العدوان على غزة.. هل أسقط رهان التطبيع وإفراغ التعليم من القضية الفلسطينية؟
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
يُمثِّل مشهد الإجرام الوحشي وحرب الإبادة الجماعيَّة اليوميَّة القذرة الَّتي يتعرض لها شَعب فلسطين في غزَّة من قِبل الاحتلال الصهيوني منذ أكثر من شهر، وطالت الأطفال والنِّساء والشيوخ والمُسنِّين، وحجم الدَّمار الَّذي لحق بالبنية الأساسيَّة والَّذي طال المساجد والمستشفيات والمدارس والجامعات، واستباح الحرمات وقتل الإنسان وتهجيره من أرضه، ومنع دخول المواد الغذائيَّة والطبيَّة والكهرباء والماء والدواء للشَّعب الأعزل المُحاصَر في غزَّة؛ يُمثِّل سقوط في مستنقع القبح والجهالة، ويفصح عن حجم العداء الَّذي يكنُّه الاحتلال ومَنْ سانده من حكومات العالَم على النَّوع العربي، مشهد مأساوي لا أخلاقي يُعبِّر بوضوح عن سلطويَّة القُطب الواحد الَّذي تفرضه الولايات المُتَّحدة الأميركيًّة على شعوب العالَم الثالث (الشرق الأوسط)؛ فإنَّ ما باتَتْ تُبرزه وكالات الأنباء العالَميَّة المستقلَّة وغيرها من مشاهد القتل والإجرام في حقِّ الطفولة والنِّساء والإنسانيَّة، لَتعظمُ من هوله الخطوب، وتضيق الأنفس، وتنفطر له الضمائر الحيَّة والأفئدة السليمة، وييأس له الضمير الإنساني الواعي، ويندَى له جبين الحُر الشريف، في انعدام لأبسط معايير الإنسانيَّة، وانحراف كُلِّي عن سبيل الجادَّة، ووصول إلى أقصى دركات الدناءة والحقارة واللامسوؤليَّة والغطرسة والوحشيَّة، وكأنَّه يُعِيد إلى عالَم البَشَر شريعة الغاب الَّتي تسيِّرها القوَّة وتديرها المصالح الشخصيَّة دُونَ اعتبار للقوانين والأنظمة والمعاهدات والاتفاقيَّات الدوليَّة.
لقَدْ شوَّهت الممارسة السِّياسيَّة الَّتي باتَتْ تديرها سياسة القطب الواحد، وانحياز الولايات المُتَّحدة الأميركيًّة المُفرط مع الكيان الصهيوني وشرعنته لكُلِّ وسائل الإجرام الَّتي يقوم بها، صورة المشترك القيَمي والمؤتلف الإنساني، حتَّى سلبته أبسط حقوقه في العيش والحياة، وفي ظلِّ غياب محبِطٍ وساخر لمنظومة الأُمم المُتَّحدة ومجلس الأمن وغيرها من المنظَّمات العاملة في إطار الأُمم المُتَّحدة، وما انتهجته من سياسة الانسحاب المخزي القائم على شرعَنة العدوان الصهيوني وتأييد ما تقوم به جرائم الحرب الصهيونيَّة من تدمير وقتل، مشاهد باتَتْ تحمل التواطؤ الجمعي لهذه المنظومات والقائمين عَلَيْها في انحسار لكُلِّ القِيَم والمبادئ، وخروج سافر عن كُلِّ الأعراف والأخلاق وأبسط مفاهيم الإنسانيَّة، والَّتي باتَتْ تفصح عن ازدواجيَّة السِّياسة العالَميَّة في التعامل مع الشعوب، وحالة الانفلات والتراجع والغوغائيَّة والنفوق القِيَمي والأخلاقي الَّتي تعيشها، وإقصاء المشترك، وتغييب الحوار، وخلق واقع هشٍّ تسيطر عَلَيْه المصالح الشخصيَّة، وتُديره الانطباعات الذَّاتيَّة والأفكار العدوانيَّة، في ظلِّ سيطرة القوى السِّياسيَّة المتعطِّشة للحروب وسفك الدِّماء على ثروات الشعوب ومقدَّرات الأوطان، وتدخُّلات هوجاء في شؤون الغير وإقصاء مستمر للآخر المختلف، وغلبة لغة المصالح الشخصيَّة على حساب الحقِّ الجمعي للشعوب في تقرير مصيرها.
فإنَّ استمرار هذا المشهد العالَمي المخزي حَوْلَ فلسطين وما يحصل في غزَّة من إجرام الاحتلال الصهيوني، يطرح اليوم تساؤلات، حَوْلَ المسار الَّذي سلكته بعض أو أغلب دَوْر المنطقة في العقود السَّابقة في إقناعها بمسار التطبيع مع الكيان الصهيوني، والهجمة الشرسة الَّتي وجهتها الولايات المُتَّحدة الأميركيًّة والغرب إلى مناهج التعليم في العالَم العربي، والَّتي كان من بَيْنِ أهدافها إفراغ المناهج الدراسيَّة من القضيَّة الفلسطينيَّة، وتغريب طلبة المدارس والجامعات عن قضيَّة العروبة ومصيرها، وإلى أيِّ مدى سيؤدِّي استمرار هذا العدوان إلى اقتناع دوَل العالَم العربي والإسلامي وغيرها حَوْلَ جديَّة ونتائج مسار التطبيع وما حقَّقه في منع الكيان الصهيوني من مواصلة إبادته لشَعب فلسطين الأعزل، وما يظهر في الواقع بأنَّه لَمْ يكُنْ لهذا التطبيع من أيِّ تأثير إيجابي في تحقيق انفراج في القضيَّة أو ردِّ العدوان عن غزَّة، الأمْرُ الَّذي ستكُونُ له تداعياته على استمرار هذا المسار والصورة الَّتي يُمكِن أن تبرِّرَ بها الحكومات العربيَّة والإسلاميَّة لشعوبها حَوْلَ القِيمة المُتحقِّقة من التطبيع، وتداعياته على ثقة الشعوب في حكوماتها، ناهيك عن تداعياته على مستقبل العمل العربي الدولي والثقة بَيْنَ العالَم وشعوبه، بالإضافة إلى التداعيات الَّتي تتركها مشاهد القتل والإجرام على الطفولة في هذا العالَم، والصورة السلبيَّة الَّتي ستنعكس على الناشئة نَحْوَ الذَّات والآخر، ومفاهيم التَّسامح والتعايش والحوار والاعتراف بالآخر والمشتركات والمؤتلفات وغيرها من القِيَم الَّتي عبثَتْ بها السِّياسة الدوليَّة وألقَتْها وراء ظهرانيها، وتأثير هذه المجازر الوحشيَّة على ما تحمله الطفولة من نكبات وتراكمات للمستقبل، في رفع درجة التنمُّر والعداء المتبادل والكره المستطير، وسياسة المعاملة بالمِثل.
ولمّا كان التحدِّي الأكبر القادم الَّذي تُخلِّفه هذه الأحداث الدمويَّة حاضرًا في مشهد التاريخ الملطَّخ بدماء أطفال غزَّة، ونكبة الأُمَّة في تخاذلها عن نصرة فلسطين، وغياب ماء الحياء من المشهد العالَمي وهو يشاهد هذا الإجرام الوحشي دُونَ أن يحركَ ساكنًا، شاهدًا حيًّا للسقوط الأخلاقي الدولي، لَنْ تمسحَه ذاكرة الأيَّام، وستبقى شواهده الملطَّخة بدماء الأبرياء؛ أحداثًا للتاريخ سيرويها الكتَّاب والباحثون والمعلِّمون والرواة والأجيال القادمة؛ فإنَّ استمرار هذا الإجرام سيضع علامات استفهام على رهان التطبيع مع الكيان الصهيوني، لِمَا أثبتَتْه هذه الحرب الهمجيَّة من هشاشته في ردِّ العجرفة الصهيونيَّة والعنصريَّة الامبرياليَّة، واستمرار صورة النَّوع العربي في المشهد الإجرامي الصهيوني، الأمْرُ الَّذي لَمْ تستطع فيه الدوَل الَّتي طبَّعت مع الكيان الصهيوني محاولة إقناعه بالتراجع عن الحرب أو على الأقلِّ فتح معبر رفح لإدخال المساعدات الإنسانيَّة والطبيَّة والغذائيَّة العاجلة أو اتِّخاذ موقِف مشرِّف يحمل ذرَّة من الحياء والإنسانيَّة كاعتبار لأهمِّية ما تحقَّق من هذا التطبيع؛ إذ كيف يُمكِن لهذه الدوَل المطبِّعة مع الكيان الصهيوني ـ بأيِّ شكلٍ من أشكال التطبيع، سواء كان السِّياسي أو الاقتصادي أو التبادل التجاري أو غيره ـ أن تقنعَ شعوبها بأنَّ التطبيع كان في مصلحة الوحدة العربيَّة والسَّلام والتعايش، الَّتي أطلق عَلَيْها الكيان الصهيوني رصاصة الموت النِّهائي ـ فعن أيِّ تطبيع تتحدثون، وأيِّ سلام تروون؟
وفي المقابل تُلقي جرائم الاحتلال في غزَّة بثقلها في ظلِّ غوغائيَّة السِّياسة على هذه الدوَل الَّتي اتَّجهت نَحْوَ تصفية المناهج التعليميَّة من كُلِّ ما يتعلَّق بالجهاد والدِّفاع عن النَّفْس والقضيَّة الفلسطينيَّة والمسجد الأقصى، لِتُعيدَ النظر في هذا المسار من جهتين أولاهما ما يتعلق بنظريَّة السَّلام الدوليَّة والقانون الدولي والقِيَم العالَميَّة ودَوْر المنظَّمات الدوليَّة المعنيَّة بحقوق الإنسان والطفولة والمرأة والتعليم والعِلم والثقافة، في حجم النفوق القِيَمي والسقوط الأخلاقي الَّذي أفصحت عَنْه عبثيَّة هذا العدوان، وبالتَّالي أن تراجعَ المنظومات التعليميَّة الدوليَّة هذا المسار وعَبْرَ إعادة تدريس هذه القِيَم بالشكل الَّذي يحفظ وجودها ومكانتها خارج المدارس وفي أروقة السِّياسة الدوليَّة، وطاولة المفاوضات بمجلس الأمن الدولي وهيئة الأُمم المُتَّحدة، بحيث تكُونُ لها شريعة ومِنْهاجًا تحتكم إليه جميع قيادات العالَم وحكوماته بلا استثناء قَبل شعوبه، وإنتاج عالَم يحفظ حقوق المستضعفين من الأطفال والنِّساء والشيوخ والكبار، وحقوق وقدسيَّة المؤسَّسات التعليميَّة والمستشفيات ومراكز الإيواء ومُخيَّمات اللاجئين من أن تنالَها آلةُ البطش وأدوات القتل الصهيونيَّة والأميركيًّة، فإنَّ مسؤوليَّة التعليم اليوم أن يصعدَ حراكه برفض هذه الممارسات وإسقاطها من قاموس المنظَّمات الدوليَّة، والنَّظر في الرهان الَّذي عوَّلت عَلَيْها الحكومات العربيَّة وهو اليوم يثبت هشاشته مع المحتلِّ والهيمنة الأميركيًّة والتدخُّلات الأوروبيَّة، وباتَ على هذه الحكومات اليوم مراجعته وإعادته إلى حوزة التعليم في بلدانها، ما يتعلَّق بإعادة فلسطين إلى المحتوى التعليمي العربي والإسلامي، فهي قضيَّة العروبة والإسلام ونضالها مع الاحتلال، وليست حالة طارئة أو مسارًا يرتبط بالعلاقة مع الدول؛ لأنَّها ببساطة خارج هذه المساوات الليليَّة والوصاية الأحاديَّة وعلاقات المصالح الهشَّة، فهي قضيَّة فكريَّة عقديَّة إيمانيَّة، لها حضورها في التأريخ العربي الإسلامي، ومرتكزات فكريَّة واقعيَّة رصدها القرآن العظيم وتحدَّث عَنْها في أكثر من موضع.
أخيرًا، فإنَّ ما حصل في العقود السَّابقة ويحصل كُلَّ يوم من ضغوطات على الدوَل بقَبول التطبيع مع الكيان الصهيوني، والضغوطات بإفراغ المناهج التعليميَّة من القضيَّة الفلسطينيَّة والمسجد الأقصى وبيت المقدس، وتسييس القضيَّة في إطار مصالح معيَّنة ومخطَّطات صهيونيَّة، ونيَّات باتَتْ تفرغ سمومها اليوم في عدوانها على غزَّة، وتكشف ما تعنيه هذه الضغوطات من مُخطَّطات تستهدف إفراغ المحتوى الفكري والعقدي لفلسطين من قناعات الأجيال ونضالهم؛ يضع أمام الحكومات العربيَّة والإسلاميَّة اليوم مسؤوليَّة تاريخيَّة وأخلاقيَّة وإنسانيَّة ووطنيَّة في مراجعة مسار هذه الأحداث، بالخروج من لعبة التطبيع الهشَّة الَّتي باتَتْ تعظِّم من شأن الوصاية الامبرياليَّة الصهيونيَّة على هذه الحكومات؛ وإعادة النظر في موقع القضيَّة الفلسطينيَّة وعَبْرَ تشريب المناهج الدراسيَّة وأبناء الأُمَّة بالقِيَم والموجِّهات والأُطُر الَّتي ترتبط بهذه القضيَّة؛ باعتبارها قضيَّة الإنسان العربي، وتأطير هذا المسار وتوجيه الأنظار إليه في إطار تثبيت قواعده وأُصوله ومواقفه العقديَّة والفكريَّة والسِّياسيَّة والنهضويَّة نَحْوَ فلسطين عربيَّة.
د.رجب بن علي العويسي
[email protected]
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: مع الکیان الصهیونی ة الفلسطینی استمرار هذا هذا المسار العال م الق ی م الدو ل من الق
إقرأ أيضاً:
برعاية الرئيس وحضور مدبولي.. وزير التعليم العالي يشهد انطلاق فعاليات المعرض الدولي لتسويق مخرجات البحوث والابتكار
وزير التعليم العالي: - مصر تطلق منصة دولية رائدة لتحويل الأفكار البحثية إلى منتجات صناعية واستثمارات واعدة- مصر تحتضن أول منصة إقليمية تربط مخرجات البحث العلمي بالصناعة والاستثمار في قطاعات الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة والتكنولوجيا الحيوية- رئيس أكاديمية البحث العلمي: نترجم المخزون المعرفي المصري إلى حلول مبتكرة تلبي احتياجات الأسواق العالمية- مشاركة واسعة من 80 دولة وأكثر من 200 خبير دولي في مجالات الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة
شهد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، برعاية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وبحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، والسيد الفريق كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، انطلاق فعاليات المعرض الدولي لتسويق مخرجات البحوث والابتكار IRC EXPO 2025 خلال الفترة من 11 إلى 12 ديسمبر 2025 بالعاصمة الجديدة، والذي يُعد أحد أبرز الفعاليات الوطنية في مجال دعم الابتكار والبحث العلمي، وربط التعليم باحتياجات مجتمع الصناعة، وذلك بحضور المهندس محمد صلاح الدين وزير الدولة للإنتاج الحربي، والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة، والدكتور محمد جبران وزير العمل، والمهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال العام، والدكتور عبد المجيد بنعمارة أمين اتحاد مجالس البحث العلمي العربية، الدكتورة مارغريت هامبورغ الرئيس المشارك لهيئة الشراكة بين الأكاديميات، المستشار الوزراي ماريا ميشيلا لاروتشيا، نائب رئيس البعثة بسفارة إيطاليا في مصر بالنيابة عن السفير الإيطالي، دكتور ماسريشا فيتيني الرئيس المشارك لهيئة الشراكة بين الأكاديميات، والدكتور حسام عثمان نائب الوزير لشؤون الابتكار والذكاء الاصطناعي والبحث العلمي، والدكتورة جينا الفقي القائم بأعمال رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، ولفيف من كبار المسؤولين ورؤساء الجامعات والقيادات الأكاديمية.
المعرض يعكس تطور مصر من مستهلك للتكنولوجيا إلى شريك فاعل في صناعتها وتصديرهاوأكد الدكتور أيمن عاشور أن المعرض الدولي لتسويق مخرجات البحوث والابتكار IRC EXPO 2025 يمثل خطوة محورية نحو بناء اقتصاد قائم على المعرفة، وتعزيز دور البحث العلمي كقاطرة للتنمية الصناعية والاستثمارية، مؤكدًا أن تنظيم هذا الحدث الدولي تحت الرعاية الكريمة للسيد رئيس الجمهورية يعكس إيمان القيادة السياسية الكامل بقدرة العلماء والباحثين المصريين على تقديم حلول مبتكرة للمجتمعات والأسواق، وبناء جسور تعاون دولي تسهم في توفير فرص اقتصادية وصناعية جديدة.
وأضاف الدكتور أيمن عاشور أن استضافة هذا الحدث العالمي في العاصمة الجديدة يمثل رسالة واضحة بأن مصر لم تعد مجرد دولة مستقبلة للتكنولوجيا، بل أصبحت شريكًا فاعلًا في صناعتها وتطويرها وتصديرها، مشيرًا إلى أن المعرض سيُحدث نقلة نوعية في الربط بين مخرجات البحث العلمي واحتياجات الصناعة، عبر آليات تشبيك دولية متقدمة تجمع الباحثين مع الشركات العالمية والمستثمرين وصُنّاع القرار.
وأكد الوزير أن نتائج هذا التجمع الدولي ستنعكس بصورة مباشرة على دعم الابتكار، وتوطين التكنولوجيا، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتعزيز القدرة التنافسية للصناعة المصرية، لافتًا إلى أن المشاركة الواسعة من أكثر من 80 دولة تعكس المكانة المتنامية لمصر على خريطة البحث العلمي والابتكار، وتعزز ريادتها في الدبلوماسية العلمية والتكنولوجية.
ووجه الوزير الدعوة للمؤسسات الأكاديمية والبحثية والصناعية، للاستفادة من هذه المنصة الدولية، مؤكدًا أن مصر تمضي بخطى واثقة نحو بناء بيئة ابتكار عالمية المستوى، قادرة على تحويل الأفكار إلى منتجات، والبحوث إلى استثمارات، بما يدعم التنمية الاقتصادية ويعزز المكانة الدولية للدولة المصرية.
ومن جانبها، أكدت الدكتورة جينا الفقي، القائم بأعمال رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، أن تنظيم هذا الحدث العلمي الدولي تحت رعاية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي يُجسّد التزام الدولة بتعزيز منظومة الابتكار ودعم الباحثين وربط مخرجات البحث العلمي بقطاعات الصناعة والإنتاج، وأضافت أن المعرض الدولي لتسويق مخرجات البحوث والابتكار IRC EXPO 2025 يشهد مشاركة واسعة من أكثر من 80 دولة، وهو ما يعكس مكانة مصر المتنامية على خريطة البحث العلمي والتكنولوجيا عالميًا، مشيرة إلى أن المعرض يمثل منصة حيوية لربط العلم بالصناعة، وبيئة متكاملة لتعزيز فرص التعاون الدولي وتطوير شراكات استراتيجية بين الجامعات والمراكز البحثية والشركات الصناعية والمستثمرين، بما يسهم في تحويل الابتكارات إلى منتجات ذات جدوى اقتصادية.
وأوضحت د. جينا أن الأكاديمية تتطلع من خلال هذا الحدث إلى دعم توجه الدولة نحو بناء اقتصاد قائم على المعرفة، وتسريع وتيرة التنمية الاقتصادية عبر الاستثمار في التكنولوجيا والابتكار، مؤكدة أن تنظيم هذا المعرض يأتي في وقت محوري يعزز جهود الدولة في بناء بنية تحتية معرفية متقدمة، وخلق بيئة ابتكار قادرة على مواجهة التحديات المحلية والعالمية، مشددة على أن الأكاديمية تعمل على تعظيم القيمة الاقتصادية للمخرجات البحثية عبر ربطها بالشركاء الصناعيين والمستثمرين، بما يضمن تحقيق تأثير مباشر ومستدام على القطاعات الإنتاجية المختلفة، ويدعم مسيرة التنمية المستدامة في مصر.
ويشهد المعرض مشاركة وفود رسمية وعلمية، حيث يشارك أكثر من 200 مشارك دولي من أكثر من 80 دولة من أوروبا وآسيا وإفريقيا، تشمل ممثلين حكوميين، ورؤساء شركات عالمية، وجامعات، ومراكز بحثية، ومستثمرين ورواد أعمال، كما سيتم توقيع اتفاقيات ثنائية ومتعددة الأطراف، وإطلاق مبادرات مشتركة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، فضلًا عن العديد من ورش العمل، والجلسات الحوارية المفتوحة.
ويشكل معرض IRC EXPO 2025، أول منصة دولية من نوعها في المنطقة تربط بين مخرجات البحث العلمي بالاستثمار والصناعة، وتعزز الموقع الإقليمي والدولي لمصر في مجالات الابتكار واقتصاد المعرفة.
وأوضح د.عادل عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن المعرض يعد خطوة استراتيجية نحو تحويل مصر إلى مركز دولي لإطلاق وتطبيق الحلول الابتكارية، عبر تمكين الدول المشاركة من عرض تحدياتها البحثية وربطها بحلول علمية وتكنولوجية مبتكرة متاحة لدى الجامعات والمراكز البحثية والشركات العالمية.
وأضاف المتحدث الرسمي أن المعرض يركز على مجموعة من القطاعات التكنولوجية المحورية، تشمل الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الحيوية والصحة، والطاقة المتجددة، والصناعة المتقدمة، والتكنولوجيا الزراعية، والأمن السيبراني، والمدن الذكية، والإلكترونيات الدقيقة، وغيرها من المجالات الواعدة الداعمة للتنمية الاقتصادية المستقبلية.
وأضاف أن هذا الحدث يعزز مكانة مصر الدولية في الابتكار والدبلوماسية العلمية، حيث يعتبر فرصة مهمة لإبراز ما حققته مصر خلال السنوات الأخيرة في منظومة البحث العلمي والابتكار، فضلًا عن تعزيز حضور الدولة المصرية كمنصة دولية قادرة على صياغة التوجهات التكنولوجية المستقبلية، بما يدعم بناء اقتصاد معرفي ويفتح آفاق تعاون وشراكات جديدة مع الدول والمنظمات المشاركة.
كما شارك بالحضور لواء ا. حرب محمد احمد الليثي نائب مدير الاكاديمية العسكرية لكلية الدفاع الجوي بالنيابة عن مدير الاكاديمية العسكرية، ومدير الكلية الفنية العسكرية.
يذكر أن معرض IRC EXPO 2025 نظمته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من خلال أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا (ASRT)، بالتعاون مع عدد من الجامعات والمراكز البحثية الوطنية، وعدد من الشركاء الدوليين والإقليميين الداعمين للتطوير التكنولوجي ونقل المعرفة، إلى جانب مؤسسات عالمية متخصصة في الابتكار وريادة الأعمال، مما يعزز تكامل الأدوار ويضمن تنفيذ فعاليات المعرض وفقًا لأعلى المعايير الدولية، وتسهم هذه الشراكات في توفير منصات مشتركة للبحث والتطوير، وتسهيل التواصل بين الجهات العلمية والصناعية، ودعم مبادرات التعاون في المجالات التكنولوجية المتقدمة.