دعا الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن لحشد الدعم الدولى لتمكين مؤسسات دولة فلسطين من مواصلة مهماتها لدعم صمود الشعب على أرضه، وذلك يشمل إعادة إعمار قطاع غزة وتنفيذ القرارات بشأن دعم الموازنة الحكومية وتوفير شبكة الأمان المالية التى تم إقرارها فى القمم العربية السابقة، موضحاً خلال كلمته أمام القمة العربية الإسلامية المشتركة أمس بالرياض، أنه يجب توفير الموارد من أجل نهوض الاقتصاد الفلسطينى، ونأمل أن يكون ذلك فى أسرع وقت ممكن، وسنواصل برامج الإصلاح بمؤسساتنا، وجاهزون لانتخابات تشريعية ورئاسية عامة تشمل كل الوطن الفلسطينى بما فيه القدس.

وتساءل «أبومازن»: «إلى متى هذه الاستباحة والقتل وغياب العدالة بحق الشعب الفلسطينى؟»، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطينى ضحية لحرب الإبادة الجماعية، وسلطات الاحتلال ومن يساندها ويحميها تتحمل المسئولية كاملة عن قتل وذبح كل طفل وكل امرأة وكل فلسطينى فى هذه الحرب الظالمة، مؤكداً: «سنلاحق المحتلين فى المحافل الدولية وسنحاسبهم ونعاقبهم فى المحاكم الدولية»، متابعاً أن الولايات المتحدة لها التأثير الأكبر على إسرائيل وتتحمل المسئولية عن غياب الحل السياسى.

وطالب الرئيس الفلسطينى الولايات المتحدة الأمريكية بوقف العدوان الإسرائيلى والعمل على إنهاء الاحتلال لأراضينا وشعبنا ومقدساتنا: «نحن أمام لحظة تاريخية، وعلى الجميع تحمل مسئوليته من أجل إرساء قواعد السلام والأمن والاستقرار للجميع وحتى لا تتجدد دوامة العنف مرة أخرى»، مطالباً فى الوقت ذاته مجلس الأمن بتحمل مسئوليته لوقف العدوان الغاشم فوراً وتأمين إدخال المواد الطبية والغذائية والإغاثية وتوفير المياه والكهرباء والوقود للقطاع ومنع التهجير القسرى لأبناء القطاع والضفة الغربية، لأن هذا الأمر نرفضه قطعياً.

وأكد عدم قبوله للحلول العسكرية والأمنية بعد أن فسدت جميعها، مشيراً إلى أنهم سيواصلون صمودهم فى أرضهم: «يعتقدون أن قوتهم ستحميهم وترهبنا، ولكننا أصحاب الأرض والقدس والمقدسات، وعلَم فلسطين سيبقى عالياً يوحدنا، والاحتلال إلى زوال»، كما أن الشعب الفلسطينى يتعرض لأبشع عدوان وحشى، بل لحرب إبادة لا مثيل لها، على يد آلة الحرب الإسرائيلية الجبانة التى انتهكت الحرمات والقانون الدولى الإنسانى وتخطت كل الخطوط الحمراء فى قطاع غزة بقتل وذبح أكثر من 40 ألفاً من المدنيين الفلسطينيين غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ، علاوة على تدمير آلاف البيوت على رؤوس سكانها.

وتساءل: «هذا ما حدث خلال الشهر الأول، فكيف سيكون الوضع لو استمر العدوان لشهور؟ ماذا سيحدث فى قطاع غزة؟»، مشيراً إلى أن الضفة الغربية والقدس أيضاً تتعرضان لجرائم القتل والاعتداءات اليومية من الاحتلال الغاصب والمستوطنين الإرهابيين.

وأوضح «أبومازن» أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، ويجب أن يكون الحل السياسى شاملاً لكامل أرض فلسطين، بما يشمل الضفة والقدس وغزة، مواصلاً: «نرفض القرصنة الإسرائيلية على أموالنا، التى نرسلها شهرياً لقطاع غزة الذى لم نتخلّ عنه يوماً واحداً، وبلغ إجمالى الموازنة التى أنفقناها فى قطاع غزة منذ أحداث عام 2007 أكثر من 20 مليار دولار، وهذا واجبنا تجاه أبناء شعبنا لضمان تزويدهم بخدمات الصحة والتعليم والكهرباء، ورواتب الموظفين والضمان الاجتماعى».

وقال: «نطالب مجلس الأمن بإقرار حصول دولة فلسطين على عضويتها الكاملة، وعقد مؤتمر دولى للسلام وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطينى، وهذا ما طالبنا به على نحو متكرر، لكننا نُترك وحدنا أمام العدوان الإسرائيلى، ويجب اعتماد خطة لتنفيذ سياسى مستند للشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلى لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين، وفقاً للقرار الأممى 194، وذلك بضمانات دولية وجدول زمنى للتنفيذ، وهو الأمر الذى تعمل عليه دولة فلسطين، وتلتزم به منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطينى».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: قمة الرياض القمة العربية والإسلامية أحداث غزة دولة فلسطین قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

دولة أوروبية تطرد وزراء الاحتلال الإسرائيلي وتحظر دعمه عسكريا

 

أعلنت سلوفينيا، يوم الخميس، فرض حظر شامل على تصدير واستيراد وعبور الأسلحة والمعدات العسكرية من وإلى الاحتلال الإسرائيلي، في خطوة اعتُبرت الأولى من نوعها على مستوى الدول الأوروبية منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.

وجاء القرار بمبادرة من رئيس الوزراء روبرت غولوب، وصادقت عليه الحكومة خلال جلستها الأسبوعية. ووفق بيان رسمي صادر عن مكتب غولوب، فإن الحظر يشمل جميع أنواع الأسلحة والمعدات العسكرية، سواء كانت موجهة إلى الاحتلال الإسرائيلي أو واردة منه أو تمر عبر الأراضي السلوفينية.

رئيس الوزراء السلوفيني قال إن بلاده "هي أول دولة أوروبية تتخذ مثل هذا القرار"، مضيفًا أن سلوفينيا لم تصدر منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 أي تصاريح بتصدير السلاح نحو الاحتلال، على خلفية الجرائم المرتكبة في غزة.

ويأتي الحظر في ظل تصاعد الانتقادات الدولية إزاء الكارثة الإنسانية التي يشهدها القطاع، وفي وقت لم يتمكن فيه الاتحاد الأوروبي من اتخاذ موقف عملي ضد العدوان الإسرائيلي المستمر.

وسبق هذا القرار تحركات سلوفينية أخرى أثارت استياء الاحتلال الإسرائيلي، إذ أعلنت الحكومة في يوليو/تموز الماضي منع دخول وزيرَي المالية والأمن القومي في حكومة الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، ووصفت تصريحاتهما الداعية إلى "الإبادة والتحريض على العنف ضد الفلسطينيين" بأنها تمثل تهديدًا خطيرًا لحقوق الإنسان.

وكان البرلمان السلوفيني قد صادق في يونيو/حزيران الماضي على الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، في خطوة جاءت تماشياً مع مواقف مماثلة اتخذتها أيرلندا والنرويج وإسبانيا، تعبيرًا عن رفض القصف المتواصل على القطاع.

وفي السياق نفسه، استدعت وزارة الخارجية السلوفينية السفيرة الإسرائيلية المعينة حديثًا في ليوبليانا، روث كوهين دار، للاحتجاج على ما وصفته بـ"المأساة الإنسانية" الناجمة عن تجويع المدنيين ومنع دخول المساعدات.

ودعت الخارجية السلوفينية الاحتلال الإسرائيلي إلى "وقف فوري لسياسة القتل والتجويع بحق السكان في غزة"، مشددة على أن المساعدات يجب أن تُدخل بشكل عاجل ومنظّم تحت إشراف أممي مستقل.

وتتزامن هذه التطورات مع تصاعد الأصوات الدولية والأممية المطالِبة بإنهاء الحرب والحصار المفروضَين على قطاع غزة، لا سيما بعد تزايد أعداد الشهداء المدنيين الذين يُقتلون جوعًا في ما بات يُعرف بـ"مصائد الموت" عند نقاط توزيع المساعدات التي تُشرف عليها جهات مرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة.

وتشير آخر التقارير إلى أن عدوان الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أميركي مباشر، أسفر حتى الآن عن وقوع أكثر من 207 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين، في ظل مجاعة كارثية تفتك بالسكان في قطاع غزة المنكوب.
 


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

سيف الزعبي

قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.

الأحدثترند دولة أوروبية تطرد وزراء الاحتلال الإسرائيلي وتحظر دعمه عسكريا اتفاق سري بين واشنطن وتل أبيب..ما مصير غزة؟ طريقة تحضير مسحوق الهوجيتشا بديل الماتشا الجديد أدعية أول جمعة من الشهر الجديد كلمات حزينة عن أول جمعة بعد وفاة الأب Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • فلسطين تطالب بضغط دولي لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر
  • ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 60,430
  • دولة فلسطين المستقلة
  • عباس: نريد دولة فلسطين غير مسلحة بما في ذلك قطاع غزة
  • دولة أوروبية تطرد وزراء الاحتلال الإسرائيلي وتحظر دعمه عسكريا
  • سلوفينيا تعلن حظر استيراد وتصدير السلاح مع دولة الاحتلال الإسرائيلي
  • الرئيس السيسي يشيد بتوجه بريطانيا لـ الاعتراف بـ دولة فلسطين
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: المظاهرات أمام اسفارة مصر بتل أبيب أجندة خبيثة تخدم الاحتلال
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: مصر أدخلت أطنانا من المساعدات لغزة
  • الرئيس اللبناني: أطالب بوقف كافة الأعمال العدائية الإسرائيلية على أراضينا