يديعوت أحرونوت: الشاباك دعم اغتيال السنوار والضيف في 2023 ورئيس الأركان عارض
تاريخ النشر: 9th, December 2025 GMT
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت في تحقيق عسكري جديد - استند إلى شهادات ضباط كبار في جيش الاحتلال الإسرائيلي - عن أن جهات أمنية إسرائيلية، وتحديدًا الشاباك، دعمت في عام 2023 مقترحاً لاغتيال زعيمي حركة حماس في غزة، يحيى السنوار ومحمد الضيف لكن الخطة لم تُنفَّذ، حسب التحقيق، لأن رئيس الأركان الإسرائيلي في حينها رفض الإقدام عليها، حرصاً على تنفيذ سياسة رسمية للحكومة تمنع المساس بـحماس خلال فترات “هدوء”.
وقالت التحقيقات إن هناك فرصتين عمليتين ملموستين لاغتيال السنوار والضيف قبل الهجوم الذي شنّته حماس في 7 أكتوبر 2023 - لكن الجيش الإسرائيلي فوّت تلك الفرص.
وحسب المصادر، خلال عام 2023 أُعدّت خطة شاملة استهدفت تدمير مصانع الأسلحة في قطاع غزة، وضرب قيادة حماس العليا عبر تصفية كبار قادتها.
ووفق التحقيق، فقد أيد “الشاباك” هذه الخطة، لكن رفضها جاء من قيادة الجيش العليا - تحديداً رئيس الأركان آنذاك - استناداً إلى توجيهات الحكومة الإسرائيلية التي كانت تنتهج سياسة “عدم المساس بحماس” في أوقات استقرار نسبي، لتفادي تصعيد.
واستمعت لجنة تحقيق برئاسة اللواء احتياط سامي ترجمان، إلى شهادات عدد من الضباط الكبار في القيادة الجنوبية للإسرائيلي، الذين أكدوا أن فرص الاغتيال كانت متاحة: تم تحديد مواقع ومواعيد، وتجمع معلومات استخباراتية - لكن القرار النهائي كان بالتوقف.
وأوضح المسئولون المشاركون في الخطة، حسب ما نقلته يديعوت أحرونوت، أن القرار اتُّخذ لأن الأوضاع آنذاك كانت تُصنّف كـ”هدوء نسبي” - ما يعني أن تنفيذ عملية اغتيال يُمثل خرقًا لسياسة رسمية رأت أن استهداف قيادة حماس في تلك المرحلة قد يثير تصعيداً.
وأشار التحقيق إلى أن التركيز كان موجهًا نحو الجبهة الشمالية مع لبنان وسوريا، بحسب تقييم عقيد آنذاك، وهو ما أدّى إلى تأجيل أو رفض تنفيذ الضربة رغم الجهوزية الاستخباراتية والتكتيكية.
وبعد هجوم 7 أكتوبر 2023، وتبِعَه الحرب التي تفجّرت بين إسرائيل وقطاع غزة، بدا واضحاً أن القرار بعدم اغتيال السنوار والضيف شكّل نقطة فشل استراتيجي كبيرة في نظر الأجهزة الإسرائيلية.
ويشير التحقيق الجديد - حسب يديعوت أحرونوت - إلى أن نتائج الحرب وما تبعها من تداعيات أمنية وسياسية تُعيد إلى الذاكرة قرار "تفويت الفرصتين".
وأمر وزير الدفاع الاسرائيلي الحالي بإعادة دراسة التحقيقات الداخلية للجيش بشأن الإخفاقات التي سبقت الهجوم، في محاولة لتحديد المسؤوليات، وفهم ما إذا كان القرار بعدم التنفيذ شكلاً من أشكال التهاون الأمني أو تقييم خاطئ للمخاطر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جيش الاحتلال الإسرائيلي يديعوت أحرونوت حركة حماس غزة محمد الضيف يحيى السنوار قطاع غزة یدیعوت أحرونوت
إقرأ أيضاً:
مسؤول سابق في الشاباك: ميليشيا أبو شباب عملت كوحدة إسرائيلية بكل معنى الكلمة
قال مسؤول سابق في جهاز الشاباك، شالوم بن حنان، إن ميليشيا "أبو شباب" المدعومة من إسرائيل في قطاع غزة نفذت مهاما عسكرية كاملة بالنيابة عن الجيش الإسرائيلي، مؤكدا أنها عملت "كما لو كانت وحدة عسكرية إسرائيلية".
وجاء تصريح بن حنان في تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، أوضح فيه أن غياب هذه الميليشيا كان سيُلزم الجيش الإسرائيلي بتنفيذ جميع المهام بنفسه.
وأكد التقرير أن مقتل ياسر أبو شباب، قائد الميليشيا التي تُعرف باسم "قوات الشعب"، يعكس المخاطر التي يتعرّض لها الفلسطينيون الذين تعتمد عليهم إسرائيل لتقويض حكم حماس.
وبحسب الصحيفة، كانت ميليشيا أبو شباب الأكبر والأكثر تأثيرًا بين عدة مجموعات مسلحة غذاها الدعم الإسرائيلي خلال حرب غزة، رغم أن أبو الشباب كان ينفي حصوله على أسلحة من إسرائيل.
وأثار مقتل أبو شباب، الذي احتفل به أنصار حماس ونددت به أطراف إسرائيلية أخرى، جدلاً واسعًا. ووفقًا للمقال، اتهم كثير من الفلسطينيين أبو الشباب بالخيانة، بينما شكك بعض الإسرائيليين في نواياه وقدرته على قيادة ميليشيا تُقاتل حماس.
وفي مقابلة نادرة في أكتوبر الماضي، قال أبو شباب لـ نيويورك تايمز إنه لا يخجل من علاقاته الأمنية مع إسرائيل، مؤكدا وجود "تنسيق أمني وعملياتي" هدفه منع تسلل عناصر حماس إلى المناطق الخاضعة لسيطرته، وكانت جماعته قد أعلنت يوم الخميس مقتله خلال اشتباكات مع قبيلة فلسطينية جنوب قطاع غزة.
ورغم عدم ظهور دليل فوري على تورط حماس في العملية، رحبت وزارة الداخلية في غزة التي تديرها الحركة بمقتله، واصفةً إياه بأنه "المصير الحتمي لكل خائن"، داعيةً عناصر الميليشيات الموالية لإسرائيل إلى الاستسلام "قبل فوات الأوان".
وأشار التقرير إلى أن مستقبل "قوات الشعب" بات غامضا بعد مقتل قائدها، رغم بث الجماعة تسجيلًا يظهر نائبه غسان الدهيني وهو يتسلم القيادة، مؤكدا على "معنويات عالية" بين عناصر الميليشيا، وكان الدهيني شخصية غامضة قبل صعوده في صفوف الميليشيا، ولم يعرف عنه الكثير حتى ظهوره في الفيديو الأخير.
ووفقا للمقال، دعمت إسرائيل منذ بداية الحرب ما لا يقل عن أربع مجموعات فلسطينية مسلحة في غزة، بهدف تقويض نفوذ حماس، وعلى الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار في منتصف أكتوبر الماضي، لا تزال مسألة حكم القطاع غير محسومة، إذ يسيطر كل طرف على نحو نصف مساحة غزة.
ويعيش معظم سكان القطاع في المناطق الساحلية الخاضعة لحماس، بينما تنتشر الميليشيات المناهضة للحركة في المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل، وتعد "قوات الشعب" الأكبر بين هذه الجماعات، إذ قالت في أكتوبر إن المناطق التابعة لها تضم نحو 3000 شخص، بينهم مقاتلون وغير مقاتلين.
وأوضح التقرير أن آلاف الغزيين ينظرون إلى هذه الميليشيات باعتبارها مجموعات تغتنم فوضى الحرب لتوسيع نفوذها. وبرز أبو الشباب، وهو بدوي من شرق رفح، أواخر عام 2024، وسط اتهامات بانتهاكه خطوط الإغاثة الإنسانية خلال المجاعة التي اجتاحت القطاع. وأكد في مقابلات سابقة أنه اختطف شاحنات مساعدات "لتأمين الغذاء لعائلته وجيرانه"، رغم الانتقادات القوية التي تعرض لها.
ووصفه مسؤول أممي كبير، جورجيوس بيتروبولوس، بأنه "الحاكم الفعلي لشرق رفح"، متهما إسرائيل بغض الطرف عن هجماته على المساعدات الإنسانية. كما أشار التقرير إلى أن اشتباكات متكررة بين جماعته ومقاتلي حماس أدت إلى مقتل عشرات من عناصره، بينهم شقيقه.
وسعى أبو شباب، قبل مقتله، إلى تقديم نفسه عبر مواقع التواصل كـ"زعيم مناهض لحماس"، مدعيا توفير الأمن والمساعدات في المناطق التي يسيطر عليها، وقال للصحيفة إن منطقته كانت "آمنة ومجهزة نسبيا"، بفضل التنسيق المستمر مع إسرائيل ودوريات المراقبة الجوية.
لكن رغم الدعم الإسرائيلي، أكد التقرير أن أيا من هذه المجموعات لم يكن قادرا على تشكيل تهديد حقيقي لحماس، كما أن ارتباطها بإسرائيل جعلها منبوذة بين غالبية الفلسطينيين، وقال شالوم بن حنان: "سيبقون في نظر الناس خونة ومتعاونين، ولن يقبل أحد أن يمثلوه".