القضاء على المقاومة الفلسطينية.. هدف للاحتلال وأمنية لبعض الدول العربية
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
لا يبدو أن القضاء على حركة حماس والمقاومة في قطاع غزة هدفا للاحتلال وداعميه فقط، بل قد يكون لبعض الدول العربية والسلطة الفلسطينية أيضا، وهذا الرأي لا يستند إلى تفسير مواقف الدول، وإنما معلومات أدلى بعا عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق.
في الـ 30 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي خرج أبو مرزوق في مقابلة تلفزيونية قائلا، "إن الكثير ممن أتواصل معهم من جهات أجنبية للمساعدة يقولون إنهم يتكلمون مع جهات عربية وبينهم من السلطة الفلسطينية يشجعون على إخراج حماس من المشهد، ولكن لا يستطيعون الحديث عن هذا أمام الجمهور لأنه يرفضه".
بالنظر إلى حديث أبو مرزوق، من زاوية تحليلية يمكن رؤية تطابق بين مواقف بعض الدول العربية تجاه العدوان على غزة، ورغبة الاحتلال بالقضاء على المقاومة.
موسى أبو مرزوق للجزيرة مباشر: أعضاء في السلطة الفلسطينية وبعض الدول العربية يطالبون الغرب سرا بالقضاء على حماس pic.twitter.com/jtaF2wIy26 — الجزيرة مباشر (@ajmubasher) October 29, 2023
لم يرق الموقف العربي الرسمي، إلى حجم الحدث، ولا بشاعة العدوان، فقد أخذ بالتدرج من بيانات التهدئة وضبط النفس إلى الاستنكار والإدانة، حتى أن جامعة الدول العربية لم تنجح بعد مرور شهر على المجازر المستمرة بالدعوة لقمة طارئة.
ضعف القرار العربي بدا واضحا بإعلان الاحتلال غلق معبر رفح المصري مع القطاع، وعجز الأنظمة العربية مجتمعة عن إرغام الاحتلال على القبول بدخول المساعدات التي هدد بقصفها إلى قطاع غزة، إلا بعد وساطة من بايدن.
تطابق المواقف مع الاحتلال
تباينت بيانات الدول العربية من المقاومة في غزة بين ممتنع عن الإدانة، ومستنكر لدفاعها عن الشعب الفلسطيني كما الحال مع الإمارات والبحرين والمغرب.
وبدا أن الموقف العربي من العدوان المستمر هو الأضعف منذ كامب ديفيد وحتى الآن، خصوصا أن العرب منقسمون بين مطبع وساع للتطبيع ورافض له، لكن هناك عدة دول تتفق بعدائها لحركة حماس والمقاومة الفلسطينية.
مصر
بالعودة إلى تصريحات رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي الشهر الماضي،خلال المؤتمر الصحافي مع المستشار الألماني أولاف شولتز، عندما اقترح السيسي، أن يتم "نقل سكان قطاع غزة الفلسطيني، إلى صحراء النقب، حتى تتمكن إسرائيل من تصفية المقاومة في غزة".
وقال السيسي، "قلت هذا الأمر لفخامة المستشار وأقوله في العلن، إذا كانت هناك فكرة للتهجير توجد صحراء النقب، ممكن يتم نقل الفلسطينيين حتى تنتهي إسرائيل من مهمتها المعلنة في تصفية المقاومة أو الجماعات المسلحة في حماس والجهاد الإسلامي وغيره في القطاع".
وأضاف، "ثم بعد ذلك تبقى ترجعهم إذا شاءت. لكن نقلهم إلى مصر، العملية العسكرية دي ممكن تستمر سنوات وهي عملية فضفاضة، أقول لسه ما خلصناش الإرهاب. لسه ما انتهيناش من المهمة، وتتحمل مصر تبعات هذا الأمر، وتتحول سيناء إلى قاعدة للانطلاق بعمليات إرهابية ضد إسرائيل، وتتحمل مصر تبعات ذلك، ويبقى السلام اللي إحنا عملناه كله يتلاشى بين أيدينا".
#السيسي يقترح تهجير الفلسطينيين إلى صحراء النقب بدل سيناء، لكي تستطيع إسرائيل القضاء على المقـ ـاومة الفلسطينية بسهولة.
سافل..#طوفان_الأقصى pic.twitter.com/dIluERKju2 — تركي الشلهوب (@TurkiShalhoub) October 18, 2023
الواضح من حديث السيسي أن الأولوية لبلاده منع تهجير الفلسطينيين "لمصر" وتلك نقطة مقدمة على وقف العدوان أو حتى دعم حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، وهذا يجعل المشكلة لا بالتهجير كفكرة عامة، بل بمكان الهجرة.
كما يعتبر أن مهمة الاحتلال بالقضاء على المقاومة أمر اعتيادي وبديهي، وصار أقرب لواقع الحال.
السلطة الفلسطينية
لم يدخر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس جهدا بإدانة عملية طوفان الأقصى، حتى قال إن سياسات وأفعال حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني، قبل أن تحذف وكالة الأنباء الفلسطينية هذا الجزء من حديثه مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في 15 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
لم تأخذ السلطة الفلسطينية قرار بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال رغم مجازره المستمرة في غزة والضفة الغربية، كما لم تستجب للدعوات التي طالبت باتخاذ خطوات عملية لوقف جرائم الاحتلال.
وذهبت قوى الأمن التابعة للسلطة أبعد من ذلك، إلى قمع التظاهرات التي خرجت في عدة مدن فلسطينية تندد بالعدوان وتؤيد المقاومة في غزة.
واقتصرت جهود عباس على بيانات تنديد واستنكار، ووصف العدوان على أنه إبادة جماعية ضد سكان القطاع، ولعل ذلك يفسر ما نقلته وكالة رويترز عن رؤية السلطة للقطاع بعد الحرب.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية لوكالة رويترز، إن الوزير أنتوني بلينكن قال لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن السلطة الفلسطينية يجب أن تلعب دورا محوريا فيما سيأتي بعد ذلك في غزة.
وأضاف المسؤول، أن "مستقبل غزة لم يكن محور الاجتماع لكن السلطة الفلسطينية بدت مستعدة للعب دور".
والتقى اليوم الأحد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في أول زيارة للوزير الأمريكي لرام الله منذ السابع من الشهر الماضي.
الإمارات
لم تخف الإمارات موقفها المناهض للمقاومة، بدءا من بياناتها التي دانت عملية طوفان الأقصى، وليس انتهاءا بتصريحات المندوبة الدائمة بالأمم المتحدة لدولة الإمارات، لانا نسيبة التي قالت، أن "حركة حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني، ولا سكان غزة الذين يعانون أشد المعاناة"، مشددة على ضرورة إطلاق الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة "من دون قيد أو شرط"، بحسب تعبيرها.
في الـ 24 من الشهر الماضي، هاجمت وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي الإماراتية ريم الهاشمي، في كلمتها خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، حركة حماس، واصفة هجماتها يوم السابع من الشهر الجاري ضد مواقع لجيش الاحتلال بـ"البربرية والشنيعة"، مشددة على أن الإمارات تدينها بشدة.
وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي في الإمارات ريم إبراهيم الهاشمي : "هجمات حماس بربرية وشنيعة".#وقائع pic.twitter.com/fuYTzFRerp — وقائع (@waqa2e3) October 24, 2023
ويبدو الموقف الذي تتبناه الإمارات ضد المقاومة الفلسطينية في غزة يتطابق بشكل كبير مع الخطاب الإسرائيلي، الذي تناول مرارا هذا الوصف لوصم المقاومة، ضمن محاولات تجريم المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
بالتزامن مع توحش العدوان الإسرائيلي على غزة، راجت تقارير عن سعي القيادي الفلسطيني المقرب من الإمارات محمد دحلان لإدارة قطاع غزة في حال نجح الاحتلال بالقضاء على المقاومة.
وقالت مجلة إيكونومست البريطانية، إن القيادي الفلسطيني محمد دحلان يحزم أوراق اعتماده للقيادة في مرحلة ما بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة.
وجاء ذلك في تقرير بثته المجلة لمقابلة مع دحلان، رسم فيها سيناريوهات ما بعد الحرب، رافضا فيها الاقتراح القائل بأنه بمجرّد انتهاء الحرب، يمكن إرسال أيّ فرد لإدارة غزة.
واقترح عوضا عن ذلك فترة انتقالية لمدة عامين مع إدارة من تكنوقراط في غزة والضفة الغربية.
وفي حزيران/يونيو 2021، أعرب وزير الخارجية الإماراتي حينها عبد الله بن زايد، عن أسفه بسبب تردد بعض الدول في تصنيف كيانات مثل حماس أو حزب الله أو الإخوان المسلمين بطريقة أوضح.
ورأى أنه من المضحك أن بعض الحكومات تصنف الجناح العسكري فقط لكيان ما، وليس الجناح السياسي، على أنه إرهابي، في حين إن الكيان نفسه يقول إنه ليس هناك فرق.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية حماس العدوان على غزة الاحتلال المصري الإمارات مصر حماس الاحتلال الإمارات العدوان على غزة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی الدول العربیة على المقاومة بالقضاء على المقاومة فی أبو مرزوق قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
رئاسة السلطة الفلسطينية تعلق على التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية
القدس (CNN)-- أدان مكتب رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، الخميس، موافقة إسرائيل على بناء نحو 800 وحدة سكنية جديدة في 3 مستوطنات بالضفة الغربية المحتلة.
ووصف المتحدث باسم رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية، نبيل أبو ردينة في بيان، هذه الموافقات بأنها "انتهاك للقانون الدولي"، وأنها تهدد بمزيد من التصعيد، ولن توفر الشرعية أو الأمن لأي جهة، وذلك بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وأضاف أبو ردينة: "ندعو إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الضغط على سلطات الاحتلال للتراجع عن سياساتها الاستيطانية، ومحاولاتها للضم والتوسع، وسرقة الأراضي الفلسطينية، وإلزامها بالامتثال للشرعية الدولية والقانون الدولي. وهذا أمر ضروري لضمان نجاح جهود الرئيس ترامب لوقف الحرب وتحقيق الاستقرار في المنطقة".
وكانت إسرائيل أعلنت عن موافقتها لبناء 764 وحدة سكنية جديدة في 3 مستوطنات بالضفة الغربية المحتلة، وذلك بحسب بيان صادر عن مكتب وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش.
وجاء في البيان: "يستمر زخم البناء في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) بقيادة الوزير سموتريتش، حيث تمت الموافقة على 764 وحدة سكنية جديدة"، وأضاف أنه تمت الموافقة على 51,370 وحدة سكنية منذ بداية ولايته في أواخر عام 2022.
وتُعتبر المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية غير شرعية بموجب القانون الدولي، وينظر إليها على نطاق واسع على أنها تمثل أكبر عائق أمام طموحات إقامة دولة فلسطينية في الأراضي التي يعيش فيها أكثر من 3 ملايين فلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب البيان، فقد تمت الموافقة على بناء الوحدات السكنية في مستوطنات حشمونائيم وبيتار عيليت وجفعات زئيف.
ويعتبر هذا القرار ضمن نهج أوسع نطاقا يتبعه سموتريتش لتسريع الموافقة على بناء الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية.
وقال سموتريتش إنه "يواصل الثورة"، وإن الموافقة على الوحدات السكنية "جزء من عملية استراتيجية واضحة لتعزيز المستوطنات وضمان استمرارية الحياة والأمن والنمو".
وأضاف سموتريتش: "الصهيونية في العمل، تربط بين الأمن والاستيطان والتنمية، والاهتمام الحقيقي بمستقبل دولة إسرائيل".
بينما قالت منظمة "السلام الآن"، وهي منظمة إسرائيلية مناهضة للاستيطان، إن "المجلس الأعلى للتخطيط كان يجتمع كل أسبوع في الأسابيع الأخيرة، ويوافق على إقامة عدة مئات من الوحدات السكنية خلال كل اجتماع"، وأضافت أن "هذا النهج يهدف إلى تطبيع التخطيط في المستوطنات والحد من الاهتمام والانتقادات العامة والدولية".