سلطت مجلة "إيكونوميست" الضوء على تردي الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي الوحشي، مشيرة إلى أن نصيب الفرد في غزة من توصيل وكالات الإغاثة لمياه الشرب هو 29 مل فقط.

وذكرت المجلة البريطانية، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن الحياة في غزة، بالنسبة للكثيرين، أصبحت تدور حول المشي والانتظار، إذ يسير الناس إلى صهاريج المياه والآبار، وإلى المخابز، وإلى من لديه بعض الطعام ليوزعه، ثم ينتظرون لساعات في كثير من الأحيان، وفي بعض الأحيان يعودون إلى منازلهم دون مياه أو طعام، وفي الليل ينتظرون الفجر، الذي عادة ما يؤدي إلى هدوء في القصف الإسرائيلي للقطاع، وفرصة للنوم لبضع ساعات،

ويتحمل سكان غزة، البالغ عددهم 2.

2 مليون نسمة، أكثر من شهر من الحرب والحصار شبه الكامل، ويعيش بعضهم حالة نزوح لأكثر من شهر مضى. فمنذ 13 أكتوبر/تشرين الأول، طلبت إسرائيل مراراً وتكراراً من سكان شمال غزة البالغ عددهم 1.1 مليون نسمة أن يهربوا إلى الجنوب، ويعتقد أن حوالي ثلاثة أرباعهم قد استجابوا للتحذير.

وهناك عدد أقل من الضربات الإسرائيلية في جنوب غزة، لكنه ليس آمنًا، ففي 7 نوفمبر/تشرين الثاني، قُتل فلسطيني وأصيب 9 آخرون في غارة على مدرسة في خان يونس، أول مدينة تقع جنوب خط الإخلاء.

ويلجأ معظم النازحين إلى مرافق الأمم المتحدة والمستشفيات والمباني العامة الأخرى، وكلها تكاد تنفجر من الزحام.

وفي مركز التدريب المهني في خان يونس، وهو ملجأ الأمم المتحدة الأكثر ازدحاماً، يملك كل مقيم مساحة شخصية تقل عن مترين مربعين، ويتقاسم كل مرحاض ما لا يقل عن 600 شخص.

وقبل الحرب، كان الشخص العادي في غزة يحصل على 80 لترا من الماء يوميا. وفي حالات الطوارئ، تقول الأمم المتحدة إن هناك حاجة إلى ما لا يقل عن 15 لترًا للشرب والطهي والنظافة. وتبلغ الحصة اليومية النموذجية الآن 3 لترات فقط، معظمها مياه قذرة تأتي من الآبار الزراعية، ولذا أصبح الاستحمام رفاهية لا يمكن تصورها بالنسبة للعديد من سكان غزة، كما أصبح الجفاف شكوى شائعة. ويقول العاملون في مجال الصحة إن هناك آلاف حالات الإسهال الناجمة عن سوء الصرف الصحي.

اقرأ أيضاً

لنقص المواد الطبية..5500 حامل تواجهن مخاطر الموت في غزة

وتشير "إيكونوميست" أيضا إلى أن الغذاء نادر في القطاع، إذ يكافح المتسوقون للعثور على الأساسيات مثل البيض والأرز وزيت الطهي، ويصطفون طوال الليل أمام عدد قليل من المخابز التي لا تزال تعمل لتأمين بضعة أرغفة من الخبز.

الوجبة النموذجية للغزاوية هي المواد الغذائية الجاهزة للأكل، مثل: التونة المعلبة والبصل النيئ، وربما مع القليل من الخبز، والقليل من الخضروات، وتستخدم بعض الأمهات المياه الملوثة لتحضير حليب الأطفال.

وفي 7 نوفمبر/تشرين الثاني، نفى الجيش الإسرائيلي وجود نقص في الغذاء والماء والإمدادات الأساسية الأخرى في غزة، وزعم أن 665 شاحنة تحمل 3000 طن من المواد الغذائية و1.15 مليون لتر من المياه دخلت إلى القطاع منذ 21 أكتوبر/تشرين الأول.

وتعلق "إيكونوميست" على الإعلان الإسرائيلي: "تبدو الأرقام مثيرة للإعجاب، إلى أن يتم تقسيمها على 2.3 مليون شخص على مدار 18 يومًا. تصل الشحنات إلى 76 جرامًا فقط من الطعام و29 مل من الماء للشخص الواحد يوميًا".

وأشارت المجلة البريطانية إلى أن الوضع أسوأ في شمال غزة، فنحو 300 ألف شخص إما لم يستطيعوا أو لم يستجيبوا لأمر الإخلاء الإسرائيلي. وتكافح وكالات الإغاثة لتوصيل الإمدادات إلى المنطقة، التي عزلتها القوات الإسرائيلية الآن عن الجنوب.

وتقول الأمم المتحدة إنه لا توجد مخابز لا تزال تعمل في الشمال، وأن بعض الفلسطينيين الذين حاولوا الفرار من المنطقة في وقت متأخر وجدوا أن الرحلة محفوفة بالمخاطر، فقد وردت تقارير عديدة عن تعرض مدنيين للقصف أثناء سيرهم.

اقرأ أيضاً

قيادي بحماس: مياه الشرب في غزة مفقودة بنسبة 90%

المصدر | إيكونوميست/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة الإغاثة المياه خانيونس الأمم المتحدة الأمم المتحدة إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

تصاعد حملة الاعتقالات في كادوقلي ضد متطوعي الإغاثة والمواطنين

 

شهدت مدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان تصاعدًا في وتيرة حملة الاعتقالات التي تنفذها الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش في المنطقة، وأكدت مصادر أن هذه الإجراءات تتم دون مسوغ قانوني أو أسباب واضحة، مشيرة إلى دوافع كيدية وغير قانونية وراء هذه الحملات.

كادقلي ـــ التغيير

واستهدفت الحملة خلال اليومين الماضيين عددًا من المواطنين، حيث يتم اعتقالهم في مجموعات، يتبع ذلك فحص دقيق لهواتفهم أو محاولة البحث عن أي مبرر لتلك الإجراءات.
وأكدت مصادر أن الأجهزة الأمنية عادت لممارسات كانت سائدة إبان النظام السابق، حيث يتم في بعض الحالات إطلاق سراح المعتقلين مؤقتًا مع مطالبتهم بالعودة المتكررة لمقر الاستخبارات.

اعتقال متطوعي الإغاثة

أصدرت غرفة طوارئ كادوقلي للمساعدات الإنسانية بيانًا شديد اللهجة، أعلنت فيه عن اعتقال الاستخبارات العسكرية لثلاثة من متطوعيها البارزين، دون أي إخطار مسبق. وأدانت الغرفة هذه الخطوة بشدة، مؤكدة أن تأسيسها يهدف إلى القيام بواجبها الإنساني الطوعي وتخفيف حدة الكارثة التي يعيشها المواطنون في ظل الغياب الملحوظ لدور الحكومة في توفير الاحتياجات الأساسية للنازحين، الذين تجاوز عددهم في المدينة 1.1 مليون فرداً وفقًا لآخر إحصائيات الغرفة في سبتمبر .
وأشارت الغرفة إلى الجهود المضنية التي تبذلها في سبيل إغاثة المحتاجين، من خلال إنشاء مطابخ مركزية لتوفير الغذاء للمرضى والنازحين، والعمل الدؤوب في مراكز الإيواء والامتحانات وبرامج التعايش السلمي بمبادرات من أبناء الولاية والداعمين. وعبرت عن بالغ استغرابها واستيائها من لجوء الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة كادوقلي إلى مضايقة واعتقال أعضائها ومتطوعين آخرين ومنظمات إنسانية فاعلة في الميدان، عوضًا عن توفير الحماية اللازمة وتسهيل مهامهم الإنسانية الحيوية.

المطالبة بالإفراج الفوري

حمّلت غرفة طوارئ كادوقلي حكومة الولاية والأجهزة الأمنية المسؤولية الكاملة عن سلامة المتطوعين المعتقلين، وهم أحمد فيصل الزاكي وحسن بلندية وأبآذر داؤد، مطالبة بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهم. كما وجهت نداء عاجلاً إلى المنظمات الحقوقية والمدافعين عن حقوق الإنسان للتضامن مع المتطوعين والوقوف بحزم إلى جانبهم لضمان حمايتهم أثناء أدائهم لواجبهم الإنساني النبيل.
وفي شهر أبريل الماضي، قامت حكومة ولاية جنوب كردفان بتعليق نشاط 30 منظمة وطنية ودولية، بما في ذلك المبادرات والهيئات الشبابية التي تعمل في مجال الاستجابة للطوارئ الإنسانية.

الوسومالإفراج الفوري المواطنين حملة الاعتقالات كادوقلي متطوعي الإغاثة مطالبات

مقالات مشابهة

  • تصاعد حملة الاعتقالات في كادوقلي ضد متطوعي الإغاثة والمواطنين
  • الأمم المتحدة: 9.6 مليون امرأة وفتاة يمنية يحتجن إلى مساعدات ونصف الأطفال يعانون من سوء التغذية
  • تحذير من الأمم المتحدة بشأن الاقتصاد العالمي
  • المنتدى السعودي للإعلام يبحث تمكين المواهب الوطنية مع وكالات عالمية
  • مصر ضمن أقوى 10 اقتصادات أفريقية في نمو دخل الفرد.. وخبير يكشف أسباب الصعود
  • مؤسسة إغاثية تدعمها واشنطن تبدأ نشاطها في غزة
  • الأمم المتحدة: 1.87 مليون لاجئ سوري عادوا لديارهم منذ سقوط الأسد
  • اتفاقية بقيمة 6.1 مليون دينار لتأهيل شبكات مياه الطفيلة
  • الأمم المتحدة ترحّب بتصريحات ترامب لرفع العقوبات عن سوريا
  • إيكونوميست: ما أبرز التحولات الجيوسياسية جراء الأزمة بين الهند وباكستان؟