بوابة الوفد:
2025-05-28@09:25:17 GMT

رسالة لقمة الرياض

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

منتهى التواضع والبعد عن الحقيقة أن يتصور الرؤساء والملوك العرب الذين ستجمعهم قمة الرياض بعد غد، أنهم سيجتمعون للخروج بحلول لمأزق «حرب غزة» التى انطلق طوفانها يوم السابع من أكتوبر الفائت.. الأزمة الحقيقية التى تقترب من الحدود الكارثية، ليست فى دمار غزة بشرًا وحجرًا، وإنما فى التحرش الغربى المنظم والممنهج بالوجود العربى كله.

. ما يحدث منذ السابع من أكتوبر عدوان ثلاثى (أمريكى – أوروبى – إسرائيلى)، ظاهرة القضاء على حماس، وهو العنوان المضلل للحملة الغربية على محيط جغرافى تبدو فيه غزة نقطة فى بحر..

القادة العرب المتجهون للعاصمة السعودية الرياض بعد غد، عليهم أن يدركوا جيدًا أن ليس بمقدورهم مساعدة «غزاوي» واحد، ولا بمقدورهم حلحلة القضية الفلسطينية التى سلمناها تسليم مفتاح للصديق الأمريكى منذ نصف قرن.. فقط نستطيع أن نفعل الكثير إذا تعلمنا درسًا واحدًا يقول: أنت أقوى أمام خصومك بشعبك، لا بشخصك.. إشكالية معظم الأنظمة العربية أنها كيانات فوقية تدافع عن عروش وليس شعوبًا.. والإشكالية الثانية أنها تمارس السياسة سرًا خلف الأبواب المغلقة، ويتبقى المعلن منها مجرد فائض أوهام، وليس رصيد قوة. أما الإشكالية الثالثة، فهى أن الأنظمة العربية تعمل بنظام القطعة أو عامل اليومية، وتحسب نجاحاتها بمقدار كل يوم يمر حمل معه فيضًا من الإمتاع، وقليلًا من القيمة.. أما أخطر الإشكاليات المزمنة، فهى أن الأنظمة العربية فى المجمل تبيع مواقف الولاء والاختباء للدول الكبرى دون مقابل.

أمام هذا الواقع الممتد من خمسينيات القرن الماضى، فمن المستحيل تصور أن غزة بانتظار نجدة العرب لها. الصحيح والصواب أن «غزة» بشهدائها وبطولاتها، وبما تبقى من أهلها تمثل أكبر إنقاذ للنظام العربى المتداعى والمتهالك.. غزة تمنحكم أيها السادة فرصة تاريخية أن تدافعوا عن شعوبكم ووجودكم وجغرافيتكم وتاريخكم، بوقفة جديدة بوجه العدوان الثلاثى (الأمريكى – الأوروبى – الإسرائيلى ).. هذا العدوان الذى تتجاوز أهدافه وغاياته غزة، لما هو أبعد.

غايات تريدها أمريكا تعزيزًا امبراطوريًا لها بالسيادة المطلقة على مصادر الطاقة الأكبر عالميًا.. غايات تسعى لمواجهة كبرى مع الصين وروسيا فى منطقة متقدمة تستخدم «كزريبة حرب» وهى منطقتنا ودولنا.. وأيضاً غايات متربصة بالجمهورية الإيرانية لاقتناص فرصة الاصطياد.

أيها السادة المؤتمرون بعد غد بالرياض، أمريكا وتوابعها الأوروبيون يبيعون لكم وهم الحماية والبقاء، مقابل الانصياع التام والمطلق لإسرائيل، وفى لحظة قريبة – وليست بعيدة – ستطير رؤوس، وتستبدل وجوه بوجوه.

ومع كل الاحترام والتقدير لكافة الرؤساء والملوك والأمراء العرب، افعلوها ولو مرة واحدة وارفعوا صوتًا واحدًا بوجه العالم يقول: عالمنا العربى ليس للبيع أو الإيجار – لا تقارب ولا تطبيع مع إسرائيل قبل أن توضع فلسطين على الطاولة وبقوة.. فلسطين غطاء لكم وليست خنجرًا بظهوركم، فلسطين قضية وجود عربى، وليست «خناقة» بين حماس ونتانياهو. لا تدينوا ولا تشجبوا ولا تستنكروا، فكل ذلك لا يحتاج لقمة وكثير منه بالقاع يزكم الأنوف ويفضح الوجوه. 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كامل عبدالفتاح التواضع الحقيقة حرب غزة الوجود العربي

إقرأ أيضاً:

أحمد بن محمد يشهد الافتتاح الرسمي لقمة الإعلام العربي 2025

دبي: «الخليج»
شهد سموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام، الافتتاح الرسمي لقمة الإعلام العربي، بحضور فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، والدكتور نواف سلام رئيس مجلس الوزراء في الجمهورية اللبنانية الشقيقة، في الحدث الإعلامي الأكبر على مستوى المنطقة والذي يشارك فيه هذا العام نحو 8000 إعلامي ومتخصص ومعني بالقطاع.
حضر الافتتاح الرسمي للقمة، سموّ الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية، وسموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، ولفيف من كبار الشخصيات والوزراء والقامات السياسية والفكرية والقيادات والرموز الإعلامية، وأهم وأبرز صُنّاع المحتوى والمؤثرين من دولة الإمارات، ومختلف أنحاء المنطقة والعالم.


وكانت منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، رئيسة نادي دبي للصحافة، رئيسة اللجنة التنظيمية للقمة، قد ألقت كلمة في مستهل الافتتاح الرسمي في ثاني أيامها وفي إطار «منتدى الإعلام العربي»، ضمن دورته الثالثة والعشرين، رحبت فيها بضيوف القمة مع انعقادها وسط متغيرات بالغة السرعة والتأثير، ما يضع الإعلام أمام مسؤولية كبيرة للنظر في متطلبات التطوير الذي يواكب هذه التغيرات بل ويؤثر فيها بالإيجاب.


وقالت: «لقد أصبح هذا الحدث بفضل إصراركم وإخلاصكم المنصة الأهم في المنطقة لصياغة مستقبل الإعلام العربي.. منذ أن التقينا في العام الماضي وحتى اليوم، تغيّر الكثير.. فقد تغيرت الأدوات وتبدلت الأدوار وتعمقت الأسئلة.. شهدنا سباقاً كبيراً في تقنيات الذكاء الاصطناعي.. ورأينا قنواتٍ إخبارية وصحفاً ومواقع إلكترونية تتبنّى هذه الأدوات.. لكن في الوقت ذاته رأينا كيف أصبحت الخوارزميات قادرة على خلق محتوى مُضلل، وصناعة سرديات زائفة».
وطرحت تساؤلات مهمة يفرضه التحدي التقني والمتغيرات السريعة التي تشهدها المنطقة والعالم وهو من يحمي الحقيقة؟ ومن يُعيد بناء الثقة بين الجمهور ووسائل الإعلام؟، وقالت: «لقد أصبحنا مطالبين اليوم أكثر من أي وقت مضى بالحفاظ على الحقيقة وعلى قيمنا وهويتنا، ومطالبين أن نحمي العقل العربي من الاختطاف والصوت العربي من التشويه»، مؤكدةً أن مسؤولية الإعلام ليست في مواكبة ما يحدث فقط وإنما بالمساهمة في البحث عن النقاط المشتركة ووضع الأحداث في سياقها الصحيح.
واختتمت كلمتها بالتشديد على أهمية أن يكون الإعلام متوازناً يُناقش بوعي واحترام للعقول في زمنٍ تختلط فيه الحقائق بالروايات، وتتصارع فيه المنصات على حساب العقول، تأكيداً لحقيقة أن الإعلام دائماً أمانة وليس فقط مجرد مهنة.

مقالات مشابهة

  • البيان المشترك لقمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ورابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) و الصين
  • أحمد بن محمد يشهد الافتتاح الرسمي لقمة الإعلام العربي 2025
  • كامي ريتا يسجل صعوده الـ31 لقمة إيفرست
  • الرياض.. اليونسكو يطلق النسخة العربية من تقرير المعلمين لعام 2024
  • الأكاديميات الرياضية ضرورة وليست ترفاً
  • لجنة حوكمة وسياسات الأمن السيبراني بمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب تناقش عدداً من المبادرات العربية في الأمن السيبراني
  • الاستعداد لذبح 45 من العجول البلدية خلال أيام التشريق فى مجزر بي العرب بالمنوفية
  • شوبير يوجه رسالة للمسئولين بشأن مشاركة منتخب مصر في البطولة العربية
  • حال التأهل أمام فلسطين.. ليبيا ضمن مجموعة نارية رفقة قطر وتونس في «كأس العرب 2025»
  • ماجر: “أتمنى تتويج “الخضر” بكأس العرب 2025″