كيف أصبح المستشفى عنوان الانتصار الصهيوني؟
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
كيف أصبح المستشفى عنوان "الانتصار" الصهيوني؟
احتلال "مركز القيادة" الوهمي للمقاومة لن يوقف الاشتباك ولن يوقف نزيف مدرعاته وسرعان ما سينكشف أنه كان مجرد وهم.
العدو الصهيوني ما زال لم يتمكن من عقلنة الحرب؛ وما زال محكوماً باندفاعاته النفسية ونوازع الثأر حتى اليوم دون أن يتمكن التدخل الأمريكي من ترشيده.
مع فشل ضرب الهيكل القيادي للمقاومة تكيّف جيش الاحتلال نفسياً بأن يخترع لنفسه هدفاً هو "مقر قيادة" مزعوم للمقاومة تحت مستشفى الشفاء.
اتخاذ المستشفيات أهدافاً هو أحط ممارسة عسكرية يمكن انتهاجها، وستقوض ما تبقى للصهيونية من دعم أو تعاطف وسيفتح النقاش من جديد حول حقها في الوجود.
يخوض الاحتلال حربه ضد المقاومة على أساس أن فارق القوة والإمكانات يمحو بالقوة المتجبرة إرادة التمسك بالحق، كما كانت النظرية القتالية لكل استعمار سابق ضد أصحاب الحق.
* * *
يخوض الاحتلال حربه ضد المقاومة على أساس أن فارق القوة والإمكانات يمحو بالقوة المتجبرة إرادة التمسك بالحق، كما كانت النظرية القتالية لكل استعمار سابق ضد أصحاب الحق.
تقوم هذه النظرية لدى الصهاينة في الأدبيات والممارسة على خمسة ركائز هي التفوق الاستخباري، وبناء حاجز دفاعي معقد، والمباغتة المتفوقة تكنولوجياً ونارياً، وتكرار الهجوم لمنع تراكم إمكانات المقاومة بتكتيك "جز العشب"، وفي حال تمكنت قوة من تجاوز كل ذلك والهجوم فلا بد من تدريب الجنود على ظروف حرب العصابات ليكونوا مستعدين للحرب مع المقاومة.
هجوم 7 أكتوبر ضرب ركائز النظرية الخمسة، وأصاب الذات الصهيونية المتضخمة في مقتل؛ فباتت تقاتل من دون نظرية حرب لكنها في الوقت عينه بحاجة ماسة لتحقيق النصر الثأري العظيم الذي يشفي جروح الغرور؛ ولعل هذه هي المعضلة المركزية التي يمكن من خلالها فهم السلوك الصهيوني في هذه الحرب.
الواضح مع الزمن، ومع الفشل في ضرب الهيكل القيادي للمقاومة باستخدام معلومات استخبارية؛ أن جيش الاحتلال تكيف نفسياً بأن يخترع لنفسه هدفاً هو "مقر قيادة" مزعوم للمقاومة تحت مستشفى الشفاء، وأن يروج له بشكل يؤسس لجعله هدف الحرب الذي يسمح تحقيقه باستعراض صورة نصرٍ موهوم.
هذا التكيف النفسي يؤكد أن العدو الصهيوني ما زال لم يتمكن من عقلنة الحرب؛ وما زال محكوماً باندفاعاته النفسية ونوازع الثأر حتى اليوم دون أن يتمكن التدخل الأمريكي من ترشيده.
لا يخفى أن مثل هذا السلوك ستكون عاقبته وخيمة؛ فاحتلال "مركز القيادة" الوهمي للمقاومة لن يوقف الاشتباك ولن يوقف نزيف مدرعاته، وسرعان ما سينكشف أنه كان مجرد وهم؛ علاوة على أن اتخاذ المستشفيات أهدافاً هو أحط ممارسة عسكرية يمكن انتهاجها، وستقوض ما تبقى للصهيونية من دعم أو تعاطف وسيفتح النقاش من جديد حول حقها في الوجود كفكرة إلغائية عدوانية تصادم الطبيعة الإنسانية.
*زياد أبحيص كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الاحتلال المقاومة صهيونية مستشفى الشفاء مركز القيادة ما زال
إقرأ أيضاً:
فصائل فلسطينية في ذكرى النكبة: لاتهجير جديد والمقاومة مستمرة حتى التحرير
في الذكرى السابعة والسبعين للنكبة، أكدت فصائل فلسطينية أنّ الشعب الفلسطيني يواجه نكبة متجددة في ظل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية، مشددةً على أنّ وحدة الشعب والمقاومة هي السبيل لإفشال مخططات التهجير والتصفية.
وقالت حركة “حماس”، في بيان، إنّ تلاحم الشعب الفلسطيني مع مقاومته أفشل كل مشاريع الاحتلال، مؤكدةً أنّه “لا نكبة جديدة ستُفرض، ولن يُكسر صمود غزة”.
وأضافت حماس أنّ “الاحتلال لا شرعية له على أي جزء من أرض فلسطين”، مشددةً على أنّ المقاومة “ستستمر حتى التحرير والعودة”.
ودعت الحركة إلى توحيد الصف الفلسطيني وتبني استراتيجية نضالية موحّدة، ورفضت محاولات تصفية وكالة “الأونروا” وشطب قضية اللاجئين، مشددةً على تمسكها بحق العودة ورفضها لأي مشاريع تطبيعية.
من جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي إنّ المجازر المستمرة في غزة والضفة تشكل “امتداداً لنكبة 1948″، مؤكدةً أنّ المقاومة “لم تنكسر، ولا تزال تلحق الخسائر بالاحتلال”، وشددت على أنّ “الشعب الفلسطيمي سيخرج من هذه المعركة أكثر قوة”.
وأضافت أنّ جرائم الاحتلال المتواصلة، بدعم غربي وأميركي، “ستعجّل في تفكك المشروع الصهيوني”، داعيةً إلى محاسبة قادة الاحتلال، ومثمّنةً الدعم الآتي من محور المقاومة، لاسيما من اليمن ولبنان وإيران.
أمّا الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فوصفت ما يجري في غزة بـ”نكبة أكثر دموية”، معتبرةً أنّ “الردّ على النكبة يكون ببناء جبهة مقاومة موحدة وإعادة بناء منظمة التحرير وفق قاعدة الشراكة والديمقراطية”.
وحذرت الجبهة من “مخططات تصفوية” على رأسها “اتفاقيات أبراهام” والمشاريع الأميركية في المنطقة، ودعت إلى تحرير القرار الوطني من قيود “أوسلو”، ووقف كل أشكال التنسيق الأمني.
وفي السياق نفسه، قال نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، علي فيصل، إنّ الذكرى الـ77 “يجب أن تواكبها صحوة ضمير دولية”، داعياً إلى وقف الحرب على غزة، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية بتمكين الشعب الفلسطيني من حقه في العودة والاستقلال.
وأكد فيصل أنّ الاحتلال المدعوم أميركياً فشل في فرض نكبة ثانية، مشيراً إلى ضرورة محاسبة قادة “إسرائيل” في المحاكم الدولية، داعياً إلى تعزيز التحركات الشعبية عالمياً لفرض وقف العدوان ودعم إعمار غزة.