في ظل اشتداد حدة العدوان الصهيوني على قطاع غزة واستمراره لأكثر من تسعة أشهر بلا توقف، تتصاعد الأسئلة حول مستقبل الإقليم، واتجاهات الصراع، وحدود قدرة الاحتلال على الاستمرار في حرب الإبادة المفتوحة،  لم يعد ما يجري في غزة شأناً محليًا أو فلسطينيًا بحتًا، بل تحوّل إلى بوصلة تحدد طبيعة النظام الإقليمي الجديد، وسط تصاعد ملحوظ في استهداف “إسرائيل” لدول محور المقاومة، وعلى رأسها إيران ولبنان وسوريا، في محاولة واضحة لتوسيع دائرة المواجهة، وتطويق نتائج فشلها المتراكم في القطاع المحاصر.

يمانيون / تحليل/ خاص

هذا التحليل يقدم قراءة للمتغيرات الإقليمية المتسارعة، من زاوية استراتيجية وأمنية، ويتناول الترابط الواضح بين استمرار العدوان على غزة، والضربات الصاروخية الإيرانية غير المسبوقة التي هزت نظرية الأمن الإسرائيلي، كما يرصد التحليل مظاهر التحول في ميزان الردع، وتكمن أهمية هذا التحليل في كونه يقدم إطارًا تفسيريًا شاملًا لفهم ما يحدث اليوم من تصعيد متبادل ليس بوصفه تطورات متفرقة، بل كجزء من تحول بنيوي في الصراع العربي–الصهيوني، حيث يتصدّع الردع الإسرائيلي، وتتكرّس معادلات جديدة في الرد والمواجهة على مستوى الإقليم.

العدوان الصهيوني على غزة… جريمة مستمرة ومعطيات متغيرة

رغم مرور أكثر من تسعة أشهر على بدء العدوان الصهيوني على غزة، لا تزال آلة الحرب الصهيونية تمعن في ارتكاب جرائم الإبادة بحق المدنيين، في مشهد وصفه مراقبون بأنه “تطهير عرقي ممنهج”. عشرات الآلاف من الشهداء، معظمهم من الأطفال والنساء، وتدمير شامل للبنية التحتية، يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تحل بغزة.

لكن هذه الجرائم لم تعد تجري في فراغ استراتيجي،  فإصرار المقاومة الفلسطينية، بقيادة حركة حماس وسرايا القدس، على الصمود والرد، عزز موقعها السياسي والإقليمي، وأربك حسابات الاحتلال الذي دخل في حرب استنزاف غير محسوبة التكاليف.

استهداف محور المقاومة.. محاولة بائسة لتطويق الخسائر

الكيان الصهيوني، وفي سياق محاولاته لتوسيع دائرة الصراع، صعّد من استهدافه لمحور المقاومة، في محاولة للضغط على بيئة المقاومة وداعميها الإقليميين، فقد نفذ هجمات متكررة على مواقع في سوريا، وتورط في عمليات اغتيال لقيادات بالحرس الثوري الإيراني داخل دمشق وبغداد، وقيادات حزب الله.

كما شملت الاعتداءات الصهيونية مناطق جنوب لبنان، ما رفع منسوب التوتر على الجبهة الشمالية، التي باتت قاب قوسين من الانفجار الكامل.

الضربات الإيرانية… معادلات ردع جديدة

في سابقة هي الأولى منذ عقود، نفذت إيران في أبريل الماضي هجومًا صاروخيًا وجويًا مباشرًا على أهداف عسكرية داخل الكيان الصهيوني، ردًا على العدوان الصهيوني واستهداف منشأتها النووية واغتيال العلماء والقادة ، المئات من الصواريخ المتطورة والطائرات المسيرة عبرت الأجواء، واستهدفت منظومات دفاعية ومطارات ومنشآت حساسة.

ورغم محاولة العدو الإسرائيلي وإعلامه تقليل حجم الخسائر، إلا أن تقارير استخباراتية غربية أشارت إلى إخفاقات كبيرة في أنظمة الدفاع، وخلل في القيادة الصهيونية، الأمر الذي عدّه مراقبون “هزيمة استراتيجية” للردع الصهيوني.

الرأي العام الإقليمي والدولي .. الكفة تنقلب

أدى استمرار جرائم العدو الإسرائيلي إلى تراجع التأييد الدولي للسياسات الصهيونية، حتى بين حلفائه التقليديين. موجات التعاطف مع غزة في الشارع الغربي، والاحتجاجات في الشوارع الأمريكية والأوروبية، بدأت تشكّل ورقة ضغط مهمة. في المقابل، اكتسبت المقاومة شرعية شعبية أوسع، باعتباره المدافع عن الكرامة العربية في مواجهة العدوان.

المنطقة أمام لحظة تاريخية فارقة

لم يعد الصراع الأبرز في الشرق الأوسط مجرد معركة بين “العدو الإسرائيلي” وفصائل المقاومة الفلسطينية،  بل أصبح صراعًا بين مشروعين ،  مشروع مقاومة يحظى بغطاء شعبي وإقليمي متصاعد، ومشروع احتلال بات يترنح تحت ضربات الميدان وسقوط أوراق الدعم الدولي ، المعادلات تتغير، وأي قراءة سطحية للمشهد الحالي لا تدرك أن ما بعد غزة ليس كما قبلها، وأن الشرق الأوسط بات على أعتاب مرحلة جديدة، عنوانها “الردع المتبادل” و”نهاية التفرد الصهيوني”.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العدوان الصهیونی على على غزة

إقرأ أيضاً:

السيد القائد: الإجرام الصهيوني الرهيب في غزة يستحق أن يوصف بأنه جريمة القرن

الثورة نت /..

ألقى السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، ليوم الخميس، كلمة عن مستجدات العدوان في غزة والذكرى الثانية لعملية طوفان الأقصى وإعلان الاتفاق على وقف العدوان على قطاع غزة. أوضح فيها أن العدوان الإسرائيلي ولعامين هو الأكثر دموية وإجراما وطغيانا في هذا العصر، بالرغم من أن العدو الإسرائيلي هو في حالة عدوان مستمر منذ بداية احتلاله لفلسطين وإلى اليوم، وأضاف: “عامان من الإبادة الجماعية بالقتل الجماعي بأفتك وسائل القتل من القنابل الأمريكية المدمرة والحارقة وغيرها لاستهداف المدنيين بشكل عام”.

وأوضح أن العدو الإسرائيلي استهدف الأطفال والنساء بالقتل المتعمد والاستهداف للمدنيين بشكل عام بكل وسائل القتل والإبادة، واستهدف المدنيين في غزة بالتجويع الشامل الذي وصل إلى درجة أن يكون حليب الأطفال على رأس قائمة الممنوعات، مضيفا أن العدو الإسرائيلي استهدف الشعب الفلسطيني في غزة بالتعطيش وهو مسار إجرامي في غاية الوحشية والعدوانية ضد الشعب الفلسطيني

وأوضح أن العدو الإسرائيلي دمر آبار المياه، و شبكة الصرف الصحي، وبات الحصول على الماء بشق الأنفس، كما استهدف العدو الإسرائيلي من كانوا يجلبون الماء لأسرهم وحتى الأطفال منهم يستهدفهم بالقتل وتحولت مسألة الحصول على شربة الماء في غزة إلى مسألة معقدة ومحفوفة بالمخاطر. مضيفا أن العدو الإسرائيلي قام بمنع الدواء وتدمير المستشفيات وقتل الكادر الطبي وجعل من أبرز أهداف عدوانه الاستهداف للمستشفيات فالعدو الإسرائيلي قام بعمليات عسكرية مركزة على المستشفيات وارتكب فيها أبشع الجرائم بما فيها استهداف الأطفال الرضع والخدج، كما استهدف العدو الإسرائيلي كل مقومات المجال الطبي بهدف إبادة الشعب الفلسطيني وحرمانه من أي رعاية طبية.

وبيّن أن العدو الإسرائيلي مارس التدمير الشامل لقطاع غزة في شماله، في وسطه، في جنوبه، في مدينة غزة وسعى العدو الإسرائيلي لإنهاء أحياء كاملة ومربعات سكنية كبيرة واستخدم لذلك الغارات والأحزمة النارية والعربات المفخخة وكل الوسائل وجلب العدو الإسرائيلي مقاوليه من الصهاينة ليكونوا عاملين في تدمير أحياء كاملة. مضيفا أن العدو الإسرائيلي استخدم التهجير القسري منذ اليوم الأول لعدوانه. وأضاف: “في جولة عامين كاملين من العدوان جعل العدو الإسرائيلي التهجير القسري هدفا من أهدافه العدوانية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، العدو الإسرائيلي منع لعامين أي حالة استقرار للشعب الفلسطيني ودفعهم للنزوح من منطقة إلى أخرى ومن مربع لآخر دون أي استقرار”.

ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي وبشراكة أمريكية قتل وجرح ما نسبته 11% من أهالي غزة في نطاق جغرافي محدود وهي أعلى نسبة في هذا العصر. وأكد أن الإجرام الصهيوني الرهيب في غزة يستحق أن يوصف بأنه جريمة العصر، وجريمة القرن. موضحا أن العدو الإسرائيلي استهدف المساجد في غزة، أكثر من 1000 مسجد وكذا المدارس بنسبة 95% وأوقف عملية التعليم والعدو الإسرائيلي استهدف حتى المقابر، أكثر من 40 مقبرة وسرق أكثر من 2000 جثمان، كما استهدف العدو الإسرائيلي الإعلاميين والعاملين في المجال الإنساني والدفاع المدني واستهدف الجميع في غزة بكل وحشية وإجرام لا مثيل له ومشاهد كل أصناف الجرائم للعدو في غزة كانت شاهدا على بشاعة إجرام العدو كإرسال الكلاب على المسنين والمرضى.

وشدد على أن العدو الإسرائيلي مارس التعذيب ضد المختطفين والأسرى وأدى في كثير من الحالات إلى الاستشهاد. مؤكدا أن الجرائم والاعتداءات والانتهاكات التي ارتكبها العدو الإسرائيلي هي جرائم بالإجماع البشري وبالاعتبارات الشرعية والقانونية

مقالات مشابهة

  • اليمن على صفيح ساخن: تحركات حوثية غامضة تُنذر بتصعيد جديد في تعزيزات عسكرية وتجنيد آلاف المقاتلين
  • ناشط مغربي: اتفاق غزة ثمرة صمود المقاومة والجبهة اليمنية التي أربكت العدو الصهيوني
  • من «طوفان الأقصى» إلى «خريف طهران».. تفكك محور المقاومة الإيراني
  • قيادي في حركة “الجهاد”:المقاومة انتصرت العدو الصهيوني فشل في تحقيق أهدافه
  • تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 10 أكتوبر
  • الفرح: موقف اليمن ثابت إلى جانب المجاهدين الفلسطينيين ضد العدوان الصهيوني
  • القسام تكشف عن محاولة أسر جندي صهيوني وتفاصيل الإغارة على موقع عسكري في نتساريم
  • القسام تعلن عن محاولة أسر جندي للاحتلال في محور نيتساريم
  • حقائق تكشف لأول مرة بشأن حرب الإبادة الصهيونية في غزة (تفاصيل)
  • السيد القائد: الإجرام الصهيوني الرهيب في غزة يستحق أن يوصف بأنه جريمة القرن