موقع 24:
2025-05-28@06:19:24 GMT

ضرورة المبادرة العربيّة تجاه غزّة

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

ضرورة المبادرة العربيّة تجاه غزّة

بعد شهر على حرب غزّة، تظهر الحاجة أكثر من أي وقت إلى حل سياسي يوقف الجنون الإسرائيلي ويضع حداً للمجازر التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني. لن يخرج إسرائيل من المأزق الذي وجدت نفسها فيه، والذي ترجمته إهراق مزيد من الدم الفلسطيني، غير الحل السياسي.

سيتوجب على إسرائيل القبول بمثل هذا الحلّ بعدما راهنت طويلاً على "حماس" ورفضها خيار الدولة الفلسطينية والمشروع الوطني الذي نادي به ياسر عرفات منذ عام 1988.



عاجلاً أم آجلاً، ستتوقف حرب غزّة. ستخلف الحرب أرضاً مدمّرة لا مكان للعيش فيها، خصوصاً في غياب اتفاق ذي طابع دولي وإقليمي يؤدي إلى أمرين. أولهما التأكد من أن حكم "حماس" للقطاع انتهى، والآخر إيجاد سلطة تدير شؤون القطاع بعيداً من الشعارات الفارغة من كلّ مضمون من نوع "فلسطين وقف إسلامي" وما شابه ذلك. الحاجة واضحة إلى حل سياسي في فلسطين يقوم على خيار الدولتين. الدولة الفلسطينية "القابلة للحياة" وإسرائيل ضمن حدود 1967، مع بعض التعديلات الطفيفة، إذا كان ذلك مطلوباً... وبما يتلاءم مع مصلحة الجانبين.

يبدو مطلوباً البحث منذ الآن في مستقبل غزّة. يحتاج ذلك إلى لقاءات عربيّة على أعلى مستوى تخصص لمستقبل القطاع ووضعه في إطار تسوية سياسيّة على الصعيد الإقليمي. هناك ضرورة، أكثر من أي وقت، لاتخاذ الجانب العربي المبادرة واتخاذ موقف من مستقبل غزّة تفادياً لتكرار المأساة التي تسبب بها الرد الإسرائيلي الوحشي على العمليّة التي قامت بها "حماس" في السابع من تشرين الأوّل – أكتوبر الماضي.

في هذا السياق، يبدو مفيداً إيجاد غطاء دولي، أميركي وأوروبي تحديداً، لدور عربي في غزّة، بما يؤمّن عودة أهلها إليها بدل إبعادهم إلى سيناء. يستأهل الغزاويون مستقبلاً أفضل بعد عيشهم طوال 16 عاماً تحت حكم "حماس" وبعد كلّ ما تعرّضوا من أعمال وحشية مارستها إسرائيل. راهنت إسرائيل منذ انسحابها من القطاع في آب (أغسطس) 2005 على الانقسام الفلسطيني لتفادي أي تسوية سياسيّة معقولة ومقبولة تستجيب لحقوق شعب حرم طويلاً من هذه الحقوق المشروعة.

حققت حركة "حماس" انتصاراً لا سابق له على إسرائيل. يؤكّد ذلك عدد القتلى العسكريين والمدنيين الإسرائيليين وعدد الأسرى لدى الحركة. أجبرت "حماس" إسرائيل على خوض مغامرة اقتحام القطاع براً. سيكلفها ذلك خسائر كبيرة، لكنّ المفارقة أنّ "حماس" لن تستطيع الاستفادة من هذا الانتصار، اللهمّ إلّا إذا كانت إسرائيل على استعداد للقبول بشروط معيّنة من بينها الدخول في صفقة تبادل للأسرى... قبل الانتهاء من اجتياحها البرّي.

كان لافتاً تشديد الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله في خطابه الأخير، وهو الأول منذ اندلاع حرب غزّة، على ضرورة التوصل إلى وقف للنار. يرفض حسن نصر الله الذي يهمّه إنقاذ "حماس"، أخذ العلم بأن حرب غزة لا تشبه حرب صيف 2006 في شيء. يعود ذلك إلى أن إسرائيل تخوض حالياً حرب وجود. إذا خسرت حربها مع "حماس"، فسيعني ذلك بكلّ بساطة أن على مواطنيها جمع حقائبهم ومغادرة ما يسمونه "أرض الميعاد".

هناك أسباب عدّة تفرض البحث في مستقبل غزّة، اليوم قبل غد، وقبل انتهاء الحرب. يفترض وجود مبادرة عربيّة تأخذ شكل خطة عمل تعيد الحياة إلى غزّة. الهدف من ذلك تأكيد أنّ غزّة، من دون "حماس"، جزء من الدولة الفلسطينية المتوقع قيامها ولم تعد "إمارة إسلاميّة"، على الطريقة الطالبانية، معزولة عن العالم. إضافة إلى ذلك، إن المبادرة العربيّة هذه تقطع الطريق على المتاجرين بالقضيّة الفلسطينية، أكان في داخل إسرائيل نفسها أو في المنطقة.

راهنت إسرائيل على "حماس" وصواريخها من أجل القول إن "لا وجود لطرف فلسطيني يمكن التفاوض معه". تغاضت عن حصول "حماس" على مساعدات مالية من قطر وغير قطر وأسلحة من إيران وغير إيران نظراً إلى أن "حماس" كانت ضمانة لتكريس الانقسام الفلسطيني.

في السابع من تشرين الأوّل(أكتوبر) 2023، انفجر لغم "حماس" في وجه إسرائيل التي تلجأ إلى ارتكاب المجازر، بما في ذلك قصف المستشفيات، للخروج من المأزق الذي وجدت نفسها فيه. سيوفر وقف النار، في حال وجود مبادرة عربيّة تجاه غزّة، فرصة للغزاويين أوّلاً. لدى مثل هذه المبادرة أمل بالنجاح. يعود ذلك إلى أنّ مرحلة ما بعد حرب غزة سترى، على الأرجح، ولادة ثلاثة فراغات. الأول إسرائيلي ناجم عن حال ضياع داخلية يرافقها أفول نجم بنيامين نتنياهو، والثاني فلسطيني بعدما تبيّن أن السلطة الفلسطينية في رام الله باتت من الماضي ولا دور من أي نوع لها، والثالث أميركي بسبب انهماك الرئيس جو بايدن في الإعداد للانتخابات الرئاسية بعد سنة من الآن.

سيكون همّ إدارة بايدن محصوراً بالداخل الأميركي في الأشهر القليلة المقبلة.

تشكّل هذه المبادرة العربيّة ضرورة ملحة وفرصة لا تعوض في وقت تبدو "الجمهوريّة الإسلاميّة" في إيران مستعدة للذهاب بعيداً في جني ثمار "طوفان الأقصى" في كلّ أنحاء المنطقة، بدءاً بالعراق وصولاً إلى اليمن، مروراً في طبيعة الحال بسوريا ولبنان.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة ة الفلسطینیة عربی ة

إقرأ أيضاً:

إسبانيا تقاطع إسرائيل عسكريا وتدعو لاعتراف أوروبي بدولة فلسطين

قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، اليوم الأحد، لقناة الجزيرة، إن الحكومة لم تعد تسمح ببيع الأسلحة لإسرائيل، ولا لرسو السفن التي تحملها بالموانئ الإسبانية، وذلك ردًا على المجازر الإسرائيلية التي ترتكبها في قطاع غزة .

وخلال لقائه بنظيره النرويجي، أكد ألباريس، أن بلاده ستواصل رفع صوتها من أجل وقف العمليات العسكرية في غزة، وأهمية الدفاع عن العدالة وكرامة المدنيين الفلسطينيين.

وأوضح، أن بلاده "لا تعطي دروسًا لأحد"، لكنها ترى أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يمثل خطوة ضرورية لحماية فرص السلام في المنطقة، معتبرًا أن مسؤولية المجتمع الدولي في هذا السياق تشمل حماية القيم الإنسانية والكرامة، بما في ذلك داخل أوروبا.

وأضاف، أن حكومته تدرس إمكانية فرض إجراءات عقابية على إسرائيل، مؤكدًا ضرورة ضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل سلس ودون عوائق.

من جانبه، شدد وزير الخارجية النرويجي على أهمية مواصلة الجهود الدبلوماسية لحشد دعم دولي واسع تجاه إقامة دولة فلسطينية مستقلة، معتبرًا أن المجتمع الدولي مطالب اليوم بتعزيز التزامه تجاه حقوق الفلسطينيين.

المصدر : وكالة سوا - وفا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين مباحثات فلسطينية روسية بشأن الوضع الإنساني والسياسي في غزة حماس: لا نتوقف في البحث عن سبيل للخروج من الأزمة بغزة ووقف شلال الدم غزة: كيف يوظف الحنين كآلية للتكيف النفسي؟ الأكثر قراءة الكابينيت يصادق على بناء جدار أمني على الحدود الشرقية مع الأردن الجيش الإسرائيلي يرصد إطلاق صاروخين من غزة ويأمر بإخلاء مناطق بالصور: زامير : التوصل لإتفاق مع حماس لا يعني وقف حرب غزة ويتكوف يقدم عرضا محدثا لإسرائيل وحماس – هذه تفاصيله عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • أحمد بن محمد: قمة الإعلام العربي ترجمة لرؤية دبي في بناء مستقبل إعلامي عربي أكثر تأثيراً
  • استطلاع و3 تصريحات لافتة.. ألمانيا تغيّر لهجتها تجاه إسرائيل بسبب الإبادة في غزة
  • صحيفة: اجتماع فرنسي عربي ناقش نزع سلاح حماس كشرط للاعتراف بدولة فلسطين
  • بسبب غزة.. غضب سويدي نرويجي تجاه إسرائيل
  • المجاهدين تستهجن الصمت العربي والإسلامي تجاه الاعتداءات الصهيونية بحق الأقصى
  • الرصاصة القاتلة انطلقت تجاه إسرائيل
  • مصر تشدد على ضرورة توسيع الاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • عبد العاطي: الاعتراف بالدولة الفلسطينية ضرورة ملحة ومؤتمر نيويورك فرصة لإحياء حل الدولتين
  • اجتماع أوروبي عربي بإسبانيا لوقف حرب غزة ومدريد تطالب بمعاقبة إسرائيل
  • إسبانيا تقاطع إسرائيل عسكريا وتدعو لاعتراف أوروبي بدولة فلسطين