أظهرت نتائج الدراسة البحثية "دور مؤسسات التعليم العالي في دعم ريادة الأعمال والابتكار في سلطنة عمان" -التي أعدتها هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالتعاون مع جامعة نزوى- أن مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة في سلطنة عمان قد اتخذت خطوات لدعم ريادة الأعمال والابتكار، حيث أنشأت هذه المؤسسات مراكز لريادة الأعمال، ومراكز احتضان للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ومراكز لنقل التكنولوجيا، وبرامج مسرعة، وبرامج تمويل، وبرامج أكاديمية لريادة الأعمال تهدف إلى تذليل الصعوبات التي تواجه رواد الأعمال من الطلبة.

خلصت الدراسة إلى مساهمة مؤسسات التعليم العالي في سلطنة عمان في تعزيز أنشطة ريادة الأعمال والابتكار، إلا أن هناك مجالات تحتاج إلى تحسين، وحددت الدراسة بعض الأمثلة على ذلك، وهي: نقص في الدعم من حيث الوصول إلى التمويل والبرامج وأنشطة الدعم والسياسات والمبادئ التوجيهية لتعزيز روح المبادرة والابتكار، حيث تشير النتائج إلى أن التركيز على هذه المجالات يمكن أن يزيد من تعزيز ودعم ريادة الأعمال والابتكار داخل مؤسسات التعليم العالي، وتسلط الدراسة الضوء أيضا على الاختلافات بين مؤسسات التعليم العالي العامة والخاصة، حيث تُظهر المؤسسات الخاصة دعما أقوى في مجالات مثل السياسة والمبادئ التوجيهية، والوعي بالتمويل الخارجي، ودورات ريادة الأعمال، وتسهيل بدء الشركات الطلابية ونموها.

كما شملت نتائج البحث حاجة مؤسسات التعليم العالي إلى عدة تحسينات في مجال دعم ريادة الأعمال والابتكار، منها: تمويل الشركات الناشئة للطلاب، وجذب المستثمرين الخارجيين، والتعاون مع الأطراف الخارجية لتسويقها بشكل أسرع، وتطوير سياسات الاحتضان والاستثمار. وأكد البحث أنه من خلال معالجة هذه الآثار يمكن لمؤسسات التعليم العالي تعزيز دعمها لريادة الأعمال والابتكار، وبالتالي المساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في سلطنة عمان.

علما أنه يوجد عدد قليل من الدراسات في سلطنة عمان تركز على دور مؤسسات التعليم العالي في دعم ريادة الأعمال والابتكار، وجاءت هذه الدراسة لسد هذه الفجوة من خلال فحص النظام البيئي لريادة الأعمال في مؤسسات التعليم العالي، وفهم الدعم والتحديات التي تواجهها هذه المؤسسات في تعزيز ريادة الأعمال والابتكار، ونقل المعرفة إلى السوق.

تتضمن منهجية البحث نهجا استكشافيا باستخدام دراسة الحالة، حيث تم اختيار ثلاثة أنظمة للجامعات وهي: الجامعات الحكومية، والجامعات الخاصة، والجامعات غير الربحية في سلطنة عمان، وتم استخدام أسلوب البحث النوعي من خلال إجراء المقابلات المتعمقة مع خبراء من مختلف التخصصات، وذلك لتحديد العقبات الرئيسية التي تحول دون نقل المعرفة من مؤسسات التعليم العالي إلى السوق.

الجدير بالذكر أن الدراسة تهدف إلى فهم برامج دعم الابتكار وريادة الأعمال التي تقدم في البيئة الجامعية داخل مؤسسات التعليم العالي بسلطنة عمان، ومحاولة استقصاء برامج الدعم المختلفة والتحديات التي تواجه مؤسسات التعليم العالي في السلطنة لأجل تسويق معارفها وابتكاراتها، وذلك من خلال تحليل أنشطة الابتكار وريادة الأعمال التي تم استحداثها في مؤسسات التعليم العالي وإعطاء لمحة عامة عن مدى فعاليتها في دعم وإدماج هذه الموضوعات في برامجها الأكاديمية وغير الأكاديمية، ومعرفة أهم المراكز والبرامج التي تدعم ريادة الأعمال والابتكار في هذه المؤسسات، وتحديد العوائق والتحديات التي تواجه مؤسسات التعليم العالي في ريادة الأعمال والابتكار، وتحديد الفجوات المعرفية التي تطلبها هذه المؤسسات في جوانب الابتكار واقتراح السياسات والحلول لها، وبناء نموذج علمي واضح للجوانب التي ينبغي التركيز عليها عند دراسة منظومة الابتكار وريادة الأعمال في مؤسسات التعليم العالي، وتقديم توصيات وحلول لدعم برامج الابتكار وريادة الأعمال في السلطنة.

وقد خرجت دراسة "دور مؤسسات التعليم العالي في دعم ريادة الأعمال والابتكار في سلطنة عمان" بـ 8 توصيات، تمثلت في: القيادة الريادية، وسهولة الوصول إلى التمويل، والتعليم والتدريب، ونقل البحث والتطوير، والبرامج والأنشطة الداعمة، والسوق، والسياسات واللوائح التنظيمية، والمعوقات.

حيث ركزت توصية "القيادة الريادية" على ضرورة العمل المشترك مع الجهات الداعمة لمراكز ريادة الأعمال بهدف تمكينها وتبادل الخبرات، وتفعيل برامج أكاديمية وغير أكاديمية مرتبطة بريادة الأعمال والابتكار بالجامعات والكليات، والتنسيق مع الجهات التمويلية الغير تقليدية لتوعية الطلاب بآلية الاستفادة من برامج الدعم المطروحة، وطرح مزيد من برامج التدريب الداخلي الداعمة لريادة الأعمال والابتكار، وإعداد برامج تمويلية متناسبة مع مجالات الابتكار وريادة الأعمال للطلاب، وتكثيف عملية الربط بين الطلاب والجهات الداعمة لريادة الأعمال لتطوير مشاريعهم وابتكاراتهم.

بينما ركزت توصية "سهولة الوصول إلى التمويل" على ضرورة تصميم برامج تمويلية تناسب مختلف الفئات المحتملة لبدء مشاريع صغيرة أو متوسطة، وتعزيز شبكات الاستثمار بين الجامعات والمستثمرين الملائكين لتسهيل التعاون بين الطلبة والمستثمرين، وتأسيس صندوق مخصص لدعم الشركات الناشئة في مؤسسات التعليم العالي. وركز توصية "التعليم والتدريب" على تعزيز فرص التعلم التجريبي (العملي) والمسابقات في مجال ريادة الأعمال لتنمية مهارات الطلبة، وتطوير أعضاء هيئة التدريس في المؤسسات التعليمية بالمعرفة والمهارات في مناهج ريادة الأعمال من خلال التدريب. وركزت توصية "نقل البحث والتطوير" على تنظيم فرق بحثية متخصصة في مجالات متعددة مواكبة للتطورات المحلية والعالمية تزود رواد الأعمال بالإسهامات العلمية المثرية.

فيما ركزت توصية "البرامج والأنشطة الداعمة" على تصميم شبكة تربط أصحاب الأفكار الريادية بمراكز نقل المعارف، وتسويق الأفكار والابتكارات، مما يتيح لرواد الأعمال الوصول للمستثمرين، المختبرات، الموردين، والمجمعات التكنولوجية، وتعزيز ودعم الحاضنات في مؤسسات التعليم العالي لما لها من دور في رعاية الشركات الناشئة في المراحل المبكرة. وركزت توصية "السوق" على ضرورة تشجيع الطلاب على المشاركة في المسابقات الدولية التي تمكنهم من عرض أفكارهم التجارية وتسويق منتجاتهم، وتزويد الطلبة بالمعرفة والمهارات اللازمة لدخول السوق وكذلك دورات في التسويق والمبيعات من خلال تحديث منهج ريادة الأعمال.

وركزت توصية "السياسات واللوائح التنظيمية" على ضرورة إعداد لائحة تنظم عمل مراكز ريادة الأعمال بالجامعات والكليات وذلك بالتنسيق بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وهيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز الملكية الفكرية للطلبة في مؤسسات التعليم العالي لحفظ براءات اختراعاتهم وعلاماتهم التجارية. وركزت توصية "المعوقات" على ضرورة إعداد برامج تعليمية مبتكرة وعملية تتناسب مع مستجدات السوق الديناميكية مثل إنترنت الأشياء، الذكاء الاصطناعي، والتحول الرقمي، ونقل وتبادل المعارف بين مختلف الجهات والمؤسسات وغيرهم من الخبراء بما يسهم في رفع مستوى الوعي المجتمعي فيما يختص ريادة الأعمال وانعكاسها على مختلف المجالات مثل الاقتصاد والبيئة والمجتمع.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مؤسسات التعلیم العالی فی فی مؤسسات التعلیم العالی الابتکار وریادة الأعمال لریادة الأعمال فی سلطنة عمان هذه المؤسسات على ضرورة من خلال فی دعم

إقرأ أيضاً:

تنسيق الجامعات 2025.. التعليم العالي تُحذر من محظورات تُلغي اختبارات القدرات للثانوية العامة

أعلن مكتب تنسيق القبول بالجامعات والمعاهد تفاصيل موعد اختبارات القدرات للطلاب الحاصلين على شهادة الثانوية العامة 2025، المؤهلة للالتحاق بعدد من الكليات التي يشترط للقبول بها اجتياز تلك الاختبارات بنجاح.

وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة الدولة للتحول الرقمي وتيسير الإجراءات على الطلاب، حيث أتاحت وزارة التعليم العالي إمكانية تسجيل اختبارات القدرات إلكترونيًا من خلال موقع التنسيق الرسمي عبر شبكة الإنترنت، خلال الفترة من السبت 12 يوليو 2025 حتى الخميس 24 يوليو 2025.

تنسيق الجامعات 2025.. خطوات التسجيل لاختبارات القدرات عبر موقع التنسيق الإلكتروني تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج "معلم البيولوجي بالإنجليزية" بجامعة حلوان تسجيل إلكتروني لاختبارات القدرات

أكدت وزارة التعليم العالي أن الطالب يمكنه الدخول على موقع التنسيق الإلكتروني لتحديد الكلية التي يرغب في أداء اختبار القدرات بها، من الكليات التي يشترط القبول فيها اجتياز تلك الاختبارات مثل:

كليات الإعلام

كليات الفنون الجميلة

كليات التربية النوعية

كليات التربية الرياضية

كليات التمريض

كليات السياحة والفنادق وغيرها.

محظورات صارمة خلال اختبارات القدرات

شددت الوزارة على أن هناك محظورات واضحة يجب على الطالب تجنبها تمامًا، لأن مخالفتها تؤدي إلى إلغاء نتيجة اختبار القدرات واعتبار الطالب "غير لائق"، حتى وإن كانت درجته العلمية تؤهله. وفيما يلي قائمة بأهم المحظورات:

1. منع تام لأجهزة المحمول والإلكترونيات داخل قاعات الاختبار

يحظر منعًا باتًا دخول الطالب إلى قاعة الامتحان بالهاتف المحمول أو أي جهاز إلكتروني آخر، حتى وإن كان الجهاز مغلقًا. وفي حال العثور على أي جهاز مع الطالب، يُعتبر غير لائق تلقائيًا في الاختبار، دون النظر إلى إجاباته أو مستواه.

2. الالتزام بالحضور قبل الموعد

يتوجب على الطلاب الحضور إلى مقر الكلية قبل موعد الاختبار بساعة على الأقل، لضمان الانتظام والانضباط في دخول اللجان، ومنح الوقت الكافي للتحقق من البيانات الشخصية وتوجيه التعليمات التنظيمية.

3. عدم السماح لأولياء الأمور بالدخول

يُمنع منعًا باتًا دخول أولياء الأمور إلى حرم الكليات أو مقار الاختبارات، ويُسمح فقط بدخول الطالب في اليوم المحدد له عبر موقع التنسيق، منعًا للتزاحم وضمان سير الاختبارات بسلاسة.

4. التصوير أو النشر ممنوع تمامًا

يُمنع نهائيًا تصوير أي جزء من الاختبار أو نشره على وسائل التواصل الاجتماعي أو بأي وسيلة رقمية أو ورقية، حيث يُعتبر الطالب غير لائق مباشرة بمجرد ارتكابه هذا الفعل.

دعوة للطلاب: الالتزام ضمان للنجاح

وفي ختام بيانها، شددت وزارة التعليم العالي على أهمية الالتزام التام بالتعليمات والمحظورات المعلنة من قِبل مكتب التنسيق، باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من نزاهة وحيادية العملية التعليمية، مؤكدة أن اجتياز اختبار القدرات بنجاح يتطلب الانضباط، الجدية، والاحترام الكامل للقواعد، وهو ما يعكس أيضًا مدى جاهزية الطالب للالتحاق بالكليات المتخصصة.

مقالات مشابهة

  • الوزير البكري يدشّن دورتي التأهيل الوظيفي وريادة الأعمال في عدن
  • نائب أمير منطقة الرياض يطّلع على تقرير الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة الختامي لبرنامج تسريع ريادة الأعمال بالمنطقة
  • تنسيق الجامعات 2025.. التعليم العالي تُحذر من محظورات تُلغي اختبارات القدرات للثانوية العامة
  • "التعليم العالي" تعلن عن منح دراسية في رومانيا - رابط التفاصيل
  • صندوق البيئة يُوقِّع اتفاقيات مع مؤسسات بحثية لتعزيز الابتكار في المجال البيئي
  • ختام برنامج "نمّ مشروعي" لتعزيز ريادة الأعمال في جنوب الشرقية
  • محافظ أسيوط يعلن عن استمرار التدريبات عن ريادة الأعمال والشمول المالي للشباب
  • التعليم العالي.. استخدمات الذكاء الاصطناعي فى البحث العلمي
  • "رقميًا ودون ورق.. التعليم العالي تُطلق منظومة تسجيل اختبارات القدرات للثانوية العامة 2025
  • وزيرة التضامن توجه بالتدخل الفوري لإنقاذ فتاة بلا مأوى تعاني من إصابات بالغة في بولاق الدكرور