ضربة موجعة.. انهيار آلاف الشركات الإسرائيلية وإرهاق المالية العامة.. وتل أبيب تطلق "اقتصاد تحت السلاح"
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
تسببت الحرب الصهيونية على قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، فى موجات من الصدمة فى اقتصاد الكيان الصهيوني، الذى يبلغ حجمه ٤٨٨ مليار دولار، ما أدى إلى تعطيل الآلاف من الشركات، وإرهاق المالية العامة، وإغراق قطاعات بأكملها فى الأزمة.
وتعهد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بإنشاء ما سماه بـ"اقتصاد تحت السلاح"، ووعد بتحويلات نقدية ضخمة للشركات والمناطق المعرضة للخطر على نطاق لم تشهده حتى خلال جائحة كوفيد-١٩.
وقال نتنياهو يوم الخميس: "توجيهاتى واضحة: نحن نفتح الصنابير ونضخ الأموال لكل من يحتاج إليها، وعلى مدى العقد الماضى قمنا ببناء اقتصاد قوى للغاية، ومهما كان الثمن الاقتصادى الذى تفرضه علينا هذه الحرب، فسوف ندفعه دون تردد".
وكان نتنياهو يتحدث بينما كشف وزير المالية بتسلئيل سموتريتش عن مساعدات لجنود الاحتياط فى الجيش وإجراءات لتعويض الشركات عن خسائر الحرب.
ويعيش الكيان الصهيوني حالة من الصدمة منذ التوغل العنيف الذى نفذته حركة حماس فى السابع من أكتوبر الماضي، والذى يقول مسئولون إنه خلف أكثر من ١٤٠٠ قتيل، ورد جيش الاحتلال بغزو برى لغزة وقصف متواصل تقول وزارة الصحة فى القطاع إنه أسفر عن استشهاد نحو ١٠٠٢٢ فلسطينيا.
وتم استدعاء حوالى ٣٥٠ ألف جندى احتياطى فى جيش الاحتلال، ما يمثل ٨٪ من القوة العاملة، مع تعبئة الكيان للحرب.
وفى هذه الأثناء، تم نقل ١٢٦ ألف شخص من شمال وجنوب الأراضى المحتلة فى محاولة لحمايتهم من صواريخ المقاومة الفلسطينية وهجمات الهاون التى يشنها حزب الله اللبناني.
وتشير استطلاعات الرأى إلى تأييد شعبى ساحق للحرب، لكن نطاقها يأخذ الكيان الصهيوني إلى منطقة مجهولة، فالحدث الأكثر مقارنة هو حرب غزة عام ٢٠١٤، وهى المرة السابقة التى غزت فيها قوات الاحتلال القطاع الفقير والمحاصر، لكن ذلك استمر لمدة ٤٩ يومًا وشارك فيه عدد أقل بكثير من جنود الاحتياط.
وقال ميشيل سترافشينسكي، أستاذ الاقتصاد فى الجامعة العبرية بالقدس المحتلة: "هذه المرة هناك قدر أكبر من عدم اليقين، فلأهداف الأكثر صعوبة، وهذه المرة هى القضاء على حماس وإنهاء حكم الحركة فى غزة، تعنى أن الحرب ربما تكون أطول".
ولكن، هناك بعض الدلائل على التعافى بعد الصدمة الأولية لهجوم حماس، فالشيكل صامد، فى أعقاب تدخلات "بنك إسرائيل"، وبدأ الطلب الاستهلاكى فى الانتعاش، ولو ببطء، وقال البنك المركزى الصهيوني، يوم الاثنين الماضى، إنه سيزود النظام المصرفى بما يصل إلى ١٠ مليارات شيكل (٢.٦ مليار دولار) لمساعدة الشركات الصغيرة المتضررة من الحرب فى الحصول على قروض منخفضة الفائدة. وقال البنك إن البرنامج سيستمر حتى نهاية يناير، لكن الصراع لا يزال يؤثر سلبا على النشاط التجاري، وخاصة قطاع البناء.
كما تلقى عملاء فنادق أطلس الصهيونية مؤخرًا رسالة بريد إلكترونى غير عادية، وهى نداء يائس للتبرع لإنقاذ الشركة من الانهيار.
وافتتحت شركة أطلس فنادقها الستة عشر لاستقبال ١٠٠٠ شخص تم إجلاؤهم من النازحين بعد السابع من أكتوبر وعندما فشلت الحكومة فى تحمل التكاليف، بدأت فى الالتفاف حولها.
وقال مدير العمليات ليئور ليبمان: "لقد طلبنا من الموردين وجهات الاتصال فى الخارج وموظفينا وقائمة Atlas A - أفضل عملائنا - المساعدة". وأضاف أن الرسالة كانت صارخة: "إذا لم نتمكن من تمويل أنفسنا، فسوف ينهار العمل"
وقال رون تومر، رئيس رابطة المصنعين فى إسرائيل، إن “الحكومة تتخلى عن شعبها”. وأضاف أن العديد منهم لم يحصلوا على تعويض كامل عن أرباحهم المفقودة: "سيتعرضون لصدمة سيئة فى حزم رواتبهم التالية".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: قصف قطاع غزة خسائر الاقتصاد الاسرائيلي
إقرأ أيضاً:
الأورومتوسطي: 10% من سكان غزة ضحايا الإبادة الإسرائيلية
أعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن 10% من سكان قطاع غزة تعرضوا للقتل أو الجرح أو الفقدان أو الاعتقال منذ بدء الإبادة الجماعية الإسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وجاء ذلك في إنفوغراف توثيقي أصدره المرصد، الذي يتخذ من جنيف مقرا له، أمس الأربعاء، بمناسبة مرور 600 يوم على الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع.
وأوضح أن 31% من الضحايا أطفال، و21% نساء، في حين أن 90% من الشهداء مدنيون لم يشاركوا في القتال.
وبحسب الإنفوغراف، أكد المرصد أن 9 من كل 10 أشخاص قتلتهم إسرائيل على مدار 19 شهرا من الإبادة هم من المدنيين. كما أظهر التقرير أن آلاف المصابين تعرضوا لبتر أو إعاقات دائمة، من بينهم أكثر من 10 آلاف طفل فقدوا ساقا واحدة على الأقل.
ووفق المرصد، فإن 98% من سكان القطاع نزحوا قسرا مرة واحدة على الأقل، أغلبهم إلى مدارس مدمرة أو خيام مؤقتة، وسط تحذير من أن الجيش الإسرائيلي يعامل من لا يلتزم بأوامر الإخلاء "كمتعاون مع منظمة إرهابية".
دمار واسع ومجاعة ممنهجةوذكر التقرير أن حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة تسببت في:
تدمير أو تضرر 80% من المباني. دمار واسع في 90% من المدارس والمستشفيات والجامعات. انخفاض نصيب الفرد اليومي من المياه بنسبة 99%، نتيجة استهداف البنى التحتية، وبينها 719 بئر مياه. معاناة 98% من السكان من انعدام حاد للأمن الغذائي، وسط توثيق 100 حالة وفاة نتيجة سوء التغذية، منهم 42 طفلا. إعلانواتهم المرصد إسرائيل باستخدام التجويع المتعمد أداة للتهجير القسري، مشيرا إلى أن 2.4 مليون فلسطيني باتوا في مستويات المجاعة، مع استمرار إغلاق معابر القطاع منذ 2 مارس/آذار الماضي.
تعذيب المعتقلين الفلسطينيينأما في ما يخص المعتقلين، وثق المرصد وجود نحو 4 آلاف و700 معتقل ومختفٍ قسريا من غزة في السجون الإسرائيلية، مشيرا إلى أنه أجرى مقابلات مع 100 معتقل مفرج عنهم وثقت 42 نوعا من التعذيب والمعاملة اللاإنسانية.
وتشمل هذه الانتهاكات الاغتصاب والاعتداءات الجنسية والصدمات الكهربائية والإهانات الجسدية والتفتيش العاري والقتل تحت التعذيب.
وتواصل إسرائيل، بدعم أميركي مطلق، حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، أدت إلى استشهاد وإصابة أكثر من 177 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين.