سودانايل:
2025-12-14@22:05:08 GMT

الدعم السريع: التفلت مهنتي (2/2)

تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT

إذا أغرت قوات "الدعم السريع" مكاسبها في ولاية دارفور خلال الأسبوع الماضي بالاستيلاء على كل السودان، كما صرح نائب القائد العام لهذه القوات عبدالرحيم دقلو، فيصح أن نسأل: ما الهوية المهنية هذه القوات التي بدا أنها رتبت نفسها لحكم السودان؟
ونعني بالهوية المهنية عنصر الضبط والربط فيها الراكز في سلسلة قيادة من أعلى إلى أسفل.

ولا أعرف تزكية للمهنية مثل تزكية جي أم كويتزي الروائي من جنوب أفريقيا في روايته "العصر الحديدي". قال فيها إنه لم يمنع النظام العنصري في جنوب أفريقيا أن يهلك "الرفاق" (وهو ما كان يطلق على الشباب الذين صارعوه بقوة) عن بكرة أبيهم، إلا أن قوات أمنه، مهما قلت عنها، استعصمت بالمهنية. فعصمتها مهنيتها دون ألا تبقى من الرفاق دياراً.
وغير خافٍ أن ما ترتكبه "الدعم السريع" في حق الناس وعرضهم هو علة في بنيته كجيش خلاء (في مقابل جيش الكلية الحربية في عرف السودانيين) على رغم مساعي "الدعم السريع" الدائبة لتصويره كاستثناء موجب للمؤاخذة. فالعلة في هوية "الدعم السريع" كجيش لم يتخلق بمهنية القتال الذي ربما أجاده حركات ومصابرة. فليس دونه وحق الناس عاصم من مهنية. فليس منهم من يحرص على الترقي في المهنة ومسؤولياتها بقسم أمام دستور ووطن تحت قيادة آمرة ناهية لا كقيادة حميدتي التي لا تلقي الأعذار عما يرتكبه منسوبوها فحسب، بل وتفديهم متى تورطوا في عيب أيضاً.
وعليه ينتهز صفوفه كل مغامر ممن يعرف بلورد الحرب.
ومن ضمن هؤلاء المغامرين حسين برشم عبود (أبو شنب) الذي ذاع ذكره متصلاً بهجوم "الدعم السريع" بقيادته على بلدة ود عشانا بشرق ولاية كردفان في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وكان حسين قد جاء من السعودية، حيث عمل في أمن الشركات، وهو ممن يقرضون الشعر مثل قوله في حبيبته:
فطينا (فاطمة) الدنيا خينيه (خائنة) أبت تسمح لينا
وهجوم ود عشانا هو الذي حيته قيادة "الدعم السريع" ببيان لها بوصفه المدخل للهجوم على ميناء كوستي النهري والبري على النيل الأبيض، والمدخل لولاية الجزيرة، فالخرطوم. وصمتت عن نهبه للبلدة وقتل بعض أهلها. فقال شاهد عيان إن جنود برشم دخلوا البيوت وكسروا المتاجر فإما سلمتهم مالك أو قتلوك. وقتلوا بالفعل جماعة من المدنيين، ثم سرقوا تليفونات وثلاجات وشاشات التلفزيون وكسروا الدكاكين. وقال إنهم "انتهوا من الأخضر واليابس". ولم تصمت قيادة "الدعم السريع" عن هذا التفلت الدموي الذي تم باسمها، أو تحت قيادتها، فحسب، بل لم تفتقد برشم حين لم يواصل حملته إلى كوستي وغادر إلى أهله في غرب كردفان.
وكان اقتحام "الدعم السريع" على بلدة العيلفون القريبة من الخرطوم في السادس من أكتوبر الماضي تفلتاً صريحاً بدلائله. وكان على قيادة ذلك الاقتحام أبو عاقلة محمد أحمد كيكل. وله سمعة سبقت في التهريب. ونشط في منبر على "فيسبوك" يعنى بقضايا أهله في شرق السودان. وغازل قوى الحرية والتغيير لما كنت في الحكم، ولم يجد سبيلاً لها. فكون مع آخرين جماعة مسلحة هي "درع الوطن" تحتج على المكاسب التي نالتها دارفور باتفاق جوبا في 2021 في حين انحرم منها أهله، ثم جرى إغراؤه بالانضمام لـ"الدعم السريع"، ففعل.
فما دخل "الدعم السريع" العيلفون حتى طردوا أهلها من بيوتهم، ونهبوا السيارات والذهب واستباحوا ما في البقالات، واغتصبوا نساءً. وقال شاهد عيان إنهم لم يمهلوه وقتاً، فخرج من بيته بجلابية متسخة وجهاز تليفون وكيس أدوية، وأنه عاد لبيته ليأخذ بعض أوراقه فرموه على الأرض وضربوا الرصاص من حوله. ومن أحزن ما قاله إن العيلفون بلد قديم تقطعت أسبابه بأصوله القبلية أو في القرى. وهي المواضع الآمنة التي قصدها من سبق لـ"الدعم السريع" طردهم من منازلهم في الخرطوم. فضربوا في الأرض لا يعرفون إلى أين.
وظهر كيكل في فيديو بعدها بأيام يستعرض ما لا يقل عن 100 سيارة في حوش كبير. وقال إنها سيارات "أهلنا ناس العيلفون". ووجه من حوله ليصوروا أرقام اللوحات واحدة بعد أخرى ليتعرف عليها أهلها ويبلغوا في الغد لتسلمها. وزاد بقوله إن تلك هي "الظواهر السالبة". ومع ذلك لم تصدر من "الدعم السريع"، وهو يحتفي باحتلال العيلفون، عبارة واحدة عن جريمة حربها فيها بطرد المدنيين من دورهم.
لا يكف "الدعم السريع" عن تصوير جرائم حربه كتفلتات وظواهر سالبة لحد إنشاء لجنة لملاحقتها، لكن ما دخله من هذه الجهة مما لا يتداوى في قول السودانيين، أي إنه فاقد المهنية، وهي مما لا ينصلح بلجنة، فما دخله مما يستحيل استدراكه مهما حسنت النيات!


[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

قوات الدعم السريع تنفي مسؤوليتها عن استهداف مقر أممي في كادوقلي

نفت ‏قوات الدعم السريع مسؤوليتها عن استهداف مقر أممي في كادوقلي، بحسب تقارير وسائل إعلام عربية.

الرئاسة الفلسطينية تدين تصريحات السفير الأمريكي المؤيدة للاستيطانبعد سلسلة هجمات.. الرئيس التركي يحذر من تحويل البحر الأسود إلى منطقة مواجهة


 

و أفاد مصدر طبي بمقتل ستة مدنيين على الأقل اليوم السبت في قصف استهدف مبنى تابعا للأمم المتحدة في كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان المحاصرة، في جنوب السودان، بحسب وكالة فرانس برس.


 

غارة على مبني الأمم المتحدة 

وأفاد شهود عيان بوقوع غارة بطائرة مسيّرة على مبنى الأمم المتحدة.



 

ودانت الحكومة بشدة الهجوم، محملة في بيان قوات الدعم السريع المسؤولية عنه.


 

و في سياق أخر، أصدرت إسرائيل تحذيرا بإخلاء قرية في جنوب لبنان، اليوم السبت، زاعمة هجوم القوات على البنية التحتية لجماعة حزب الله.


 

وقال أفيخاي أدرعي،  المتحدث باسم جيش الإحتلال  الإسرائيلي،: "سيُهاجم الجيش الإسرائيلي على المدى الزمني القريب بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله، وذلك للتعامل مع المحاولات المحظورة التي يقوم بها حزب الله لإعادة إعمار أنشطته في المنطقة".

 


 

وأضاف: "نحث سكان المبنى المحدد بالأحمر في الخريطة المرفقة والمباني المجاورة له: أنتم تتواجدون بالقرب من مبنى يستخدمه حزب الله ومن أجل سلامتكم أنتم مضطرون لإخلائه فورًا والابتعاد عنه وعن المباني المجاورة لمسافة لا تقل عن 300 متر. البقاء في منطقة المباني المحددة يعرضكم للخطر".

طباعة شارك قوات الدعم السريع مدنيين كردفان غارة حزب الله

مقالات مشابهة

  • 9 قتلى بهجوم مسيرة على مستشفى تحاصره "الدعم السريع" في جنوب كردفان
  • السودان.. مقتل 6 جنود للقوات الأممية و«الدعم السريع» تعلّق!
  • الدعم السريع يعلق على استهداف مقر الأمم المتحدة في كادقلي
  • قوات الدعم السريع تنفي مسؤوليتها عن استهداف مقر أممي في كادوقلي
  • فرض عقوبات على قادة الدعم السريع السوداني
  • البرهان يناور بذكاء ويتوعد الدعم السريع
  • واشنطن والاتحاد الأوروبي يشددان الخناق على قادة الدعم السريع
  • المملكة المتحدة تعلن فرض عقوبات على كبار قيادات قوات الدعم السريع
  • "منهم أبو لولو".. بريطانيا: عقوبات على 4 من قادة الدعم السريع بينهم عبد الرحيم دقلو
  • جنوب السودان يتولى أمن حقل هجليج النفطي بعد سيطرة الدعم السريع