الثورة / هاشم الاهنومي (وكالات)

العدوان الصهيوأمريكي على غزة يتواصل بوتيرة عالية لليوم الرابع والثلاثين قتلا وتدميراً وفتكاً وإبادة للمدنيين الفلسطينيين أمام تخاذل وصمت عربي مخز ومذل نحو القضية الفلسطينية لتمرير التطبيع مع الكيان، حيث عمد نظام آل سعود الحاكم في السعودية إلى تجاهل الدماء الفلسطينية النازفة بشدة في قطاع غزة والضفة الغربية وتمسك بالتطبيع العلني مع إسرائيل عبر التأكيد أن محادثات التطبيع مازالت على الطاولة.

وبحسب وكالة بلومبيرغ الأمريكية صرح وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح إن المحادثات بشأن تطبيع العلاقات مع إسرائيل لا تزال مطروحة على الطاولة لكنها كانت دائما “مشروطة بالتوصل إلى حل سلمي للقضية الفلسطينية”. وقال الفالح في جلسة أدارتها ستيفاني فلاندرز في منتدى بلومبرج للاقتصاد الجديد في سنغافورة: “كان ذلك مطروحاً على الطاولة، وما زال مطروحاً ومن الواضح أن الانتكاسة التي حدثت في الشهر الماضي أوضحت سبب إصرار المملكة العربية السعودية على أن حل الصراع الفلسطيني يجب أن يكون جزءاً من تطبيع أوسع في الشرق الأوسط”. وعندما سئل عما إذا كانت السعودية ستستخدم الأدوات الاقتصادية مثل سعر النفط لتحقيق وقف إطلاق النار، ضحك الفالح وقال: “هذا ليس مطروحا على الطاولة اليوم”. وأشار الفالح إلى أنه من المؤسف إلى أن يجتمع منتدى الاقتصاد الجديد هذا العام في وقت تشتد فيه الأزمة وقال إن المملكة تتألم على المستوى الإنساني للخسائر في الأرواح في غزة والخسائر في إسرائيل يوم السابع من أكتوبر. وقال الفالح: “لقد سُلبت حقوق الشعب الفلسطيني الأساسية ولم يتم تلبية طموحاتهم في إقامة الدولة والوجود السلمي، وحان الوقت لاستخدام هذا الوضع المروع لتسليط الضوء على ذلك وحله”. وأدى الهجوم المفاجئ الذي شنه مسلحون من حركة حماس في السابع من أكتوبر على إسرائيل، وحرب إسرائيل، إلى إثارة المخاوف من نشوب صراع أوسع نطاقا في المنطقة. ومن المقرر أن تعقد السعودية في الأيام المقبلة مؤتمرات قمة منفصلة مع الدول العربية والدول الإفريقية والدول الإسلامية. وقال الفالح إن هدف القمم الثلاث والتجمعات الأخرى، على المدى القصير، بقيادة المملكة العربية السعودية، هو الدفع نحو حل سلمي للصراع. وأضاف أن “ما هو أبعد من ذلك هو ضرورة حتمية لدول الشرق الأوسط للعمل من أجل رخاء الناس والاقتصاد”. تخاذل وصمت سعودي يجمع مراقبون على أن ولي العهد محمد بن سلمان يلحق العار بمكانة السعودية وتأثيرها الإقليمي في ظل مواقفه المتخاذلة عن نصرة الشعب الفلسطيني في ظل ما يتعرض له من مجازر إسرائيلية. وبحسب المراقبين فإن مواقف محمد بن سلمان تعدت مرحلة التخاذل والصمت إلى التواطؤ وربما التحالف مع إسرائيل من أجل القضاء على المقاومة الفلسطينية وتمرير التطبيع لاحقا بشكل أسرع. وعادة ما تبرز مواقف وأحداث تتحدد من خلالها هوية وبوصلة الدولة الاستراتيجية في محيطها الداخلي ومحيطها الإقليمي والدول. ومن أهم هذه المعايير موقف الدولة من الأحداث التي تطرأ في محيطها، كالحروب، والصراعات، والثورات، والكوارث الطبيعية والبيئية. وترسم معظم الدول استراتيجيتها التفاعلية بناء على تصورها لنفسها، من هي، ماذا تريد، كيف يمكن أن تستثمر في هذه الأحداث.؟! في عام 2005، دمر إعصار كاترينا مدينة نيو أورليانز، وبلغ عدد الضحايا أكثر من 1833قتيل، فضلاً عن الإصابات والأضرار المدنية. وقد هبّت الحملات الدولية من الاغاثية لإنقاذ مدينة الرجل الأبيض، حتى دولة بنغلاديش الفقيرة شاركت في الإغاثة. كانت السعودية كحكومة من الدول المشاركة بالمال في تخفيف وطأة الكارثة على سكان المدينة. حتى أرامكوا تبرعت بأكثر من نصف مليون دولار لبناء 150منزلاً. هذا غير الدعم الحكومي الرسمي. وهذا الفعل ليس خطأً وخصوصا بعد أحداث 11 سبتمبر كانت فرصة للحكومة السعودية للتأثير في الصورة النمطية لها داخل أمريكا. خطاب ناعم مع الكيان اليوم تتواصل للأسبوع الخامس الإبادة العرقية على غزة، والتي ما زالت مستمرة فيما تكتفي الحكومة السعودية عبر وزارة الخارجية بمحاولة إعلان الإدانة المجردة والخطاب الناعم مع المحتل، وتقف معظم الحكومات العربية ذات الموقف في محاولة الضغط “برجاء من المحتل” لإيقاف المجزرة. هذا مهم، لكن الأكثر كارثية هو الموقف المحلي. ماذا تفعل الحكومة السعودية بقيادة محمد بن سلمان في التفاعل مع القضية. الحقيقة لا شيء، فهو مستمر في إقامة المهرجات والاحتفالات والملتقيات وكأن المنطقة في حالة استقرار. نعرف أن محمد بن سلمان حليف للصهاينة أكثر من الفلسطينيين، نعرف أن محمد بن سلمان يقف مع المحتل منذ قدومه للسلطة، وأنه مع تصفية القضية الفلسطينية لصالح المحتل. ونعرف أن جاريد كوشنر هو مهندس صفعة القرن وفرض التطبيع العربي يعمل بالتنسيق جنباً إلى جنب مع محمد بن سلمان. اليوم مع كل الدماء والأشلاء التي تتناثر بين حطام غزة وحطام أرواحنا التي لا تقوى على تحريك الشارع، تظهر الحكومة السعودية في حالة سرور وسعادة في إكمال برامج تافهة مثل حلبة المصارعة الكبرى. وذلك دون وجود أي بعد استراتيجي سوف يجعل من صورة السعودية مكسوة بالعار ولا رجعة عنها. اليوم ينتشر مصطلح #بن_شولوم وهو كناية عن صهيونية عن محمد بن سلمان. فيما يعيش المواطن السعودي حالة من الذهول، هل هذا هو الوطن الذي يعتبر قبلة المسلمين؟! هل هذا هو البلد الذي يصدر نفسه كحامي عرين المسلمين وأنه قائد قنطرة المبادرة والريادة في العالم العربي!. المواطن السعودي، لم يعد يشك في صهيونية محمد بن سلمان، لقد اتضح الموقف اليوم أكثر من أي وقت مضى. لقد قالها رفيق محمد بن سلمان، تركي آل الشيخ لا يهمنا أحد. في تصريحه عن مطالبة الناس لإيقاف المهرجانات التافهة التي تحدث. العار هو وصمة، تلتصق بمن يقترف جناية، يصعب أن تمحى. هذا ما يحدث حالياً، فنحن لأول مره نرى بكل وضوح أن سلوك السلطة هو عار لن يزول ولن يتم محوه من صفحات التاريخ.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تطلب من مصر منع وصول قوافل التضامن إلى حدود غزة

طالبت سلطات الاحتلال الإسرائيلي السلطات المصرية بمنع مئات الناشطين المؤيدين للفلسطينيين من الوصول إلى المنطقة الحدودية المحاذية لغزة ومحاولة الدخول إلى القطاع المحاصر.

من جهتها، أكدت القاهرة أن دخول الأجانب إلى منطقة الحدود يتطلب تقديم طلبات والحصول على "موافقات مسبقة".

وقال وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان "أتوقع من السلطات المصرية أن تمنع وصول المحتجين الجهاديين إلى الحدود المصرية الإسرائيلية وألا تسمح لهم بالقيام باستفزازات أو محاولة دخول غزة، وهي خطوة من شأنها أن تعرض سلامة الجنود الإسرائيليين للخطر ولن يُسمح بها".

في المقابل، ناشد التحالف العالمي لمناهضة الاحتلال في فلسطين، السلطات المصرية تسهيل دخول أكثر من أربعة آلاف متضامن دولي من 54 دولة حول العالم، من بينهم وفد برلماني أوروبي، يعتزمون التوجه إلى مدينة العريش ثم إلى معبر رفح للمشاركة في اعتصام سلمي يوم الأحد المقبل ضمن فعاليات المسيرة العالمية من أجل غزة.

وقال التحالف في بيان، إن هذا التحرك الجماهيري الواسع جاء للمطالبة برفع الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة، وفتح المعابر لإدخال المساعدات الغذائية والطبية العاجلة إلى أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من الجوع والإبادة الجماعية في ظل عدوان متواصل.

وأضاف أن تسهيل مهمة هذا الوفد الدولي يمثل رسالة واضحة بأن مصر ليست شريكة في الحصار، بل ترفضه وتقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في وجه سياسات الاحتلال القائمة على العقاب الجماعي والتطهير العرقي والتهجير القسري.



من جانبها، شددت وزارة الخارجية المصرية في بيان الأربعاء على أن أي زيارات لوفود أجنبية إلى المنطقة الحدودية المحاذية للقطاع يجب أن تقترن بالحصول على "موافقات مسبقة".

وقالت "في ظل الطلبات والاستفسارات المتعلقة بزيارة وفود أجنبية للمنطقة الحدودية المحاذية لغزة... تُؤكد مصر على ضرورة الحصول على موافقات مسبقة لإتمام تلك الزيارات"، معربة عن تأييدها "الضغط على إسرائيل لإنهاء الحصار على القطاع".

وأكدت أن "السبيل الوحيد لمواصلة السلطات المصرية النظر في تلك الطلبات هو من خلال اتباع الضوابط التنظيمية والآلية المتبعة منذ بدء الحرب علي غزة، وهي التقدم بطلب رسمي للسفارات المصرية في الخارج، او من خلال الطلبات المقدمة من السفارات الأجنبية بالقاهرة، أو ممثلي المنظمات، إلى وزارة الخارجية".

وفجر الخميس، أطلقت السلطات المصرية سراح مواطنين فرنسيين كانت أوقفتهم لدى وصولهم إلى مصر للمشاركة في "القافلة العالمية إلى غزة" التي ينظمها ناشطون مدنيون من عدة بلدان.

وتهدف "المسيرة العالمية إلى غزة" إلى "كسر الحصار الإسرائيلي" عبر مسيرة رمزية تصل إلى الجانب المصري من معبر رفح مشيا على الأقدام.

ومن المقرر أن يتجه المشاركون في المسيرة إلى سيناء المصرية، على أن يبدأوا مسيرتهم على الأقدام من مدينة العريش في شمال شبه الجزيرة.

وأتى ذلك بالتوازي مع وصول قافلة "الصمود" التضامنية مع غزة والساعية إلى "كسر الحصار الإسرائيلي"، إلى العاصمة الليبية ومواصلتها مسيرتها شرقا ضمن مسعاها للوصول إلى القطاع عبر مصر.

وتضم "صمود" مئات الناشطين من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، وتتجه نحو شرق ليبيا حيث الحدود مع مصر، بعدما انطلقت الاثنين من تونس.

مقالات مشابهة

  • رئيس بعثة الحج الرسمية: موسم حج ناجح.. وتعاون وثيق مع السلطات السعودية
  • السعودية: إغلاق المجال الجوي لدول إقليمية إثر التصعيد الاسرائيلي ضد ايران
  • أبرز القيادات التي اغتالتها إسرائيل في الهجوم على إيران
  • الجيش الاسرائيلي: ايران اطلقت أكثر من 100 طائرة مسيرة تجاه إسرائيل
  • إيران تعلن مقتل رئيس الأركان محمد باقري خلال القصف الاسرائيلي
  • أحمد موسى: سابوا إسرائيل والعدو الصهيوني وغزة والكل يريد إلقاء الاتهامات على مصر
  • عرب النقب يتظاهرون ضد هدم إسرائيل لمنازلهم
  • إسرائيل تطلب من مصر منع وصول قوافل التضامن إلى حدود غزة
  • صرخة الفاروق تُمزّق قلوب الخونة في فضيحة التطبيع وخيانة غزة والقدس
  • “حماس “تطالب المجتمع الدولي بوقف الآلية الدموية التي استحدثها العدو الصهيوني لتكريس التجويع والإبادة