قال احد المتحدثين باسم منظمة اليونيسف الدولية ، بان غزه اصبحت مقبرة للاطفال ، وهو بسبب القتل المتعمد من قبل آلة الجيش الاسرائيلي التي تقتل يوميا الاطفال مع اسرهم بالعشرات امام مرأى ومشهد من العالم كله.

كل تلك الجرائم الخطيره في حق الانسانية ارتكبت خلال ثلاثة اسابيع فحسب ، تم ابادتهم بدم بارد وبتفويض علني من قبل رؤساء ووزراء دول الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا والمانيا ، اي ان هؤلاء القتلة لاطفال فلسطين هم شركاء مباشرين للعدو الاسرائيلي الصهيوني في هذا القتل البشع والمروع للابرياء من السكان المدنيين الفلسطينيين.

هذه الحرب العدوانية المتوحشة التي شنها آلة الحرب الاسرائيلية ، ورصدتها كاميرات القنوات الفضائية الحرة كقناة الميادين ، وقناة الجزيرة القطرية ، وقناة المنار اللبنانية ، وقناة العالم الايرانية ، وقناة TRT التركية ، وقناة RT الروسية وقناة المسيرة اليمنية وقناة الساحات اليمنية ، جميعها تنقل بالصوت والصورة كل تلك المآسي الانسانية التي تعرض لها المواطن الفلسطيني الاعزل من اي سلاح ، قصفت منازلهم وهم بداخلها ، وحينما غادروا منازلهم باتجاه المستشفيات والمراكز الصحية ومدارس الانروا التابعة للامم المتحدة ، وقاعات الافراح وخلافه ، الا ان آلة القتل الاسرائيلية طاردتهم الي حيث ياوون ودمرت المستشفيات فوق رؤوس مرضاها واطبائها وطالبي الامان فيها مثل مستشفي ( المعمدان ) الذي استشهد بها ازيد من 500 انسان في لحظة واحده ، ومباني ( مخيم جباليا ) الذي استشهد وجرح به ازيد من 400 انسان.

وكل ذلك القتل المجاني البشع من قبل العدو الصهيوني الاسرائيلي حدث بموافقة مباشره من قبل حكام واشنطن ولندن وباريس وبرلين وغيرها من عواصم دول حلف شمال الاطلسي

ما اشبه الليلة بالبارحة ونحن نشاهد آثار الدمار والقتل واشلاء الاطفال والنساء والشيوخ الذي يتعرض له الابرياء من الفلسطينيين في قطاع غزه ، ما يشاهده العالم اليوم وعبر القنوات الفضائية العالمية من فضائع الهولوكست الفلسطيني ، ان ذبح آلاف الاطفال الفلسطينيين هو الهولوكوست بعينه ، وهي جريمة العصر مع فارق معلن وهو ان هناك شركاء لقتل وذبح الاطفال الفلسطينيين من قبل جيش وحكام دولة العدو الاسرائيلي وشركائهم الحكام في اميركا ،بريطانيا وفرنسا والمانيا ، هؤلاء الشركاء لا يقلوا اجرام عن المجرم القاتل الصهيوني المباشر ، اما في هولوكوست اليهود الضحايا في المانيا النازية فقد كان النازيون وحدهم المسؤولون عن كل تلك الجرائم .

كنت ذات يوم من ايام دراستنا للغة الالمانية في شرق المانيا في النصف الثاني من ثمانينات القرن العشرين وفي زيارة طلابية استطلاعية لمجموعتنا الدراسية ، تلك المجموعة المكونة من عشرين طالباً اجنبياً من عدد من بلدان العالم ، وهم المجموعة [ C ] من طلاب معهد اللغة الالمانية هيردر لدراسة اللغات الاجنبية التابع لجامعة لايبزج في ولاية ساكسونيا ، وكان اسمها يوم ذاك جامعة كارل ماركس في زمن ال DDR ، جمهورية المانيا الديمقراطية .

ادارة معهد ال هيردر تنظم مجموعة من الزيارات لطلابها الاجانب الى محافظات ومقاطعات المانية ذات طبيعة سياحية او امكنة تحوي آثار تاريخية تمجد لتاريخ الامة الجرمانية ، وتعظم لبطولات الامة الالمانية وما اكثرها من امكنة تاريخية هامة ومتاحف وساحات وقلاع وقصور عملاقة وحدائق تكتنزها المانيا بجزئيها الشرقي والغربي.

احدى هذه الزيارات كانت لمدينة فايمار الجميلة وضمن جدول الزيارة ذهبنا الى معسكر اعتقال كبير / بوخن فالد وهو عبارة عن معسكر اعتقال واسع صممه النازيون الالمان لكي يمارسوا فيه ابشع الجرائم لقتل اليهود وبقية الاقوام الذين يتعارضون فيه مع فكر وسياسة ورؤية النازيون للحياة في المانيا .

مع العلم انه قد تضاعف عدد المخيمات أربع مرات بين سنة 1939 وسنة 1942 ليصل إلى 300 معسكر اعتقال أو يزيد، حيث كان يُسجن في تلك المعتقلات العمال العبيد ، ومن الجنسية السلافية ، من ( الروس ، والتشيك ، والبلغار ، والبولنديين ….. الخ ) ، ومن مختلف أنحاء أوروبا واليهود والسجناء السياسيون والمجرمون وفئة المثليين جنسياً ، ومن طبقة الغجر المنتشرين في اوروبا .

وكانت هذه المعتقلات وايواء المطلوبين فيها يتم في الأعم دون أي إجراء قانوني ، بل ان ذلك السجن يتم حشر المطلوبين فيه بطريقة تعسفية ومن بين معسكرات الاعتقال هي معسكر : بوخنفالد الذائع الصيت ، وهو واحد من أكبر محتشدات الاعتقال التي أنشأها النازيون وهو متصل بمخيمات كثيرة.

بني المخيم عام 1937 في منطقة الغابات على السفوح الشمالية لإترزبرغ حوالي خمسة أميال شمال غرب مدينة فايمار الجميلة  في ألمانيا الشرقية .

بطبيعة الحال هناك جرائم ارتكبها النازيون الالمان ضد العديد من الفآت والاقوام والطبقات ، لكن اليهود هم وحدهم من يتم تكرار وترديد ماساتهم دون سواهم ، وهذا امر معروف ومفهوم عنهم لدي طبقة المثقفين الاوروبيين ، بان اليهودي وحده يحاول ان يحتكر الماساة والفواجع لذاته ، وهذا ديدن  وفلسفة مفكريهم ومنظريهم المعتقين ، والا كيف يمكن ان نفسر ذلك الحدث التاريخي بشان ضحايا الحرب العالمية الثانية الذي تشير بياناته بموت وضياع قرابة 60 مليون انسان أوروبي وهم من معظم الجنسيات الاوروبية التي اشتركت في الحرب العالمية الثانية ، لكن لايذكر للمستمع والقارئ العادي سوي 6مليون يهودي تم احراقهم في هولوكوست النازيين الالمان ، ويتم تجاهل البقية الباقية من الملايين الاوربيين ، هكذا يتم احتكار الفاجعة من قبل اليهود وحدهم .

وقد اشار المفكر العربي / فاضل الربيعي بانها ( صنيعة ) وصنعة خاصة باليهود علي مدار التاريخ ، هو احتكار المأساة والفاجعة لليهود بمفردهم ، ولذلك قد سجلوا في ما كان يعرف بالسبي البابلي بقياد القائد نبوخذ نصر بان اليهود والاسرائيليين وحدهم قد تم سبيهم ونقل اطفالهم من اليمن ( من سباء وحمير ) الى ارض بابل العراق دون سواهم من القبائل اليمنية ، لان منظريهم تاريخيا قد احتكروا توثيق الفاجعة دون سواهم من الاقوام والقبائل.

قتل الاطفال الفلسطينيين في رحاب غزه الطاهرة نستخلص منها الدروس والعبر الآتية :

اولاً :

بسم الله الرحمن الرحيم ( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ) صدق الله العلي العظيم .

هذه الآية القرآنية الكريمة تمجد فئة الطفولة واقرنها بالمال كزينة للانسان في الحياة ، وبالتالي فهي تحمل خصوصية الجمال للانسان والتميز والتقرب الى الله والاعمال الايمانية عبر فئة الطفولة الطاهرة التي وهبها الله الروح كي تصبح ذات شان في الحياة المستقبلية.

ثانياً :

قداسة الروح للانسان عند الله غالية وعاليه جدا جدا جدا ، لكن قداسة الروح عند الله بالنسبة للاطفال تكون مضاعفة لفئة الاطفال يقول الحديث النبوي الشريف [ لأن تهدم الكعبة حجرًا حجرًا، أهون عند الله من أن يراق دم امرئ مسلم ]

وبالتالي فان قتل البشر العزل الآمنين في رحاب غزه المباركة هي جريمة حرب ، سيحاكم في قادة العدو الصهيوني وحلفائهم الاشرار من القادة الامريكان ، والفرنسيين ، البريطانيين والالمان.

ثالثاً :

هذه الجريمة النكراء لقتل الاطفال هي شراكة القتلة بالتساوي بين كل العواصم المجرمة ، بين تل ابيب وواشنطن ولندن وباريس  وبرلين.

رابعاً :

 تخاذل الحكام العرب عن اداء دورهم الاخوي والديني والانساني تجاه الانسان الفلسطيني في رحاب غزه ، وتقاعسهم عن اداء واجبهم في حماية اولى القبلتين وثالث الحرمين الشرفين ومسرى رسولنا الاعظم محمد صلي الله عليه وسلم ، تعد جريمة وعيب اسود يلف وجيه العرب والمسلمين في جميع اصقاع العالم ، باستثناء من خرج منهم يقاوم المحتل ، باي طريقة للمقاومة لدعم احرار فلسطين.

خامساً :

يتعرض الشعب العربي الفلسطيني اليوم لمحرقة بشعة امام مرئي العالم كله ، ولم يحرك النافذون المسيطرون علي القرار العالمي في هذا العالم باية مواقف جاده لايقاف هولوكوست اطفال فلسطين ، وما يحدث اليوم في غزه لاطفال فلسطين قد حدث ما يشابهه لليهود المسالمين بالامس في زمن النازية الالمانية والفاشية الايطالية ومن لف لفهم ! ! !

سادساً :

الجرائم التي ارتكبها كيان المحتل الاسرائيلي الصهيوني ضد اطفال فلسطين  نسائها وشيوخها مبرر كاف بان تقطع جميع العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية للدول والكيانات العربية المطبعة مع كيان دولة العدو الاسرائيلي الصهيوني ، والاقتداء بدول امريكا اللاتينية التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني احتجاجاً على جرائم الصهينة في رحاب غزه ، تخيلوا كم هي المسافة الزمنية والتضاريسية بين امريكا الجنوبية والكيان الاسرائيلي ، وكم هي المسافة ؟ بين الدول العربية المطبعة وبين الكيان الصهيوني ، لكن المعني هنا في تقديس معاني الكرامة والاخلاق والقيم الانسانية التي حافظ عليها الاجانب واسقطها بعض الحكام والافراد العرب من ثقافتهم ودينهم واخلاقهم ، والله المستعان .

سابعاً :

يجب ان تخلد كل جرايم قتل اطفال غزة في ذاكرة الامم ، وتخصيص ساحات وابنية وتماثيل في قلب عواصم البلدان العربية والاسلامية وعواصم الاحرار في العالم ، كي لاتنسى الانسانية جرائم القتل الجماعي لهذا الكيان الصهيوني اللقيط بحق اطفال ونساء وكبار السن من اهلنا في فلسطين.

الخلاصة :

هذه الجرائم الوحشية بحق الشعب العربي الفلسطيني ، وقتل بالمجان ، والتي تُرتكب بقطاع غزه تفضح همجية هذا الكيان المحتل الصهيوني المؤقت اللقيط ، وتفضح معه المتعاونين معه من حكام امريكا ، واوربا الغربية من حلف شمال الاطلسي العدواني ، انهم مستعرون ومحتلون لارض الغير بالامس واليوم ، هم واسلافهم من الاجداد والاباء ، وهم من يمارس رذيلة الكذب والتدليس والتزوير الفج وبشكل علني فاضح.

                                       وفوق كل ذي علم عليم

 

ٲ. د.  عبدالعزيز صالح بن حبتور

رئيس وزراء حكومة تصريف الاعمال في الجمهورية اليمنية / صنعاء.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: اطفال فلسطین من قبل

إقرأ أيضاً:

الأخطبوط الصهيوني

حاتم الطائي

 

الأذرع الصهيونية تخترق كل القطاعات من الإعلام إلى البورصات والمنظمات

الفضائح والابتزاز الأخلاقي سلاح قذر في يد الحركة الصهيونية

الصهيونية العالمية تُهيمن على القرار الأمريكي والغربي بالكامل

 

اشتهر اليهود على مرِّ التاريخ بقدرتهم على اختلاق الأكاذيب وانتهاج الإفك سبيلًا من أجل تحقيق أهدافهم الدنيئة وبلوغ غاياتهم المُنحطة أخلاقيًا، وليس في هذا عنصرية أو تجنٍ طائفي تجاه فئة ما؛ بل رصد تاريخي مُوثق بالأدلة والبراهين، التي تُؤكد أنَّ اليهود في كل حقب ومراحل التاريخ المتباعدة والمتقاربة مارسوا أسوأ السياسات وانتهجوا أبشع الأساليب لتحقيق مآربهم، والتي تهدف في الأساس إلى السيطرة على العالم وفرض رؤيتهم الإحلالية الاستعمارية، بأيِّ صورةٍ كانت.

وقائع التاريخ تؤكد أنَّ المُواجهات المُختلفة مع اليهود من مختلف شعوب وأجناس الأرض، انطلقت شرارتها على الدوام من مساعي لوبيات يهودية لبسط نفوذها في جميع القطاعات، مع التركيز على القطاعات التجارية والاقتصادية، لعلمهم اليقين أن هذه القطاعات هي التي تتحكم في مصائر الناس، وتجعل الحُكّام والملوك والأمراء لقمة سائغة بين أيديهم. لذلك يلجأون في كل محطاتهم التاريخية إلى اختلاق مظلمة وادعاء الاضطهاد، بهدف درء أي شُبهة عنهم، والظهور بمظهر الضحية لا الجلّاد!

وفي العصر الحديث ظلّت "المحرقة النازية" المظلمة التاريخية التي يدعيها اليهود ويرددونها في كل وقت، في مسعى منهم لابتزاز العالم بأسره، ومن المؤسف أنَّ مثل هذه الخطط تحقق أهدافها المشبوهة، ويصدقها من يخضعون لابتزاز واستدراج اليهود، لدرجة أن توجيه أي نقدٍ لليهود أو الكيان الإسرائيلي بات يُعتبر جريمة تحت مسمى "مُعاداة السامية"، والسامية منهم براء. هذه المظالم الكاذبة امتدت حتى في حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني؛ سواء في قطاع غزة عبر القتل المُمنهج، أو في الضفة الغربية عبر التهجير القسري وانتزاع الأراضي، أو في القدس من خلال تهويد هذه المدينة العربية الإسلامية التاريخية.

وعادةً ما يُطرح تساؤلٌ مُحيِّر: ما الذي يمنح اليهود- وتحديدًا الصهاينة- هذا النفوذ وتلك القوة في الهيمنة على مُعظم دول العالم؟ وما سر قدرة اليهود الصهاينة على اختراق مؤسسات الحكم والحكومات والمنظمات الدولية والجامعات والمؤسسات المصرفية والشركات متعددة الجنسيات؟

الإجابة على هذا التساؤل، تدفعنا للعودة إلى مساعي اليهود الدائمة للسيطرة على القطاعات التجارية والاقتصادية في أي بلدٍ يعيشون فيه، حتى عندما كانوا يعيشون في منطقتنا العربية في دول مثل مصر أو الشام أو حتى دول الخليج واليمن، ثم تطوَّر الأمر مع ظهور الصهيونية في صورتها الاستعمارية، وتفاقم بشدة مع احتدام الصراع مع الصهيونية العالمية، التي سعت إلى توسيع نفوذ اليهود الصهاينة في أنحاء العالم، وتحديدًا عندما قرروا احتلال أرض فلسطين العربية، واتخاذها كما يزعمون "وطنًا لليهود"، بسبب رسالة وزير الخارجية البريطانية آرثر بلفور، والتي عُرفت بـ"وعد بلفور"؛ ذلك الوعد المشؤوم الذي مهد ووضع القدم الأولى لليهود الصهاينة في فلسطين، وأطلق العنان لحثالة الأمم لتُمارس أبشع الجرائم العنصرية وجرائم الإبادة ومحو الهوية، للقضاء على كل ما هو فلسطيني.

ولكي ينجح الصهاينة في تحقيق مخططاتهم، كان لا بُد من وجود أذرع أخطبوطية تخدم أهدافهم غير المشروعة، وتساعدهم على إخضاع أي طرف يُعارض مخططاتهم الشيطانية، أو تُهدد وجودهم كقوة احتلال في الأراضي العربية. الأذرع الصهيونية لم تكن مُجرد شخصيات نافذة لها وزنها في مواقع مختلفة؛ بل هي بمثابة مندوب ووكيل عن الحركة الصهيونية، وقد امتدت أذرع الأخطبوط الصهيوني لتشمل جميع القطاعات، من الإعلام إلى البورصة، ومن البنوك إلى مؤسسات التصنيف الائتماني، ومن الأحزاب السياسية إلى الجمعيات غير الحكومية، ومن الجامعات إلى المؤسسات البحثية، ومن الأندية الرياضية إلى الاتحادات. لم يترك الأخطبوط الصهيوني قطاعًا إلا وتوغل فيه، ليجد له موطئ قدم، تعيش مثل الخلايا النائمة، ليتم إيقاظها في الوقت المناسب وللأهداف الخفية التي تتجلى فيما بعد.

عالم المال والأعمال أبرز الأمثلة على توغل فيها اللوبي الصهيوني وسيطرته على حركة الأموال والاستثمارات حول العالم، فلا استثمار دون مُوافقة هذا اللوبي، ولا تمويل أو قرض من مؤسسة دولية إلّا ويكون بعد رضا اللوبي الصهيوني. ولننظر إلى أشهر العائلات في بريطانيا والولايات المتحدة؛ لنجد أنَّها عائلات يهودية في الأساس، نمت وترعرعت في بيئة مؤيدة للحركة الصهيونية العالمية، وانطلقت لتفرض نفوذها في جميع القطاعات التي اخترقتها. وأشهر مثال على ذلك، عائلة ميردوخ، قطب الإعلام الأمريكي، وصاحب أكبر مؤسسات الإعلام الدولية قاطبة، والتي تتحكم في وعي ومعارف ملايين المشاهدين والمتابعين والقراء حول العالم. وهناك عائلة روتشيلد التي تملك أكبر المؤسسات المالية والمصرفية، وبسبب ثروتها الهائلة، فقد ضخت أموالًا طائلة لتمويل هجرة اليهود إلى فلسطين واحتلالها، وما تزال هذه العائلات تقدم الدعم والتمويل للحركة الصهيونية العالمية وللكيان الإسرائيلي. أضف إلى ذلك، عمليات تجنيد الحلفاء لصالحهم، وصناعة مُتصهينين ليسوا يهودًا، ومنهم الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن الذي صرَّح أكثر من مرة أنَّه "صهيوني. وكذلك صناعة مُتصهينين عرب في دوائر الحكم وصناعة القرار وعلى منصات التواصل الاجتماعي وغيرهم الكثير للأسف.

الابتزاز واستخدام الفضائح وسيلة للضغط على الآخرين وضمان خضوعهم، يُمثل كذلك أنجع الوسائل والأساليب التي تعتمد عليها الصهيونية، لتحقيق مآربها الدنيئة، مُستخدمين في ذلك المشاهير من فنانين ومخرجين، ولا أدل على ذلك من فضائح المخرج الأمريكي جيفري إبستين، وهو سليل عائلة يهودية، والتي عُرفت باسم "ملفات إبستين"، وتكشف مدى الابتزاز والتصرفات غير الأخلاقية التي كانت تجري تحت غطاء حفلات كان ينظمها إبستين في منزله الخاص، ويُمارس فيها حفلات دعارة مُنظَّمة يشارك فيها مشاهير من مختلف الأوساط السياسية والفنية. وقد أظهرت هذه الفضائح تورط رؤساء وملوك وأمراء حول العالم في عمليات ابتزاز مارسها إبستين، الذي تبيّن لاحقًا أنَّه كان عميلًا للموساد الإسرائيلي، وأن حكومة إسرائيل تقف وراء هذا المخرج الصهيوني. وهو ما يُؤكد أن الابتزاز سلاح نوعي استخدمته الصهيونية عبر أذرعها المُمتدة في كل مكان.

لذلك لا غرابة في أن نجد مواقف الكثير من الدول تجاه حرب الإبادة في غزة، مؤسفة وغير منطقية، وكأنَّ كل رئيس أو زعيم يخشى من تسريب فضيحة له إذا ما اتخذ موقفًا شجاعًا ضد الكيان الصهيوني ردًا على المذابح والجرائم ضد الإنسانية التي تُمارس في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ أكثر من 75 عامًا.

جانب آخر مرتبط بالأذرع الصهيونية، يتعلق بالدور الأمريكي المتواطئ والمشارك في حرب الإبادة في غزة؛ سواء من خلال الدعم الأمريكي المباشر بالسلاح والذخائر والطائرات، أو الانحياز السافر ضد أي قرار أممي أو في مجلس الأمن يدعم حقوق الشعب الفلسطيني أو يُساعد على وقف الحرب. الدور الأمريكي في تغييب الوعي يتجلى كذلك في هيمنة السردية الصهيونية في وسائل الإعلام الأمريكية والغربية كذلك، وتعمُّد تجاهل الحقائق الدامغة التي تُثبت جرائم إسرائيل، خوفًا من الأذرع الصهيونية، التي تُهدد كل من يُعارض الصهيونية والكيان الإسرائيلي بالقتل والفضائح والتنكيل والسجن. ويكفي أن نعلم أن عدد السكان الأمريكيين اليهود يصل إلى 7.6 مليون شخص، بنسبة 2.4% من عدد سكان الولايات المتحدة، لكن من المؤسف أنَّ عدد الصهاينة يفوق ذلك أضعافًا مضاعفة، نظرًا لتوغلهم في كل فئات وقطاعات المجتمع الأمريكي، ولا سيما دوائر صنع القرار. والآن أصبحت كل مقدرات أمريكا مُسخَّرة لخدمة بني صهيون، والتغطية على ما يجري في غزة من إبادة ومذابح وحرب تجويع تُجرِّمها كل القوانين والمواثيق الدولية... لكن لا حياة لمن تُنادي!!

ويبقى القول.. إنَّ الأذرع الصهيونية حول العالم، لن تتوقف عن دعم المُخطط الصهيوني الساعي إلى إبادة الشعب الفلسطيني وكل الشعوب العربية، ولا سبيل لمُجابهة ذلك سوى وحدة الصف العربي والإسلامي، ومواصلة دعوة المجتمع الدولي للوقوف في وجهة هذا الغول البشع، وفضح مُخططاته ومؤامراته، ودعم القضية الفلسطينية في كل المحافل، والعمل على نشر الحقائق وتفنيد الأكاذيب الصهيونية، من أجل قطع هذه الأذرع إلى الأبد، ولكي يتخلص العالم من شرور هذه الحركة الدموية العنصرية المقيتة، بلا رجعة.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • حزب البناء الوطني يدين استهداف الصحفيين الفلسطينيين ويطالب بمحاسبة الاحتلال الصهيوني
  • الصحفيين الفلسطينيين: استهداف الصحفيين في غزة جريمة ممنهجة
  • «الصحفيين الفلسطينيين»: استهداف الصحفيين في غزة جريمة ممنهجة لطمس الحقيقة
  • ارتفاع عدد شهداء الصحفيين الفلسطينيين في غزة إلى 237 إثر استهداف إسرائيلي مباشر لخمسة منهم
  • تخلص من زوجته حرقا بالعاشر من رمضان والإعدام شنقاً كان مصيره.. تفاصيل جريمة هزت الشرقية
  • الخارجية الإيرانية تدين جريمة اغتيال عدد من الصحفيين إثر العدوان الصهيوني على غزة
  • حماس: جريمة التجويع في غزة تمثل أبشع فصول الإبادة ضد الفلسطينيين
  • الأخطبوط الصهيوني
  • “إعلام الأسرى”الفلسطينيين: 10800 أسير في سجون العدو الصهيوني
  • وكيل قوى عاملة النواب: قرار إسرائيل باحتلال غزة جريمة حرب ضد الفلسطينيين