المخاطر البيئية تهدد الأفارقة بالمجاعات والفقر وتلوث المياه
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
دينا محمود (لندن)
أخبار ذات صلةفي وقت يعتمد فيه أكثر من 80 % من الأفارقة بشكل مباشر على الموارد الطبيعية الآخذة في التدهور بسبب المخاطر التي تُحدق بكوكب الأرض، تدق الدوائر العلمية الدولية أجراس الإنذار، من تزايد التحديات البيئية التي تواجه القارة السمراء خلال العام الجاري، لا سيما أنها عرضة للكثير من تبعات التغير المناخي، بما تشمله من أعاصير وفيضانات وموجات جفاف طويلة الأمد.
ويشدد العلماء على أن الآثار السلبية لهذه الأحداث الجوية المتطرفة المرتبطة بأزمة المناخ، تمثل تهديداً وجودياً لمليارات البشر في مختلف بقاع العالم، خاصة أفريقيا، التي يصل عدد سكانها إلى نحو 1.2 مليار نسمة.
فبحسب تقرير صدر مؤخراً عن حالة البيئة في أفريقيا، يُخشى أن يواجه ما يقرب من 1.2 مليار من سكان القارة تزايداً في معدلات تلوث المياه بحلول عام 2050، في حين يُتوقع أن يعاني 1.5 مليار آخرين من تفاقم انعدام الأمن الغذائي، وذلك في الوقت الذي سيتعرض فيه ملايين من الأفارقة لخطر تآكل السواحل، بفعل تأثيرات التغيرات المناخية. كما يحذر التقرير من أن الدول الأفريقية قد تواجه انخفاضاً بنسبة 10 %، في الناتج المحلي الإجمالي لها، بحلول نهاية العقد الحالي، مشيراً في الوقت نفسه، إلى أن نحو 22 مليوناً من سكان منطقة القرن الأفريقي معرضون بشدة لخطر الجوع، بسبب تواصل أسوأ موجة جفاف تعصف بهذا الجزء من القارة، منذ عقود.
وفي هذا الإطار أشار التقرير إلى أن شرق أفريقيا شهد بنهاية العام الماضي شُحاً في الأمطار لخمسة مواسم متتالية، مؤكداً أن الموسم الممتد من مارس إلى مايو 2022، كان الأكثر جفافاً منذ أكثر من 70 عاماً، بالنسبة لإثيوبيا وكينيا والصومال، وذلك إلى حد جعل ما يتراوح ما بين 80 و90 % من مساحة اليابسة، في العديد من بلدان القرن الأفريقي، قاحلة أو شبه قاحلة وغير مناسبة للزراعة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: المناخ أزمة المناخ التغير المناخي تغير المناخ القارة الأفريقية الأفارقة المجاعات
إقرأ أيضاً:
إيران.. تحذيرات من كوارث طبيعية غير مسبوقة بسبب الزلازل والجفاف والهزات الأرضية
تُعد إيران من أكثر الدول عرضةً للكوارث الطبيعية، وعلى رأسها الزلازل، نتيجة وقوعها على عدة صدوع زلزالية نشطة، وفي السنوات الأخيرة، تفاقمت التحديات البيئية في البلاد بسبب ازدياد وتيرة الجفاف وظاهرة الهبوط الأرضي، ما أفرز حالة معقدة تتطلب استجابة متكاملة ومبنية على أسس علمية، وفي هذا السياق، سلطت دراسة حديثة الضوء على ضرورة تبني سياسات عاجلة وشاملة للحد من المخاطر المتشابكة لهذه الظواهر، في ظل تحذيرات متزايدة من أن تجاهل الترابط بينها قد يؤدي إلى كوارث غير مسبوقة تهدد الأرواح والبنى التحتية على حد سواء.
وكشفت دراسة حديثة نشرتها وكالة “نور نيوز” في إيران عن الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات شاملة لمواجهة التحديات البيئية المتشابكة، وعلى رأسها الزلازل، والجفاف، وظاهرة الهبوط الأرضي، محذّرة من كوارث غير مسبوقة في حال استمرار الإهمال في معالجة العلاقة بين هذه الظواهر.
وأوضحت الدراسة أن التمييز العلمي بين تأثيرات الزلازل والجفاف بات أكثر تعقيداً، ما يزيد من صعوبة الاستجابة الفاعلة لحالات الطوارئ، مشيرة إلى تساؤلات حول قدرة إدارة الأزمات في إيران على التعامل المتزامن مع هذه المخاطر المتداخلة.
ودعت الدراسة إلى تنفيذ سلسلة من الإجراءات المتكاملة، تشمل تعديل أنماط استهلاك المياه، وتطوير شبكات الري، ورصد المناطق المتضررة من الهبوط الأرضي، إلى جانب تعزيز قدرة المباني على مقاومة الزلازل، لا سيما في المناطق المعرضة لخطر الهزات الأرضية المتكررة.
كما حذرت من أن تجاهل الترابط بين الجفاف، والهبوط الأرضي، والزلازل، في ظل تزايد نشاط الصدوع الزلزالية واتساع رقعة التصحر، قد يؤدي إلى كوارث طبيعية تتجاوز حدود ما يمكن احتواؤه بإمكانات الطوارئ الحالية.
وتأتي هذه التحذيرات في وقت تواجه فيه إيران تصاعداً في حدة الأزمات البيئية، وسط محدودية الموارد المائية وتنامي التأثيرات السلبية للتغير المناخي على البنية الجيولوجية والسكانية للبلاد.
وشهدت إيران عدة زلازل في عام 2025، كان أبرزها في مناطق شمال شرق، وسط، وجنوب غرب البلاد، ومن بين هذه الزلازل، ضرب زلزال بقوة 5.0 درجة منطقة نطنز في مارس، وزلزال آخر بقوة 5.5 درجة مدينة ريز في يناير، ورغم أن معظم هذه الزلازل لم تُسجل خسائر بشرية كبيرة، إلا أن تكرار الهزات الأرضية في إيران، التي تقع على صدوع زلزالية نشطة، يثير قلقًا بشأن استعداد البلاد لمواجهة هذه المخاطر الطبيعية المتزايدة.