تقارير استخبارية: يحيى السنوار لن يستسلم.. وسيموت وهو يقاتل في غزة
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
نَشَرَتْ صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية تقريراً أعدّه نيري زيبلر حول زعيم حركة “حماس” في غزة يحيى السنوار بعنوان: “رجل ميّت يمشي على قدمين: كيف خَدَعَ يحيى السنوار إسرائيل لعقود”.
أكد تقرير الصحيفة البريطانية إن السنوار، وقبل عقود مِن تخطيطه وإشرافه على تنفيذ هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ضد الاحتلال الإسرائيلي كان سجيناً لدى إسرائيل، حيث حكمت عليه محكمة عسكرية بتهم تنفيذ عمليات قتل، وكان ردّه على هذا الحكم هو انه تَعَلُّم اللغة العبرية.
وقال المحقق في شين بيت، ميخا كوبي، الذي قام بالتحقيق مع السنوار: “لقد قرأ كل الكتب التي ظهرت عن الرموز الإسرائيلية البارزة، مِن [ فلاديمير] جاوبونتسكي، و[ مناحيم] بيغن و[يتسحاق] رابين” و”تَعَلَّمَ مِن القاع وتدرجَ إلى القمة.
ولم تمض سوى 15 عاماً على سجنه حتى أظهر طلاقته في اللغة العبرية (يكتب بها شعرا)، وذلك في لقاء مع قناة إسرائيلية تلفزيونية حثَّ فيه الرأي العام الإسرائيلي على دعم الهدنة مع حركة “حماس”، بدلاً من الحرب.
وقال: “نفهم أن إسرائيل تجلس على 200 رأس نووي، وأكبر قوة متقدمة في المنطقة، وليست لدينا القدرة على تفكيك إسرائيل”.
ورغم كل هذا فقد أصبح السنوار (61 عاماً) أكبر مطلوب لدى إسرائيل، ووَصَفَه بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء بـ “الرجل الميت الحي”، حيث حمل مسؤولية أكبر هجوم ضد إسرائيل، وقُتل فيه أكثر من 1400 شخص.
ويُعتبر التخلص من زعيم حماس يحيى السنوار أحد أهم أهداف الحملة الصهيونية لـ “تدمير” “حماس”.
ويقول المسؤولون الفلسطينيون إن حوالي 9.770 شخصاً استشهدوا في غزة، منذ بداية العملية الانتقامية، حيث تم تدمير مساحات واسعة من القطاع بغارات جوية وقصف مدفعي وغزو بري.
وقبل توغل “حماس” كان لدى إسرائيل تجربة 40 عاماً في التعامل مع السنوار، لكن المعرفة هذه جعلت المخابرات الإسرائيلية متواطئة نوعاً ما. وعشية الحرب، نظرت إسرائيل للسنوار على أنه متطرف خطير، ولكن اهتمامه هو توطيد سيطرة “حماس” على القطاع، والحصول على تنازلات اقتصادية وليس شن حرب ضد إسرائيل.
وكان سوء قراءة المخابرات الاسرائيلية لشخصية السنوار مقدمة لأكبر فشل أمني ذريع تشهده الدولة العبرية منذ تأسيسها في العام 1948. وبالنسبة للبعض فقد استطاع زعيم “حماس” خداعهم.
وقال مايكل ميليستين، الضابط السابق في الاستخبارات الاسرائيلية، والخبير في الشؤون الفلسطينية: “لم نفهمه أبداً بطريقة عقلانية، صفر”.
وتقول الصحيفة إن الصورة التي قدمها عددٌ من الأشخاص الذي قضوا فترة مع السنوار امتدت لعدة عقود، بأنه شخصية جذابة وعصبي المزاج، ولديه كاريزما وحضور طاغ.
ويتذكر كوبي قيامه بالتحقيق مع السنوار، في العام 1989، عندما اعترف بالقتل، وكان ذلك في ذروة الانتفاضة الأولى، وكان كوبي ضابطاً في (شين بيت) مهمته ملاحقة أعضاء “حماس”، والتي كانت في بداياتها بغزة.
وكان السنوار معروفاً بكنية أبو إبراهيم، وساعدَ على بناء الجناح العسكري لـ “حماس” “كتائب القسام”، ولكن اعتقاله في نهاية الثمانينات كان بسبب ملاحقته المتعاونين الفلسطينيين مع اسرائيل، أو المشتبه في تعاملهم مع إسرائيل.
ويقول كوبي إن السنوار تفاخر بالتعذيب الذي مارَسَه على عميل مشتبه به من فصيل آخر. ويزعم كوبي أن السنوار طلبَ من شقيق المخبر، وكان أحد عناصر “حماس”، أن يدفن شقيقه. وأدانت محكمة إسرائيلية سرية السنوار بقتل 12 شخصاً، حسب العارفين بالأمر.
وفي السجن أصبح السنوار زعيم كل سجناء “حماس” في المعتقلات الإسرائيلية. وأجريت له عملية جراحية في العام 2004، لإزالة ورم على دماغه، حسب زعم السلطات الإسرائيلية.
وبحسب تقييم استخباراتي إسرائيلي، في ذلك الوقت، عنه فهو “قاس وسلطوي ومؤثر يقبل به أصدقاؤه، ولديه قدرة غير طبيعية على التحمّل والدّهاء، وهو قادر على التلاعب، وراضٍ بالقليل، وسريّ حتى داخل السجن وبين بقية السجناء، ولديه القدرة على تأجيج مشاعر الجماهير وتثويرها إن شاء”.
نشأ السنوار في خان يونس جنوبي قطاع غزة، وظهر على المشهد السياسي في بداية الثمانينات من القرن الماضي كناصح لزعيم “حماس” الروحي الشيخ أحمد ياسين. وكان جار السنوار في خان يونس،هو قائد كتائب القسام محمد الضيف (أبو خالد)، زعيم “حماس” العسكري الحالي. وبالإضافة إلى المساعدة على بناء الجناح العسكري لـ “حماس”، كان السنوار مسؤولاً عن الجهاز الداخلي السري “مجد” المكلف بملاحقة عملاء اسرائيل في قطاع غزة.
وأصبح السنوار شخصاً أسطورياً للفلسطينيين، وبخاصة داخل غزة. وقال ناشط فلسطيني بارز في القدس الشرقية: “شعر الكثير من الفلسطينيين بالفخر، ويحظى السنوار بشعبية في الشارع الفلسطيني”.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
سيناتور أمريكي: ابن سلمان لن يطبع مع إسرائيل دون ثمن للفلسطينيين
أطلق السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام، أحد أبرز أعضاء مجلس الشيوخ وأكثرهم صلة بدونالد ترامب، الذي قاد المحادثات بين إسرائيل والسعودية خلال السنوات الأخيرة، سلسلة من التصريحات الحادة حول مستقبل المنطقة.
وأوضح أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أكد له أنّ التطبيع مع إسرائيل لن يتحقق إذا جرى "التضحية بالفلسطينيين".
وذكرت "معاريف أونلاين" أن غراهام عبر عن دعمه لصفقة طائرات "إف-35" بين الولايات المتحدة والسعودية، معتبرا أن التعاون الأمني والاقتصادي بين إسرائيل والمملكة يشكل "أفضل فكرة ظهرت في المنطقة منذ سنوات".
وقال في المقابلة إنّ "إسرائيل استثمار جيد لأمريكا، فنحن نتشارك القيم والأعداء، ولو أردنا مضاعفة قدرات الجيش الإسرائيلي في المنطقة، لكان علينا مضاعفة ميزانيتنا الدفاعية"، مضيفا أن إسرائيل تعزز الأمن القومي الأمريكي "وليس العكس"، وأن "لا يمكننا الاستغناء عن إسرائيل، إنها تقدم لنا أكثر من أي عامل آخر في المنطقة".
وكشف غراهام عن مدى تقدم المفاوضات الثلاثية بين الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل قائلا: "كنا قريبين من ذلك، كنا نعمل وفق الإطار، ثم جاء السابع من أكتوبر".
وأضاف أن حركة حماس خططت للهجوم لعرقلة أي فرصة للتوصل إلى اتفاق، متابعا: "هناك سبب لتصوير حماس للمجزرة. النازيون لم يصوروها. لقد أرادوا أن تشاهدوها. أرادوا أن يقسوا القلوب في إسرائيل ويقلبوا العالم العربي ضد أي اتفاق".
وقدم غراهام موقفا واضحا بشأن الشروط المسبقة لأي اتفاق إقليمي، فقال: "يجب أن ترحل حماس، يجب أن ينزع حزب الله سلاحه، لن أقترب من التطبيع حتى لا تتمكن وكالات إيران من تكرار أحداث 7 أكتوبر".
كما أعلن معارضته لفكرة نشر قوة دولية في غزة قائلا: "لا يوجد سلاح جو سيأتي لتفكيك حماس. ستجدون حلا مستحيلا قبل أن تجدوا حلا، إسرائيل وحدها هي القادرة على فعل ذلك"، وأضاف: "ضعوا حماس تحت المراقبة، إذا لم تسلم أسلحتها، فكل الرهانات ستنتهي".
وفي شأن لبنان، قال غراهام: "لا مستقبل للبلاد طالما أنها تسمح لحزب الله بالتسلح وإعلان رغبته في تدمير إسرائيل"، وأشار إلى أنه يحث الإدارة الأمريكية على الاستعداد لاحتمالية العمل المشترك، مضيفا: "بناء الجيش اللبناني والخروج مع إسرائيل لتفكيك حزب الله".
وأعلن غراهام أنه سيقدم قريبا مشروع قانون يهدف إلى قطع مصادر التمويل الرئيسية عن إيران، قائلا: "أقترح مشروع قانون يفرض عقوبات على أي دولة تستمر في شراء النفط والغاز من إيران. الصين هي أكبر مشتر ويجب أن يتغير هذا الوضع".
وعاد غراهام للتأكيد على موقف السعودية من التطبيع، قائلا إن "ولي العهد محمد بن سلمان لن يعترف بإسرائيل حتى يحقق نتيجة أفضل للفلسطينيين، أو يقتلوه. هذه هي الحقيقة".
وأوضح أنه لا يطالب إسرائيل "بمكافأة الإرهاب"، بل يطالب بالانفتاح على إنهاء الصراع بما يضمن أمنها ويمنح ابن سلمان القدرة على "النهوض بشعبه".
وأضاف أن أي عملية سياسية مشروطة أولا بالأمن: "لا توجد فرصة لعقد اتفاق سعودي إسرائيلي حتى يتم القضاء على حماس وحزب الله، تحييد التهديد عندها يمكننا التحدث بمنطقية".
كما جدد دعمه القوي لبيع طائرات "إف-35" للسعودية، قائلا: "إذا كان ذلك سيؤدي إلى السلام بين السعودية وإسرائيل، فسيكون ذلك أفضل فكرة منذ 3000 عام"، وختم قائلا: "هناك وحدة في الهدف هنا، حماس وحزب الله ليسا المستقبل، اتفاقيات أبراهام حقيقية، التغيير في العالم العربي حقيقي، لا تضيعوا هذه اللحظة".