هل بريغوجين قائد جماعة “فاغنر” في بيلاروسيا ام في سانت بطرسبرغ.. أفيدنا يا رئيس لوكاشينكو.. ولماذا تتناقض الروايات؟ وما هي الاحتمالات الثلاثة وأيهما الأكثر ترجيحا؟ وماذا يعني اقتحام قصر “قائد التمرد” وفضح محتوياته؟ وهل تمت “ت
تاريخ النشر: 6th, July 2023 GMT
عبد الباري عطوان بعد مرور أسبوعين تقريبا من إنفجار أزمة تمرد جماعة “فاغنر” بزعامة رئيسها يفغيني بريغوجين “مُجند” المرتزقة وأصحاب السوابق الجنائية، والمدمن للذهب ومناجمه خاصة في افريقيا، يبدو ان الرئيس فلاديمير بوتين قد تجاوز الازمة المترتبة على هذا التمرد “تقريبا”، ولكن هناك مجموعة من “الالغاز” ما زالت تبحث عن من يفكك طلاسمها، خاصة عما اذا كان بريغوجين حيا او ميتا، واذا كان حيا، فهل يتواجد خلف القضبان ام انه حرا طليقا، وما هو مصير تنظيمه المكون من 25 الف مقاتلا، والمليارات التي استولى عليها من جراء انشطته “الميليشياوية” الاجرامية داخل روسيا او خارجها، وما هو مصيرها، أي الأموال، واطنان الذهب هذه، ومن الذي استولى عليها.
*** يصعب علينا، وربما الكثيرين غيرنا، من المتابعين لهذا الملف، اخذ تصريحات الرئيس لوكاشينكو على محل الجد، فهو الذي خرج علينا في اليوم الثاني من التمرد بتصريحات اكد فيها انه تدخل شخصيا لدى الرئيس بوتين، واقنعه بعدم “تصفية” بريغوجين، واعرب عن استعداده بإستضافته وبعض اتباعه في بلاده حقنا للدماء وان الرئيس بوتين وافق على هذا الاقتراح، وبعد بضعة أيام اكد لوكاشينكو بعظمة لسانه ان قائد مجموعة “فاغنر” وصل الى العاصمة البيلاروسية، ووجوده وقواته لا يشكل أي خطر على الدولة المضيفة. والأكثر غرابة ان هذه التصريحات المتضاربة تزامنت مع أنباء موثقة عن اقتحام قوات الامن الروسية “قصر” بريغوجين في سانت بطرسبرغ (مسقط رأس بوتين) وعثرت بداخله على سبائك ذهبية، ورزم بملايين الدولارات، وتحف فنية وجوازات السفر المزورة، وصور غريبة ومتعددة لقائد “فاغنر” يظهر فيها متنكرا بعدة اشكال، وخزانه ضخمة من الشعر المستعار بأشكال والوان مختلفة، وصور لرؤوس مقطوعة ربما لبعض خصومه. السؤال المحير الذي يجعلنا نشك برواية الرئيس البيلاروسي، كيف يعيش زعيم “فاغنر” حرا طليقا في سانت بطرسبرغ، بينما تقتحم قوات الامن الروسية قصره، وتكشف اسراره، على الملأ في توثيق مصور مدعما بمئات الصور الحية الثابتة؟ هناك عدة احتمالات يمكن استخلاصها من كل ما سبق: الأول: ان تكون هذه الازمة “حيلة” استخبارية مفتعلة حاكت فصولها المخابرات الروسية لاستخدامها كذريعة لاجتثاث هذه الجماعة، التي اعترف الرئيس بوتين بتمويلها، لتجاوزها، ورئيسها، كل الخطوط الحمراء داخليا وخارجيا، خاصة تهجمه على القيادة العسكرية والتشكيك بقدراتها. الثاني: ان يكون بريغوجين على إتصال فعلي بالمخابرات الامريكية، وكان يخطط فعلا لإنقلاب عسكري يطيح بالرئيس بوتين ونظامه، وجند مجموعة من الضباط على رأسهم الجنرال سيرغي سوروفيكين القائد الأول للحملة العسكرية على أوكرانيا، ونائب رئيس هيئة الأركان الذين قالت معلومات انه كان عضوا في مجموعة “فاغنر”، وهناك اعتقاد سائد بإعتقاله او حتى إعدامه، وما يعزز هذه الرواية قيام وليم بارنز قائد المخابرات المركزية الامريكية بزيارة سرية الى كييف قبل أيام من “الانقلاب” وكان على معرفة بتفاصيله، حسب تقرير لمحطة “سي ان ان”. الثالث: لعب الرئيس بوتين وصديقه وحليفه لوكاشينكو على عامل كسب الوقت، بالإيحاء بتجنب سفك الدماء، ونفي بريغوجين الى منسك، لإمتصاص الازمة، وتجنب إثارة أنصاره داخل المجموعة او في الجيش، وربما جرت تصفيته، أي بريغوجين، منذ اللحظة الأولى التي احتلت قواته المقر العام للجيش في بلدة روستوف الجنوبية، وتقدمها نحو موسكو. *** نرجح الاحتمال الأخير، أي اقدام بوتين ابن المخابرات السوفيتية الشرسة KGB، على تصفية زعيم مجموعة “فاغنر” لان العفو والتسامح ليس من عقيدة هذا الجهاز الأمني، ولا خريجه الرئيس بوتين الذي يتسم بالشجاعة والاقدام، وما يؤكد هذا الاحتمال، اننا لم نر أي صورة لبريغوجين حيا طليقا، سواء في منسك التي من المفترض انه لجأ اليها بناء على مبادرة لوكاشينكو، او في سانت بطرسبرغ التي قال الأخير انه يتواجد فيها حاليا، او حتى خلف القضبان. ربما تكون فقاعة “فاغنر” قد انفجرت، ولكن اسرارها ما زالت “تحت البلاطة” وانعكاساتها على روسيا والرئيس بوتين وانفجارها اثناء الهجوم الاوكراني المضاد، والدور الأمريكي المحتمل فيها خلقت “نكسة” مؤقتة للقيادة الروسية، وقد لا تتبدد انعكاساتها بسرعة. وجود سيرغي شويغو وزير الدفاع وذراعه الأيمن رئيس هيئة اركان الجيش الروسي على رأس عملهما حتى الآن، واختفاء “الخائن” الجنرال سوروفيكين، كلها مؤشرات توحي بأن دار “أبو علي بوتين” ما زالت على حالها، حتى الآن، وربما خرجت من الازمة أكثر قوة.. والله اعلم.
المصدر: رأي اليوم
كلمات دلالية: الرئیس بوتین
إقرأ أيضاً:
نائب بولندي ينتقد موقف بلاده من جريمة الابادة التي ترتكبها “إسرائيل” في غزة
الثورة نت/وكالات انتقد رئيس لجنة الصداقة البرلمانية مع الشعب الفلسطيني النائب في البرلمان البولندي، ،ماتشي كونيتشني، موقف بلاده من جرائم الإبادة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة . وقال كونيتشني خلال جلسة برلمانية الجمعة : “إن دولا عديدة بدأت تطالب بفرض عقوبات على “إسرائيل”، حيث أن رئيس الوزراء الإسباني دعا إلى تعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي و”إسرائيل” ، لافتا الى أنه “في المقابل، يعرب نائب رئيس الوزراء البولندي، وزير الخارجية ،رادوسواف شيكورسكي، عند حدود “القلق” فحسب، كما يوقّع وزير الدفاع البولندي، نائب رئيس الوزراء فواديسواف كوشنياك-كاميش، اتفاقيات عسكرية جديدة مع “إسرائيل””. وأضاف كونيتشني أمام البرلمان قائلا :” نائب رئيس الوزراء، في عهد حكومتكم تخفي بولندا عار التعاون مع نظام إجرامي، ولا تتحرك إزاء جريمة الإبادة المستمرة، وما يُعدّ واجبًا تجاه روسيا، يجب أن يكون كذلك تجاه “إسرائيل””. وأكد النائب البولندي ، أن :” “إسرائيل” تواصل حرب الإبادة التي ترتكبها في قطاع غزة أمام أعين العالم، وتتعمّد تجويع الفلسطينيين، في وقت تقف فيه مئات الشاحنات المحمّلة بالمواد الغذائية على الحدود دون السماح بدخولها”. وأضاف :” أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يطلق النار على الجائعين المتجمّعين أمام مراكز توزيع الغذاء. (يُقتلون، ويُجَوَّعون، ويُصابون، وسط صمت العالم) حيث ان مئات الآلاف من الأطفال الجرحى والجائعين ينتظرون الغذاء والأمان، بينما نحن نراقب ونتابع جرائم غير مسبوقة يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي” . وأكد كونتشني أن الحقائق والوقائع لا يمكن إنكارها” متسائلا : أين هي العقوبات على “إسرائيل”؟ ومتى ستبدأ بولندا بملاحقة مجرمي الحرب؟.