إنّ من أهم أسرار تطور الأمم ونهضتها حسن تربية وتعليم النشأ، ولقد رغّب القرآن الكريم والسنة النبوية أقوالًا وأفعالًا فى ذلك أشد الترغيب، فنرى أن جيل الصبيان الذي تربى على يد النبى (صلى الله عليه وسلم) وكبار صحابته كان لهم أثر كبير فيما بعد من حفظ ونقل الشريعة إلى من بعدهم وأنهم قد نبغوا فى كافة المجالات المعروفة فى ذلك الوقت، فتقدم المسلمون وسبقوا حضارات عريقة كالفرس والروم وتقدم المسلمون فى العلوم وكافة مناحي الحياة.


إن من التوجيهات ـــ إكمالًا لما ذُكِرَ بالمقال السابق ــ أن يُمْنَعَ الصبى من فُحشِ الكلام، ومن مخالطة من يفعل ذلك، لأن أصل حفظ الصبيان حفظهم من قرناء السوء، وإذا انتهى الصبى من أداء واجباته المدرسية، فيصرح له باللعب الجميل والرياضة النافعة، ليستريح من تعب طلب العلم والتأديب، والترويح عن القلب مطلوب للصغار والكبار ولكن بما يكن فيه مخالفة شرعية، وقد قيل:(روح القلوب تتبع الذكر).
إنّ من التوجيهات النافعة أن يربى الصبى على طاعة والديه ومعلمه وتعظيمهم، فإذا أطاعهم أخذ عنهم، وهنا ننبه الوالدين والمعلمين أن يكونوا قدوة صالحة للصبيان، فلا يجوز أن يطلع الصبيان منهم على سوء، فإذا حدث هذا سقط هؤلاء من أعين الصبيان واستهانوا بهم فالطفل له من الذكاء والقدرة على التمييز ما يغفل عنه كثير من كبار السن.
أما إذا بلغ سبع سنين فإنه بُؤمر بالصلاة، ولم يسامح فى ترك الطهارة ليتعود عليها، ويخوف من الكذب والخيانة وسوء الخلق، فإذا قارب البلوغ كان ذلك أشد تأكيدًا حتى إذا وصل لسن البلوغ والتكليف كان ذلك كله تأهيلًا له ليبدأ مرحلة التكليف والمحاسبة، أما إذا تُرِكَ إهمالًا فى السنوات الأولى والسنوات التى تسبق البلوغ وجد ولى أمره صعوبة بالغة فى توجيهه إلى أشياء لم يتعودها من العبادة ومحاسن الخلاق، وترك المنكرات وسوء الخلق.
الطفل يُربى على مبادئ ثلاثة، الأول: الله معى، الثانى: الله ناظر إلىَّ، الثالث: الله شاهدي، ما أجمل أن يُنشأ الطفل على هذا وهو يسير ويعلم أن الله بصحبته وأن الله ينظر إليه وأن الله يشهد عليه، ما أجمل أن تتمتزج هذه الكلمات بروح الطفل، فيعلم أن علاقته بالله هى قبل وأهم من علاقته بوالديه اللذين ولداه.
إن الطفل ينبغي أن يعلم أننا خُلقنا فى هذه الدنيا لمقصد وهو العبادة وطاعة الله وأن الدنيا ستنتهى وأننا سنلاقى الله فيحاسبنا، وهو الذى قال:(مَنْ عَمِلَ صَلِحًا فَلنِفسِه ومَنْ أَسَاء فَعَلَيهَا ثُمَّ إِلَى رَبِكُم تُرْجَعَون) (الجاثية ـ 15)، والله من وراء القصد، وهو وحده الهادي إلى سواء السبيل.

د. أحمد طلعت حامد سعد
كلية الآداب ـ جامعة بورسعيد بجمهورية مصر العربية
[email protected]

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الدكتوراه للباحث عبده العميسي في الفقه المقارن من كلية الشريعة جامعة صنعاء

الثورة نت /..

حصل الباحث عبده محمد العميسي على درجة الدكتوراه بامتياز من كلية الشريعة والقانون بجامعة صنعاء، عن أطروحته الموسومة بـ” آليات حماية حقوق الإنسان، دراسة فقهية مقارنة”.

وأشادت لجنة المناقشة والحُكم برئاسة الدكتور عبدالمؤمن شجاع الدين – مناقشاً داخلياً من جامعة صنعاء، وعضوية الدكتور عبدالله فروان مشرفاً رئيسياً من جامعة صنعاء، والدكتور محمد شوقي مناقشاً خارجياً من جامعة حجة، بالمضمون العلمي للدراسة والنتائج التي توصلت إليها الأطروحة، وأوصت بطباعة الدراسة وتبادلها بين الجامعات.

 

مقالات مشابهة

  • الإمارات والسنغال تستكشفان آليات الارتقاء بالتدفقات التجارية والاستثمارية
  • الدكتوراه للباحث عبده العميسي في الفقه المقارن من كلية الشريعة جامعة صنعاء
  • فوز فتحي قنديل من الجولة الأولى... وإعادة بكافة دوائر قنا الأربعة
  • إسرائيل تمنع طفلا من رام الله من تلقي علاج منقذ للحياة
  • محاضرة حول أصول الفكر المتطرف بمركز الثقافة الإسلامية بدمنهور
  • تحت رعاية خادم الحرمين.. «الشؤون الإسلامية» تنظم المسابقة المحلية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره
  • تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. وزارة الشؤون الإسلامية تنظم المسابقة المحلية على جائزة الملك سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم بالرياض
  • قائد الثورة يتوّجه بالتهاني للأمة الإسلامية والشقائق المسلمات بذكرى مولد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء
  • قائد الثورة يهنئ الأمة الإسلامية بمناسبة ميلاد الزهراء - نص البيان
  • أحكام زكاة المال في الشريعة الإسلامية