«التعليم الأخضر» يؤهل أجيال المستقبل لقيادة مسار العمل المناخي في الإمارات
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
أبوظبي/ وام
يشكل قطاع التعليم ركيزة أساسية في الجهود العالمية المبذولة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والتصدي لتداعيات التغير المناخي، وحرصت دولة الإمارات على إطلاق العديد من المبادرات التعليمية الداعمة لهذه الخطوات كافة، ومن أبرزها مبادرة «التعليم الأخضر»، التي تشكل منصة لتأهيل أجيال المستقبل لقيادة مسار العمل المناخي وإثراء معارفهم في هذا المجال.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم في شهر إبريل من العام الجاري، إطلاق خارطة طريق شراكة «التعليم الأخضر»، في إطار استعدادات الدولة لاستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28»، الذي سيشهد أول جناح تعليمي في تاريخ مؤتمرات الأطراف.
وترتكز خارطة الطريق على 4 محاور أساسية وهي التعليم الأخضر، والمدارس الخضراء، والمجتمعات الخضراء، وبناء القدرات الخضراء.
ويعد «التعليم الأخضر» مبادرة رئيسية تهدف إلى تعزيز دور التعليم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتضمين أجندة المناخ في المنظومة التعليمية في الدولة.
وعقب إطلاق هذه المبادرة، حرصت وزارة التربية والتعليم على إبرام العديد من الشراكات التي تهدف من خلالها إلى تحقيق مستهدفات خارطة طريق التعليم الأخضر.
وأبرمت وزارة التربية والتعليم شراكة استراتيجية مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»، وذلك بهدف إطلاق خطة عمل للتعليم المناخي تزود الأطفال والشباب بالمهارات المراعية للبيئة لمساعدتهم على التكيف مع آثار تغير المناخ والاستعداد لمواجهتها.
وتتمحور الشراكة حول «بناء القدرات الخضراء» وهو أحد المحاور الأربعة التي تتضمنها خارطة الطريق، فيما يتعاون الجانبان من خلال هذه الشراكة، على إطلاق وتنفيذ ثلاثة برامج هي «تدريب الكادر التعليمي»، و«أبطال الحياد المناخي»، و«مسابقة الفنون للأطفال»، حيث تستهدف هذه البرامج تحقيق تأثير منهجي وشامل يمنح الطلبة والمعلمين القدرة على إدارة التحولات المناخية لبناء مستقبل بيئي أفضل.
وتسعى وزارة التربية والتعليم من خلال البرامج إلى تزويد كل متعلم بالمعرفة والمهارات والقيم والمواقف اللازمة للتصدي لتغير المناخ وتعزيز التنمية المستدامة، وهو ما سيتحقق من خلال التطوير المهني لكل معلم وتربوي ومدير مدرسة في دولة الإمارات بالشراكة مع منظمة اليونيسيف.
ويعمل الطرفان على توفير الفرصة للأطفال للتعبير عن آرائهم خلال الفترة التي تسبق مؤتمر الأطراف «COP28» وذلك من خلال برنامج «تدريب الكادر التعليمي- رواد تعليم المناخ» وبرنامج أبطال الحياد المناخي ومسابقة الفنون للأطفال.
وأطلقت الوزارة مبادرة «صوت المعلمين»، بالتعاون مع مكتب التعليم المناخي (OCE) و «ألف للتعليم»، لتسليط الضوء على جهود الكوادر التعليمية في تعزيز الوعي ومواجهة التغير المناخي والاستعداد لتأثيراته المحتملة، وذلك خلال مؤتمر الأطراف "COP28".
وجاء التعاون مع مكتب التعليم المناخي (OCE) بهدف تعزيز مشاركة المعلمين لاستعراض مشاريعهم المناخية من جميع أنحاء العالم، وتنظيم فعاليات جانبية ذات صلة بالعمل المناخي في جناح التعليم الذي يتم افتتاحه للمرة الأولى في تاريخ مؤتمرات الأطراف، فضلاً عن ترسيخ إرث متميز لمرحلة ما بعد COP28 من خلال ترجمة كل موارد مكتب التعليم المناخي للغة العربية ليتم استخدامها على نطاق واسع ونشرها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وتتضمن المبادرة تنظيم النسخة الثالثة من مسابقة COP للمعلمين والتي أنشأها مكتب التعليم المناخي (OCE)، وتعد حدثاً دولياً يهدف إلى إطلاع المسؤولين الدوليين وصناع القرار على العمل الذي يقوم به المعلمون، والدور الذي يلعبونه في مواجهة التحديات وتعزيز الاستجابة العالمية لتغير المناخ.
وفي الإطار ذاته، أبرمت الوزارة شراكة استراتيجية مع مؤسسة عبدالله الغرير، بهدف تعزيز العمل المناخي والاستدامة البيئية تأكيداً على الالتزام المشترك بتحقيق التقدم في مجال الاستدامة وتنمية الشعور المتزايد بالمسؤولية الخضراء بين مختلف فئات المجتمع.
وبموجب الشراكة، تعمل الوزارة والمؤسسة على دفع عجلة الاستدامة والعمل المناخي من خلال توفير فرص تعلّم طويلة الأمد للتوعية بالمناخ في جميع أنحاء دولة الإمارات.
وأبرمت وزارة التربية والتعليم و«ألف للتعليم» مذكرة تفاهم، تشكّل إطاراً لتعزيز التعاون الثنائي في مجال الاستدامة البيئية والتعليم المناخي وذلك ترجمةً لحرص الجانبين على تعزيز الشراكة الاستراتيجية بينهما، وفي إطار المساعي المشتركة للمضي قُدماً في تحقيق أهدافهما في مجال الاستدامة البيئية، ودمج الاستدامة محوراً رئيسياً في مختلف مراحل العملية التعليمية.
وتسهم مذكرة التفاهم في دفع عجلة التعليم الأخضر عبر تنفيذ سلسلة من المبادرات الرامية إلى تنمية معارف ومهارات الطلبة والأكاديميين وتمكينهم من قيادة مسارات العمل المناخي.
وبموجب هذا التعاون، تشارك «ألف للتعليم» خبراتها وإمكاناتها، وتتيح الوصول إلى المصادر والموارد التعليمية بهدف تصميم وتنفيذ مبادرات التعليم الأخضر، وستشارك في الفعاليات التي تقيمها الوزارة حول التعليم المناخي.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات المناخ وزارة التربیة والتعلیم التعلیم الأخضر العمل المناخی من خلال
إقرأ أيضاً:
التعليم طريق للعمل أم للبطالة؟
جابر حسين العماني
jaber.alomani14@gmail.com
ما زالت منطقتنا العربية تُعاني من ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، وهي بحاجة ماسة إلى توفير ما يزيد عن 33.3 مليون فرصة عمل بحلول عام 2030 لاستيعاب نسب الشباب المرتفعة سنويا في أسواق العمل، وهو ما ذكره موقع الجزيرة في تحليل اقتصادي.
ولتحقيق تلك الغاية والحصول على ذلك الهدف يتوجب على الدول العربية إجراء الكثير من التعديلات على أنظمتها التعليمية بما يتوافق مع سوق العمل ومتغيراته واحتياجاته.
ومن المؤسف جدًا أن بعض الدول العربية والإسلامية، لا يهيئ النظام التعليمي فيها الطالب لسوق العمل بشكل جيد؛ بل يزيد من ارتفاع معدلات البطالة، وذلك لأن بعض المناهج التعليمية لا تركز على المهارات الحياتية بقدر تركيزها على الحفظ وتلقين المعلومة، وهنا تقع المشكلة التي كثيرا ما تجعل الطالب حافظا وملقنا لا أكثر، وذلك لوجود تفاوت كبير بين ما يدرسه الطالب في الفصول الدراسية وبين ما تحتاجه أسواق العمل من كفاءات في المهارات العملية.
تعاني اليوم بعض التخصصات الأكاديمية في عالمنا العربي والإسلامي من قلة الطلب في سوق العمل، وذلك لضعف التدريب العملي لطلابها ولأن الوظائف تمنح في بعض الأماكن لغير أصحاب الكفاءة، وليس المقصود هنا التقليل من أهمية التعليم أو إنكار فوائده الجمة على المجتمع، ولكن نحن بحاجة ماسة إلى عملية تحديث مستمر لإنتاج تعليم سليم يُلبي احتياجات الناس أينما كانوا.
على الحكومات والمسؤولين جميعا مسؤوليات عظيمة يجب الوقوف عندها وعدم إهمالها أو تسويفها، وأقلّها أن يسألوا أنفسهم وهم على طاولات الاجتماعات: كيف نستطيع تحويل وتغيير التعليم من عبء إلى فرص عملية سانحة وناجحة يستفيد منها الإنسان المتعلم؟ من الطبيعي ألا يتحقق النجاح إلا من خلال إصلاح جذري نستطيع من خلاله جعل الشهادة العلمية بوابة للعمل المخلص في خدمة أوطاننا الغالية على قلوبنا، وليس مجرد زينة معلقة على جدران مجالس البيوت وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
اليوم، ومن أجل تحويل وتغيير التعليم من عبء إلى فرصة عملية سانحة وناجحة بحيث يستفيد منها المتعلمون بالدرجة الأولى، لا بُد من العمل الجاد على توفير ما يلي:
أولًا: ضرورة دمج التخصصات العلمية بواقع أسواق العمل، وتدريب الطلاب على ذلك، وتطوير الإبداع لديهم في المدارس والجامعات، والاهتمام بالمهارات التفكيرية والإبداعية. ثانيًا: المساهمة الفاعلة في دعم مشاريع ريادة الأعمال، والتدريب المهني، والاهتمام الجاد بالمهارات الرقمية، وتعزيز قدرات الطالب عمليا. ثالثًا: استغلال الذكاء الاصطناعي والأدوات التفاعلية المختلفة لجعل التعليم تجربة جاذبة ومميزة يحبها الطالب ولا يستغني عنها بل وتكون محفزة له لمزيد من النجاح والتفوق. رابعًا: منح الطالب دورًا رئيسيا وجوهريا في رسم مستقبله، وذلك من خلال مساعدته وإعانته على التخصص المبكر، أو في البرامج الجامعة بين التعليم الأكاديمي والمهني، والهدف من ذلك إشعاره بأن ما يتعلمه اليوم سيخدم توجهاته الشخصية التي يرجوها في المستقبل القريب. خامسًا: مساعدة الطالب على ازالة الضغوطات النفسية، وذلك من خلال تقديم التعليم على هيئة مهارات وتطبيقات عملية بهدف تقليل التوترات النفسية التي قد تعصف بالطالب بين الحين والآخر في مراحله الدراسية المختلفة، وذلك في حد ذاته يجعل من الفاعلية متقدة ومتوازنة لدى الطالب. سادسًا: تطوير دور المعلم من ملقن إلى موجه، حتى يستطيع أن يكون شريكا فاعلا في رحلة ومسيرة الطالب الدراسية نحو الاكتشاف العلمي والتعلم الذاتي والعملي، وليس فقط أن يكون المعلم ناقلا للمعلومات العلمية فقط.اليوم نحن بحاجة ماسة إلى تعليم ناجح وفعّال يُهيئ الطلبة والطالبات للعمل في المستقبل، تعليم لا يقتصر على ما هو شائع ومتعارف عليه في مناهجنا الدراسية الحالية، بل يقوم على تنمية المهارات والمبادرات الاجتماعية والعملية، والاعتماد الكامل على النفس، وذلك من خلال تعليم جاد ومتزن يجمع بين أصل التعليم النظري والتطبيق العملي، بحيث يكون قادرا على إعداد الإنسان على مواجهة المشكلات والتحديات في بيئة العمل، لذا نحن بحاجة ملحة إلى تعليم واقعي وحيوي يربط مدارسنا الأهلية وجامعاتنا المحلية والدولية بأسواق العمل المختلفة، ويجعل من طلاب العلم في المدارس والجامعات فاعلين، وليس حافظين ومتلقين فقط.
وأخيرًا ورد في الأثر عن الإمام موسى بن جعفر وهو من أحفاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قوله "إِنَّ خَوَاتِيمَ أَعْمَالِكُمْ قَضَاءُ حَوَائِجِ إِخْوَانِكُمْ وَاَلْإِحْسَانُ إِلَيْهِمْ مَا قَدَرْتُمْ وَإِلاَّ لَمْ يُقْبَلْ مِنْكُمْ عَمَلٌ حَنُّوا عَلَى إِخْوَانِكُمْ وَاِرْحَمُوهُمْ تَلْحَقُوا بِنَا".
** عضو الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
رابط مختصر