صدى البلد:
2025-12-12@01:51:22 GMT

منال الشرقاوي تكتب: راحوا فين حبايب الدار

تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT

إذا كنت تتجول في مدينة قديمة معروفة بتاريخها العريق، فستجد معظم الزوار وهم يمدون هواتفهم وكاميراتهم لالتقاط الصور.وحتى سكان المدينة نفسها يوثقون ذكرياتهم بالتقاط الصور،وهم يعتقدون أنه يمكنهم تثبيت هذه اللحظات في الزمان والمكان، لكنهم غالبًا ما يغفلون عن أن ما تلتقطه الكاميرا قد يتلاشى مع الزمن، فالحروب والنزاعات، والتي تمثل جانبًا من جوانب البشرية، تأتي أحيانًا لتفرق الناس وتهدم منازلهم، فالصور التي التقطوها في الأماكن الجميلة قد تصبح ذكريات مؤلمة لأوقات مضت.

فإذا كانت الصور تجمد اللحظات، فإن الحروب تذيب الأماكن . وإذا كانت الصور تحكي قصصًا، فإن الحروب تقطع الصفحات!
الحروب تخلف دمارًا هائلًا في أي منطقة تحل بها، وفي مثل هذه الحالات، يصبح التاريخ والذاكرة هما المعنيان الأساسيان. قد تصبح الصور شاهدًا مؤلمًا على ماض مزدهر ومجتمع نابض بالحياة قبل الحرب. ولكن، كيف تقدم لمنزل فقد سكانه في الحرب جائزة "أفضل منزل مصور"؟ هل تضع صورة للمبنى مع التعليق: هنا كان منزلاً جميلاً قبل الحرب، لكنه الآن في وضع غير جيد'؟ .
إن الأحداث الكارثية لها طريقة مضحكة تجعلك تقدر قاعدة بيانات صور هاتفك!
إنها مأساة حقيقية، ولكن السخرية الصغيرة هي أننا تمركزنا كثيرًا حول الصور ونسينا أن الواقع هو ما يحدث خارج إطار الكاميرا. وإذا كان هناك شيء يمكن أن يثير المشاعر ويبكي القراء، فإنه حقيقة أن الحياة الحقيقية أهم من أي لقطة مثالية. 
ومن المؤلم للغاية أن تشهد معاناة الضحايا وتكون عاجزًا عن تقديم المساعدة. فالكوارث والنزاعات تؤثر على حياة الناس، فتصبح المعاناة والألم جزءًا لا يتجزأ من الواقع اليومي، فعندما تسقط القنابل، يسقط معها حلم كل أسرة. وهنا تتعاظم الأوجاع وتتكاثر القصص التي تروى عن دمار وخسائر، لكن في هذا الوقت الصعب، يصعب أن ننسى اللحظات التي تنسجم مع قلق الرحيل وأمل العودة. 
الرحيل يأتي بموجة من القلق والترقب،الناس يتركون منازلهم وأماكن عائلاتهم، يغادرون رغماً عنهم بحثًا عن مكان آمن، ولكن رغم هذا القلق، يبقى هناك أملاً قوياً يشع في أعماق النفوس. أمل بالعودة إلى ديارهم وإلى الحياة الطبيعية. هذا الأمل هو ما يجعلهم يتحملون، إنه القوة التي تدفعهم للصمود، حتى وسط أصعب الظروف. فيتجلى الصمود كقوة لا يمكن تجاهلها، إنه الإرادة التي تظهر عندما يواجه الناس الصعاب والمحن. إن الصمود ليس مجرد مفهوم، بل هو نمط حياة. فالحروب قد تدمر المنازل، لكنها لن تدمر الإرادة .
لقد عاشت إحدى مدن وطني أياما تشبه ما يعيشه أخواننا في فلسطين ، فقد تعرضت مدينة بورسعيد الباسلة لهجوم إسرائيلي أثناء الحرب، وتعرضت للقصف والدمار. فالأحياء والمباني التاريخية في المدينة تضررت بشدة، والسكان تعرضوا للنزوح والخسائر البشرية والمادية. لقد كانت هذه الفترة من أصعب الأوقات في تاريخ بورسعيد. لكن على الرغم من هذا الدمار والمعاناة، فقد تميزسكان بورسعيد بروحهم القوية وإصرارهم على إعادة بناء مدينتهم. وبالفعل تم تجديد البنية التحتية وإعادة بناء الأماكن المتضررة بشكل تدريجي. فلقد أثر هذا الحدث بشكل كبير على الوحدة الوطنية وروح الصمود في مصر، وأصبحت بورسعيد رمزًا للإصرار والتحدي، وهي اليوم تعد واحدة من أجمل المدن الساحلية في مصر. إنها تحمل في طياتها ذكريات عظيمة وتاريخًا غنيًا، وتظل مدينة بورسعيد شاهدًا على قوة الإرادة البشرية في مواجهة التحديات والأزمات.
وكما حدث في بورسعيد ، سيأتي النصر قريباً بإذن الله ،وتنعم غزة باستعادة رونقها وجمالها بصمود شعبها وتلاحمهم ، وإذا كانت الحروب تدمر البيوت، إلا أنها لن تستطيع أبدًا تدمير روح الصمود والإيمان.
في النهاية، تظل الحروب تجربة مريرة تترك أثرًا مؤلماً على حياة البشر، لكنها تعلمنا أن قلق الرحيل لن يحجب أمل العودة، إنها تذكرنا بأهمية الإيمان والقدرة على تحمل الصعاب، ومن خلال تذكرنا لقصص الناجين علينا أن نفهم أن الأمل قوي وأن العودة ممكنة، وأن النصر قريب حتى في وجه التحديات الكبيرة.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على ارتفاع

 أنهت بورصة الدار البيضاء تداولاتها، اليوم الأربعاء، على وقع الارتفاع، حيث سجل مؤشرها الرئيسي (مازي) تحسنا بنسبة 0,33 %، ليستقر بذلك عند 18.520,07 نقطة.


وسجل مؤشر (MASI.20) - الذي يعكس أداء 20 شركة مدرجة بالبورصة - ارتفاعا بنسبة 0,28 % إلى 1.504,71 نقطة، فيما سجل MASI.ESG، مؤشر الشركات الحاصلة على أفضل تصنيف ESG، تقدما بنسبة 0,65 % إلى 1.255,23 نقطة.

السعودية تنفذ أحكام إعدام بحق ثلاثة مدانين بتهريب مخدرات في مكة المكرمةالأردن تبحث إدراج اللغة الصينية ضمن برامج التعليم في المدارس


بدوره؛ سجل (MASI Mid and Small Cap)، مؤشر أداء أسعار الشركات الصغيرة والمتوسطة المدرجة في البورصة، نموا بنسبة 0,08 % إلى 1.818,54 نقطة.


وفي ما يتعلق بالمؤشرات الدولية، أغلق كل من مؤشر (إف إس تي إي – سي إس إي موروكو 15)، ومؤشر (إف تي إس إس إي موروكو آل – ليكيد)، على ربح بنسبة 0,29% إلى 17.512,1 نقطة، وبنسبة 0,18 % إلى 15.924,17 نقطة، على التوالي.


وبلغ الحجم الإجمالي للتداولات 338,6 مليون درهم، سجلت أساسا في السوق المركزي (الأسهم)، أما في ما يتعلق برسملة البورصة بلغت 986,1 مليار درهم.

طباعة شارك بورصة الدار البيضاء بورصة الدار البيضاء شركة مدرجة بالبورصة مؤشر أداء أسعار الشركات

مقالات مشابهة

  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • الشرقاوي: المشاركة الواسعة في انتخابات النواب تعزز الثقة في المسار الديمقراطي
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟
  • بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على ارتفاع
  • تناسل الحروب
  • أكد نوايا بلاده القائمة على الاعتداءات وإشعال نار الحروب.. وزير إسرائيلي متطرف: الحرب مع سوريا حتمية
  • د. منال إمام تكتب: الإنسان المصري.. حالة فريدة عبر الزمن
  • اليمن.. عقدة الجغرافيا التي قصمت ظهر الهيمنة: تفكيك خيوط المؤامرة الكبرى
  • الفأرة التي في أيدينا.. كيف كانت وكيف أصبحت؟
  • في عيد ميلادها الـ62.. إمبراطورة اليابان تؤكد أهمية ترسيخ السلام ونبذ الحروب