البرلمان الإيراني يقر تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.. ماذا بقي من البرنامج النووي الإيراني؟
تاريخ النشر: 25th, June 2025 GMT
وافق البرلمان الإيراني على مشروع قانون يوقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في خطوة تصعيدية وسط توتر متزايد بين طهران والوكالة الدولية.
وأعلنت لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الموافقة على تفاصيل مشروع القانون الذي يُلزم الحكومة بتعليق التعاون مع الوكالة، مع دعوة لمقاضاة مديرها العام، رافائيل غروسي، بتهم تشمل تقديم تقارير كاذبة والتجسس على المنشآت النووية الإيرانية.
وقال السفير الإيراني في فيينا، أسد الله أشرق جهرمي، إن طهران كانت تتعاون بشكل جيد مع الوكالة قبل الهجمات الأخيرة على منشآتها النووية، مؤكداً أن جميع المنشآت كانت تحت إشراف كامل من الوكالة. وأضاف أن القرار النهائي بشأن مستقبل التعاون سيتم اتخاذه قريباً.
من جهته، أكد رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، أن “منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ستعلق تعاونها مع الوكالة حتى يتم ضمان أمن المنشآت النووية”، مشدداً على أن البرنامج النووي السلمي الإيراني سيواصل التقدم بوتيرة أسرع.
ترامب يحذر إيران من ضربة أمريكية جديدة ويؤكد نجاح الهجوم النووي الأخير
وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيراً صريحاً لإيران من أنها ستتعرض لضربة أمريكية جديدة إذا أعادت بناء برنامجها النووي، مؤكداً أن الهجوم الأخير على المنشآت النووية الإيرانية كان ناجحاً بشكل كامل.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع أمين عام حلف “الناتو” مارك روته في لاهاي، حيث قال ترامب: “لو أعاد الإيرانيون البناء ستكون هناك ضربة أمريكية أخرى بالتأكيد، لكني لا أعتقد أنني أقلق بهذا الشأن. لقد انتهى الأمر لسنوات طويلة”.
وأضاف أن المنشآت المستهدفة تحطمت تماماً، موضحاً: “لا يمكن لأحد الدخول لرؤية الدمار، فقد تحطمت غرفة تحتوي على ملايين الأطنان من الصخور”. وأكد أن القنابل التي استُخدمت في القصف كانت دقيقة وأدت إلى تدمير شامل تحت منشأة فوردو النووية.
ورداً على سؤال حول مدى تأخير الضربة للمشروع النووي الإيراني، قال ترامب: “أعتقد أنها أخرته لعقود، ولا أظن أنهم سيحاولون مرة أخرى. لقد مروا بالجحيم، وأظن أنهم اكتفوا”.
وأشار إلى أن بناء منشآت التخصيب النووي في إيران مكلف ومعقد للغاية، وأن الضربة الأمريكية هي التي أنهت النزاع، معتبراً إياها مشابهة لعمليات القصف على هيروشيما وناغازاكي.
وأكد ترامب أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران يسير بشكل جيد، وأن العلاقات مع إيران تحسنت، لكنه جدد تحذيره من اتخاذ أي خطوات تعيد البرنامج النووي إلى سابق عهده.
في السياق، اعتبر العضو البلجيكي في البرلمان الأوروبي، رودي كينيس، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى لاستثمار الأزمة مع إيران لتقديم نفسه كصانع سلام في الشرق الأوسط، بعد فشله في تحقيق تقدم ملموس في حل النزاع الأوكراني.
وقال كينيس إن “إيران باتت الأداة المثالية لترامب ليظهر نفسه رجل التسويات في الشرق الأوسط، خاصة بعد عجزه عن إنهاء الصراع في أوكرانيا كما وعد”.
وأضاف البرلماني الأوروبي وفي تصريح لوكالة “سبوتنيك”، أن “الضجة الحالية بشأن برنامج إيران النووي تُذكّرنا بما حدث مع العراق حين تم غزوه بحجة امتلاكه أسلحة دمار شامل، والتي لم تثبت صحتها قط”، معتبراً أن المزاعم حول امتلاك إيران لأسلحة نووية “تفتقر إلى أدلة واقعية”.
وأشار كينيس إلى أن الولايات المتحدة تحاول إعادة تثبيت زعامتها العالمية عبر بوابة الشرق الأوسط، “لكن الواقع يشير إلى أن قوى كبرى مثل الصين ودول بريكس باتت اليوم أكثر تأثيراً في النظام الدولي”، على حد تعبيره.
في السياق، كشف تقييم استخباراتي أمريكي حديث أن الضربات العسكرية التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية لم تتمكن من تدمير المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، بل ربما أدت فقط إلى تأخير تطويره لبضعة أشهر، وفقًا لما ذكرته شبكة “سي إن إن” نقلًا عن مصادر مطلعة.
ويستند هذا التقييم إلى تحليل الأضرار الذي أجرته القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) بعد تنفيذ الضربات العسكرية الأمريكية.
وأشار مصدر من داخل وكالات الاستخبارات إلى أن الضربات التي تم تنفيذها لم تُدمر منشآت التخصيب النووي الإيرانية بشكل كامل، بل اقتصرت على تدمير الهياكل السطحية والمرافق فوق الأرض، بما في ذلك بعض المنشآت المرتبطة بعملية تحويل اليورانيوم إلى معدن.
وأضاف المصدر أن الأضرار التي لحقت بمخزون إيران من اليورانيوم المخصب كانت محدودة، وظلت أجهزة الطرد المركزي سليمة إلى حد كبير.
وعلى الرغم من هذا التقييم، أكد البيت الأبيض رفضه لهذه التقارير، ووصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، التقييم بأنه “غير صحيح”، وأشارت إلى أنه قد تم تسريبه بشكل غير قانوني من داخل المجتمع الاستخباراتي.
كما أكدت أن الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة كانت “ناجحة” وأن القنابل الضخمة التي استُخدمت قد دمرت منشآت إيران النووية بشكل كامل.
من جهته، صرح وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، في وقت سابق بأن العملية العسكرية كانت “نجاحًا ساحقًا” وأن الضربات دمرت قدرة إيران على تطوير أسلحة نووية، وكرر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، هذا الرأي قائلاً: “الضربات دمرت المنشآت بالكامل”.
فيما أكد وزير الخارجية الأمريكي السابق، أنتوني بلينكن، أن الضربات العسكرية التي وجهتها الولايات المتحدة إلى منشآت نووية إيرانية لم تؤد إلى تدمير البرنامج النووي الإيراني، مشيراً إلى أن طهران قادرة على إصلاح الأضرار بسرعة.
وفي مقال نُشر في صحيفة “نيويورك تايمز”، أشار بلينكن إلى أن الجهود الدبلوماسية لإدارة الرئيس السابق دونالد ترامب فشلت في كبح طموحات إيران النووية.
وأضاف: “لا شك أن الضربات الأمريكية أبطأت التقدم النووي الإيراني، لكنها لم توقفه، فإيران قادرة على إعادة بناء منشآتها بسرعة وفي أماكن يصعب الوصول إليها، مع الاستمرار في تطوير قدراتها النووية”.
وأوضح بلينكن، نقلاً عن خبراء، أن هناك شكوكا جدية بشأن فعالية القنابل الأمريكية الخارقة للتحصينات في تدمير المنشآت الإيرانية المحصنة، خاصة منشأة فوردو الواقعة تحت الأرض.
وقال: “القنابل الأمريكية التي تزن 30 ألف رطل (نحو 13.6 طن) ربما لا تكون كافية لتعطيل بعض المنشآت النووية المحصنة”.
وأشار بلينكن إلى أن التقارير الأولية تفيد بأن البنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني تعرضت لأضرار كبيرة لكنها لم تُدمّر بالكامل.
وفي سياق متصل، صرّح السيناتور الديمقراطي كريس مورفي لشبكة CNN بأن الضربات الأمريكية الأخيرة لم تشكل “ضربة قاضية” للبرنامج النووي الإيراني، مخالفاً بذلك تصريحات الرئيس ترامب.
وكانت إسرائيل قد نفذت ضربات جوية على المنشآت النووية الإيرانية قبل الضربات الأمريكية، ولكنها أكدت أنها بحاجة إلى الدعم الأمريكي في شكل قنابل خارقة للتحصينات من طراز B-2 لإتمام المهمة، وعلى الرغم من هذه الضربات الجوية، قالت مصادر مطلعة إن الضربات لم تُلحق دمارًا كاملاً بالمنشآت النووية الإيرانية، بما في ذلك مواقع فوردو ونطنز وأصفهان.
وتثير التساؤلات بشأن قدرة القناب الأمريكية الخارقة للتحصينات على تدمير المواقع النووية الإيرانية شديدة التحصين، خاصة في مواقع مثل فوردو وأصفهان، التي تقع على عمق أكبر من المواقع الأخرى.
هذا ووفقًا لبعض المصادر، استخدمت الولايات المتحدة صواريخ توماهوك ضد مجمع أصفهان نظرًا لعمق الموقع الذي لا تسمح القنابل الخارقة للتحصينات باختراقه.
بينما يستمر تحليل الأضرار الناجمة عن الضربات العسكرية، تشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة ستواصل جمع المعلومات الاستخباراتية لتقييم النتائج على الأرض.
في هذا السياق، أعربت بعض المصادر عن القلق من أن إيران قد تكون قد خزنت منشآت نووية سرية لم يتم استهدافها في الهجمات، مما يفتح الباب أمام تساؤلات بشأن إمكانية استئناف البرنامج النووي الإيراني في المستقبل.
إيران تؤكد استمرار برنامجها النووي رغم اغتيال علمائها.. وتشكيك أميركي بجدوى الضربات الأخيرة
أكد مصدر أمني إيراني أن برنامج إيران النووي لن يتوقف رغم الخسائر التي تكبدتها طهران في صفوف علمائها خلال الحملة الجوية والاستخبارية الإسرائيلية الواسعة التي بدأت في 13 يونيو الجاري.
وقال المصدر لوكالة “سبوتنيك” الروسية إن “إسرائيل استهدفت العلماء الإيرانيين حتى قبل اندلاع الحرب، ومع ذلك لم يتوقف البرنامج النووي، ولن يتوقف الآن”.
وتأتي التصريحات الإيرانية في وقت تتزايد فيه الشكوك الغربية حول فعالية الضربات التي شنتها الولايات المتحدة مؤخرًا على منشآت نووية رئيسية في إيران، والتي طالت مواقع فوردو ونطنز وأصفهان فجر الأحد الماضي.
ونقلت شبكة “سي إن إن” عن مصادر مطلعة أن تلك الضربات لم تُفكك البنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني، بل ربما عطّلته لبضعة أشهر فقط.
من جهتها، أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” أن القصف الأميركي أغلق مداخل منشآت نووية إيرانية دون أن يؤدي إلى تدمير البنية التحتية تحت الأرض، في وقت تؤكد فيه واشنطن وتل أبيب أن طهران باتت على وشك امتلاك سلاح نووي، وهو ما تنفيه إيران، مؤكدة أن برنامجها مخصص لأغراض سلمية.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أمريكا إسرائيل إيران إيران وأمريكا إيران وأمريكا وأسرائيل إيران وإسرائيل تخصيب اليورانيوم دونالد ترامب مفاعلات نووية المنشآت النوویة الإیرانیة للبرنامج النووی الإیرانی الولایات المتحدة الضربات العسکریة البرنامج النووی إیران النووی دونالد ترامب منشآت نوویة مع الوکالة أن الضربات إلى أن
إقرأ أيضاً:
إيران: المحادثات مع وكالة الطاقة الذرية ستكون تقنية ومعقدة
طهران "أ. ب": قالت وزارة الخارجية الإيرانية اليوم الإثنين، إن المحادثات بين الجمهورية الإسلامية والوكالة الدولية للطاقة الذرية سوف تكون "تقنية" و"معقدة" وذلك قبل زيارة من جانب الوكالة للمرة الأولى منذ قطعت طهران العلاقات مع المنظمة الشهر الماضي.
وتدهورت العلاقات بين الإثنين، بعد حرب جوية استمرت 12 يوما شنتها إسرائيل والولايات المتحدة في يونيو شهدت قصف المنشآت النووية الإيرانية الرسمية. وقال مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 12 يونيو إن إيران خرقت التزاماتها بعدم انتشار الأسلحة النووية، قبل يوم من الغارات الجوية الإسرائيلية على إيران التي أثارت الحرب.
ولم تصدر الوكالة الدولية للطاقة الذرية بيانا على الفور بشأن الزيارة التي سيقوم بها نائب رئيس الوكالة التي لن تشمل أي دخول مقرر للمواقع النووية الإيرانية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي للصحفيين إنه قد يكون هناك اجتماع مع وزير الخارجية عباس عراقجي "ولكن من المبكر للغاية توقع ما الذي سوف تسفر عنه المحادثات حيث أن هذه محادثات تقنية ومعقدة".
وانتقد بقائي أيضا "الموقف الفريد" للوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال حرب يونيو مع إسرائيل.
وتابع "المنشآت السلمية في البلاد التي تعرضت لمراقبة خلال 24 ساعة كانت هدف الضربات وأحجمت الوكالة عن إبداء رد فعل حكيم وعقلاني ولم تشجبها مثلما كان مطلوبا".
وفي الشأن الايراني ايضا، التقى علي لاريجاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ببغداد اليوم الإثنين، قاسم الأعرجي مستشار الأمن القومي العراقي.
وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء بأن لاريجاني وصل اليوم، إلى العراق في أول زيارة خارجية له بعد توليه منصبه.
ويعد توقيع الاتفاقية الأمنية الثنائية بين إيران والعراق الهدف الأهم لهذه الزيارة.
ونقلت تسنيم عن لاريجاني القول: "لقد أعددنا اتفاقية أمنية مع العراق، وهذه نقطة مهمة مشيرا الى إن رؤية إيران ونهجها في علاقاتها مع جيرانها هو أن أمن الإيرانيين هو الأساس، وفي الوقت نفسه، تولي اهتماما خاصا لأمن جيرانها، على عكس بعض الدول التي لا تهتم إلا بأمنها وتسحق الآخرين وسيتم توقيع هذه الاتفاقية خلال هذه الزيارة".
وأضاف أمين المجلس الأعلى للأمن القومي: "الجزء الثاني يتعلق بزيارة لبنان وهي دولة مهمة جدا في المنطقة ومؤثرة في غرب آسيا. تربطنا علاقات طويلة الأمد مع الشعب اللبناني." وأوضح: "هناك جذور حضارية مشتركة بين إيران ولبنان، ولهذا السبب فإن تعاوننا مع الحكومة اللبنانية له تاريخ ونطاق واسع. نتشاور مع بعضنا البعض حول مختلف القضايا الإقليمية. لذلك، في هذه الظروف الخاصة، سنتحدث مع المسؤولين اللبنانيين".
وقال لاريجاني أيضا ردا على سؤال عما إذا كانت هذه الزيارات تحمل رسالة: "هناك رسائل سننقلها".
وأضاف: "مواقفنا في لبنان واضحة، ورأينا أن الوحدة الوطنية قضية مهمة يجب الحفاظ عليها. استقلال لبنان مهم لنا دائما. وتعد زيادة العلاقات التجارية بين البلدين قضية مهمة".