اكتشاف أثري لأقدم المستوطنات المعروفة في تركيا
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
تم اكتشاف واحدة من أقدم المستوطنات المعروفة، التي أشارت إلى وجود مجتمع يرجع تاريخه إلى العصر الحجري الحديث، ويعد أكثر تطوراً مما كان يعتقد في السابق، ومازالت تصورات الإنسان عن الحياة في فترات ما قبل التاريخ تتبدل مع كل اكتشاف أثري جديد.
وهذا ما أشار إليه رئيس قسم دراسات ما قبل التاريخ بجامعة إسطنبول، كارول، في أعقاب الاكتشافات التي تتم في موقع التنقيب عن الحفريات، في تاش تبيلر (ومعناها التلال الحجرية)، والكائن في جنوب شرقي تركيا.
وأوضح كارول خلال زيارته للموقع إن "هذه الاكتشافات هي ما نطلق عليه عناصر التغيرات الكبرى، فهي غيرت النظرة التقليدية إزاء كيفية تطور عملية تدجين الطيور والحيوانات والنباتات".
ويحتوي موقع تاش تبيلر التركي الشهير، الممتد على طول منحدرات التلال المكونة من الحجر الجيري، بين نهري دجلة والفرات، موقع جوبيكليتب المدرج في قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونيسكو" للتراث العالمي، الذي يشتهر بوجود مسلات رائعة يرجع تاريخها إلى العصر الحجري الحديث، ومشيّدة على هيئة حرف تي باللغة الإنجليزية، وحددها لأول مرة عالم الآثار الألماني الراحل كلاوس شميت.
وتسبق النصب التذكاري "ستونهنج" الذي يعني اسمه الأحجار المعلقة، بألف عام الأعمدة الصخرية الضخمة بموقع جوبيكليتب الأثري، ويتراوح ارتفاعها بين 3 إلى 6 أمتار، ويتفق كثير من العلماء على أنها "تمثل تحولاً عن الأفكار السائدة عن الحضارة المبكرة"، بالنظر إلى القدرات المحدودة التي كانت معروفة سابقا، عن البشر الذين عاشوا في العصر الحجري الحديث.
وتم العثور مؤخراً على قطعتين أثريتين في موقع تاش تبيلر، أثارت دهشة الباحثين إزاء مستوى التعقيد الاجتماعي في ذلك العصر، واكتشف فريق كارول أحد أقدم التماثيل البشرية ثلاثية الأبعاد في موقع كاراهانتيبي الأثري في سبتمبر (أيلول) الماضي.
ويعود تاريخ القطعة الأولى، وهي تمثال لرجل جالس على مقعد حجري، إلى عام 8500 قبل الميلاد، وتم تصوير الجزء العلوي من التمثال، الذي يبلغ طوله نحو مترين ونصف المتر، بتفاصيل جسدية دقيقة.
وتضمنت الاكتشافات في موقع جوبيكليتب على تمثال لخنزير بري مطلي بألوان عصرية، مزدان بأصباغ حمراء وبيضاء وسوداء، وهذا الموقع كائن على مسافة نحو 35 كيلومتراً من الشمال الشرقي لتركيا، ويعد واحداً من أقدم تماثيل الحيوانات المطلية المعروفة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة تركيا فی موقع
إقرأ أيضاً:
الأعلى للثقافة: كشف أثري جديد يعيد فتح ملف عبادة الشمس
قال الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، إن الكشف الأثري الأخير يعيد فتح صفحة مهمة في تاريخ عبادة الشمس، ويحتاج إلى دراسات متخصصة، خاصة فيما يتعلق بأهمية جبانة منف ووظيفة معبد الوادي، إضافة إلى ما كشفه من دلالات لغوية وأثرية مثل لعبة «السنت».
وأوضح ريحان، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "هذا الصباح"، على شاشة "إكسترا نيوز"، أن جبانة منف مُدرجة على قائمة التراث العالمي الاستثنائي بمنظمة اليونسكو منذ عام 1979، وتشمل المنطقة الممتدة من أهرامات الجيزة حتى دهشور، وسُجلت وفق عدة معايير باعتبارها شاهدًا فريدًا على المعتقدات والعمارة الجنائزية في مصر القديمة، واستثنائية حضارة المصريين القدماء بصفة عامة.
وأشار إلى أن مدينة منف كانت عاصمة مصر من عام 2700 حتى 2150 قبل الميلاد، ولعبت دورًا محوريًا حتى العصر الروماني، لدرجة أن تتويج الإسكندر الأكبر تم فيها، موضحًا أن اليونسكو وصفت المنطقة بأنها في حالة حفظ جيدة وتمثل مصدرًا سياحيًا مهمًا، خاصة مع مشروع «ممر وجهة الأهرامات» الذي يربط مدينة منف بالمناطق الأثرية المحيطة عبر أكثر من 2000 عام من التاريخ.
وتحدث عضو لجنة التاريخ والآثار عن معبد الوادي في الحضارة المصرية القديمة، موضحًا أنه كان يُبنى دائمًا على شاطئ النيل بالقرب من الأهرامات، وتتمثل وظيفته في تحنيط جسد الملك ونقله عبر «طريق المواكب» إلى المعبد الجنائزي بجوار الهرم، وفق طقوس دينية دقيقة، مشيرًا إلى أن معابد الوادي ظهرت منذ عهد سنفرو وامتد نشاطها في عصور لاحقة.
العثور على قطعتين خشبيتين للعبة السنتوأضاف ريحان أنه جرى العثور على قطعتين خشبيتين للعبة «السنت»، واصفًا إياها بأنها لعبة لوحية مصرية قديمة تشبه الشطرنج، ومرتبطة بالمعتقدات الدينية المصرية مثل أسطورة الخلق والحساب، مطالبًا بتسجيلها كتراث لا مادي في اليونسكو، لافتًا إلى أنها منقوشة على جدران المعابد والمقابر، وعُثر عليها داخل مقبرة توت عنخ آمون.