مصر تستعد لاستقبال 7000 أجنبي سيتم إجلاؤهم من غزة
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
تستعد مصر لاستقبال 7000 أجنبي يحملون جنسية أكثر من 60 دولة وسيتم إجلاؤهم من قطاع غزة عبر معبر رفح، حسبما أعلنت "وزارة الخارجية المصرية"، الخميس.
وللمرة الأولى منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر، أجلي 76 جريحا فلسطينيا و335 مواطنا من الأجانب ومزدوجي الجنسية الأربعاء من قطاع غزة إلى مصر عبر رفح، المنفذ البري الوحيد لقطاع غزة غير الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، وفق ما نقلته وكالة "فرانس برس" عن مسؤول مصري.
وتنتظر عشرات سيارات الإسعاف المصرية لاستقبال مجموعة جديدة من الجرحى والمصابين الفلسطينيين عبر معبر رفح إلى جانب استقبال الدفعة الثانية من الأجانب ومزدوجي الجنسية العالقين في غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، حسبما ذكر مراسل "الحرة".
وأعلنت الهيئة العامة للمعابر في غزة، أن السلطات المصرية أبلغتهم بفتح المعبر، الخميس، لعبور دفعة جديدة من الأجانب، ونشرت كشفا بأسماء وجوزات مرور نحو 600 شخص ينتظر إنهاء اجراءاتهم للعبور إلى مصر تمهيدا لنقلهم إلى دولهم.
والأربعاء، عبر ما لا يقل عن 320 من الرعايا الأجانب، من بين قائمة مبدئية ضمت 500 أجنبي، والعشرات من سكان القطاع المصابين بجروح خطيرة إلى مصر بموجب اتفاق بين إسرائيل ومصر وحماس.
ومن بين من جرى إجلاؤهم حاملو جوازات سفر من كل من أستراليا والنمسا وبلغاريا وجمهورية التشيك وفنلندا وإندونيسيا وإيطاليا واليابان والأردن وبريطانيا والولايات المتحدة، حسبما ذكرت وكالة "رويترز".
وقال مصدر دبلوماسي إن نحو 7500 من حاملي جوازات السفر الأجنبية سيغادرون القطاع على مدى أسبوعين تقريبا.
وتسلل مئات من مسلحي حركة حماس، المصنفة إرهابية، إلى إسرائيل من غزة في هجوم أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال، بحسب السلطات الإسرائيلية.
وردت إسرائيل على الهجوم بقصف مكثف على غزة تسبب بمقتل أكثر من 8796 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال، بحسب آخر إحصائيات وزارة الصحة في القطاع التابعة لحماس.
وبلغ عدد الجرحى الفلسطينيين في غزة 21543 جريحا، حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس".
وتجاوز عدد الفلسطينيين المهجرين في غزة 1.4 مليون، بينما تم تدمير 33.960 وحدة سكنية في القطاع.
ودخل قطاع غزة 272 شاحنة مساعدات حتى الأول من نوفمبر.
وبلغ عدد القتلى الفلسطينيين في الضفة الغربية 130، بينما وصل عدد الجرحى هناك إلى 2100 جريحا.
والأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 16 من جنوده في المعارك الدائرة في قطاع غزة ومحيطه مع مقاتلي حماس.
وحسب "أسوشيتد برس" فقد بلغ عدد الجرحى الإسرائيليين 5431، بينما بلغ عدد النازحين 250 ألف إسرائيلي.
وهناك 240 من المختطفين لدى حماس في غزة، بينما تم إطلاق سراح أو إنقاذ 5 منهم.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
الصحفيون الأجانب في قطاع غزة
الصحفيون يكتبون المسودة الأولى للتاريخ، هكذا قال فيليب غراهام، ناشر صحيفة واشنطن بوست وخلّدت مقولته الأيام والدراسات الصحفية والإعلامية. وجرى العرف أن ينتقل الصحفيون الأجانب إلى مواقع الأحداث الساخنة يدونون مشاهداتهم عما يجري في الحروب والكوارث وغيرها من الأحداث، لكن قطاع غزة يشهد استثناء مقززا عن هذه القاعدة.
منذ نحو عامين منعت السلطات الإسرائيلية الصحفيين الأجانب من الوجود في قطاع غزة لتغطية ما يجري. في الحروب الإسرائيلية السابقة على قطاع غزة، كان الوجود الصحفي الأجنبي في القطاع يستلزم تصريحا من القوات الإسرائيلية، وأحيانا يكون وجودهم محصورا في بعض المناطق، لكن أضعف الإيمان حينئذ أن الصحفيين الأجانب كانوا يلتقون بأهل غزة ويدونون المعاناة اليومية التي يمرون بها.
ورغم أن هناك كثيرا من الملاحظات على أداء الصحافة الأجنبية عموما تجاه القضية الفلسطينية وتجاه العدوان المستمر والحروب المتوالية على قطاع غزة، لكن كان صوت الصحافة الأجنبية مهما لنقل رواية سياسة تحريرية أخرى لما يجري. وحتى وإن كانت هذه السياسية متحيزة، فإنها قد تتجاهل كثيرا من زوايا الحديث ولا تستطيع أن تغمض العين عن كافة أشكال القتل الممنهج الذي يجري، فكانت تتوالى القصص عن أهالي غزة ومعاناتهم في مختلف الصحف ووسائل الإعلام الدولية.
الوضع الحالي وصل للقضاء الإسرائيلي، إذ رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية مطلع العام الماضي 2024 طلبا لعدد من الصحفيين الأجانب للدخول إلى قطاع غزة لتغطية الحرب. وعللت القرار بأن الأوضاع الأمنية هناك لا تسمح لهم بالدخول، الأهم أنها اعتبرت أن دخول هؤلاء الصحفيين بشكل مستقل قد يشكل خطرا على الجنود الإسرائيليين المقاتلين في غزة ما يؤدي للكشف عن مسار العمليات العسكرية، ويعرض الجنود لخطر حقيقي. وفي العرف القانوني والعسكري أن هذه الظروف قد تكون موسمية أو وقتية، ولكن ليس بشكل دائم مستمر لما يقرب من عامين الآن وإلا لكنا أمام تعتيم حقيقي عما يجري في غزة.
خلال العامين الماضيين منذ اندلاع عملية طوفان الأقصى وما فتئت المنظمات الصحفية حول العالم تندد بالقرار الإسرائيلي وتطلق البيانات والدعوات المرة تلو الأخرى لتمكيين الصحفيين الأجانب من دخول قطاع غزة. وهذه البيانات ليست حبرا على ورق كما يبدو للوهلة الأولى، فهي إدانة واضحة ومتراكمة لسلوك الاحتلال؛ من قبل منظمات وهيئات وجمعيات ووسائل إعلام لم يعرف عنها أي انحياز للفلسطينيين أو معاداة لإسرائيل، وتضاف إلى سجل الجرائم الإسرائيلية بحق الصحافة والصحفيين.
الصحافة الإسرائيلية ذاتها انتقدت هذا القرار، وعنونت صحفية هآرتس افتتاحيتها منتصف العام الماضي: "لماذا تخاف إسرائيل من دخول الصحفيين الأجانب إلى غزة؟". وفندت الافتتاحية المزاعم الإسرائيلية لحرمان الصحفيين الأجانب من الدخول إلى غزة وتغطية الحرب، وهو ما يعني أن هذا القرار سياسي بالدرجة الأولى.
لم يألُ صحفيو غزة جهدا في توثيق ما يجري من معاناة وجرائم بالكاميرا والقلم والصوت والصورة، وقدموا أرواحهم فداء لهذه المهمة السامية النبيلة، بل وقع عليهم عبء مضاعف لأن مهمة التغطية التي من المفترض أنها تتوزع على صحفيين أجانب ومحليين يقومون بها بأنفسهم بشكل كامل، وهو الأمر الذي أنهكهم كما يبدو من ملامحهم وطريقة تغطيتهم للأحداث.
لقد حرمت السلطات الإسرائيلية العالم من رواية صحفية أخرى لما يجري، وهذا الحرمان لا يضر فقط أسلوب تغطية الصحافة الأجنبية لحرب غزة، بل ينزع حجة القائلين بعدم فهم ما يجري. فالاعتماد الآن هو على الرواية الصحفية الفلسطينية الداخلية وحدها التي لا ينبغي التشكيك فيها لا حاليا ولا مستقبلا، لأنها أثبتت كفاءة ومهنية وتضحية غير مسبوقة.
x.com/HanyBeshr