(53) عامًا من العزَّة والمَجد والإباء عاشها وما زال يعيشها الشَّعب العُماني الوفي منذ أن أشرقَتْ شمسُ النَّهضة المباركة لِتنشرَ أشعَّة التنمية والتقدُّم الذهبيَّة في كُلِّ رُكنٍ من أركان الوطن الغالي فيعمَّ التطوُّر ويعلوَ البناء.. وتنطلقُ البلاد في دروب الحضارة والازدهار والرُّقي والرَّخاء، وتحجزَ لها مكانًا في مصافِّ الدوَل المتقدِّمة بشهادة المحافل الدوليَّة.
إنَّ ذكرى العيد الوطني مناسبة غالية على قَلْبِ كُلِّ عُماني ومحفورة في وجدانه.. فهو بالنسبة له عيد بمعنى الكلمة.. تطغى فيه مشاعر الفخر ويتجدَّد فيه العزم لمواصلة مَسيرة التنمية والبناء والتحديث وفق استراتيجيَّة مرسومة بعناية ترسم المستقبل المُشرِق وتُحقِّق الاستقرار والأمان والرَّخاء والازدهار والرفاهيَّة. لا شكَّ أنَّ ما تمَّ تحقيقه من إنجازات جبَّارة خلال هذه الفترة القصيرة من الزمن ـ إذا ما قيست بعمر الدوَل ـ لهُوَ خير دليل على الرؤية الثاقبة والفِكر المستنير والبصيرة النَّافذة لقائد البلاد وعقلها المُدبِّر.. فبفضل الله تعالى وتوجيهات جلالته السَّديدة وسواعد الأبناء المخلِصين، شهدت البلاد تطوُّرًا ونُموًّا في جميع المجالات وفي كافَّة رُبوع البلاد أكثر ممَّا حلمنا به جميعًا منذ عدَّة سنوات.. فتحوَّلت سلطنة عُمان إلى دَولة عصريَّة بكافَّة مفرداتها وصار الحلم حقيقةً، وتحقَّقت طموحات المواطن العُماني وطالت النَّهضة كافَّة المجالات التعليميَّة والصحيَّة والاقتصاديَّة والسِّياسيَّة والسِّياحيَّة والثقافيَّة والصناعيَّة وغيرها.. فقَدْ أخذ حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ منذ أن تولَّى مقاليد الحُكم في البلاد على عاتقه مُهمَّة الارتقاء بالمُجتمع العُماني.. ساعده في ذلك القلوب المخلِصة والسَّواعد الفتيَّة الَّتي بَذلت الغالي والنَّفيس في سبيل تنفيذ طموحات وخطط جلالته، وحرصت على تحقيق الرَّخاء للشَّعب الوفي. إنَّ الشَّعب العُماني ينتظر مناسبة العيد الوطني المَجيد كُلَّ عام على أحرِّ من الجمر كَيْ يجدِّدَ لقائد البلاد المُفدَّى الولاء والعهد بمواصلة البناء والتعمير، فيرسمَ لوحة وفاء تجسِّد العلاقة الوطيدة بَيْنَ القائد وشَعبه.. فجلالته ـ أبقاه الله ـ يستشعر دائمًا هموم المواطن، ويعمل على علاجها أوَّلًا بأوَّل لأنَّ جلالته يَعدُّ أنَّ الإنسان هو أغلى ثروات الوطن وغاية التنمية لا وسيلتها فتوجَّهت آليَّات ووسائل ومبادئ النَّهضة وأهدافها صوب تحقيق الأمن والرَّخاء والرفاهيَّة للمواطن. إنَّ كُلَّ عُماني يفتخر بما تحقَّق على أرض الوطن الغالي من إنجازات كُتبت بمدادٍ من نُور في سجلَّات التاريخ.. فما تَحقَّق خلال الثلاثة وخمسين عامًا الماضية من تنمية شاملة إنَّما جاء ثمرة تكاتف العزائم قيادةً وحكومةً وشَعبًا.. فجلالة القائد لَمْ يدَّخرْ جهدًا في تهيئة كُلِّ ما من شأنه حشد طاقات الوطن في كُلِّ المجالات فقام باستجماع القوى الوطنيَّة، وعمل على ترسيخ وحدتها وتماسكها، كما منح المواطن العُماني ثقةً عميقة في قدراته، ووفَّر أمامه كُلَّ السُّبل لِيقومَ بِدَوْره على أكمل وجْهٍ نَحْوَ وطنه. لا شكَّ أنَّ احتفال سلطنة عُمان بهذه الذكرى الغالية على قلوبنا جميعًا يُمثِّل انطلاقةً حقيقيَّة للحاضر والمستقبل، خصوصًا أنَّ ما تَحقَّق خلال سنوات النَّهضة المباركة لَهُوَ إنجاز يشهد به التاريخ ولَمْ تكُنْ هذه الإنجازات لِتظهرَ على أرض الواقع لولا الجهد الكبير والعطاء المتواصل لكُلِّ مَنْ يعيش على هذه الأرض الطيِّبة. إنَّ عُماننا تتطوَّر بهدوء وثقة، وذلك بفضل فِكْر حضرة صاحب الجلالة المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ الَّذي أثبت أنَّ الاستقرار عماد أساسي لبناء دَولة حديثة ونهضة مستديمة، وأنَّ التغيير المتدرِّج والسَّلِس خير ضمان للاستمراريَّة وأفضل داعم للتنمية.. ولقَدْ تمكَّن العُمانيون بفضل التَّوجيهات السَّديدة والسِّياسة الحكيمة لجلالة السُّلطان المُعظَّم من الإمساك بمفاتيح التنمية الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة مُسخِّرين كُلَّ جهودهم وطاقاتهم في خدمة السَّلطنة وتغيير بوصلتها نَحْوَ مسار التطوُّر والتحديث مع تجنيبها كُلَّ المُعوِّقات والهزَّات الطارئة بالسَّير على خطط تنمويَّة مدروسة ورغبة حقيقيَّة في اللحاق بركب الدوَل الصَّاعدة. ولعلَّ تجاوز السَّلطنة لكُلِّ الأزمات العالميَّة الَّتي مرَّت بها، خصوصًا في السَّنوات الأخيرة، وعدم تأثُّرها بها لدرجة كبيرة هو خير دليل على الفِكْر السَّديد الَّذي تنتهجه البلاد في قيادة اقتصادها نَحْوَ الاستقرار والرَّخاء.. فهذه النَّهضة الاقتصاديَّة جعلت سلطنة عُمان تتبوَّأ مرتبةً متقدِّمة في محيطها الإقليمي، وهذا ما شهدت به العديد من الدراسات والإحصاءات الدوليَّة والإقليميَّة. إنَّ سنوات النَّهضة الثلاث والخمسين شهدت اهتمامًا كبيرًا بكُلِّ ما يُحقِّق الاستقرار والرفاهيَّة للمواطن العُماني من تعليم وصحَّة ورعاية اجتماعيَّة واقتصاديَّة، وتوفير بنى تحتيَّة تُحقِّق له التنمية المستدامة، سواء على المستوى الشخصي أو العامِّ في مناخ من العدل والديمقراطيَّة والمساواة.. فثمرات النَّهضة متمثلة في كُلِّ شبرٍ من البلاد. أمَّا عن إنجاز سلطنة عُمان على الصعيد الخارجي فإنَّ نجاحها لا يقلُّ عن نجاحها على الصعيد الداخلي.. فالسَّلطنة كانت دائمًا وما زالت خير نموذج في مدِّ يَدِ الصَّداقة للدوَل الشَّقيقة والصَّديقة وكُلِّ مَنْ يدعو إلى السَّلام، واتَّسمت علاقاتها بدوَل العالَم بالحكمة وبُعد النظر من أجْلِ تحقيق الأمن والاستقرار للشَّعب الوفي وكُلِّ شعوب المنطقة، بل والعالَم أجمع، فحرصت على تحقيق التكامل مع شقيقاتها دوَل مجلس التعاون لدوَل الخليج العربيَّة في مختلف المجالات، كما أدَّت دَوْرًا بارزًا في دعم القضايا العربيَّة المُلتهبة وفقًا للقرارات الدوليَّة الشرعيَّة وآخرها القضيَّة الفلسطينيَّة المزمنة الَّتي أكَّدت فيها باستمرار على موقفها الثابت منذ بداية القضيَّة بالتأكيد على حقِّ الشَّعب الفلسطيني في إقامة دَولته المستقلَّة السلميَّة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقيَّة، وحرصت دائمًا على تقديم المساعدات الإنسانيَّة والتنمويَّة له، ودعمت بشدَّة جهود السَّلام.. ولعلَّ إعلان السَّلطنة إلغاء كافَّة الاحتفالات الرسميَّة بمناسبة العيد الوطني تضامنًا وحزنًا على ما يتعرَّض له الأشقَّاء في غزَّة من مجازر وحشيَّة أكبر دليل على دعمها للشَّعب الشَّقيق ورفضها القاطع لِمَا يواجهه من حرب إبادة. لقَدْ نجحت سلطنة عُمان في الوصول إلى غاياتها المرتجاة بسرعة ملحوظة وفي زمن قياسي؛ لأنَّها لَمْ ترفعْ يومًا الشِّعارات الزَّائفة، بل سَعَتْ وراء العمل والإنتاج وبناء الوطن بجدٍّ وإخلاصٍ، فحصدت الحياة الآمنة المطمئنَّة والرُّقي والتطوُّر ورسمت صورة مُشرِّفة بمعنى الكلمة للفِكر الاستراتيجي السَّديد. إنَّنا بهذه الذكرى الغالية على قلوبنا جميعًا نُجدِّد العهد ونُقدِّم أسمى آيات الولاء للقائد المُفدَّى ونرفع أكفَّ الدُّعاء لله ـ عزَّ وجلَّ ـ أن تبقى راية عُمان في عهده الميمون مرفوعةً خفَّاقة ترفل بثوب العزِّ والإباء.
ناصر بن سالم اليحمدي
كاتب عماني
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية:
الع مانی
ع مانی
جمیع ا
ة والس
إقرأ أيضاً:
سليمان البوسعيدي رئيسا للاتحاد العُماني لكرة القدم للفترة 2025 - 2029
انتخبت الجمعية العمومية غير العادية للاتحاد العُماني لكرة القدم السّيد سليمان بن حمود البوسعيدي رئيسًا للاتحاد للدورة الانتخابية 2025 - 2029، وذلك في الانتخابات التي أقيمت صباح اليوم بفندق معاني بالسيب، وحصل البوسعيدي على 30 صوتا من أصل 43 ناخبا، مقابل 13 صوتا لمنافسه الدكتور جاسم بن محمد الشكيلي، أما في انتخابات نائب الرئيس فقد حصل قتيبة الغيلاني على 22 صوتا مقابل 12 صوتا لنصر بن حمود الوهيبي و9 أصوات للسيد مسلم بن سالم البوسعيدي، وفي انتخابات المقعد النسائي فقد فازت بالمقعد هاجر بنت خميس المزينية بحصولها على 25 صوتا مقابل 18 صوتا لمنافستها فاطمة الفزارية، وفي منصب عضوية مجلس الإدارة فقد فاز بالمقاعد الثلاثة كل من عبدالله بن سالم الشنفري وعبدالله بن علي الراشدي وعلي بن أحمد الكثيري، من أصل 11 مترشحا لهذا المنصب.
ويتكون مجلس إدارة الاتحاد العُماني لكرة القدم للدورة الانتخابية 2025 - 2029، من السّيد سليمان بن حمود البوسعيدي رئيسا، والمهندس قتيبة بن سعيد الغيلاني نائبا، وفي المقعد النسائي الإلزامي هاجر بنت خميس المزينية، وعضوية كل من عبدالله بن سالم الشنفري وعبدالله بن علي الراشدي وعلي بن أحمد الكثيري، وعن مقعد اللاعبين تم انتخاب محمد بن خميس العريمي.
خبرات إدارية ورياضية تراكمية
ويملك المجلس الجديد للاتحاد العُماني لكرة القدم خبرات تراكمية مهمة ومميزة في العديد من المجالات، حيث إن الرئيس الجديد للاتحاد العُماني لكرة القدم السّيد سليمان بن حمود البوسعيدي، كان نائبًا لرئيس الاتحاد العُماني لكرة القدم عام 2007، وتَرَأس نادي الشباب لفترتين، وكان رئيسًا لبعثة المنتخب الوطني في نهائيات كأس آسيا بتايلاند، ونائبًا لرئيس البعثة في دورة كأس الخليج 2007 بأبوظبي، ورئيس فريق إعداد النظام الأساسي للاتحاد العُماني لكرة القدم 2007، ورئيس لجنة استثمار أموال الأندية، كما يملك خبرة إدارية، فهو حاصل على درجة البكالوريوس في المحاسبة من جامعة القاهرة، وشغل العديد من المناصب القيادية.
أما نائب الرئيس المهندس قتيبة بن سعيد الغيلاني، فقد سبق له أن شغل منصب عضو مجلس إدارة نادي العروبة لدورتين، وتَرَأس لجنة المسابقات بالاتحاد العُماني لكرة القدم، وعضو لجنة المسابقات بالاتحاد الخليجي، وحضر العديد من المؤتمرات الدولية والآسيوية ممثلًا عن الاتحاد العُماني لكرة القدم.
بينما الفائزة بمنصب المقعد النسائي هاجر بنت خميس المزينية، فتملك شهادة بكالوريوس في إدارة الأعمال وتقنية المعلومات من كلية الشرق الأوسط، وشغلت رئاسة قسم كرة القدم النسائية في الاتحاد العُماني لكرة القدم خلال الفترة من 2018 إلى 2020، ورئاسة قسم التنسيق والمتابعة بالأمانة العامة للاتحاد العُماني لكرة القدم من 2021 إلى 2023، وحاصلة على شهادة مدرب كرة قدم للناشئين والصالات، كما أنها مؤسسة فريق نادي الاتفاق النسائي في 2015، ولاعبة بالفريق.
أما الفائزون الثلاثة بعضوية مجلس الإدارة فلديهم سجل حافل من الخبرات في العمل الإداري والرياضي، حيث يشغل عبدالله بن سالم الشنفري، حاليًا منصب أمين السر بنادي النصر، وحاصل على شهادة البكالوريوس في علم الاجتماع من جامعة العلوم والتكنولوجيا بالجمهورية اليمنية، ويملك الشنفري خبرة رياضية من خلال تقلده العديد من المناصب في نادي النصر حتى وصل إلى منصب أمانة السر، وكذلك خبرة إدارية في مجال عمله، أما عبدالله بن علي الراشدي، فهو خريج تربية رياضية عام 1995، وحكم دولي سابق، ورئيس المركز الرياضي بإزكي سابقًا، ومقيم للحكام من 2016، ومحاضر ومقيم لكرة القدم الشاطئية، من جهته يملك علي بن أحمد الكثيري، خبرة إدارية في مجال عمله وهو حاصل على البكالوريوس في تكنولوجيا المعلومات، بينما الفائز بمقعد الرياضيين محمد بن خميس العريمي هو لاعب لناديي صور والعروبة، ومثّل المنتخب الوطني من 1993 إلى 2005، وشارك في (3 بطولات لكأس الخليج 12 و13 و14، وبطولة الصداقة الدولية، وبطولة الاستقلال، وأولمبياد طوكيو، وأولمبياد هيروشيما)، واتجه للتدريب بعد اعتزاله عام 2007، وشغل مساعد مدرب المنتخب الأولمبي لمدة تقارب 5 سنوات حتى عام 2018.