القطاع الخاص السياحي مخاطبا العالم من لندن: مصر آمنة ومستقرة.. إشغالات شرم الشيخ 60%.. وخبراء: الوقت الحالي يتطلب تواصل مع السفراء والسائحين
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
سيطرت حالة من القلق على القطاع السياحي المشارك في بورصة لندن السياحية wtm، والتي انتهت فعالياتها أمس الخميس، تزامنا مع انخفاض الحجوزات على مصر الشهر الماضي جراء العدوان الإسرائيلي على غزة.. ووسط انكماش دور وزارة السياحة والآثار الرسمي في التواجد بالاجتماعات الكبرى في المعرض الدولي، والاكتفاء باجتماعات فردية مع شركات السياحة والطيران العالمية، بذل ممثلو القطاع الخاص السياحي المصري جهودا ذاتية بتكثيف الحوار مع الشركات المتواجدة وشركاء المهنة والحضور من مختلف دول العالم، لتوضيح حقيقة الأوضاع داخل المقاصد المصرية، وعدم تأثر مصر بالأحداث في غزة، وهو الأمر الذي لم يركز عليه الوفد الرسمي من وزارة السياحة في أحاديثه، ما أثار ضيق المشاركين نظرا لأهمية أحداث غزة في صنع قرار السفر لدى كافة السائحين المتوجهين للشرق الأوسط.
وفي البداية، قال أحمد الوصيف، رئيس لجنة تسيير أعمال اتحاد الغرف السياحية، إن القطاع الخاص السياحي يكثف حاليا من الدعاية والتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي بكافة اللغات، كما يعرض فيديوهات مصورة لسائحين في المواقع الأثرية المصرية، يؤكدون على حالة الأمن والاستقرار الذي تعيشه مصر، وذلك لمجابهة الآثار السلبية للحرب على غزة.
وأضاف الوصيف، أن القطاع السياحي مهتم بتوصيل رسالة إيجابية عن الأوضاع بمصر لطمأنة السائحين ومنظمي الرحلات وصناع القرار حول العالم، وبجانب ذلك يجري الإعداد لطرح برنامج تحفيز الطيران السياحي الجديد بعد تعديله، ما يشجع شركات السياحة والطيران العالمية على توجيه رحلاتها لمصر، وجميعها قنوات عديدة يجري العمل بها في نفس الوقت تجنبا لتفاقم التأثير السلبي للأحداث الجارية على الحدود الشرقية.
وأكد الوصيف، أنه بمرور الوقت سوف تعود الرحلات لطبيعتها وتقل أعداد الرحلات الملغاة، وذلك يعتمد على مدى استقرار المنطقة المحيطة، مشيرا إلى أن هناك أسواق تأثرت وأخرى زادت منها الحركة، ولكنه من المتوقع ألا تمتد الأزمة الحالية لشهر فبراير المقبل أو مارس على أقصى تقدير، وحتى ذلك الوقت على الجميع العمل بكثافة لتوضيح الأمور وحقيقة الأوضاع داخل مصر، والتفرقة بين شمال سيناء وجنوبها وهو الخلط الذي تتأثر بسببه الحركة الوافدة لشرم الشيخ.
ولفت لاستمرار التواجد المصري بشكل طبيعي في كافة المعارض والمحافل السياحية الدولية الكبرى، موضحا: "حتى الآن لا توجد أزمة في حركة السياحة الوافدة إلى مصر، وخلال مشاركتنا ببورصة لندن لم نتلقى اي سؤال عن الأوضاع في مصر، ولكن إذا امتدت الحرب قد يكون هناك أزمة بالفعل، بينما حتى الآن هناك تراجع في الحجوزات على مصر وليس توقف تام".
حسام الشاعرأما الخبير السياحى حسام الشاعر عضو جمعية مستثمرى جنوب سيناء، فأكد أن زيادة الحجوزات السياحية الوافدة لمدينة شرم الشيخ بدأت ترتفع تدريجيا خلال الأسبوع الجارى، بعد تراجع منذ اندلاع الأحداث على البوابة الشرقية لمصر، مضيفا أن الفترة الحالية لا تحتاج لحملات ترويج وطرق أبواب، ولكن تتطلب التنسيق المستمر بين وزيرى السياحة والآثار والخارجية في مصر من جهة، والسفارات الأجنبية من جهة أخرى لحثهم على شرح حقيقة الأوضاع بمصر لدولهم، ما يمنع إصدار أى تحذيرات بمنع السفر لرعاياها، مشيرا إلى أن تكثيف الحملات التسويقية ليس له جدوى حاليا، فكل ما نحتاجه هو نقل رسائل من السائحين الوافدين لشرم الشيخ عن تجربتهم فى الفنادق والاستمتاع بالأنشطة الترفيهية بكافة أنواعها، سواء عن طريق فيديوهات حية بلغات مختلفة، أو فيديوهات مصورة ثبت عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وكشف الشاعر، عن أن نسب الإشغالات فى عدد كبير من الفنادق والمنتجعات السياحية بشرم الشيخ بلغت حوالى 60 %، وتجاوزت 80 % فى الغردقة، مشيدا بالحزم التحفيزية التى خصصتها وزارة السياحة والآثار لرحلات الطيران العارض لمطار شرم الشيخ، معتبرا أن هذه الخطوة ستكون داعمة لاستمرار الرحلات مما سيدفع بالحركة السياحية لمعدلاتها الطبيعية.
أحمد حسنوقال أحمد حسن رئيس مجلس إدارة إحدى شركات السياحة العاملة في مصر، إن الحركة الوافدة لشرم الشيخ تأثرت كثيرا بسبب تفشي وباء كورونا، وبعدها بدأت التعافي تدريجيا حتى وقعت أحداث الحرب على غزة والتي تسببت في إلغاء نحو 70% من الحجوزات في أول أسبوعين للحرب.
وأضاف حسن، أن الحجوزات الجديدة تراجعت بقوة عقب تصاعد الصراع في غزة والأراضي المحتلة، وسقوط طائرة مسيرة في طابا، مشيرا إلى أن الأسبوع المنتهي شهد تحولا كبيرا، حيث بدأت الحجوزات تتزايد مرة أخرى، وعادت الكثير من الرحلات المتوقفة، مرجعا ذلك لتأكد السائحين من أمان واستقرار المقصد السياحي المصري، والذي لا يعد هدفا لأي طرف من أطراف المعركة، ما ساهم في العودة التدريجية السريعة للحركة الوافدة.
ونوه إلى أن السوق الروسي هو الأقل تأثرا بأحداث غزة، ولم تحدث إلغاءات كثيرة، وذلك يرجع لطبيعة السائح الروسي العاشق لشرم الشيخ، حيث تربع مواطنو الاتحاد على عرش الحركة الوافدة لجنوب سيناء والغردقة لسنوات طويلة، ووصلت الأعداد في بعض السنوات إلى نحو 3 ملايين سائح روسي في العام، ما يؤكد أن هذا السوق لن يتوقف عن زيارة مصر.
وأوضح حسن، أنه قبل انطلاق الأحداث في غزة كانت إشغالات فنادق شرم الشيخ تربو إلى 90%، ثم تراجعت بالطبع بعد بدء العمليات، ولكن التوقعات تشير إلى انتعاشة سياحية مرة أخرى تبدأ خلال النصف الثاني من نوفمبر الجاري، لافتا إلى أن أكثر الأسئلة التي تلقاها في بورصة لندن السياحية دارت حول طمأنة السائحين حول تأمين الرحلات الجوية، ومدى استعداد الحكومة لعمل حملات ترويجية بالخارج تساعد منظمي الرحلات على استئناف الرحلات بقوة خلال الموسم الشتوي.
إيهاب عبد العالومن جانبه، علق إيهاب عبدالعال عضو غرفة شركات السياحة، بأن السياحة المصرية لم تتأثر كثيرا بالأحداث الجارية على البوابة الشرقية للبلاد، باستثناء الرحلات الدينية التي كانت تتضمن اسرائيل والاردن مع مصر ثم توقفت تماما.
وأضاف عبد العال ان الحركة الوافدة من أمريكا اللاتينية شهدت اكبر نسبة من الإلغاءات منذ اندلاع الحرب على غزة، ثم الولايات المتحدة الأمريكية التي وصلت نسبة الإلغاءات منها إلى 50% من إجمالي الرحلات، بسبب تخوف السائحين من الحرب، مشيرا أن المسافة بين الأقصر وأسوان ومنطقة العمليات في غزة تصل لنحو 1400 كيلو متر، كما تبعد الحرب عن القاهرة بنحو 700 كيلو متر، أي كأن السائح في أوروبا، وهو ما يجب توضيحه من جانب هيئة تنشيط السياحة للعالم.
ولفت إلى أنه يجب مخاطبة العالم بشكل احترافي وليس إعلاني، أي بطريقة غير مباشرة توضح وتؤكد أن مصر آمنة ولم تتأثر بالأحداث الجارية، موضحا أن رحلات السياحة الإنجليزية إلى شرم الشيخ شهدت زيادة مفاجئة في الأيام الماضية، ما يطرح طبيعة جديدة وغير معتادة من جانب السائحين الدوليين تستند على مدى الوعي لدى السائح.
ونوه الى انه كان مقررا رفع أسعار تذاكر المواقع الأثرية في 1 ديسمبر، ونظرا للأحداث الجارية طلبت بعض الشركات من الوزير أحمد عيسى تأجيل الزيادة لشهرين ولكنه رفض، وأقر زيادة بنحو 25 إلى 30% على أسعار التذاكر، مؤكدا أن التوقع بمستقبل الحركة الوافدة في الأسابيع المقبلة أمر مستحيل في ظل تصاعد العمليات الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني.
وأكد عبد العال، أن إقرار رسوم جديدة مقابل تحرك الفنادق العائمة في جنوب الصعيد من جانب الجهات التنفيذية هو أمر غير قانوني، وكذا زيادة رسوم حماية النيل من 50 جنيه إلى 800 جنيه للمتر في اليوم، وجميعها لم تصدر بموافقة اللجنة الوزارية المشكلة للسياحة وبالمخالفة للقانون.
وأشار أن الهند بدأت بالعودة وبحجوزات كبيرة في نوفمبر وديسمبر خلال اموسم الحالي، منتقدا إلزام الوافدين من كندا بالحصول على تأشيرة ورقية من مقر السفارة المصرية ما عرقل الحركة السياحية الوافدة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: السياحة شرم الشيخ السوق الروسي غزة كورونا الحرکة الوافدة شرکات السیاحة لشرم الشیخ شرم الشیخ على غزة فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: الاحتلال الإسرائيلي يخنق المدنيين في غزة.. 18% فقط من مساحة القطاع آمنة
أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، اليوم الاثنين الموافق 2 يونيو 2025، أن الوضع الإنساني في قطاع غزة وصل إلى مرحلة كارثية وغير مسبوقة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع، وتضييق الخناق على السكان المدنيين.
وأوضح المكتب أن العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة تسببت في تقليص المناطق الآمنة للسكان إلى أقل من 18% فقط من مساحة القطاع، حيث أصبحت بقية المناطق إما تحت سيطرة قوات الاحتلال بشكل مباشر أو مناطق إخلاء تتعرض لقصف مستمر، ما جعل الحياة شبه مستحيلة بالنسبة لمئات الآلاف من الفلسطينيين.
الأمم المتحدة: الكارثة الإنسانية في غزة بلغت أسوأ مراحلها منذ بداية الحرب الإسرائيلية الأمم المتحدة تعرب عن قلقها بعد قصف منشآت برنامج الأغذية العالمي في الفاشر بالسودانوأشار تقرير "أوتشا" إلى استمرار موجات النزوح الجماعي في مختلف أنحاء قطاع غزة، حيث نزح نحو 200 ألف شخص خلال الأسبوعين الماضيين فقط، وسط أوضاع معيشية صعبة للغاية، ونقص حاد في الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب.
وذكرت الأمم المتحدة أن الوضع الإنساني في غزة هو الأسوأ منذ بدء العدوان الإسرائيلي، حيث يتواصل القصف في جميع أنحاء القطاع، مع التركيز بشكل خاص على شمال غزة، الذي شهد إخلاء آخر مستشفى يعمل جزئيًا بسبب الهجمات المستمرة.
وأكدت "أوتشا" أن العملية الإنسانية في غزة تواجه واحدة من أصعب التحديات في التاريخ الحديث للاستجابة الإنسانية العالمية، مشيرة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يفرض قيودًا صارمة على دخول المساعدات الإنسانية والبضائع إلى القطاع، حيث سمح خلال الأسبوعين الماضيين بدخول كميات قليلة جدًا من الإمدادات، وصفتها الأمم المتحدة بأنها "نقطة في بحر الاحتياجات".
وأضاف التقرير أن هذه المساعدات الضئيلة، التي وصلت إلى القطاع، لم يتمكن الشركاء الإنسانيون من توزيعها على السكان بشكل كافٍ، بسبب القيود التي تفرضها قوات الاحتلال، وانعدام الأمن في المناطق المستهدفة، حيث جرى نهب العديد من الشحنات من قبل سكان يائسين يبحثون عن الغذاء والاحتياجات الأساسية لعائلاتهم.
وفي ظل هذا الوضع الإنساني المتفاقم، تتواصل النداءات الدولية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون قيود، مع دعوات لمحاسبة الاحتلال على انتهاكاته الجسيمة للقانون الدولي وحقوق الإنسان.