موقع 24:
2025-08-01@02:49:56 GMT

ضرورة المبادرة العربيّة تجاه غزّة

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

ضرورة المبادرة العربيّة تجاه غزّة

بعد شهر على حرب غزّة، تظهر الحاجة أكثر من أي وقت إلى حل سياسي يوقف الجنون الإسرائيلي ويضع حداً للمجازر التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني. لن يخرج إسرائيل من المأزق الذي وجدت نفسها فيه، والذي ترجمته إهراق مزيد من الدم الفلسطيني، غير الحل السياسي.

سيتوجب على إسرائيل القبول بمثل هذا الحلّ بعدما راهنت طويلاً على "حماس" ورفضها خيار الدولة الفلسطينية والمشروع الوطني الذي نادي به ياسر عرفات منذ عام 1988.



عاجلاً أم آجلاً، ستتوقف حرب غزّة. ستخلف الحرب أرضاً مدمّرة لا مكان للعيش فيها، خصوصاً في غياب اتفاق ذي طابع دولي وإقليمي يؤدي إلى أمرين. أولهما التأكد من أن حكم "حماس" للقطاع انتهى، والآخر إيجاد سلطة تدير شؤون القطاع بعيداً من الشعارات الفارغة من كلّ مضمون من نوع "فلسطين وقف إسلامي" وما شابه ذلك. الحاجة واضحة إلى حل سياسي في فلسطين يقوم على خيار الدولتين. الدولة الفلسطينية "القابلة للحياة" وإسرائيل ضمن حدود 1967، مع بعض التعديلات الطفيفة، إذا كان ذلك مطلوباً... وبما يتلاءم مع مصلحة الجانبين.

يبدو مطلوباً البحث منذ الآن في مستقبل غزّة. يحتاج ذلك إلى لقاءات عربيّة على أعلى مستوى تخصص لمستقبل القطاع ووضعه في إطار تسوية سياسيّة على الصعيد الإقليمي. هناك ضرورة، أكثر من أي وقت، لاتخاذ الجانب العربي المبادرة واتخاذ موقف من مستقبل غزّة تفادياً لتكرار المأساة التي تسبب بها الرد الإسرائيلي الوحشي على العمليّة التي قامت بها "حماس" في السابع من تشرين الأوّل – أكتوبر الماضي.

في هذا السياق، يبدو مفيداً إيجاد غطاء دولي، أميركي وأوروبي تحديداً، لدور عربي في غزّة، بما يؤمّن عودة أهلها إليها بدل إبعادهم إلى سيناء. يستأهل الغزاويون مستقبلاً أفضل بعد عيشهم طوال 16 عاماً تحت حكم "حماس" وبعد كلّ ما تعرّضوا من أعمال وحشية مارستها إسرائيل. راهنت إسرائيل منذ انسحابها من القطاع في آب (أغسطس) 2005 على الانقسام الفلسطيني لتفادي أي تسوية سياسيّة معقولة ومقبولة تستجيب لحقوق شعب حرم طويلاً من هذه الحقوق المشروعة.

حققت حركة "حماس" انتصاراً لا سابق له على إسرائيل. يؤكّد ذلك عدد القتلى العسكريين والمدنيين الإسرائيليين وعدد الأسرى لدى الحركة. أجبرت "حماس" إسرائيل على خوض مغامرة اقتحام القطاع براً. سيكلفها ذلك خسائر كبيرة، لكنّ المفارقة أنّ "حماس" لن تستطيع الاستفادة من هذا الانتصار، اللهمّ إلّا إذا كانت إسرائيل على استعداد للقبول بشروط معيّنة من بينها الدخول في صفقة تبادل للأسرى... قبل الانتهاء من اجتياحها البرّي.

كان لافتاً تشديد الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله في خطابه الأخير، وهو الأول منذ اندلاع حرب غزّة، على ضرورة التوصل إلى وقف للنار. يرفض حسن نصر الله الذي يهمّه إنقاذ "حماس"، أخذ العلم بأن حرب غزة لا تشبه حرب صيف 2006 في شيء. يعود ذلك إلى أن إسرائيل تخوض حالياً حرب وجود. إذا خسرت حربها مع "حماس"، فسيعني ذلك بكلّ بساطة أن على مواطنيها جمع حقائبهم ومغادرة ما يسمونه "أرض الميعاد".

هناك أسباب عدّة تفرض البحث في مستقبل غزّة، اليوم قبل غد، وقبل انتهاء الحرب. يفترض وجود مبادرة عربيّة تأخذ شكل خطة عمل تعيد الحياة إلى غزّة. الهدف من ذلك تأكيد أنّ غزّة، من دون "حماس"، جزء من الدولة الفلسطينية المتوقع قيامها ولم تعد "إمارة إسلاميّة"، على الطريقة الطالبانية، معزولة عن العالم. إضافة إلى ذلك، إن المبادرة العربيّة هذه تقطع الطريق على المتاجرين بالقضيّة الفلسطينية، أكان في داخل إسرائيل نفسها أو في المنطقة.

راهنت إسرائيل على "حماس" وصواريخها من أجل القول إن "لا وجود لطرف فلسطيني يمكن التفاوض معه". تغاضت عن حصول "حماس" على مساعدات مالية من قطر وغير قطر وأسلحة من إيران وغير إيران نظراً إلى أن "حماس" كانت ضمانة لتكريس الانقسام الفلسطيني.

في السابع من تشرين الأوّل(أكتوبر) 2023، انفجر لغم "حماس" في وجه إسرائيل التي تلجأ إلى ارتكاب المجازر، بما في ذلك قصف المستشفيات، للخروج من المأزق الذي وجدت نفسها فيه. سيوفر وقف النار، في حال وجود مبادرة عربيّة تجاه غزّة، فرصة للغزاويين أوّلاً. لدى مثل هذه المبادرة أمل بالنجاح. يعود ذلك إلى أنّ مرحلة ما بعد حرب غزة سترى، على الأرجح، ولادة ثلاثة فراغات. الأول إسرائيلي ناجم عن حال ضياع داخلية يرافقها أفول نجم بنيامين نتنياهو، والثاني فلسطيني بعدما تبيّن أن السلطة الفلسطينية في رام الله باتت من الماضي ولا دور من أي نوع لها، والثالث أميركي بسبب انهماك الرئيس جو بايدن في الإعداد للانتخابات الرئاسية بعد سنة من الآن.

سيكون همّ إدارة بايدن محصوراً بالداخل الأميركي في الأشهر القليلة المقبلة.

تشكّل هذه المبادرة العربيّة ضرورة ملحة وفرصة لا تعوض في وقت تبدو "الجمهوريّة الإسلاميّة" في إيران مستعدة للذهاب بعيداً في جني ثمار "طوفان الأقصى" في كلّ أنحاء المنطقة، بدءاً بالعراق وصولاً إلى اليمن، مروراً في طبيعة الحال بسوريا ولبنان.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة ة الفلسطینیة عربی ة

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية يشدد على ضرورة توسيع الاعتراف بالدولة الفلسطينية

شدد وزير الخارجية بدر عبد العاطي، على ضرورة توسيع الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وأكد عبدالعاطي للسيناتور الأمريكي ليندسي جراهام، خلال اجتماعهما، على ضرورة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.

إصابة 8 فلسطينيين من منتظري المساعدات برصاص الاحتلال بغزةأخيرا الجيزة نورت.. عودة التيار كاملا بالدوائر الجديدة في محطة جزيرة الدهبالطوارئ الروسية: إجلاء 300 شخص من الميناء البحري بشمال كوريلسك بعد الزلزالكان بيركب الدش.. مصرع شخص إثر سقوطه من الطابق الرابع بالقليوبية

كما أكد  وزير الخارجية، على أهمية تأمين تدفق المساعدات الإنسانية بشكل منتظم إلى قطاع غزة وبدء عملية التعافي المبكر وإعادة الإعمار.

وأكد التزام  مصر الثابت بمواصلة جهودها في دعم مسار السلام والتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.

وأشار وزير الخارجية إلى ضرورة الالتزام بقواعد القانون الدولي فيما يتعلق بالموارد المائية، مشددا على رفض مصر أي إجراءات أحادية، وأن مصر ستتخذ التدابير المكفولة بموجب القانون الدولي لحماية أمنها المائي.

طباعة شارك غزة قطاع غزة وزير الخارجية الخارجية

مقالات مشابهة

  • متحدث الحكومة الفلسطينية: هناك أطراف تحاول استغلال القضية الفلسطينية لتفتيت الموقف العربي
  • أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية: مصر لم تتخل يومًا عن مسؤوليتها القومية تجاه قضيتنا
  • أستاذ علوم سياسية: إسرائيل تعرقل المفاوضات وتسعى لتصفية القضية الفلسطينية
  • استطلاع: انقسام أمريكي حاد حول تأييد إسرائيل
  • موقفنا ثابت تجاه القضية الفلسطينية.. برلماني: مصر لا تبتزها حملات مأجورة
  • حركة فتح: نشهد تحولا تاريخيا في المواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية
  • وزير الخارجية يشدد على ضرورة توسيع الاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • أوروبا تصعد لهجتها الصدامية تجاه إسرائيل
  • حركة الأحرار الفلسطينية تدين الصمت العربي والعجز الدولي عن وقف جرائم الإبادة في غزة
  • العربي الناصري: السفارات ليست ساحة للصراعات.. ومصر تدفع ثمن التزامها تجاه فلسطين