نوصي الفتيات بضرورة أخذ لقاح الورم الحليمي في سن مبكرة

كشفت استشارية أمراض النساء والولادة والتخصص الدقيق في جراحة الأورام النسائية الدكتورة وفاء أجور أن اكثر من 95% من سرطانات عنق الرحم ترجع للإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) الشديد الخطورة. واوضحت ان فيروس الورم الحليمي البشري ينتقل عن طريق النشاط الجنسي او الاتصال الجلدي والملامسة المباشرة، ولكن هناك بعض سلالات فيروس الورم الحليمي البشري (القليلة الخطورة) تسبب ظهور الثآليل على الأعضاء التناسلية، وبعضها الآخر يمكن أن يسبب السرطانات (السلالات الشديدة الخطورة).

وبينت الدكتورة وفاء انه في معظم الأوقات، يستطيع الجسم اكتشاف فيروس الورم الحليمي البشري والتخلص منه وخاصة في سن مبكر، لكن إذا استقر الفيروس في الجسم لفترة طويلة، يمكن أن يسبب السرطان، لافتة الى ان الجهاز المناعي يتغلب عادة على عدوى فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، قبل أن تتطور إلى ثآليل (كتلة صغيرة على سطح الجلد). ولفتت إلى أهمية التوعية بشأن مرض سرطان عنق الرحم، والذي يحتل المركز الخامس من حيث الانتشار بين النساء، بعد سرطان الثدي وسرطان الرئة وسرطان القولون والمستقيم والمبايض، مشيرة إلى أن أكثر حالات سرطان عنق الرحم (أكثر من 95%) هي بسبب فيروس الورم الحليمي البشري. وأكدت الدكتورة وفاء في تصريح خاص لصحيفة الأيام ان التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري التساعي (وهو ضد 9 سلالات من هذا الفيروس) يساعد في الوقاية من الفيروسات المسببة لسرطان عنق الرحم لدى النساء وسرطان الأعضاء التناسلية لدى الرجال. وذكرت بأن وزارة الصحة قامت مشكورة بادراج لقاحات فيروس الورم الحليمي البشري ضمن خطة اللقاحات الوطنية في المملكة لما هن تحت سن الـ14 سنة. وحول وظيفة لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، بينت الدكتورة وفاء ان اللقاح المضاد لفيروس الورم الحليمي البشري يقي من الإصابة بالثآليل التناسلية ومعظم حالات سرطان عنق الرحم، وكذلك يقي من الإصابة بسرطان المهبل أو الفرج أو القضيب أو فتحة الشرج الناجمة عن عدوى فيروس الورم الحليمي البشري، كما أنه يقي من الإصابة بسرطانات الفم والحلق والرأس والعنق التي تحدث نتيجة التعرّض لفيروس الورم الحليمي البشري. وتابعت: «هذا اللقاح يوفر للجسم وسيلة آمنة لتعزيز وعي الجهاز المناعي ببعض سلالات فيروس الورم الحليمي البشري، ما يعني أنه سيسهل على الجسم التخلص من سلالات الفيروس هذه إذا أُصيب بها شخص ما لاحقًا». وذكرت بان التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري يمكن إعطاؤه للأشخاص من سن 9 أعوام الى 45، كما يمكن إعطاؤه بالتزامن مع اللقاحات الأخرى، مؤكدة ان التطعيم آمن وليس له اي مضاعفات تذكر، لافتة إلى أن العمر المثالي لهذا التطعيم هو المرحلة السابقة للنشاط الجنسي، لافتة إلى أنه يمكن تطعيم الأشخاص دون سن الخامسة عشرة بجرعتين تفصل بينهما فترة تتراوح بين 2 و6 أشهر، مشددة في ذات الوقت على أهمية أخذ اللقاح للوقاية من المرض، موضحة ان التطعيم متوفر في المراكز الصحية من عمر 9-14 سنة، وعلى الراغبين في أخذ هذا التطعيم من هم فوق هذه السن التوجه لأحد المراكز الطبية الخاصة لاخذه. وأشارت إلى أنه في حال الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، قد يصبح التطعيم باللقاح غير فعال؛ وذلك لأن الهدف من اللقاح هو الوقاية من الفيروس وليس لعلاج الفيروس، اي اذا كان الشخص يحمل الفيروس، فان اللقاح لا يساعد الجسم على التخلص منه. ولذلك تنصح السيدات الذين يشاهدون هذه الثواليل بضرورة متابعة طبيبة نسائية للكشف النسائي وكي جميع الثواليل الداخلية والخارجية بالليزر. وايضا الرجال عليهم متابعة الطبيب المختص بالامراض التناسلية وسرعة علاجها. وأضافت أن الأبحاث اكدت ان الفيروس له علاقة ببدء ممارسة النشاط الجنسي مبكرًا، وانه ينبغي إعطاء الأشخاص الذين يبدأون سلسلة التطعيمات بين سن الخامسة عشرة والسادسة والعشرين ثلاث جرعات من اللقاح (الجرعة الاولى وتتبعها الجرعة الثانية بعد شهرين والثالثة بعد 6 شهور من الجرعة الثانية. وحذرت من إهمال علاج فيروس الورم الحليمي البشري لأنه المسؤول عن أغلب حالات الإصابة بسرطان عنق الرحم، فيما نوهت بأن الوقاية منه ممكنة عن طريق استخدام اللقاح، مؤكدة ان التطعيم بلقاح فيروس الورم الحليمي البشري لا يمثل بديلاً عن اختبارات عنق الرحم. ويظل فحص سرطان عنق الرحم عن طريق اختبارات عنق الرحم بدايةً من سن 21 او بعد 3 سنوات من ممارسة العلاقة الجنسية جزءًا لا يتجزأ من الرعاية الصحية الوقائية.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية