الإفتاء: لا تصح صلاة الجمعة منفردة لـ 4 أسباب
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
قالت دار الإفتاء إن صلاة الجمعة شعيرة من شعائر الإسلام، أوجب الشرع السعي إليها والاجتماع فيها والاحتشاد لها؛ توخِّيًا لمعنى الترابط والائتلاف بين المسلمين؛ قال الإمام التقي السبكي في "فتاويه" (1/ 174، ط. دار المعارف): [والمقصود بالجمعة: اجتماعُ المؤمنين كلِّهم، وموعظتُهم، وأكملُ وجوه ذلك: أن يكون في مكانٍ واحدٍ؛ لتجتمع كلمتهم، وتحصل الألفة بينهم] اهـ.
وأضافت الدار في فتوى لها :" افترضها الله تعالى جماعةً؛ بحيث لا تصح مِن المكلَّف وحدَه مُنفرِدًا؛ فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الجمعة: 9-10].
وهاتان الآيتان تدلان على وجوب شهودها وحضورها على كلِّ مَنْ لزمه فرضُها، من وجوه:
الأول: أنهما وردتا بصيغة الجمع؛ خطابًا وأمرًا بالسعي؛ فالتكليف فيهما جماعي، وأحكامهما متعلقة بالمجموع.
الثاني: أن النداء للصلاة مقصودة الدعاء إلى مكان الاجتماع إليها؛ كما جزم به الإمام الفخر الرازي في "مفاتيح الغيب" (30/ 542، ط. دار إحياء التراث العربي).
الثالث: أن "ذكر الله" المأمور بالسعي إليه: هو الصلاة والخطبة بإجماع العلماء؛ كما نقله الإمام ابن عبد البر في "الاستذكار" (2/ 60، ط. دار الكتب العلمية).
الرابع: أنَّ مقصود السعي هو: حضور الجمعة؛ كما في "تفسير الإمام الرازي" (30/ 541-542)، والأمر به: يقتضي الوجوب؛ ولذلك أجمع العلماء على أن حضور الجمعة وشهودها واجب على مَن تلزمه، ولو كان أداؤها في البيوت كافيًا لما كان لإيجاب السعي معنى.
قال الإمام ابن جُزَيّ في "التسهيل لعلوم التنزيل" (2/ 374، ط. دار الأرقم): [حضور الجمعة واجب؛ لحمل الأمر الذي في الآية على الوجوب باتفاق] اهـ.
وتابع: هو ما دلت عليه السنة النبوية المشرفة؛ فعن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها، أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رَوَاحُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ» رواه النسائي في "سننه".
هل يجوز عمل المرأة وقت صلاة الجمعة ؟.. سؤال يشغل بال كثير من النساء، خاصة فيما يتعلق بأحكام صلاة الجمعة للمرأة وهل تجب عليها كما تجب على الرجل؟
أجاب أمين الفتوى خلال فيديو البث المباشر عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء، أن المرأة لا صلاة جمعة عليها، ووقت الخطبة والصلاة تعمل ولا شيء في هذا الأمر.
وأضاف: البعض يتشاءم من العمل وقت صلاة الجمعة، لكن مادامت المرأة في البيت لا صلاة عليها وتصليها ظهرا، وتقضي حاجات منزلها وقت خطبة الجمعة ولا شيء في ذلك.
حكم صلاة الجمعة للنساء في المسجد
يوم الجمعة من الأيام المميزة عند المسلمين، والتي تختلف طقوسه عن أي يوم آخر في الأسبوع، فقال الله عز وجل في سورة الجمعة الآية 9، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) صدق الله العظيم
أما بخصوص حكم صلاة الجمعة للنساء في المسجد، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (الجمعةُ حقٌّ واجبٌ على كل مسلمٍ في جماعةٍ إلّا أربعةٌ: عبدٌ مملوكٌ، أو امرأةٌ، أو صبيٌّ، أو مريضٌ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذاً تُستثنى المرأة من صلاة الجمعة.
كما اتفق العلماء على أن صلاة الجمعة لا تجب على النساء، وأنهن يصلين في بيوتهن أفضل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صلاة الجمعة وقت صلاة الجمعة صلاة الجمعة
إقرأ أيضاً:
تولى منصب "الإفتاء والأوقاف والأزهر".. سيرة الشيخ جاد الحق علي جاد الحق
أحيت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، سيرة فضيلة الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، الذي تولى المناصب الثلاثة وهم دار الإفتاء والأوقاف ومشيخة الأزهر.
مولده ونشأة فضيلة الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق علي جاد الحقولد فضيلة الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق يوم الخميس 13 من جمادى الآخرة عام 1335هـ الموافق 5 من إبريل عام 1917م ببلدة بطرة مركز طلخا محافظة الدقهلية.
حفظ القرآن الكريم وجوَّده وتعلَّم القراءة والكتابة في كُتَّاب القرية، ثم التحق بالجامع الأحمدي بطنطا في سنة 1930م، واستمر فيه حتى حصل على الشهادة الابتدائية سنة 1934م، وواصل فيه بعض دراسته الثانوية، ثم استكملها بمعهد القاهرة الأزهري حيث حصل على الشهادة الثانوية سنة 1939م، بعدها التحق بكلية الشريعة الإسلامية، وحصل منها على الشهادة العَالِمية سنة 1363هـ/1943م، ثم التحق بتخصص القضاء الشرعي في هذه الكلية، وحصل منها على الشهادة العَالِمية مع الإجازة في القضاء الشرعي سنة 1945م.
مناصب فضيلة الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق
عُيِّن الشيخ جاد الحق علي جاد الحق فور تخرجه موظفًا بالمحاكم الشرعية في 26 من يناير سنة 1946م، ثم أمينًا للفتوى بدار الإفتاء المصرية بدرجة موظف قضائي في 29 من أغسطس سنة 1953م، ثم قاضيًا في المحاكم الشرعية في 26 من أغسطس 1954م، ثم قاضيًا بالمحاكم من أول يناير سنة 1956م بعد إلغاء المحاكم الشرعية، ثم رئيسًا بالمحكمة في 26 من ديسمبر سنة 1971م، وعَمِلَ مُفتشًا قضائيًّا بالتفتيش القضائي بوزارة العدل في أكتوبر سنة 1974م، ثم مستشارًا بمحاكم الاستئناف في 9 من مارس سنة 1976م، ثم مفتشًا أول بالتفتيش القضائي بوزارة العدل.
تقلد فضيلة الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق لمنصب الإفتاء:
عُيِّن الشيخ جاد الحق علي جاد الحق مفتيًا للديار المصرية في 22 من رمضان سنة 1398هـ الموافق 26 من أغسطس سنة 1978م، وقد كرَّس كل وقته وجهده في تنظيم العمل بدار الإفتاء وتدوين كل ما يصدر عن الدار من فتاوى في تنظيم دقيق حتى يسهل الاطلاع على أي فتوى في أقصر وقت. كما توَّج عمله بإخراج الفتاوى التي صدرت عن دار الإفتاء في عهودها السابقة حتى تكون متاحة لكل من يبغي الاستفادة منها. وقد أصدر فضيلته (1282) فتوى مسجلة بسجلات دار الإفتاء.
كما اختير فضيلته عضوًا بمجمع البحوث الإسلامية سنة 1980م.
تقلد الشيخ جاد الحق علي جاد الحق منصب وزير الأوقاف:
تم تعيين فضيلته وزير الدولة للأوقاف بالقرار رقم 4 لسنة 1982م بتاريخ 9 من ربيع الأول 1402هـ الموافق 4 من يناير 1982م، وفور تقلده لهذا المنصب عقد العديد من المؤتمرات مع الأئمة والخطباء واستمع إلى المشاكل التي تعترضهم؛ للعمل على حلها حتى يقوم الدعــاة إلى الله بواجباتهم.
مشيخة الأزهر:
مكث الشيخ جاد الحق علي جاد الحق في الوزارة أشهرًا قليلة ما لبث بعدها أن تولَّى مشيخة الأزهر في 22 جمادى الأولى 1402هـ الموافق 17 من مارس سنة 1982م، بالقرار الجمهوري رقم 129 لسنة 1982م، فأصبح هو الشيخ الثاني والأربعين من سلسلة شيوخ الأزهر.
وفاة الشيخ جاد الحق علي جاد الحق
توفي الإمام الراحل فجر الجمعة 25 من شوال 1416هـ الموافق 15من مارس 1996م بعد حياة حافلة بالعطاء وخدمة الإسلام رحمه الله رحمة واسعة.