حماس وإسرائيل وأمريكا تقبل بسقوط ضحايا مدنيين
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
كتب رودجر شاناهان، ضابط سابق في الجيش الأسترالي ومحلل لشؤون الشرق الأوسط، أنه منذ بدء الرد الإسرائيلي على هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، تحول تركيز العالم نحو تنفيذ إسرائيل لحملتها العسكرية. ولكن في عصر حيث يمكن نقل المعلومات (والمعلومات المضللة) على الفور، وعندما تكون العواطف فجة، يكون السياق غائباً أو يتم تجاهله إلى حد كبير.
يقبل نتانياهو طوعاً بسقوط ضحايا من المدنيين طالما أنه يدمر حماس
أوضح شاناهان في "المعهد الأسترالي للسياسة الخارجية" أنه يتم طرح مصطلحات مثل "جرائم حرب" و"القانون الدولي" من قبل أشخاص لديهم فهم ضئيل أو مفتقرين لأي فهم لما تعنيه هذه المصطلحات فعلاً. إن الاتهامات بقصف مبنى ديني أو مدرسة أو منشأة طبية أو سيارة إسعاف تتم في معظم الحالات من دون معرفة الغاية التي استُخدم لها المبنى أو السيارة بالضبط. فالمواقع المدنية المحمية، على سبيل المثال، تفقد هذه الحماية عندما تعتبر أهدافاً عسكرية مشروعة.
أمضت حماس سنوات في بناء أنفاق تحت غزة لإيواء أسلحتها وإمداداتها ونقاط القيادة والسيطرة. وهي تستخدم فعلياً سكان غزة كدروع بشرية في انتهاك للقانون الدولي. فهي تريد رفع عتبة الخطر (أي عدد الضحايا المدنيين) التي تواجهها إسرائيل في استهداف منشآتها. وتزعم إسرائيل من جانبها أنها حاولت فصل المقاتلين عن غير المقاتلين من خلال إسقاط منشورات على السكان في شمال غزة تأمرهم بالتوجه جنوباً. لقد كان في أحسن الأحوال جهداً روتينياً لتقليل عدد المدنيين في المنطقة المستهدفة.
This article by @RodgerShanahan on civilian deaths and proportionality in Gaza is one of the best I've read on the issue in the last month. Required readinghttps://t.co/GLRDrV8DV2
— Josh Feldman ג'וש פלדמן (@joshrfeldman) November 7, 2023
لا يُعرف على وجه التحديد عدد المدنيين والمقاتلين الذين قتلوا في غزة. حتى الآن قدمت وزارة الصحة التي تديرها حماس أرقاماً مفصلة عن المدنيين الفلسطينيين الذين قتلوا، ولكن لم يرد ذكر لأي وفيات من حماس. لقد تم التشكيك في دقة أرقام الضحايا، ومن المؤكد حسب الكاتب أن وزارة الصحة أخذت على حين غرة وهي تختلق مزاعم عن غارة إسرائيلية على مستشفى الأهلي، لكن من دون معرفة عدد مقاتلي حماس الذين قتلوا أو أصيبوا في غارة، أو عدد المدنيين، من المستحيل تقريباً تحديد ما إذا كانت الهجمات الفردية أو الجماعية تنتهك القانون الدولي.
بالنظر إلى الدعوات الصارمة المتزايدة الموجهة إلى إسرائيل لوقف حملة القصف الجوي في غزة والحد من الخسائر في صفوف المدنيين، ربما يكون من المفيد دراسة الاعتبارين الرئيسيين اللذين يحددان ما إذا كان الرد العسكري، أو جوانب من الرد العسكري، يمكن اعتبارها انتهاكاً للقانون الدولي. يوضح الكاتب أنه ليس محامياً، ولا أولئك الذين يأذنون بالاشتباك مع الهدف. يقدم المحامون المشورة، لكن ضابطاً عسكرياً من غير المحامين يرتدي الزي الرسمي، أو في بعض الحالات سياسياً كبيراً، هو الذي سيوافق في النهاية على الضربة.
Some thoughts on proportionality & the conflict in #Gaza: https://t.co/z5ddptnivT
— Rodger Shanahan (@RodgerShanahan) November 7, 2023
إن المبدأين التوجيهيين اللذين يساعدان الشخص على اتخاذ قراره يتلخصان في مفاهيم ذاتية في نهاية المطاف: الضرورة العسكرية والتناسب. هما مفهومان يمكن الجدال بشأنهما إلى ما لا نهاية، لكن الحقيقة هي أن أولئك المكلفين باتباعهما غالباً ما يضطرون إلى اتخاذ قرارات حياة أو موت بسرعة وبشكل متكرر.
لعل التناسب هو الأكثر إثارة للجدل بين الاعتبارين، وثمة عدد كبير من المطلعين على وسائل التواصل الاجتماعي يشرحون الصيغة التي توصلت إليها القوات الأمريكية في محاولة تنظيم هذا المفهوم في المسارح التي قاتلت فيها على مدى السنوات العشرين الماضية. إنه علم غير دقيق، بل هو ليس علماً على الإطلاق، لأن مقياس التناسب لا يتعلق بعدد الأشخاص الذين يقتلون بل بالميزة العسكرية التي يتم الحصول عليها.
من السهل نسبياً، تابع الكاتب، تحديد التأثير العسكري في بيئة عمل ذات كثافة سكانية منخفضة تشبه طاولة البلياردو. إن خطر وقوع إصابات في صفوف المدنيين منخفض، ومن السهل تمييز طبيعة الهدف العسكري. في المناطق الحضرية الكثيفة مثل تلك الموجودة في أجزاء من غزة، ومع وجود عدو يعمل بين السكان المدنيين وتحتهم، تكون عملية صنع القرار أصعب بكثير، ويصبح تحديد التناسب أكثر صعوبة.
إن ما يدفع على الأرجح إلى زيادة تحمل المخاطر المتعلقة بإصابات المدنيين من جانب المستهدِفين الإسرائيليين، حتى أكثر من مجرد الانتقام البسيط، هو المهمة. سياسياً، الهدف هو تدمير حماس؛ ومن الناحية العسكرية، إنه إضعاف المجموعة بدرجة كافية تجعلها غير قادرة على إعادة تشكيل نفسها لسنوات، هذا إن حدث ذلك على الإطلاق. وفي هذا الصدد، تحظى الحكومة الإسرائيلية بدعم الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي يدرك تماماً أن أكثر من 30 مواطناً أمريكياً قتلوا في الهجوم الأولي الذي شنته حماس في 7 أكتوبر، وأن ما يقرب من عشرين مواطناً أمريكياً محتجزون كرهائن. إن وتيرة العملية، مع ادعاء إسرائيل بقصف آلاف الأهداف في غزة، تجعل من الصعب إطلاق تحديد دقيق للأثر المحتمل على المدنيين من كل ضربة. ولكن قبل التمكن من تحديد ما إذا كانت الضربة الجوية متناسبة أم لا، ثمة حاجة إلى مزيد من المعلومات مما هو متوفر.
بداية، هناك المعلومات التي استند إليها المخططون الإسرائيليون كي يتخذوا قراراتهم والتي لا تتعلق فقط بخطر وقوع إصابات بين المدنيين (وهو ما يكون مضموناً في كثير من الحالات إلى حد ما) ولكنها تتعلق أيضاً بالخطوات التي اتخذوها لتقليلها (مثل اختيار نوع الذخائر وتوقيت الهجوم والنهج). وأشار الأسترالي بن سول، الممثل الخاص للأمم المتحدة المعين حديثاً لحماية حقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب، إلى هذا التحدي في تصنيف الغارة الجوية على أنها انتهاك للقانون الدولي في مقابلة أجريت معه مؤخراً.
ما حصل في جباليا تشكل الهجمات الأخيرة على أهداف في مخيم جباليا للاجئين في شمال غزة مثلاً واضحاً على ذلك. يُزعم أن الضربة الأولى أدت إلى مقتل 50 فلسطينياً وإصابة 150 آخرين. ويزعم الإسرائيليون أن الغارة الأولى قتلت إبراهيم بياري، المخطط الرئيسي لهجمات 7 أكتوبر والقائد المزعوم لقطاع شمال غزة، في حين قتلت الغارة الثانية قائد القوات المضادة للمدرعات داخل الحركة. كما زعمت أن مقاتلين آخرين من حماس قُتلوا في الغارة لأنها دمرت موقع قيادة للحركة تم بناؤه أسفل مخيم اللاجئين. يعكس هذا طبيعة القرارات التي يجب اتخاذها في صراعات مثل هذا.
إذا تم افتراض أن مزاعم الطرفين بشأن الخسائر في جباليا صحيحة فستكون حماس قد انتهكت القانون الدولي بشكل واضح عندما تعمدت بناء هدف عسكري رئيسي بين السكان المدنيين. إن الضرورة العسكرية للهدف – المقر الرئيسي لدفاع حماس في شمال غزة – واضحة للعيان. ولكن هل كانت خسارة 50 حياة فلسطينية متناسبة مع الميزة العسكرية التي اكتسبتها إسرائيل في تنفيذ الضربة؟ هل كانت هناك طرق أخرى لتعطيل قدرة بياري على تنسيق دفاع حماس بدون قتله هو ومقاتلين آخرين من حماس و50 فلسطينياً؟ أم أن فرصة قتل بياري كانت فرصة عابرة، حيث رصدته معلومات استخبارية قوية في تلك النقطة المحددة ولكن لفترة محدودة فقط، مما يحول دون استخدام طرق أخرى لتعطيل قيادته؟ هذا هو نوع المعلومات اللازمة لإصدار حكم مستنير بشأن مشروعية الضربات.
قد تبدو هذه طريقة معقّمة للنظر إلى قضايا التناسب عندما تظهر الصور التي تُبث ليلاً في غرف معيشة الناس ويتم تحميلها كل دقيقة على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة أن هناك كلفة حقيقية للحملة على غزة وأن أطفالاً ومدنيين حقيقيين يُقتلون يومياً. أدركت الحكومات الغربية ذلك وبدأت في تغيير لهجتها تجاه إسرائيل بدرجات. ويأسف الكاتب لكون مستويات تحمل اللاعبين الرئيسيين للمخاطر تضمن عملياً وقوع المزيد من الضحايا بين المدنيين.
جوهر التشابه والاختلاف في سعيه للتعويض عن الفشل الأمني المذهل لحكومته في السابع من أكتوبر، يقبل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو طوعاً بسقوط ضحايا من المدنيين الفلسطينيين طالما أنه يدمر حماس. وتتسبب حماس في سقوط ضحايا من المدنيين بسبب نشرها أصولاً عسكرية، والآن بعد أن أدركت أن قدرة إسرائيل على تحمل المخاطر تتجاوز كثيراً أي شيء رأته من قبل، فمن المرجح أن ترى أن الصراخ بشأن المزيد من الضحايا المدنيين قد يؤدي إلى وقف لإطلاق النار باعتباره فرصتها الوحيدة للبقاء.
وتأمل واشنطن أن تتمكن، من خلال دعم حملة نتنياهو العسكرية والدعوة إلى الالتزام بالمعايير الدولية، من شراء الوقت لإسرائيل لإلحاق أضرار جسيمة بحماس قبل أن يضطر البيت الأبيض إلى الإذعان للرأي العام ودعم نوع ما من أنواع وقف إطلاق النار. وخلص الكاتب إلى أن إسرائيل وحماس وواشنطن تقبل جميعاً وقوع خسائر في صفوف المدنيين في غزة، لكنها تختلف فقط في عدد الضحايا وسبب القبول به.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل شمال غزة حماس فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
هل تتحفظ إسرائيل على خسائرها العسكرية؟ وما دور الملاجئ؟
يشهد الداخل الإسرائيلي جدلا واسعًا حول حقيقة الخسائر التي تكبدتها إسرائيل نتيجة الهجمات التي تشنها إيران في العمق الإسرائيلي، وسط اتهامات للحكومة والجيش بتعمد التعتيم، وظهور أصوات تشكك في قدرتهما على حماية المدنيين ومنع تصاعد الهجمات الإيرانية.
وبشأن الأرقام الواقعية لخسائر إسرائيل في هذه المواجهات، يرى محللون وباحثون -تحدثت إليهم الجزيرة نت- أن إسرائيل لا تتعمد التكتم على عدد القتلى بقدر إخفائها أي معلومة عن حجم الأضرار والخسائر في الأهداف العسكرية التي تصيبها إيران. وأرجعوا ذلك إلى عدم تقديم أي معلومات عسكرية قد تفيد إيران في تحسين ضرباتها مستقبلا.
وأشار المحللون أيضا إلى أن "تأثير حجم الدمار الضخم المتوقع من الصواريخ الإيرانية سيزداد مع مرور الأيام على تأييد المجتمع الإسرائيلي للحرب"، وأن "الحكومة تحرص على تقليل أو إخفاء الخسائر لاحتواء تداعيات نفسية أو سياسية سلبية قد تهز تماسك الجبهة الداخلية"، وأن طبيعة المباني والملاجئ أسهمت إلى حد كبير في تقليل الخسائر البشرية.
يأتي ذلك في وقت صرح فيه قائد الحرس الثوري الإيراني الجديد محمد باكبور بأن طهران ستواصل مهمتها حتى لو توقفت الهجمات الإسرائيلية. وقال في تصريحات لوسائل إعلام إيرانية "إن إسرائيل تخفي العدد الحقيقي لخسائرها"، فقد "استهدفت الهجمات الإيرانية مبنى يضم 70 إسرائيليا ودمرناه بالكامل".
وقد تكون المعلومات والأرقام أدوات مهمة في التوظيف العسكري والسياسي في خضم مواجهات ممتدة وتأخذ أبعادا مختلفة مع مرور الوقت، وهذا ما تمارسه السلطات في إسرائيل على الإعلام في هذا التوقيت، حيث لا تسمح بالنشر إلا بما يخدم أهدافها ومصالحها العليا في الداخل والخارج.
ويقدم مدير برنامج دراسات إسرائيل في مركز مدى الكرمل امطانس شحادة تفاصيل كثيرة عن هذا النهج في الإعلام الإسرائيلي، مبينا أن "إسرائيل لا تتكتم على الخسائر البشرية في صفوف المدنيين أو العسكريين عادةً، لكن التكتم يتمحور حول أماكن سقوط الصواريخ الإيرانية في المناطق العسكرية تحديدا".
ويشير شحادة -في تصريحات للجزيرة نت- إلى أنه "عندما تسقط الصواريخ في مناطق مدنية يتم الإعلان عن ذلك فورًا، بينما يتم التحفظ على أي معلومات عن سقوط وإصابات في مناطق عسكرية أو إستراتيجية منعًا لمنح معلومات استخبارية لإيران".
ويضيف الباحث في مركز مدى الكرمل أن "الرقابة العسكرية هي الجهة التي تمنع نشر معلومات حول الإصابات والأضرار، وليس الإعلام ذاته، الذي أصبح في هذه المرحلة مجنّدًا بالكامل ويلتزم بأوامر الرقابة".
إعلانملمح آخر يشير إليه الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى يتعلق بأن إسرائيل لا تتعمد إخفاء أعداد القتلى والجرحى في صفوف المدنيين أو العسكريين بشكل مباشر، "لأن ذلك شبه مستحيل في مجتمع مفتوح".
لكن المتحدث نفسه يعود ويؤكد أن الحكومة الإسرائيلية "تخفي تفاصيل تتعلق بحجم الدمار ودقة الاستهداف، خاصة إذا كانت الضربات طالت مواقع حساسة مدنية أو عسكرية". مبينا أن سبب ذلك يعود إلى "منع إيران من تقييم نتائج هجماتها والاستفادة منها في تحسين ضرباتها المستقبلية".
وتستند الحكومة الإسرائيلية في هذا المنع إلى "قانون الطوارئ في زمن الحرب، الذي يمنحها صلاحيات فرض التعتيم على المعلومات العسكرية أو ما يمس الأمن القومي المباشر"، حسب ما قاله مهند مصطفى.
لكن الأكاديمي والباحث في الشؤون السياسية محمد غازي الجمل يرى أن هناك "تعمدًا رسميًا لكتمان حجم الخسائر البشرية أو المادية" في إسرائيل. مستشهدا بما يجري في حروب غزة السابقة أو الحالية، إذ "ظهر لاحقًا أن أعداد المصابين كانت أضعاف ما تم الإعلان عنه رسميًا.
ويوضح الجمل أن "الأهم في هذه المواجهة ليس الأرقام فقط، بل نوعية الإصابات أو حجم المؤسسات الحيوية التي تستهدفها الضربات الإيرانية، حيث "تهدف إيران إلى عرقلة عمل دولة الاحتلال بضرب مراكز الطاقة والتطوير العلمي كمركز وايزمان".
تصدع الجبهة الداخلية
وفي هذا السياق، يشير الجمل إلى أن "حجم الدمار الضخم المتوقع من الصواريخ الإيرانية سيزداد تأثيره مع مرور الأيام على تأييد المجتمع الإسرائيلي للحرب"، ومن أجل هذا "تحرص الحكومة على تقليل أو إخفاء الخسائر لاحتواء تداعيات نفسية أو سياسية سلبية قد تؤثر على تماسك الجبهة الداخلية" ومدى الالتفاف حول قرار شن حرب على إيران من عدمه.
هذه الحالة التي يمر بها المجتمع الإسرائيلي يصفها مهند مصطفى بأنها "صدمة غير مسبوقة"، ويقول "بعد نشوة الضربة الأولى، بدأ المجتمع يشعر بأن لهذه الحرب أثمانًا لم يتوقعها ولم يعتدها على الإطلاق".
ويمضي في تحليله للجزيرة نت إلى أن "الجيل الحالي لم يعش من قبل دمارًا بهذا الحجم داخل إسرائيل؛ إذ اعتاد الإسرائيليون أن تدور المعارك في جبهة العدو، وأن تبقى الصواريخ التي تطلق من غزة أو لبنان محدودة الأثر مقارنة بما يحدث الآن".
ويحذر الخبير في الشأن الإسرائيلي من أن "قدرة المجتمع الإسرائيلي على تحمل هذه الأثمان لن تدوم، وسيبدأ الجمهور في السؤال عن موعد نهاية المواجهة". مستشهدا بما يتم رصده الآن من "بوادر أصوات تشير إلى أن الحكومة خدعت الناس في تقدير الكلفة المتوقعة للمواجهة، وأنها مستمرة في خداعهم بزعم قدرتها على منع الهجمات الإيرانية".
طبيعة البنية التحتية بإسرائيل
ورغم شدة الضربات الإيرانية في العمق الإسرائيلي على نحو "غير مسبوق"، فإن الخسائر البشرية التي يتم الإعلان عنها لا تتناسب مع قوة الهجمات واتساع رقعتها في البنية السكنية، ويعود السبب في ذلك إلى قواعد البناء المعتمدة في إسرائيل.
إذ إن قانون التنظيم والبناء يفرض وجود غرفة محصنة في كل منزل، إلى جانب وجود الملاجئ العامة في الأحياء، "مما يقلل عدد القتلى حتى في حال سقوط صواريخ مباشرة"، حسب ما قاله مصطفى.
إعلانويشدد المتحدث نفسه على أن "المجتمع الإسرائيلي شديد الالتزام بتعليمات الدفاع المدني، كما أن الجيش طوّر منظومات إنذار مبكر تسمح للناس بالاحتماء في الملاجئ مسبقًا".
ويدعم شحادة هذا الطرح، موضحًا أن "الالتزام بإجراءات الحماية، وتوفر البنية التحتية المناسبة، يفسران انخفاض عدد الضحايا رغم كثافة ودقة الهجمات". كما يؤكد أن "إسرائيل تستثمر الأرقام المعلنة للضحايا في حملتها لتبرير الرد العسكري على إيران واستهداف مواقع مدنية هناك".
يذكر أن مكتب الإعلام الحكومي الإسرائيلي قال اليوم الاثنين إن 24 إسرائيليا قتلوا وأصيب نحو 600 آخرين جراء الضربات الصاروخية الإيرانية التي استهدفت العمق الإسرائيلي منذ الجمعة الماضي.
وقال الإعلام الحكومي الإسرائيلي -في بيان- إن إيران "أطلقت أكثر من 370 صاروخا باليستيا، سقط منها 30 صاروخا في إسرائيل".