القبة الحديدية وهم الأمن الخادع.. كيف نجحت المقاومة بخلق توازن الرعب
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
لم يكن الناطق باسم كتائب عز الدين القسام أبو عبيدة، يهدد بالكلمات فقط، عندما قال للاحتلال "أن تل أبيب ستقف على قدم وأن الرد على قصف برج فلسطين وسط غزة سيكون مزلزل" في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
نفذ أبو عبيدة وعيده، وباتت المقاومة تمطر "تل أبيب" بشكل يومي بل حتى عدة مرات خلال اليوم الواحد، بعشرات الصواريخ، تفشل القبة الحديدية باعتراض الكثير منها.
لطالما روج الاحتلال لهذه المنظومة التي صدرها للعالم كدرع واق متين ضد الهجمات الصاروخية، تمنح أمانا طويل الأمد للمدن المحتلة، إلا أن المقاومة أثبتت في كل مواجهة أن القبة باتت شبكة وأن ذراعها بات يصل لتل أبيب وربما أبعد.
فشل القبة الحديدية باعتراض صواريخ المقاومة بدا واضحا مع صافرات الإنذار التي تدوي على مدار الساعة في المدن المحتلة، ومشاهد الدمار التي تحدثه الصواريخ.
لليوم الثالث والعشرين صواريخ الفصائل تصل تل ابيب.#عربي21 pic.twitter.com/H6liXB9S1J — عربي21 (@Arabi21News) October 29, 2023
منظومة القبة الحديدية
صممت المنظومة كنظام دفاع جوي لصد الصواريخ قصيرة المدى والقذائف المدفعية من عيار 155 مليمترا، والتي يصل مداها إلى 70 كيلومترا، مكونة من جهاز رادار ونظام تعقب وقاذفة مكونة من 20 صاروخا اعتراضيا يدعى "تامير".
تتجه صواريخ القبة الحديدية صوب القذائف الصاروخية حتى تصطدم بها، وكلما طال مدى الصاروخ استغرق الأمر وقتا أطول لحساب مساره، وأي انحراف يمكن أن يحدث تغييرا في موقع الاصطدام.
يكون الصاروخ الاعتراضي مجهز برأس حربي باستطاعته على وتفجير أي هدف في الجو، حيث ينقل الرادار مسار المقذوف وطبيعته، إلى وحدة إدارة المعركة والسيطرة والمراقبة لتحليل مسار الهدف وتحديد موعد ومكان سقوطه المفترض.
عندما يشكل الصاروخ أو القذيفة المدفعية خطرا يُعطى الأمر خلال ثوان للصاروخ بالاعتراض وتفجير الهدف في الجو من دون الارتطام به مباشرة، أما بالنسبة للصواريخ التي لا تشكل تهديدا فتسمح لها القبة بالسقوط في الأماكن المفتوحة.
وتقدر تكلفة كل بطارية واحدة للقبة الحديدية حوالي 50 مليون دولار. بينما تتراوح تكلفة صواريخ "تامير" الاعتراضية بين 40 ألف دولار و50 ألف دولار، لكل صاروخ.
وطورت المنظومة عام 2017 وعززت بإمكانية اعتراض دقيقة ضد قذائف الهاون التي يزيد طولها عن نصف متر.
في آذار/ مارس 2021، أعلنت وزارة حرب الاحتلال تحديث نظام القبة الحديدية حتى يتمكن من اعتراض الصواريخ والعديد من الطائرات بدون طيار.
قبة متهشمة
تقول وكالة بلومبرغ الأمريكية، إن منظومة القبة الحديدية، أصبحت شيئا فشيئا مرهقة مع تراجع معدل اعتراض الصواريخ وهذا ما حذر منه بشدة خبراء عسكريين غربيين حيث قالوا، أنه مع مرور الوقت، الإفراط في تحميل المنظومة ضغط زائد سيؤدي لتراجع نسبة الاعتراض وهذا تحديدا ما بدأ يحصل منذ أيام.
وأشارت "بلومبرغ" إلى أن انخفاض نسبة اعتراض "القبة الحديدية" للصواريخ، ولو قليلا من 90 إلى نحو 80 بالمئة، سيعني سقوط المزيد من الصواريخ على المدن المحتلة في حال قامت حماس أو جماعات أخرى بهجمات مكثفة من جديد.
يذكر باتريك ساليفان، مدير معهد الحرب المعاصرة التابع للأكاديمية العسكرية الأمريكية، أن حماس أطلقت 3 آلاف صاروخ في الـ 20 دقيقة الأولى من هجومها على إسرائيل يوم 7 أكتوبر، ما يشكل زيادة ملموسة عن العمليات السابقة، وأن الصواريخ كانت متطورة أكثر مما كان يستخدم في الهجمات السابقة.
تكتيكات المقاومة
يلتقط جهاز الرادار في منظومة القبة الحديدية إشارة عن وجود الصاروخ في الجو، عندها يقوم الحاسوب عبر حسابات معينة بتحديد مكان سقوطه، قبل أن يطلق صاروخ تامير "الاعتراضي"، الذي توكل له مهمة تدمير الصاروخ.
في الحالة الطبيعية لهجوم متوسط يمكن للقبة الحديدية اعتراض الصواريخ التي تصل بشكل متتال وبأعداد منخفضة لكن إذا انطلق هجوم بعدد كبير من الصواريخ وبرشقات صاروخية متعددة في ذات الوقت، يعجز نظام المعالجة في القبة الحديدة عن صدها وهو ما حدث فجر السابع من أكتوبر وما تلاه.
وقالت حينها، كتائب عز الدين القسام، إنها أطلقت حوالي 5 آلاف صاروخ على إسرائيل في حوالي 20 دقيقة، في حين قدر جيش الاحتلال الإسرائيلي عددها بـ 2200 صاروخ، لكنه لم يكشف عن عدد الصواريخ التي تم اعتراضها.
يمتلك الاحتلال 10 بطاريات للقبة الحديدية، يمكنها توفير تغطية بحجم مدينة ضد الصواريخ التي يتراوح مداها بين 4 و70 كيلومترا، وفقا لبيانات جيش الاحتلال.
تستطيع كل بطارية الدفاع عن مساحة تصل إلى 155 كيلومترا، ويتم وضعها بشكل إستراتيجي حول المدن والمناطق المأهولة بالسكان، وتشتمل البطارية على 3 إلى 4 قاذفات، ويمكن لكل قاذفة أن تحمل ما يصل إلى 20 صاروخا اعتراضيا.
ورغم ذلك، اعتمد المقاومة على عاملين أساسيين لشل القبة الحديدة، الأول الهجوم المباغت المكثف، والثاني تفاوت قوة الصواريخ وسرعتها وقدرتها التدميرية وتباين سرعة دوران محورها ومساراتها ، كل هذه المعطيات جعلت المنظومة عاجزة عن معرفة الصواريخ التي تتعامل متها وتهيئة صورة مسبقة عنها.
دمار واسع في تل أبيب بعد قصف واسع نفذته المقاومة الفلسطينية.
شاهد الفيديو????????#عربي21 #طوفان_الأقصى pic.twitter.com/pt2JpCMPbx — عربي21 (@Arabi21News) October 7, 2023
أمن خادع
منحت منظومة القبة الحديدية إحساسا بالأمن للاحتلال، يجعل فكرة إخلاء مستوطنات كاملة أمر غير متوقع، خصوصا أن الحصار الخانق على غزة منذ 17 عاما، وتقييد مصر لحركة معبر رفح، بثت ثقة في صفوف القادة العسكريين والأمنيين في الاحتلال، بأن المقاومة المحاصرة في غزة، لا تحمل ذلك التهديد الكبير.
جاءت عملية السابع من أكتوبر لتدحض تلك الثقة، وتبعثر أوراق الاحتلال الأمنية والعسكرية، وبدا ذلك جليا في لجوئه لإفراغ المستوطنات في غلاف غزة من السكان، كما امتد هذا الأمر لشمال الأراضي المحتلة حيث أفرغت مستوطنة كريات شمونة لذات السبب.
كانت مشاهد هروب كبار مسؤولي الاحتلال وحتى زواره إلى الملاجئ، تنتشر سريعا في مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا يوحي بأن فعالية القبة الحديدة باتت من الماضي، وأن المقاومة نجحت بنقل الحرب أيضا إلى المدن المحتلة، وبات توازن الضرر متوفرا رغم الفرق الهائل بالإمكانيات.
#صور_برس
شاهد بالفيديو: لحظة هروب وزير خارجية بريطانيا ودخوله لإحدى ملاجئ مستوطنة إسرائيلية كان يقوم بزيارتها.
لمتابعة آخر الأخبار على مجموعة صور برس الإعلامية
عبر واتساب:https://t.co/9gglqHyYx8
عبر التيليغرام:https://t.co/cbnRlvJotK pic.twitter.com/kAL3kpoNEv — sourpress (@sourpress) October 12, 2023
ليس الفشل الأول
في أيار/مايو الماضي، كشفت أرقام نشرها جيش الاحتلال عن فشل منظومة القبة الحديدية بصد نحو 70 بالمئة من الصواريخ التي أطلقتها فصائل المقاومة من قطاع غزة.
وذكر جيش الاحتلال في بيان، إن المقاومة في قطاع غزة أطلقت 1099 صاروخاً باتجاه الأراضي المحتلة، حيث لم تتمكن القبة الحديدية من اعتراض سوى 340 صاروخا فقط.
وبحسب البيان، فقد اجتاز 865 صاروخاً حدود القطاع، ما يعني أن صاروخاً من كل أربعة صواريخ سقط داخل أراضي القطاع.
وفتح الاحتلال حينها تحقيقاً للتأكد من أسباب عدم تعامل نظام القبة الحديدية بفعالية مع الصواريخ التي أطلقتها المقاومة، حيث لم تتمكن في أحد أيام عملية "ثأر الأحرار" إلا من التصدي لـ 24 صاروخا من بين 104 صواريخ أطلقت دفعة واحدة خلال جولة القتال.
كما كشفت عملية "سيف القدس" في أيار/مايو 2021 بعضا من عيوب منظومة القبة الحديدية، بالرغم من أنها منعت وصول بعض صواريخ المقاومة، إلا أنها لم تجعل إسرائيل تنعم بالأمن.
واستطاعت صواريخ المقاومة تغطية كل أرجاء فلسطين المحتلة، وتمكن المئات منها من اختراق القبة الحديدية والأنظمة الدفاعية للاحتلال.
ويُضاف إخفاق آخر لنظام القبة، وهو عدم قدرة رادارها على كشف الصواريخ ذات المسار الحاد، وكذلك قذائف الهاون من عيار 120 ملم.
منظومات رديفة
يحاول الاحتلال تعزيز قدرة الدفاع الجوي لديه بمنظومات أخرى تساعد القبة الحديدية على إنهاء الكابوس الذي تمثله صواريخ المقاومة، ومنها مقلاع داوود ومنظومة ثاد وباتريوت.
واستخدم جيش الاحتلال منظومة "مقلاع داوود" للمرة الأولى في أيار/ مايو الماضي لصد الصواريخ القادمة من غزة.
وجرى تفعيله خلال الأيام الماضية، بعد فشل القبة الحديدية باعتراض مئات الصواريخ القادمة من غزة.
وكانت إسرائيل قد بدأت في تطوير مقلاع داوود في عام 2006، وفي عام 2008 وقّعت شركة رفائيل الإسرائيلية مع شركة رايثيون الأمريكية اتفاقية لتطوير مقلاع داوود.
ويمثّل مقلاع داوود المستوى المتوسط من نظام الاحتلال متعدد المستويات للتصدي للصواريخ، وهو مؤهل لاعتراض صواريخ متوسطة المدى وكذلك صواريخ كروز.
وتعتبر القبة الحديدية المستوى الثالث لنظام الدفاع الجوي، فيما يعد "حيتس" المختص بالصواريخ الباليستية بعيدة المدى المستوى الاول للنظام.
وأعلن جيش الاحتلال اليوم السبت،، اعتراضه صاروخاً أُطلق من قطاع غزة بواسطة منظومة "حيتس"، وهذه المرة الأولى التي يستخدم فيها جيش الاحتلال منظومة السهم لاعتراض صاروخ أُطلق من قطاع غزة، حيث كان أعلن، الثلاثاء الماضي، استخدامه تلك المنظومة لاعتراض صواريخ وطائرات مسيّرة أطلقت من اليمن نحو منطقة البحر الأحمر.
وطورت منظومة "حيتس"، بالشراكة بين الاحتلال والولايات المتحدة، لاعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية على المستوى الإقليمي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة القبة الحديدية الاحتلال صواريخ المقاومة غزة الاحتلال القبة الحديدية صواريخ المقاومة طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة منظومة القبة الحدیدیة صواریخ المقاومة الصواریخ التی جیش الاحتلال قطاع غزة تل أبیب
إقرأ أيضاً:
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: مقاومة العدو الاسرائيلي حق أصيل وخيار وطني لابديل عنه
الثورة نت/وكالات أكدت “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” أن مقاومة الاحتلال بجميع أشكالها المشروعة حق أصيل وخيار وطني لا بديل عنه، وأن أي محاولات لنزع هذا الحق أو تحجيمه ستُواجَه بالتصدي والرفض القاطع. وقالت الجبهة في بيان لها ، اليوم الخميس ، بمناسبة الذكرى الـ 58 لانطلاقتها ، “في الذكرى الثامنة والخمسين لانطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومنذ لحظة التأسيس والانطلاق من رحم حركة القوميين العرب 11 كانون الأول 1967، لا زلنا نحمل مع شعبنا أهداف التحرير والعودة ومواجهة مشاريع تصفية الوجود الفلسطيني، فلقد تأسست الجبهة رداً على النكبة والنكسة اللتين شَكلّتا صدمةً للأمة. فكانت الانطلاقة تأكيداً لإرادة الشعب ورفضاً واعياً للهزيمة وخياراً لمواجهتها بمشروع مقاومة واعي ومتكامل على أسس الكفاح والتحرر”. وأضافت “على امتداد ثمانية وخمسين عاماً، بقيت الجبهة حزباً كفاحياً مقاتلاً وإطاراً نضالياً وفكرياً جذرياً، يربط بين التحرر الوطني والعدالة الاجتماعية، ويحمل فلسطين كقضية وهدف في مواجهة المشروع الصهيوني، وهكذا بقيت الجبهة الشعبية حاضرة في ساحات المقاومة المسلحة والعمل الجماهيري والنقابي والطلابي، وداعمة وحارسة للصمود الفلسطيني ومتمسكة بالثوابت الوطنية في أصعب الظروف”. وتابعت “تحل هذه الذكرى اليوم في سياق استثنائي بالغ الخطورة، يتعرض فيه شعبنا الفلسطيني لحرب إبادة مفتوحة هي الأبشع في التاريخ الحديث، وخصوصاً في قطاع غزة، ولعدوان استيطاني وتهويدي غير مسبوق في الضفة والقدس، ضمن مشروع يستهدف تصفية القضية الفلسطينية، واقتلاع شعبنا من أرضه، وكسر إرادته الوطنية. غير أن شعبنا، كما عرفه العالم عبر تاريخه النضالي الطويل، يواجه هذه الجرائم بإرادة صلبة، وصمود أسطوري، وإيمان مطلق بحقه في الحرية والحياة والعودة”. وأكدت أنها “تستحضر في هذه المناسبة النضالية، بكل الفخر والاعتزاز قوافل الشهداء الذين ارتقوا على امتداد مسيرة الكفاح، من شهداء التأسيس والشهداء القادة، إلى شهداء المقاومة في معارك الدفاع عن الأرض والكرامة، وصولاً إلى شهداء حرب الإبادة والعدوان المتواصل. وتقف إجلالاً أمام دمائهم التي عمّدِت درب الحرية، وفي مقدمتهم شهداء ملحمة طوفان الأقصى: إسماعيل هنية، نضال عبد العال، أبو خليل وشاح، يحيى السنوار، داود خلف، عوض السلطان، وليد دقة، ومعهم آلاف الشهداء الحاضرين في ذاكرة الشعب ووجدان الأرض”. ووجهت الجبهة “تحية فخر للشهداء القادة في معركة إسناد فلسطين وشعبها، وفي طليعتهم القادة حسن نصر الله وعبد الكريم الغماري والحاج رمضان، وكل من جعل من دمه وموقفه جسراً يربط فلسطين بالعالم”. وحيّت ” نسور الحرية والتحدي الأسيرات والأسرى الأبطال الذين يحوّلون السجون إلى ساحات صمود ومواجهة، وفي مقدمتهم القادة أحمد سعدات ومروان البرغوثي وحسن سلامة وعاهد أبو غلمة”. وأكدت الجبهة على أن ” مقاومة الاحتلال بجميع أشكالها المشروعة حق أصيل وخيار وطني لا بديل عنه، وأن أي محاولات لنزع هذا الحق أو تحجيمه ستُواجَهه بالتصدي والرفض القاطع؛ فاستمرار الاشتباك السياسي والشعبي والميداني هو الطريق لإفشال مشاريع التصفية والوصاية، وصون وحدة الأرض والشعب والقضية، وتثبيت حق اللاجئين في العودة كركيزة غير قابلة للتفريط”. ودعت ” لبناء إطار وطني منظم يقود ويطوّر المقاومة الشعبية، عبر قيادة موحدة وفاعلة توفر الغطاء السياسي والميداني وتحمي الفعل الشعبي من القمع والاحتواء، وتُحوّل المقاومة إلى فعل مستدام يراكم الكلفة على العدو”. وحمّلت “العدو ومن خلفه الإدارة الأمريكية، المسؤولية الكاملة عن جرائم الإبادة والتجويع والاقتلاع والانتهاكات والخروقات المتواصلة” مطالبة ” الوسطاء والضامنين والمجتمع الدولي بالضغط الجاد لإجبار الاحتلال على وقف عدوانه بالكامل، وإنهاء الحصار، وفتح المعابر وفي مقدمتها معبر رفح بكلا الاتجاهين، وضمان تدفق المساعدات، والشروع في إعادة إعمار حقيقية تحفظ كرامة شعبنا”. ودعت ” إلى الإسراع في تشكيل إدارة وطنية مهنية مؤقتة في قطاع غزة من شخصيات مستقلة وكفؤة من أبناء القطاع، لإدارة المرحلة الانتقالية بعيداً عن الوصاية الخارجية أو المشاريع البديلة، ونؤكد رفضنا القاطع لأي ترتيبات تمس حق شعبنا في تقرير مصيره، أو تعيد إنتاج الاحتلال في غزة أو الضفة”. وشددت الشعبية “على أن أي وجود دولي، إن وجد، يجب أن يقتصر تواجده على خطوط التماس دون تدخل في الشأن الداخلي ومن أجل حماية شعبنا، مع بقاء المسؤولية الأمنية داخل المدن ومحيطها فلسطينية خالصة” وأكدت “أن سلاح المقاومة شأن وطني مرتبط بالتوافق على الاستراتيجية الوطنية، ولا يخضع لأي اشتراطات أو إملاءات من العدو”. كما أكدت “أن المرحلة الراهنة تفرض أولوية إعادة ترتيب البيت الفلسطيني عبر حوار وطني شامل، يشمل إحياء الاجسام النضالية المشتركة وإعادة بناء النظام السياسي ومؤسساته، وعلى رأسها منظمة التحرير الفلسطينية، على أسسٍ ديمقراطية وشراكة حقيقة، بما ينهي التفرد والإقصاء ويستعيد الوحدة الوطنية وثقة الجماهير”. وجددت “تمسكها بأن حق العودة هو جوهر القضية الفلسطينية، ونرفض أي محاولات لتحويله إلى ملف إنساني أو تعويضات، ونؤكد ضرورة حماية دور الأونروا كشاهد سياسي وقانوني على النكبة وقضية اللاجئين وحقوقهم”. واستطردت ” نشدد على أن قضية الأسرى في صميم الصراع مع العدو، وأن حريتهم واجب ومعيار للكرامة الوطنية، ستبقى معركة تحرير الأسرى التزاماً وطنياً ثابتاً وجزءً لا يتجزأ من معركة التحرر حتى كسر القيد وانتزاع الحرية الكاملة”. وبينت “نؤكد التزامنا بالدفاع عن أهلنا الصامدين وحماية حقوقهم في مواجهة الاستغلال والنهب، ونشدد على ضرورة محاسبة تجار الأزمات، واستعادة العدالة الاجتماعية، وتشكيل لجان صمود وطنية، وتعزيز التكافل الشعبي، خاصة في غزة والضفة، وما يعانوه في ظل الدمار الواسع وانهيار البنية التحتية”. كما دعت ” إلى توسيع النضال العربي المشترك، واستعادة زخم الحراك الجماهيري الدولي لدعم فلسطين وغزة والضفة والقدس والأسرى، عبر تصعيد التحركات وحملات المقاطعة ومناهضة الصهيونية، ومحاصرة سفارات العدو والولايات المتحدة، ومحاسبة قادة العدو كمجرمي حرب، والتصدي لكافة أشكال التطبيع بوصفها خدمة مباشرة لمشروع الاحتلال “. وجددت الجبهة الشعبية “عهدها للشهداء والأسرى والجرحى والمبعدين، ولكل جماهير شعبنا في الوطن والشتات، بأن تبقى الجبهة وفية لدماء الشهداء، منحازة للكادحين، ثابتة على خيار المقاومة، وماضية في معركة التحرير والعودة وبناء فلسطين الحرة المستقلة، مهما بلغت التضحيات وتعاظمت التحديات”.