500 حاج (بين الداخلية، التضامن، والحج السياحي الذي يمثل أكثر من 50% من إجمالي عدد الحجاج)، مشدداً على أنه لم يتم التنازل عن أي تأشيرة حج هذا العام، مؤكداً وجود اتفاق واضح بين مصر والسعودية لضبط وتنظيم إجراءات الحج، وأن مدينة مكة المكرمة لا يوجد بها أي شخص لا يحمل بطاقة «نسك»، وهي البطاقة الرسمية المعتمدة من الجهات السعودية لأداء المناسك.
إجراءات.. ومسؤوليات
قامت مصر بإيقاف رحلات العمرة خلال شهر شوال الماضي كإجراء احترازي لضمان عدم تسرب أي معتمر بنية البقاء للحج، الذي يتمنى الجميع أن يمر بأمان مع الأعداد الكبيرة التي تصل إلى الأراضي السعودية، حيث قدّرت اللجنة العليا للحج والعمرة بالمملكة أن يتجاوز عدد الحجاج هذا العام 2 مليون حاج، وشعار الجميع: الحج فريضة على الحاج ومسؤولية لكي يتم بأمان عبر إجراءات حكومية. هكذا كانت التعليمات للوزارات المعنية حتى لا تتكرر مأساة العام الماضي من وفاة عدد منهم، خاصة من المصريين.
وتشارك عدة وزارات وجهات حكومية مصرية في تنظيم وتأمين موسم الحج، لكل منها دور محدد ومتكامل لضمان راحة وسلامة الحجاج، حيث تتولى وزارة الداخلية المسؤولية عن تنظيم حج القرعة وتوفير كافة الخدمات لهم (إقامة، نقل، تغذية) في الأراضي المقدسة، فضلاً عن الأمن والمتابعة، من خلال تأمين الحجاج وتنظيم حركتهم، وتوفير بطاقات تعريفية وأساور معصم لضمان سهولة التعرف عليهم ومساعدتهم.
وقامت وزارة الداخلية بالتصدي لظاهرة الحج غير النظامي بحملات أمنية لمواجهة الكيانات الوهمية وشركات النصب التي تنظم رحلات حج غير شرعية، والتنسيق الأمني مع السلطات السعودية لضمان أمن الحجاج المصريين، فيما اهتمت وزارة السياحة والآثار بتنظيم الحج السياحي والإشراف على الشركات التي تنظم رحلات الحج، وتحديد الضوابط والقواعد المنظمة للحج السياحي (مستويات الإقامة، أسعار البرامج).
وتم تشكيل لجان متابعة ميدانية في الأراضي المقدسة لمراقبة أداء شركات السياحة والتزامها بالتعاقدات، وحل مشكلات حجاج السياحة (الحالات المرضية، التائهون، الشكاوى). كما تم تسهيل إجراءات حصول الشركات على تأشيرات الحج وتوعية الحجاج بضرورة حمل بطاقة نسك التي تعد التصريح الرسمي للحج، فيما كثفت وزارة التضامن الاجتماعي جهودها في تنظيم حج الجمعيات الأهلية من خلال المؤسسة القومية لتيسير الحج، وتوفير الدعم الاجتماعي للحجاج، خاصة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.
أما وزارة الصحة والسكان فقد شكلت بعثة طبية متكاملة تضم أطباء وصيادلة وتمريضاً لمرافقة الحجاج وتقديم الرعاية الصحية الوقائية والعلاجية لهم، وتوفير التطعيمات الإلزامية (كالحمى الشوكية)، والتوعية بالإجراءات الوقائية اللازمة لتجنب الأمراض والعدوى وتجنب الإجهاد الحراري، وإقامة عيادات طبية في مقرات إقامة الحجاج، والتنسيق مع المستشفيات السعودية لضمان تقديم الرعاية الطبية للحالات الصعبة أثناء الحج.
وقد قامت وزارة الخارجية بالتنسيق الدبلوماسي مع السلطات السعودية عبر القنصليات والسفارة المصرية في الرياض وجدة لضمان تسهيل إجراءات دخول وخروج الحجاج، وحل أي مشكلات دبلوماسية قد تواجههم، مع متابعة أحوال الحجاج في الأراضي المقدسة، وتقديم المساعدة القنصلية في حالات الطوارئ (فقدان الوثائق، الوفاة، الاحتجاز)، وتحذير المواطنين بتوعية المصريين بضرورة الالتزام بالقواعد والتعليمات السعودية الخاصة بالحج، وخاصة التأكيد على أهمية الحج بتصريح رسمي لتجنب العقوبات، ومواجهة ظاهرة الحج غير النظامي.
ضوابط استباقية
الحكومتان المصرية والسعودية شددتا على التأشيرات الرسمية، وعدم السماح بالدخول لأداء الحج بأي تأشيرات أخرى (زيارة أو سياحة)، وأصبحت التصاريح الإلكترونية للحج إلزامية، وهي جزء من التوجه نحو الرقمنة لتسهيل الإجراءات والتحكم في أعداد الحجاج، مع الالتزام بالمواعيد والجداول الزمنية لرمي الجمرات والطواف والسعي لضمان الانسيابية ومنع التكدس.
هذا العام كانت الإجراءات أكثر شدة لمنع تكرار مأساة العام الماضي التي كان أبرزها الافتراش والتكدس غير المنظم في المشاعر المقدسة (منى وعرفات ومزدلفة) للحجاج غير المصرح لهم، مما أثر على حركة الحجاج النظاميين والخدمات المقدمة. ولمنع تكرار ذلك، شددت السلطات السعودية على قواعد التأشيرات وتكثيف الرقابة لمنع سفر الأفراد بتأشيرات غير مخصصة للحج، مع حملات توعية بخطورة السفر بتأشيرات غير نظامية والمخاطر التي قد يتعرضون لها.
كما تم تشديد العقوبات، بفرض غرامات رادعة على الشركات أو الأفراد الذين يسهلون سفر الحجاج بتأشيرات غير نظامية. وشهد العام الماضي مشكلة في الخدمات اللوجستية (النقل والمخيمات)، حيث عانى بعض الحجاج من تأخير في وسائل النقل بين المشاعر المقدسة، أو سوء في إدارة المخيمات وتوزيع الخدمات.
وفي هذا الإطار، تم عمل تنسيق مسبق ودقيق بين وزارة السياحة والآثار المصرية والشركات المنظمة للحج مع الجهات السعودية لضمان جاهزية خدمات النقل والإقامة، مع خطط طوارئ شاملة (خطط بديلة وجاهزة للتعامل مع أي طارئ في النقل أو الإقامة). كما تم عمل نظام للرقابة على جودة الخدمات المقدمة من الشركات السياحية، وتوفير فرق تفتيش للتأكد من التزامها بالمعايير.
وفي العام الماضي لعب الإجهاد الحراري دورًا كبيرًا في إصابة ووفاة عدد كبير من الحجاج مع مشاكل أخرى، لكن كان ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق سببًا رئيسيًا. وقد بدأت حملات التوعية للحجاج بأهمية شرب السوائل بكميات كافية، وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، واستخدام المظلات، وتوفير نقاط تبريد ومياه شرب كافية في المشاعر المقدسة. مع الفحص الطبي المسبق: التأكد من لياقة الحجاج الصحية قبل السفر، وتقديم النصائح الطبية اللازمة لأصحاب الأمراض المزمنة.
تعميمات وقائية
الجهود الحكومية والالتزام بالقواعد يتطلب من الحجاج اتباع بعض الإرشادات لكي تتم الفريضة بأمان، وهو ما أوضحته الدكتورة مهيتاب سمير، مدرس وأستاذ وأخصائي الأمراض الجلدية والليزر بالمركز القومي للبحوث. فالحج بمشهده الإيماني العظيم يكون فرصة لانتشار الأمراض المعدية في ظل الازدحام الهائل في أماكن محدودة والتواصل المباشر بين الحجاج القادمين من شتى بقاع الأرض.
وتزداد احتمالية الأمراض وخاصة أمراض الجهاز التنفسي، والأمراض الجلدية وغيرها من الأمراض التي تتطلب بعض الإجراءات الاحترازية لمواجهة الأمراض الأكثر انتشارًا في موسم الحج (مثل الأنفلونزا الموسمية، والالتهاب الرئوي، والتهاب الحلق). لذا من الضروري، كما تقول دكتورة مهيتاب، اتباع الإجراءات الوقائية وأولها التأكد من الحصول على التطعيمات الموصى بها قبل السفر للحج مثل لقاح الأنفلونزا الموسمية، لقاح الحمى الشوكية، وشلل الأطفال. هذه التطعيمات تلعب دورًا مهمًا في حماية الحجاج من الأمراض المعدية.
ونصحت بضرورة التباعد الاجتماعي وتجنب الازدحام الشديد بقدر الإمكان، والابتعاد عن الأماكن المليئة بالمرضى، مع الحرص على نظافة وغسل اليدين بالماء والصابون بانتظام، وخاصة قبل تناول الطعام وبعد استخدام الحمام. في حالة عدم توافر الماء والصابون، يمكن استخدام معقم اليدين الذي يحتوي على كحول، وارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة، وخاصة أثناء الطواف والسعي، حيث يقلل ذلك من احتمالية استنشاق الجراثيم المنتشرة في الهواء.
وشددت على تجنب لمس الوجه (العينين، الأنف، والفم) قدر الإمكان، لتجنب انتقال الجراثيم إلى الجسم، والابتعاد عن تيارات الهواء الباردة المباشرة (مثل أجهزة التكييف)، خاصة عندما يكون الجسم متعرقًا، فالتفاوت الشديد في درجة حرارة الجسم قد يؤثر على الصحة، وتنظيف الأشياء والأسطح التي تلمسها بشكل متكرر في محيط إقامتك بالمخيم وتعقيمها.
أكدت الدكتورة مهيتاب أن تفادي الإصابة بالأمراض المعدية عن طريق المياه والطعام (مثل التهاب الكبد الفيروسي أ، والتيفويد) يكون بشرب الماء النظيف والمعبأ، وتجنب الشرب من مصادر غير موثوقة، وتناول الطعام الصحي من مصادر موثوقة، والحرص على تناول وجبات غذائية متوازنة لدعم الجهاز المناعي.
أما بالنسبة إلى الأمراض الجلدية المعدية، فتعتبر الأمراض الفطرية أكثرها شيوعًا، التي تسبب للإنسان أمراضًا مختلفة، ويكثر انتشارها في المناطق الحارة مثل التينيا الوركية، التينيا الملونة، القوباء الحلقية. وللوقاية منها تنصح دكتورة مهيتاب بتجنب استخدام ملابس الغير، وغسل الملابس الداخلية والخارجية بمياه درجة حرارتها مرتفعة وكيّها لقتل جميع الطفيليات فيها.
الاهتمام بالنظافة الشخصية ينبغي أن يشمل الحرص على الاستحمام وتغيير الملابس بانتظام يوميًا للحفاظ على النظافة الشخصية ومنع تكاثر الجراثيم. وعدم مشاركة الأدوات الشخصية مثل المناشف، وأدوات الأكل، وفرشاة الأسنان مع الآخرين، وأيضًا مقصات الأظافر، وشفرات الحلاقة، لتجنب خطر العدوى المنقولة عبر الدم مثل التهاب الكبد (فيروس B وC).
دعوة روحانية
الحج، دعوة من الله فلا يجوز أن يفسدها البشر ببعض التصرفات التي تجعل الحج مشقة. وهو في الحقيقة رحلة إلى الله لغسل الروح والقلب، فطوبى لمن وقف بعرفة. ولمن صام يوم عرفة فهو يوم غفران الذنوب. ففي يوم التاسع من ذي الحجة تهفو النفوس إلى عرفة. فالحج لا يكتمل إلا بالوقوف فيه. وقالوا في تسمية عرفة بهذا الاسم لأن الناس يتعارفون فيه.
وقيل لأن جبريل عليه السلام طاف بإبراهيم فكان يريه المشاهد فيقول له: «أعرفت؟ أعرفت؟» فيقول إبراهيم: «عرفت، عرفت»، وقيل لأن آدم عليه السلام لما أهبط من الجنة هو وحواء التقيا في ذلك المكان فعرفها وعرفته. وهو اليوم الذي وصفه القرآن بأنه {شَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} (سورة البروج). فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اليوم الموعود: يوم القيامة، واليوم المشهود: يوم عرفة، والشاهد: يوم الجمعة» رواه الترمذي وحسنه الألباني. وهو الوتر الذي أقسم الله به في قوله: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}. وقال ابن عباس: الشفع يوم الأضحى، والوتر يوم عرفة.
وحدود عرفة محددة بحدود شرعية، لا يجوز الوقوف خارجها، ومن أهم هذه الحدود حد طبيعي هو وادي عرفة. وهو وادٍ جاف يقع غرب عرفة وهو الحد الأساسي لها. ثم إن باقي المكان يتخذ شكل قوس واسع محدد بالجبال من جميع الجهات بينما تتميز أرضه بالانبساط. ويوم عرفة من الأيام التي تجاب فيها الدعوات، وتقال العثرات، ويباهي الله فيه الملائكة بأهل عرفة، وهو يوم عظم الله أمره، ورفع على الأيام قدره.
وفي الصحيحين عن عمر بن الخطاب أن رجلاً من اليهود قال له: «يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً»، قال: «أي آية؟» قال: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِيناً﴾ (المائدة: 3). قال عمر: «قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي، وهو قائم بعرفة يوم الجمعة».
مناسك عرفة
شعائر هذا اليوم تبدأ بعد أن يصلي الحجاج صلاة الفجر في منى (التي تبعد 7 كم عن مكة)، فينتظرون إلى شروق الشمس، ثم يسلكون بعدها طريقهم إلى عرفة وهم يرددون التلبية: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك»، ويقضون فيها النهار كله حتى غروب الشمس، حيث يدعون الله ويذكرونه ويبتهلون إليه كثيراً، مقتدين في ذلك بفعل النبي صلى الله عليه وسلم، ويتخلل اليوم خطبة يستمعون إليها عند زوال الشمس (الوقت الذي يسبق صلاة الظهر بخمس دقائق - وهو وقت انعدام الظلال)، ثم يصلون الظهر والعصر جمعاً وقصراً بأذان واحد وإقامتين.
وعن صوم عرفة، فالصوم غير مستحب للحاج لأنه يضعفه عن الوقوف والدعاء، فكان تركه أفضل، وقيل لأنهم ضيوف الله وزوّاره. أما من لم يحج فصيام يوم عرفة سنة مؤكدة ومستحبة، كما ورد عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم عرفة فقال: «يكفر السنة الماضية والسنة القادمة» (رواه مسلم)، وهو يوم عتق من النار ومغفرة الذنوب ومباهاة الله بأهل الموقف، فعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة، فيقول: انظروا إلى عبادي، أتوني شعثاً غبراً» فيقول: «ما أراد هؤلاء، أشهدكم أني قد غفرت لهم».
وتحصل مع دنوهم من الله ساعة الإجابة التي لا يرد فيها سائل يسأل خيراً، فيقربون منه بدعائه والتضرع إليه في تلك الساعة، ويقرّب الله نوعين من القرب: أحدهما قرب الإجابة المحققة في تلك الساعة، والثاني قربه الخاص من أهل عرفة ومباهاته بهم ملائكته، فتستشعر قلوب أهل الإيمان بهذه الأمور فتزداد قوة إلى قوتها، وفرحاً وسروراً وابتهاجاً ورجاءً لفضل ربها وكرمه. أما الحزين الوحيد في ذلك اليوم فهو الشيطان الرجيم، فما رأى الشيطان أحقر ولا أدحر منه في يوم عرفة لما يرى من تنزل الملائكة والرحمة من الله لعباده.
في مناسك الحج وأمام بيته الحرام، تشعر بالرهبة الممزوجة بالأمل في المغفرة، فأنت أمام بيت الله الحرام، أما في المسجد النبوي فالشعور بالحنين الذي يملأ القلب لأنك بجوار رسول الله. وما بين رهبة البيت الحرام ورقة القلب في المسجد النبوي تخرج دعواتنا بأن نكون من المقبولين.. اللهم بلغ من يسافر السلامة وتقبل منه، وارزقنا وإياهم القبول والعودة راضين مرضيين. ارزقنا اللهم حب الزيارة التي تليق بكرمك وفضلك، لنأتي إليك مرددين: «لبيك اللهم لبيك، اللهم إن الحجاج والعمار وفد الله عز وجل، يعطيهم ما سألوا، ويستجيب لهم ما دعوا، ويخلف عليهم ما أنفقوا الدرهم ألف ألف درهم».
اقرأ أيضاًهل يجوز للحاج مغادرة عرفات قبل غروب الشمس؟.. الإفتاء تجيب
«الصحة»: الكشف على 15 ألف حاج مصري وتحويل 210 حالات للعلاج بالمستشفيات السعودية