لماذا تأخرت موسكو في إيقاف تقدم فاغنر.. جواب من حرس بوتين
تاريخ النشر: 27th, June 2023 GMT
تطورات السبت الماضي كانت مفاجئة لكل من تابع تفاصيل التمرد القصير الذي أطلقه قائد فاغنر، يفغيني بريغوجين، بين ليلة وضحاها، وانتهى بالفشل.
فبعد ساعات قليلة من دعوة عناصر الجيش إلى الإطاحة بقادتهم، بدأ برريغوجين زحفه نحو العاصمة الروسية.
وفي سرعة قياسية سيطر على مدينة روستوف في الجنوب الروسي، ثم تلتها مناطق مجاورة، وبدأ تقدمه نحو موسكو.
ما طرح العديد من التساؤلات حول أسباب هذا التقدم السريع، وكيف لم يبادر الجيش سريعاً إلى وقفه في مكانه.
إلا أن الجواب أتى اليوم الثلاثاء من رئيس الحرس الوطني الروسي، فيكتور زولوتوف.
فقد أوضح أن سرعة تقدم فاغنر في البلاد سببها تركيز القوى العسكرية في موسكو.
كما أكد أنهم كانوا على علم مسبق بتمرد بريغوجين. وقال "قبل بدء تمرده وردتنا معلومات عن استعداداته للتحرك ما بين 22 إلى 25 يونيو"، في إشارة ربما إلى استعداداتهم وتركيز القوات المسلحة في العاصمة.
كما اتهم أجهزة المخابرات الغربية بالعمل على تغذية محاولة التمرد هذه. وأكد أن التمرد كان مستوحى من الغرب لكنه تداخل مع طموحات بريغوجين، وفق ما نقلت وكالة تاس.
إلا أنه شدد في الوقت عينه على أن قوات فاغنر لما كانت ستتمكن أبدا من السيطرة على موسكو.
بدوره، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطاب ألقاه أمام عسكريين في الكرملين اليوم، أن حادثة التمرد لم تجبر الجيش على نقل قواته من أوكرانيا إلى العاصمة. وقال:" ما من جندي روسي يشارك في العمليات في أوكرانيا أعيد إلى روسيا لوقف تمرد مجموعة فاغنر" في إشارة أخرى ربما إلى الاستعدادات العسكرية من قبل القوات المسلحة.
لكن تفسير الحرس الوطني، يثير عاصفة أخرى من التساؤلات، من ضمنها، إذا كان الجيش على علم بهذا التحرك، فلماذا لم يقمعه في أرضه، ويوفر على البلاد والعباد تلك المغامرة التي فاجأت العالم أجمع، وهزت صورة "الرئيس القوي".
كما يطرح تساؤلا آخر، حول قدرات فاغنر، وهل كانت تستدعي كل هذا التركيز للجيش في العاصمة لصدها؟.
يبقى الأكيد أن بريغوجين الذي كان يوصف بطباخ بوتين، أطلق بتمرده هذا وإن لساعات، تحد لم يسبق له مثيل لسلطة الرئيس الروسي، قبل أن يتراجع لاحقاً، إثر دخول رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو على خط الوساطة!
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google Newsالمصدر: العربية
إقرأ أيضاً:
نهم السؤال وظمأ الذات
عائض الأحمد
لا يطرح السؤال ليُجاب عليه… بل ليقترب من نفسه أكثر.
هو لا ينتظر تفسيرًا، بقدر ما يُريد أن يفهم لِمَ يشعر به ويلمسه.
فكل سؤال عنده ليس مفصلًا للحياة، بل مرآة لحالة داخلية يعجز عن تسميتها، تستفزه وتُلقي بظلالها حينًا، وتحرقه الشمس منكَبًّا على إجابةٍ يبحث عنها في داخله.
قد يبدو نهمًا… لكنه لا يلتهم الأجوبة، بل يختبرها، يُمزّقها، يشكّك فيها، ثم يمضي عنها.
كأن الإجابة نفسها لا تكفي، لأنها تُغلق الباب، بينما هو لا يريد نهاية.
يريد نوافذ تُشرَع على المجهول.
"نعم" أو "لا" لم تكن هدفًا، بل مضيعة وتفرقة لتراكم أحداثٍ جعلته يقف على قدميه دهرًا.
هو ذلك الذي يأكل اليابس من الفكر، لا يكتفي بالسائد، لا يرضى بالتلقين.
يقرأ ما لا يُقرأ، ويستخرج من الجمود احتمالات.
لكنه أيضًا يدوس حتى على الأخضر، على الجميل أحيانًا، إن كان مزيّفًا، أو يبعث على النوم بدل اليقظة.
لا يُقدّس العواطف، إن كانت تُخدّر العقل،
ولا يُعلي من العقل، إن كان يُنكر الروح.
غباؤها الشعوري كسر قواعد ذواتنا، وجعل منّا دُمى تتحرك بلا هدى…
يعلو الصمت، ويضجّ به محيطنا، دون أن نهمس.
لا يُشبه أحدًا، ولا يستعير من غيره شيئًا…
تمضي به الأيام، ثم يعود إلى ذاته، فيسرد تلك السرديّة التي طالما دار حولها، وجمع فيها كلّ تناقضاته، كما يزعمون.
وكأنه لا يهفو لشيء سواها، يرددها كلما غابت، أو كلما غاب عنها.
قد يشيب العقل من هول التجارب،
وقد يظل ساذجًا رغم مرور السنوات،
لكن العاشق… يبقى مراهقًا في حبّه مهما كبر.
روحه تهرم وتتعب من الخيبات،
حتى وإن كان الجسد في العشرينات.
منهك؟ نعم.
تائه؟ ربّما.
لكنه تائهٌ بوعي، يُفتّش عن ذاته في كل سؤالٍ لا يجد عليه جوابًا.
في عيون الناس، يبدو أنه يضيّع وقته…
لكنهم لا يعلمون أن في كل سؤالٍ يطرحه، هناك شظية من ماضيه، أو ظلّ من حلمه، أو نداءٌ قديم من أعماقه.
هو لا يسأل ليُقنع، بل ليسأل فقط…
لأن السؤال عنده طقس بقاء، مقاومة، واحتفاظ بجمر الروح حين يبرد كل شيء.
في الصيف قد تجده يُشعل نارًا،
وفي شتائه، لا يحرقه البرد، بل يمرّ على جسده كما تمر الأسئلة… بلا جواب، وبلا أثر.
لها: ليس المهم أن تجد الجواب، بل أن تُحسن طرح السؤال الذي يُبقيك حيًا… فربما يومًا، يكون السؤال ذاته… هو الجواب.
شيء من ذاته: لم يعد للوقت معنى في غيابه، تساوى الليل بالنهار، والابتسامة تأثرت بالدمعة، ترقبًا وأملًا.
نقد: اذهبي أينما شئتِ… فأنا أملك الرّسن بيد، وبالأخرى العِنان.
رابط مختصر