يأوي 60 ألفاً.. مستشفى الشفاء بغزة حصن للنازحين ومجزرة بأي لحظة
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
بغداد اليوم- متابعة
عاد مستشفى الشفاء في غزة للواجهة مجددا، اليوم الجمعة (10 تشرين الثاني 2023)، بعد تقارير تحدثت عن تعرض محيطه للقصف، بالتزامن مع قيام الجيش الإسرائيلي بتضييق الخناق على وسط المدينة في خضم الحرب مع حركة حماس.
وقالت متحدثة باسم منظمة الصحة العالمية إن المستشفى، الأكبر في القطاع، "يتعرض للقصف" وأضافت نقلا عن زملاء يعملون هناك إن الموقع يشهد "عنفا مكثفا".
مساء الخميس، قال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن وحدة من الجيش تنفذ عمليات كبيرة في منطقة "قريبة جدا من مستشفى الشفاء".
وتشن إسرائيل حملة قصف مدمر على قطاع غزة وباشرت قواتها منذ 27 أكتوبر عملية برية في شماله، ردا على هجوم غير مسبوق نفذه مسلحون من حركة حماس داخل أراضيها في السابع من الشهر ذاته.
وقتل ما لا يقل عن 1400 شخص في إسرائيل سقطوا في اليوم الأول من هجوم حماس كما تعرض ما يقارب 240 شخصا من إسرائيليين وأجانب للخطف وتم نقلهم إلى داخل قطاع غزة.
أين يقع المستشفى؟
يقع مستشفى الشفاء في الجزء الغربي من مدينة غزة في النصف الشمالي من القطاع، وهو مركز العمليات العسكرية الإسرائيلية.
تبلغ مساحة المجمع الطبي، الذي أنشئ في عام 1946، 45 ألف متر مربع وهو الأكبر في غزة، ويقع على مفترق طرق قريب من جامع الشفاء في حي الرمال.
كان الموقع في الأصل ثكنة عسكرية تابعة للجيش البريطاني، ثم جرى تحويله لمنشأة للرعاية الصحية، إبان الانتداب البريطاني، قبل أن تتحول إدارته لمصر بعد عام 1948 خلال الإدارة المصرية لغزة التي استمرت نحو 20 عاما، ومن ثم تحول للإدارة الإسرائيلية بعد عام 1967، وللسلطة الفلسطينية بعد عام 1993.
مراحل تطوره
تم توسيع المستشفى خلال الإدارة المصرية، ومرة أخرى تحت حكم الإدارة الإسرائيلية في الثمانينات.
خلال تلك السنوات جرى إنشاء قسم للطب الباطني وجناح جديد للجراحة، وبعد ذلك أضيفت مبان جديدة لطب الأطفال وطب العيون وكذلك أقسام للتوليد وأمراض النساء.
يعتبر مجمع الشفاء أكبر مستشفى في القطاع بسعة تصل إلى 700 سرير طبي، لكن حاليا "يتوفر سرير واحد تقريبا لكل اثنين من المرضى، وقسم الطوارئ والعنابر مكتظة، ما يتطلب من الأطباء والعاملين الطبيين علاج الجرحى والمرضى في الممرات وعلى الأرض وفي الهواء الطلق". بحسب منظمة الصحة العالمية.
في الوقت الحالي يضم المجمع ثلاثة مستشفيات هي الجراحة والأمراض الباطنية والنسائية والتوليد فضلا عن قسم للطوارئ والعناية المركزة وغيرها، ويعمل فيه نحو 1500 موظف، ثلثهم أطباء.
ما الذي يجري اليوم؟
قامت القوات الإسرائيلية بعزل شمال غزة عن الجنوب كجزء من جهودها للقضاء على حركة حماس، الجماعة المصنفة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
أدى هذا الطوق العسكري إلى ترك المستشفى، مغلقا إلى حد كبير أمام المساعدات الإنسانية، على الرغم من أن منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر تمكنتا من توصيل بعض الإمدادات الطبية إلى المستشفى مؤخرا، وفقا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وقال مدير المستشفى، محمد أبو سليمة، إن هناك توقعات بتعرض المستشفى "للقصف في أية لحظة"، مؤكدا على أن الطواقم الطبية "لن تغادر"، في وقت تتواجد الدبابات والقوات الإسرائيلية على بعد أقل من كيلومتر واحد من المستشفى.
وصرح أبو سليمة، الجمعة: "نتوقع قصف المستشفى بمن فيه في أية لحظة، والطواقم الطبية لن تغادر المستشفى ولن نتخلى عن المرضى داخله".
ويقول الأطباء في المستشفى إن الطاقم الطبي يعالج حوالي 2500 جريح في منشأة تتسع لحوالي 700 سرير فقط.
لجأت الكثير من العائلات في غزة إلى مستشفى الشفاء لتفادي القصف الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ السابع من أكتوبر.
لجأ ما بين 50 و60 ألف شخص إلى المستشفى وحوله، وفقا لمسؤولي الصحة في القطاع. كما أقامت بعض العائلات أيضا خارج حرم المستشفى مباشرة.
يحتمي آلاف النازحين من سكان غزة بخيام مصنوعة من القماش في مرآب سيارات المستشفى وينامون في الممرات أو على الدرج ويقضون ساعات اليوم على سلالم المستشفى وينشرون الغسيل على الأسطح دون أن يتركوا أي مساحة خالية داخل المنشأة الطبية.
اتهامات ونفي
وفقا لرويترز، فقد شاهد سكان مدينة غزة، الخميس، دبابات إسرائيلية على بعد نحو 1.2 كيلومتر من مستشفى الشفاء.
ويتهم الجيش الإسرائيلي حركة حماس باستخدام مستشفى الشفاء غطاء لإخفاء مداخل الأنفاق ومراكز العمليات.
وتقول إسرائيل إن أفرادا من سلاح المهندسين يستخدمون المتفجرات لتدمير الأنفاق في شبكة حماس الواسعة تحت الأرض.
وأصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي صورا ورسوما بيانية وتسجيلات صوتية يقول إنها تظهر أن حماس تستخدم مستشفى الشفاء لإخفاء مواقع قيادة ونقاط دخول إلى شبكة الأنفاق واسعة النطاق أسفل القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي إن هذه الاستراتيجية تهدف إلى عرقلة الهجمات الإسرائيلية على حماس وجعل سقوط ضحايا من المدنيين أمرا لا مفر منه عند استهداف مسلحي الحركة.
ونفت حماس والسلطات الصحية ومديرو مستشفى الشفاء إخفاء الحركة بنية تحتية عسكرية داخل مجمع المستشفى أو تحته، وقالوا إنهم سيرحبون بتفتيش دولي للمنشأة.
وأكدت حماس أن الأنفاق التي أشار اليها الجيش الإسرائيلي هي مخزن للوقود إضافة إلى غرفة تحت الأرض.
استهدفت إسرائيل في الأسبوع الماضي سيارة إسعاف أمام مدخل المستشفى قائلة إنها كانت تقل مسلحين من حماس. وذكرت أنها ستعرض أدلة على ذلك لكنها لم تقدم شيئا بعد.
بالمقابل أفاد مسعفون بأن سيارة الإسعاف كانت تحاول إجلاء مرضى مصابين وبأن الانفجار أسفر عن استشهاد 15 شخصا.
المصدر: وكالات
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی مستشفى الشفاء حرکة حماس
إقرأ أيضاً:
عشرات الشهداء بمجازر جديدة للاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة
أعلن الدفاع المدني في غزة الخميس استشهاد 44 شخصا في غارات إسرائيلية منذ الفجر على مناطق متفرقة من القطاع المحاصر الذي دمرته الحرب المستمرة منذ أكثر من 600 يوم.
وقال مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني محمد المغير في بيان "نقل 44 شهيدًا جراء غارات إسرائيلية منذ فجر اليوم على قطاع غزة".
وأشار البيان إلى وقوع "23 شهيدًا وإصابات وعدد من المفقودين جرّاء قصف إسرائيلي استهدف منزلًا لعائلة القريناوي شرق مخيم البريج في وسط قطاع غزة".
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة في غزة، الخميس، ارتفاع حصيلة ضحايا الإبادة الإسرائيلية بالقطاع إلى 54 ألفا و249 شهيدا، و123 ألفا و492 مصابا، منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
جاء ذلك في "التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة"، لوزارة الصحة في غزة.
وقالت الوزارة: "وصل مستشفيات قطاع غزة 67 شهيدا، منهم 5 انتشال، و184 مصابا خلال 24 ساعة الماضية".
وأشارت إلى أن "هذه الإحصائية اليومية لا تشمل مستشفيات محافظة شمال قطاع غزة لصعوبة الوصول إليها" جراء العدوان الإسرائيلي وتقطيعه أوصال القطاع.
ووفق الوزارة، فإن "حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس/ آذار 2025، بلغت 3 آلاف و986 شهيدا و11 ألفا و451 مصابا".
وبذلك، أعلنت الوزارة "ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 54 ألفا و249 قتيلا، و123 ألفا و492 مصابا منذ السابع من أكتوبر 2023".