صدى البلد:
2025-05-08@10:10:19 GMT

منال الشرقاوي تكتب: راحوا فين حبايب الدار

تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT

إذا كنت تتجول في مدينة قديمة معروفة بتاريخها العريق، فستجد معظم الزوار وهم يمدون هواتفهم وكاميراتهم لالتقاط الصور.وحتى سكان المدينة نفسها يوثقون ذكرياتهم بالتقاط الصور،وهم يعتقدون أنه يمكنهم تثبيت هذه اللحظات في الزمان والمكان، لكنهم غالبًا ما يغفلون عن أن ما تلتقطه الكاميرا قد يتلاشى مع الزمن، فالحروب والنزاعات، والتي تمثل جانبًا من جوانب البشرية، تأتي أحيانًا لتفرق الناس وتهدم منازلهم، فالصور التي التقطوها في الأماكن الجميلة قد تصبح ذكريات مؤلمة لأوقات مضت.

فإذا كانت الصور تجمد اللحظات، فإن الحروب تذيب الأماكن . وإذا كانت الصور تحكي قصصًا، فإن الحروب تقطع الصفحات!
الحروب تخلف دمارًا هائلًا في أي منطقة تحل بها، وفي مثل هذه الحالات، يصبح التاريخ والذاكرة هما المعنيان الأساسيان. قد تصبح الصور شاهدًا مؤلمًا على ماض مزدهر ومجتمع نابض بالحياة قبل الحرب. ولكن، كيف تقدم لمنزل فقد سكانه في الحرب جائزة "أفضل منزل مصور"؟ هل تضع صورة للمبنى مع التعليق: هنا كان منزلاً جميلاً قبل الحرب، لكنه الآن في وضع غير جيد'؟ .
إن الأحداث الكارثية لها طريقة مضحكة تجعلك تقدر قاعدة بيانات صور هاتفك!
إنها مأساة حقيقية، ولكن السخرية الصغيرة هي أننا تمركزنا كثيرًا حول الصور ونسينا أن الواقع هو ما يحدث خارج إطار الكاميرا. وإذا كان هناك شيء يمكن أن يثير المشاعر ويبكي القراء، فإنه حقيقة أن الحياة الحقيقية أهم من أي لقطة مثالية. 
ومن المؤلم للغاية أن تشهد معاناة الضحايا وتكون عاجزًا عن تقديم المساعدة. فالكوارث والنزاعات تؤثر على حياة الناس، فتصبح المعاناة والألم جزءًا لا يتجزأ من الواقع اليومي، فعندما تسقط القنابل، يسقط معها حلم كل أسرة. وهنا تتعاظم الأوجاع وتتكاثر القصص التي تروى عن دمار وخسائر، لكن في هذا الوقت الصعب، يصعب أن ننسى اللحظات التي تنسجم مع قلق الرحيل وأمل العودة. 
الرحيل يأتي بموجة من القلق والترقب،الناس يتركون منازلهم وأماكن عائلاتهم، يغادرون رغماً عنهم بحثًا عن مكان آمن، ولكن رغم هذا القلق، يبقى هناك أملاً قوياً يشع في أعماق النفوس. أمل بالعودة إلى ديارهم وإلى الحياة الطبيعية. هذا الأمل هو ما يجعلهم يتحملون، إنه القوة التي تدفعهم للصمود، حتى وسط أصعب الظروف. فيتجلى الصمود كقوة لا يمكن تجاهلها، إنه الإرادة التي تظهر عندما يواجه الناس الصعاب والمحن. إن الصمود ليس مجرد مفهوم، بل هو نمط حياة. فالحروب قد تدمر المنازل، لكنها لن تدمر الإرادة .
لقد عاشت إحدى مدن وطني أياما تشبه ما يعيشه أخواننا في فلسطين ، فقد تعرضت مدينة بورسعيد الباسلة لهجوم إسرائيلي أثناء الحرب، وتعرضت للقصف والدمار. فالأحياء والمباني التاريخية في المدينة تضررت بشدة، والسكان تعرضوا للنزوح والخسائر البشرية والمادية. لقد كانت هذه الفترة من أصعب الأوقات في تاريخ بورسعيد. لكن على الرغم من هذا الدمار والمعاناة، فقد تميزسكان بورسعيد بروحهم القوية وإصرارهم على إعادة بناء مدينتهم. وبالفعل تم تجديد البنية التحتية وإعادة بناء الأماكن المتضررة بشكل تدريجي. فلقد أثر هذا الحدث بشكل كبير على الوحدة الوطنية وروح الصمود في مصر، وأصبحت بورسعيد رمزًا للإصرار والتحدي، وهي اليوم تعد واحدة من أجمل المدن الساحلية في مصر. إنها تحمل في طياتها ذكريات عظيمة وتاريخًا غنيًا، وتظل مدينة بورسعيد شاهدًا على قوة الإرادة البشرية في مواجهة التحديات والأزمات.
وكما حدث في بورسعيد ، سيأتي النصر قريباً بإذن الله ،وتنعم غزة باستعادة رونقها وجمالها بصمود شعبها وتلاحمهم ، وإذا كانت الحروب تدمر البيوت، إلا أنها لن تستطيع أبدًا تدمير روح الصمود والإيمان.
في النهاية، تظل الحروب تجربة مريرة تترك أثرًا مؤلماً على حياة البشر، لكنها تعلمنا أن قلق الرحيل لن يحجب أمل العودة، إنها تذكرنا بأهمية الإيمان والقدرة على تحمل الصعاب، ومن خلال تذكرنا لقصص الناجين علينا أن نفهم أن الأمل قوي وأن العودة ممكنة، وأن النصر قريب حتى في وجه التحديات الكبيرة.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

في ذكرى وفاته.. قصة خلاف محمد الشرقاوي وعادل إمام

تحل اليوم، الثلاثاء 6 مايو، ذكرى رحيل الفنان محمد الشرقاوي، إذ ولد في 16 يناير 1954، بقرية منشية رضوان بمحافظة الشرقية، ورحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 1996.

مسيرة محمد الشرقاوي

أحب محمد الشرقاوي الفن مبكرا فأجاد الشعر وكان يتولى رسم المواضيع لزملائه مقابل أن يعطوه الساندويتشات الخاصة بهم، ما تسبب في زيادة وزنه بهذا الشكل.

لفت محمد الشرقاوي، نظر المشرف الاجتماعي بالمدرسة حتى تبنى موهبته وأشركه في جميع العروض التي كانت تعرض في نهاية كل عام دراسي ليحقق شهرة واسعة ويحصل على لقب الممثل الأول على مستوى الجمهورية 36 مرة.

شاهده كل من الفنان حسن مصطفى والمخرج جلال الشرقاوي، فرشحه الأخير في مسلسل «لا إله إلا الله» ليثبت للشرقاوي أنه كسب الرهان وأن نظرته فيه كانت في محلها، ثم توالت عليه العروض، وشارك الزعيم عادل إمام في فيلمه الشهير "الأفوكاتو" حتى نال قبولا كبيرا في هذا العمل ليصبح الحصان الرابح لدى المخرجين لما لديه من قدرات فنية وأداء تلقائي منفرد، الأمر الذي جعله يدخل البيوت بلا استئذان.

وسط غياب نجوم الفن .. تشييع جثمان الفنان نعيم عيسىريهانا تخطف الأنظار بحملها فى حفل Met Galaمنهم أشرف زكي وروجينا.. الكابلز يخطفون الأنظار فى حفل زفاف رنا رئيسفى حفل زفاف رنا رئيس.. أحدث ظهور للفنانة مي نور الشريفخلاف محمد الشرقاوي مع عادل إمام

صرح محمد الشرقاوي، في أحد حواراته الفنية وأوضح سر خلافه مع الزعيم فقال: «بعدما نجحت في فيلم الأفوكاتو أمام الفنان عادل إمام، أراد الزعيم أن يشركني معه مرة اخرى في عمل فني.

وأضاف الشرقاوي: “بالفعل وافقت فقد كان كل حلمي أن أدعم مشواري بمشاركة الزعيم في أكثر من عمل حتى أنال بعضا من شهرته وانتشاره، وخلال تصوير المشهد الأول من الفيلم وبخني عادل إمام بشدة أمام جميع العاملين في البلاتوه”.

وتابع: “انتظرت أن يرد المخرج لي اعتباري أمام الجميع، إلا أن المخرج لم تكن شخصيته بالقوة التي تسمح له بمحاسبة نجم بحجم وشهرة عادل إمام، فشعرت بالإهانة، الأمر الذي جعلني أغادر البلاتوه مرددا كرامتي ثم كرامتي ثم كرامتي”.

وفاة محمد الشرقاوي

رحل محمد الشرقاوي بمنزله في مثل هذا اليوم من عام 1996 إثر أزمة قلبية مفاجئة عن عمر ناهز 42 عاما تاركا خلفه أعمالا ورصيدا فنيا ثريا، وسيرة عطرة بين زملائه لما امتاز به من أخلاقيات وسلوك راقٍ.

طباعة شارك محمد الشرقاوي أعمال محمد الشرقاوي أفلام محمد الشرقاوي الفنان محمد الشرقاوي ذكرى وفاة محمد الشرقاوي

مقالات مشابهة

  • د.الدرديري محمد احمد: ملحمة الصمود .. الهدية التي قدّمتها لنا الإمارات وهي لا تدري!!
  • منال الشرقاوي تكتب: ناصر 56
  • أميركا وروسيا وإسرائيل.. ما السر وراء فشل الجيوش القوية في حروبها؟
  • نتائج الحروب العالمية الثلاثة
  • خالد عمر يوسف يكتب: حلول البصيرة ام حمد لمسيرات بورتسودان
  • الصور الأولى لحادث سيارة المحامي العام لنيابات استئناف بورسعيد والإسماعيلية| شاهد
  • في ذكرى وفاته.. قصة خلاف محمد الشرقاوي وعادل إمام
  • الصور الأولى لحفل زفاف رنا رئيس على شاب من خارج الوسط الفني
  • بإطلالة صيفية.. ملك أحمد زاهر تخطف الأنظار عبر إنستجرام
  • بالصور.. قصة رجل سوداني قام بفتح منافذ بين كل المنازل لحراسة ممتلكات جيرانه وحفظها طوال فترة الحرب والجمهور يشيد: (فعلاً الجار قبل الدار)