فتاوى تشغل الأذهانحكم قول زمزم بعد الوضوء .. من العادات المستحسنة وليس بدعة
هل قراءة القرآن في السجود تبطل الصلاة؟ دار الإفتاء تجيبهل مشاهدة الآثار حرام باعتبارها أصنامًا؟ محمد سعد رمضان يرد
 

نشر موقع صدى البلد، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تهم كل مسلم في حياته اليومية، وتجيب على أبرز الأسئلة التي تشغل ذهنه، ونرصد أبرز هذه الفتاوى في فتاوى تشغل الأذهان.

في البداية، ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال عن حكم قول زمزم بعد الوضوء، ويقول السائل: ما حكم قول المسلم لأخيه "زمزم" بعد الوضوء؟ حيث يدَّعي البعض أنَّه لم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا من أصحابه، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها.

وأجابت دار الإفتاء، عن حكم قول زمزم بعد الوضوء، بأن ما اعتاده الناس في مصر وغيرها من دعاء المسلم لأخيه بعد الوضوء بقوله "زمزم" هو من العادات المستحسنة؛ لأنه دعاء بالوضوء أو الشرب أو الاغتسال من ماء زمزم المبارك.

وأوضحت دار الإفتاء، أن مراد الداعي بذلك هو الدعاء بأداء الحج أو العمرة اللذين يشتملان على الشرب من زمزم؛ من باب إطلاق اللازم وإرادة الملزوم، وإنما اختار الناس ماء زمزم في الدعاء دون غيره لبركته وفضله على سائر المياه؛ فهو من الدعاء المستحب شرعًا.

وأكدت دار الإفتاء، أن الدعاء عقب الوضوء مستحب، بالإضافة إلى ما اشتمل عليه من المعاني الجليلة، والمقاصد النبيلة؛ كدعاء المسلم لأخيه، وإدخال السرور على قلب المتوضئ، وإثارة لواعج الشوق إلى حرم الله وحرم نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وشحذ الهمم وبعث النوايا على أداء فريضة الحج والعمرة، ومناسبة ذلك لحال المتوضئ.

وأما القول بأن ذلك بدعةٌ فهو قول باطل؛ لمخالفته لعموم أدلة الشرع، وتضييقه على الناس من غير حجة.

وأوضحت، أنه قد بيَّن الشرع أنَّ هناك هيئاتٍ وأحوالًا وأمكنة وأزمنة يكون فيها الدعاء أقرب للقبول وأرجَى للإجابة، وأنها من نفحات الله تعالى على عباده؛ كهيئة السجود، ورفع اليدين، وكحال التلبس بالعبادات المختلفة، وعقب الانتهاء منها؛ من تطهر ووضوء، وصلاة وصوم، وزكاة وحج، ومن الأمكنة: كالبيت الحرام، والمسجد النبوي، والروضة الشريفة، والمسجد الأقصى، وطور سيناء، ومن الأزمنة: كشهر رمضان، والعشر الأُوَل من ذي الحجة، وليلة القدر، وثلث الليل الأخير، ونحو ذلك.

وورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول: هل قراءة القرآن في السجود تبطل الصلاة؟ ويقول صاحب السؤال: هل يجوز الدعاء بآية من القرآن الكريم في سجود الصلاة؟

وأجابت دار الإفتاء، عن سؤال: سائل يقول: هل يجوز الدعاء بآية من القرآن الكريم في سجود الصلاة؟ إنه من المقرر شرعًا أن الركوع والسجود محلان لتعظيم الرب سبحانه وتعالى بالتسبيح والذكر والدعاء، وأنهما ليسا محلًّا لقراءة القرآن؛ وعلى ذلك أجمع العلماء.

وذكرت أن الأصل في هذا الإجماع ما ثبت من النهي عنهما فيما أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه" من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: كشف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر رضي الله عنه، فقال: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ؛ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ، أَوْ تُرَى لَهُ، أَلَا وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا، فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ».

أما إن قصد المصلي -بقراءته بعض الآيات القرآنية التي جاء فيها الدعاء في ركوعه وسجوده- الدعاءَ والذكر والثناء على الله تعالى ولم يقصد تلاوة القرآن، فيجوز بلا كراهة؛ كدعاء المصلي في سجوده بنحو ما جاء في قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ [الفرقان: 74].

وقال الشيخ محمد سعد رمضان، الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف، إن التراث الإنساني من الوسائل الضرورية لمعرفة تاريخ وإنجازات العصور، لافتا إلى أن التراث أثر بشكل كبير على العلوم والصناعة والعمارة والفنون.

وأضاف محمد سعد رمضان أن الدين الإسلامي تعامل مع السياحة تعاملًا راقيًا؛ من باب التعارف وتبادل الثقافات والسير في الأرض، مثلًا بـ عدد كبير من العلماء الرحالة في الفقه والتفسير والشريعة، الذين ترحلوا لطلب العلم.

وشدد محمد سعد رمضان على ضرورة الحفاظ على مقدرات الدولة الأثرية، التي تعود للعصور المختلفة، معلقا: مشاهدة الآثار مشروع ولا يحرِّمه الدين، بل شجَّع عليه وأمر به، لما فيه من العبرة بتاريخ الأمم.

واختتم الشيخ محمد سعد رمضان  قائلا: النصوص الشرعية وردت بأنه يجور اتخاذ التماثيل إذا خلت عن هدف العبادة أو التقديس، وكان في اتخاذها منفعة ولو يسيرة، والحكم بالحرمة إنما هو خاص، ويكون إذا عزم صانعها على أن يضاهي بما يصنعه خلق الله تعالى، أو إذا اتُّخذت للعبادة ونحوها مما لا شك في حرمته.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فتاوى تشغل الأذهان الوضوء زمزم قراءة القران الصلاة دار الإفتاء صلى الله علیه وآله وسلم محمد سعد رمضان دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

هل الجهر بالنية قبل الصلاة حرام؟.. دار الإفتاء تكشف الضوابط والشروط

ورد إلى دار الإفتاء المصرية، مفاده: ما حكم الجهر بالنية عند بدء الصلاة، كأن يقول المصلي: "أصلي صلاة الصبح فرضًا لله تعالى، نويت، الله أكبر"؟

وقد أوضحت دار الإفتاء أن النية في أصلها هي قصد الشيء مقترنًا بفعله، وهي بذلك عمل قلبي لا يشترط فيه التلفظ باللسان. فلو نوى الإنسان في قلبه أداء الصلاة أو أي عبادة دون أن ينطق، فقد أجزأه ذلك، لأن النية محلها القلب.

مع ذلك، بيّنت دار الإفتاء أن التلفظ بالنية مستحب عند جمهور العلماء من الحنفية والشافعية والحنابلة، لأنه يعين القلب على الاستحضار والتركيز، كأن يقول المصلي بصوت منخفض: "نويت أن أصلي فرض الظهر".

 لكن يُشترط أن يكون هذا التلفظ سابقًا لتكبيرة الإحرام، بينما النية القلبية يجب أن تقارن تكبيرة الإحرام، باعتبارها أول أفعال الصلاة.

وأشارت الإفتاء إلى أن بعض العلماء، مثل ابن تيمية، رأوا أن التلفظ بالنية مكروه أو بدعة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُنقل عنه ولا عن الصحابة أنهم نطقوا بالنية قبل الصلاة، واعتبروا التلفظ بها في الحج حالة استثنائية وخاصة.

غير أن دار الإفتاء علقت على هذا الرأي بقولها إن ترك النبي لشيء لا يعني تحريمه، فالترك في ذاته ليس دليلًا على المنع، وما يشهد له أصل شرعي ولا يعارض القواعد العامة لا يعد بدعة.

هيئة كبار العلماء: صلاة الجمعة فريضة حتى لو صادفت يوم عيد الأضحىهل تجوز صلاة عيد الأضحى قضاء لمن فاتته؟.. الإفتاء توضح الحكمكيفية صلاة عيد الأضحى في البيت للمريض.. الإفتاء توضحهل يجوز سجود المرأة على حجابها في الصلاة؟.. أمين الإفتاء يوضح

 كما أن دعوى الخصوصية في الحج لا دليل عليها وتُعد على خلاف الأصل.

وفي حالة من لا يستطيع استحضار النية في قلبه إلا بالتلفظ، أكدت دار الإفتاء أن التلفظ هنا يُعد واجبًا، انطلاقًا من القاعدة الأصولية: "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب"، و"الوسائل لها أحكام المقاصد"، أي أن وسيلة الواجب تأخذ حكمه.

وشددت دار الإفتاء بالتأكيد على أن رفع الصوت بالنية غير جائز، إلا بقدر ما يسمع الإنسان نفسه فقط، لأن الجهر بها قد يسبب تشويشًا على المصلين الآخرين ويثير الاضطراب داخل جماعة الصلاة، وهو ما يجب تجنّبه.

طباعة شارك الجهر بالنية الصلاة دار الإفتاء تكبيرة الإحرام

مقالات مشابهة

  • شوبير يكشف كواليس انضمام محمد بن رمضان للأهلي
  • هل قول صدق الله العظيم بعد قراءة القرآن بدعة؟.. اعرف رأي الشرع
  • أنا رئيسها أغنية جديدة لـ محمد رمضان
  • هل الجهر بالنية قبل الصلاة حرام؟.. دار الإفتاء تكشف الضوابط والشروط
  • الزلزال في القرآن والسنة.. ماذا قال النبي عن الحكمة من وقوعها؟
  • وزير الأوقاف يشهد إحياء ذكرى الشيخ محمد رفعت في ساقية الصاوي
  • كيفية صلاة عيد الأضحى في البيت للمريض.. الإفتاء توضح
  • هل يجوز سجود المرأة على حجابها في الصلاة؟.. أمين الإفتاء يوضح
  • دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة للرزق وتيسير الحال.. ردده في السجود
  • ثبات نبي الله إبراهيم عليه السلام في مواجهة الطاغوت : قراءة في المحاضرة الثالثة للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ضمن سلسلة دروس القصص القرآني