شفق نيوز:
2025-12-13@04:29:48 GMT

ترقب في لبنان: ما قبل خطاب السيد ليس كما بعده؟

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

ترقب في لبنان: ما قبل خطاب السيد ليس كما بعده؟

حاص شفق نيوز

شفق نيوز/ تتزايد المؤشرات في لبنان على الاستعدادات لاحتمالات توسع الحرب الجارية في غزة، ويتكهن كثيرون، وسط ترقب إزاء كل ما يجري حولهم، بأن موعد الحرب الواسعة المحتملة قد يكون بالتزامن مع خطاب الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله يوم الجمعة المقبل، أو أن الخطاب سيكون مناسبة ليقول من خلال الحزب انه غير معني بالتصعيد أكثر مما هو جار حاليا.

 

وتتراوح التوقعات ما بين ان الخطاب نفسه قد يكون شرارة الأذن بضرب العمق الاسرائيلي والانخراط بالحرب بشكل أكبر، او ان الخطاب سيكون بمثابة رسالة تشير الى رغبة الحزب في الاستمرار بالعمل وفق قواعد الاشتباك القائمة حاليا، وتحت شعار "نصرة غزة" وبانه لا مسعى من جانبه الى توسيعها. 

بالأمس فقط قال منسق الاتصالات في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، "أننا نتابع عن كثب خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ويمكنه أن يقول ما يريد، لكن رسالتنا إليه وغيره هي عدم توسيع الصراع في المنطقة". اما على الجانب الاسرائيلي، فان قراءتهم للاحتمالات تتنوع في محددات متعددة، لكنهم يركزون على فكرة التحذيرات الصادرة من كبار المسؤولين الاسرائيليين تجاه لبنان، بعدم الانخراط في معركة غزة.

لكن المراقبين يقولون ان الاشكالية في الوضع القائم حاليا، ان احدا ليس بمقدوره ان يعطي تفسيرا دقيقا عن الاسباب والاهداف التي دفعت السيد نصرالله الى الخروج الان لإلقاء خطاب بعد اكثر من 3 أسابيع على بدء المعركة بين اسرائيل وحركة حماس وفصائل المقاومة الاخرى في غزة، وبالتالي فان احتمالات ما بعد الخطاب، ما تزال في عالم المجهول. 

واللبنانيون كعادتهم في حالة انقسام ما بين التعاطف مع معاناة الفلسطينيين في غزة، وضرورة دعمهم، وبين الشريحة التي تعتبر ان على لبنان أن ينأى بنفسه عن الصراع واحتمالاته كلها. لكن حسب التقديرات حتى الان، فان هناك ما لا يقل عن خمسة من المدنيين اللبنانيين الذين قتلوا في ضربات اسرائيلية على مناطق في الجنوب اللبناني، بينهم المصور الصحافي في وكالة "رويترز" عصام العبدالله، بالاضافة الى فتى اعلن عن مقتله اليوم بعد اصابته بغارة اسرائيلية على قرية ياطر في الجنوب. 

وتتزايد المؤشرات على ان العديد من اللبنانيين بدأوا حتى منذ الايام الاولى لمعركة غزة، في الاقبال على شراء المواد الغذائية والادوية لتخزينها في بيوتهم تحسبا للاسوأ، وهي ظاهرة تزايد في الايام الماضية، حتى ان كثيرين يقبلون على شراء الشموع من اجل الانارة في حالة حدوث انقطاع كامل للكهرباء اذا اندلعت الحرب واستهداف اسرائيل لمحطات الطاقة او لمخازن الوقود كما جرت عادتها في حروب سابقة مع لبنان. 

ويكاد لا يمر يوم من دون ان يخرج وزراء من حكومة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي ليتحدثوا عن الاستعدادات الجارية من جانب الحكومة للإعداد لخطة طوارىء تحسبا لاندلاع حرب، سواء فيما يتعلق بتخزين الاغذية والادوية والوقود او اماكن الايواء للنازحين المحتملين، او اعداد فرق الاغاثة والاسعاف والمستشفيات والمراكز الصحية المختلفة. 

ولا تثير هذه الاعلانات اطمئنان اللبنانيين الذي يدركون ان الاطراف السياسية لم تتمكن من التفاهم لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو منصب شاغر منذ عام، فيما تعاني حكومة ميقاتي من اشكاليات دستورية تعيق اجتماعها واتخاذ قرارات مصيرية، بينما لم تساهم لا الوساطات الخارجية ولا حتى غيوم الحرب المتجمعة في دفع السياسيين الى التحرك لمعالجة الازمة السياسية القائمة. 

وبينما تدور تكهنات في بيروت بان قائد قوة القدس في الحرس الثوري الايراني اسماعيل قآاني موجود منذ مساء أمس في بيروت، فان العديد من اللبنانيين مثلهم مثل كثيرين في انحاء المنطقة، يتابعون كل ما يصدر من طهران من مواقف حول الصراع الدائر حاليا، ومن ذلك ما قاله وزير الخارجية الايراني حسين امير عبداللهيان بعد لقائه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية خلال زيارته الى قطر، بان "المنطقة في مرحلة اتخاذ قرار تاريخي وأطراف المقاومة في المنطقة تقرر بنفسها ولا تنتظر القرارات السياسية، مضيفا انه "في حال استمرار الجرائم من قبل الصهاينة وتوسيع رقعة الصراع فلن يسلم أي طرف من نيران الحرب وآثارها، أما واشنطن وبخلاف دعوتها الآخرين لضبط النفس أصبحت طرفاً بالحرب وهي ليست في مكانة تسمح لها بدعوة الآخرين إلى الهدوء".

لكن اللبنانيين حائرون ايضا، وهم يترقبون بالاضافة الى ذلك، ماذا يصدر من واشنطن، ومن تل ابيب، وما هي الرسائل الصاروخية الاتية من اليمن في الجنوب، وماذا يجري من الجهة العراقية والسورية، خصوصا من الاستهداف شبه اليومي للقواعد العسكرية الامريكية. ومن الطبيعي ان يشعر اللبنانيون بقلق كبير، خصوصا مع اعلان واشنطن منذ المرحلة الاولى لاندلاع معركة غزة، بتمركز حاملتي طائرات، وما ترافقهما من سفن حربية اخرى، في شرق المتوسط، فيما وضع في سياق تحذير اميركي ل"منع طرف ثالث من التدخل". 

ولعل الصدمة الاكبر من جانب العديد من اللبنانيين تتعلق بالتصريحات المثيرة للجدل من جانب فرنسا المعروفة عند البعض في بيروت بأنها بمثابة "الام الحنون" للبنان، عندما اقترح قبل ايام اثناء زيارته الى اسرائيل، تشكيل تحالف دولي لمحاربة حماس، على غرار التحالف الدولي الذي تشكل منذ اكثر من 8 اعوام لمحاربة داعش في العراق وسوريا. 

وبكل الاحوال، ومهما كانت طبيعة خطاب نصرالله الجمعة، فإن انصاره، بالاضافة الى العديد من اللبنانيين، يعتبرون ان لبنان منخرط فعليا في المعركة الجارية حاليا، وليست صدفة ان ما يسمى "الاعلام الحربي" قد وزع بالامس، اي قبل 3 ايام من الخطاب الموعود، "انفوغراف" تفصيلي يتضمن حصيلة 105 عمليات من الهجمات التي شنها حزب الله في الايام ال20 الماضية، والتي وزع مشاهد فيديو عديدة لها، ضد المواقع الاسرائيلية في الجنوب على الحدود، وداخلها. وتتضمن الحصيلة الاشارة ان 120 جنديا اسرائيليا بين قتلى وجرحى، وتدمير 13 دبابة وناقلات جند، وتدمير 33 رادارا، واسقاط مسيرة جوية واحدة للمرة الاولى، وتدمير 140 كاميرا، و69 منظومة اتصالات، و17 نظام تشويش، و27 منظومة استخبارات. والاهم بحسب رؤية المقاومة في لبنان، ان هذه الهجمات دفعت اكثر من 65 الف مستوطن اسرائيلي الى اخلاء 28 مستوطنة مجاورة للحدود مع لبنان. 

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي اسرائيل لبنان حزب الله غزة حسن نصرالله فی الجنوب

إقرأ أيضاً:

لبنان.. مرحبا ميكانيزم!

على ضوء التطورات الأخيرة، عاد "الميكانيزم" إلى الواجهة باعتباره الإطار الأكثر تأثيرا في إدارة المرحلة الانتقالية اللبنانية. فبحسب وسائل الإعلام فإن مصدر سياسي رفيع قال: "باتت هذه اللجنة هي التي تحكم لبنان عمليا، وتشرف على الانتخابات المقبلة، وتدير انتقال البلاد من حالة اهتزاز السلطة إلى مرحلة سياسية جديدة لم تتضح معالمها بعد". هذا الكلام ليس تفصيلا تقنيا بقدر ما هو إعلان غير مباشر عن دخول لبنان مرحلة وصاية سياسية وأمنية ناعمة، تحت عنوان تنظيم الانتقال وضبط المخاطر.. مهلا، مخاطر ممن على مَن؟!

إن دور "الميكانيزم" كما يظهر اليوم يتجاوز المتابعة التقنية لتنفيذ تفاهمات الجنوب أو تثبيت خطوط الاشتباك. فالثقل الدولي الذي يقف خلفها حوّلها إلى غطاء سياسي للحكومة، وإلى أداة تحصين ضد الانزلاق إلى حرب جديدة مع إسرائيل، ولكنها غير مضمونة مع حكومة يمينية فاشية مهما قال وقيل من هنا وهناك. غير أنّ هذا الدور نفسه يطرح أسئلة عن حدود هذه الوصاية ومداها الزمني، في بلد اعتاد أن تتحول المهمات المؤقتة إلى واقع دائم. فهل تكون اللجنة إدارة انتقالية لبضعة أشهر فقط، أم مدخلا إلى صيغة جديدة تطبخ على نار هادئة لإعادة تشكيل النظام السياسي بعد الحرب التي يسمع بها الجميع؟!

ورغم ما يقال عن نجاحات "الميكانيزم" في تبريد الخطوط ووقف التدهور، إلا أنّ إخفاقاتها ليست قليلة. فهي لم تنجح حتى الآن في توفير أمان حقيقي للجنوب أو في منع الانتهاكات الجوية اليومية، ولم تنجح في رسم ضمانات واضحة تمنع عودة الحرب في أي وقت تتغير فيه الحسابات الإقليمية أو الدولية. كما أنها، بحكم كونها إطارا دوليا، تبقى عاجزة عن معالجة جذور الصراع الداخلية، من سؤال السلاح إلى الانقسام الوطني إلى فقدان الدولة لجزء من لقرارها السيادي.

هنا يتقدم سؤال دور حزب الله، إلى متى يمكن البناء على مفهوم "التفويض الدولي" الضمني لاحتواء إسرائيل؟ الحزب قدّم قراءة تُحمّل الردع مسؤولية حماية الجبهة اللبنانية منذ 2006، قبل أن تنقلب الحرب الأخيرة وتكشف حجم الاختلالات، وتُظهر أن قرار الحرب والسلم ليس محكوما فقط بالقدرات العسكرية، بل بتوازنات دولية تتغير كل خمس سنوات وربما كل كأس للعرب ونحن في خضم مشاهدتها في دوحة العرب.

فبين "الميكانيزم" الذي يمنع الحرب، و"الردع" الذي يُفترض أن يمنح لبنان قوة تفاوضية، يتوه البلد بين معادلتين لا تلتقيان، فيما المواطن يعيش في فراغ أمني وسياسي واقتصادي لا تنفع فيه البيانات ولا التصريحات. في العمق، يواجه لبنان اليوم سؤال هويته الاستراتيجية: هل أصبح قابعا بين التدويل والتعريب، فاقدا القدرة على المبادرة الذاتية؟ فمن جهة، الدول المانحة تتحكم بمسار إعادة الإعمار وتربط الدعم بتسليح الجيش وترتيب البيت السياسي، ومن جهة ثانية، المبادرات العربية لا تزال مترددة، وتتعامل مع لبنان كملف مقلق يحتاج إلى إدارة لا إلى حل، أقله حتى الساعة بالرغم من النوايا الطيبة. وبين هذا وذاك يقف لبنان على قارعة الانتظار، يراقب وعود الإعمار المؤجّلة، ويستمع إلى شروط تسليح الجيش، ويرى مؤسساته تنهار، بينما تتحول اللجان الدولية بخطورة دورها إلى أن تكون سلطة أمر واقع!

وفي ظل هذا المشهد، يزداد القلق من السيناريوهات الأكثر خطورة، خصوصا بعد كلام توم باراك أكثر من مرة عن أنّ لبنان قد يلتحق بسوريا في حال استمرار الانهيار وفقدان الدولة لسيادتها وقدرتها على الإدارة. قد يبدو هذا الكلام مبالغا فيه، لكنه يعكس خشية حقيقية من أن تتحول الفجوات السياسية والأمنية إلى مسار فقدان كيان، لا مجرد فقدان سلطة. فالدول الصغيرة لا تموت دفعة واحدة، بل عبر تراكم مراحل من التفويض للآخرين، ومن التنازل عن السيادة، ومن انتظار الخارج ليحلّ ما عجزت عنه الدولة، وربما هذا ما يريده الكثيرون في العالم.

لبنان اليوم يقف على حافة هذا المنعطف؛ "الميكانيزم" يمنع الانفجار لكنه لا يبني دولة، وحزب الله يملك قوة عسكرية بلا غطاء وطني جامع، والدول تتعاطى مع الملف اللبناني بوصفه ملفا ملحقا بملفات أكبر. السؤال الكبير ليس من يحكم لبنان في المرحلة المقبلة، بل ماذا سيبقى من لبنان عندما تنتهي هذه المرحلة، وعندما يتوقف الخارج عن إدارة التوازنات، وعندما يبقى المواطن وحيدا أمام مشهد دولة فقدت أدواتها ومؤسساتها وآخرون يدعون انها فقدت قرارها.

مقالات مشابهة

  • بالفيديو والصورة... هذا ما حصل في مبنى قرب مكان استشهاد السيد نصرالله
  • وقفة لهيئة ممثلي الأسرى والمحررين اللبنانيين أمام مقر الإسكوا
  • أرسلان من بكركي: يبقى هذا الصرح حاضن وضامن لتثبيت اللبنانيين بالوحدة والتلاقي
  • لبنان.. مرحبا ميكانيزم!
  • من عالم العقارات إلى الدبلوماسية الفظة.. كيف انعكست النزعة الفوقية في هفوات خطاب توم براك؟
  • اللواء الركن لاوندس يشيد بجهود العسكريين: نقلة نوعية تعزّز ثقة اللبنانيين
  • بري: ما حدا يهدد اللبنانيين
  • “الصحة” تكشف عن الفيروس الأكثر انتشارا بين المواطنين حاليا
  • عاجل| الصحة تكشف عن الفيروس الأكثر انتشارا بين المواطنين حاليا
  • الصحة تكشف عن الفيروس الأكثر انتشارا بين المواطنين حاليا