على عجلة إسعاف.. نقل مصاب بحالة حرجة من شمال لجنوب غزة خشية القصف
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
فوق سريره الطبي ومغطى ببطانيته السميكة، بينما ضمدت رأسه بشاش أبيض سميك تغطيه الدماء، نزح الشاب إسماعيل أبو هيف، إلى جنوب قطاع غزة، إذ تم نقله بأعجوبة من داخل العناية المركزة في مستشفى الشفاء شمال قطاع غزة، إلى مدينة خان يونس حيث المكان الآمن المزعوم الذي أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي المواطنين الفلسطينيين بالتوجه إليه.
مخاطرة كبيرة قام بها عدد من أقارب وأصدقاء الشاب الثلاثيني المصاب في أحد الاستهدافات التي شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على المنازل في وسط غزة، ليرقد «أبو هيف» داخل العناية المركزة في مستشفى الشفاء لمدة أسبوعين قبل أن يتسبب القصف الإسرائيلي العنيف والكثيف في محيط المجمع الطبي إلى تدمير أجزاء من غرف العناية المركزة، قبل أن تستهدف المدفعية الثقيلة مبنى العيادات الخارجية وقسم الولادة والأطفال، ليهرع جميع المرضى إلى الشوارع، ليضطر ذوو الشاب لسحبه إلى الجزء الخلفي من المستشفى قبل أن يسيروا به في الطرقات وفوق الركام بينما يرقد فوق سريره فاقداً للوعي، ويقول عاطف أبوهيف، 35 عاما، أحد أقاربه ومرافقيه، لـ«الوطن»: «حامد ابن عمي وتصاوب في رأسه وعنده كسر في الجمجمة ونزيف في المخ وأجرى عملية جراحية والأطباء قالوا انه محتاج عمليتين تانيين».
وتابع: «اضطرينا نطلعه بهذا الشكل لأن المستشفى ما صارت آمنة والاحتلال بيستهدفها كل دقيقة»، لافتاً إلى أنّ الكلاب كانت قد دخلت إلى ساحة المستشفى ونهشت جثث الشهداء: «هذا المشهد خلينا أصرينا ناخد حامد بأي طريقة وبأي ثمن، وقررنا مش هنتركه أبداً في هذه الحالة».
وحول رحلة النزوح فيقول «عاطف» إن الأمر كان بمثابة درب من التهلكة، وتم على 3 مراحل: «في البداية فكينا عنه المحاليل الطبية وبعدين نزلنا السرير على السلم وبعدها استعنا بـ7 أفراد لنقله إلى خارج المستشفى وسط شظايا الصواريخ»، ليتم عقب ذلك سحبه لمسافة 10 كيلو: «كنا نتخبى في المنازل المدمرة عشان طائرات الاستطلاع ما تكشفنا»، وما إن حل الصباح حتى استطاع أصدقاؤه العثور على سيارة لنقله: «ربطنا السرير الطبي في شنطة السيارة وصارت تسحبه»، لافتاً إلى أنّ جنود الاحتلال الذين يراقبون حركة النازحين قاموا بتفتيش الشاب الثلاثيني قبل أن تسمح لهم بمواصلة السير نحو الجنوب.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: غزة قطاع غزة مستشفى الشفاء النزوح شمال غزة جنوب غزة قبل أن
إقرأ أيضاً:
غزة.. 136 قتيلا جراء القصف الإسرائيلي على مناطق بالقطاع
شهدت مناطق شمال غرب مدينة غزة فجر اليوم الجمعة، قصفاً مدفعياً واطلاق قذائف من الزوارق البحرية وغارات جوية إسرائيلية مكثفة من الطائرات الحربية، وسط تحليق مستمر للطائرات الحربية والمروحية والاستطلاعية، فيما أفادت مصادر طبية في غزة بمقتل أكثر من 136 شخصا جراء عمليات القصف المتواصل خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأفادت تقارير ووسائل إعلام فلسطينية بمقتل ما يزيد على 136 فلسطينيا، بينهم نساء وأطفال، مساء اليوم الخميس، إثر قصف الطائرات الإسرائيلية منازل في بيت لاهيا وجباليا وخيام للنازحين في قطاع غزة.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إن عددا من المواطنين قتلوا وجرحوا، غالبيتهم جراحهم خطيرة، إثر استهداف طائرات إسرائيلية خيمة نازحين، في مخيم طبريا بمواصي خان يونس جنوبا.
كما قتل 3 مواطنين، وأصيب العشرات بجروح، إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزل عائلة الأغا في بلدة القرارة شمال خان يونس جنوب القطاع.
وقتل مواطنان، وأصيب آخرون، بينهم أطفال، جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلا بمنطقة العامودي شمال مدينة غزة.
وقالت "وفا" إن الوضع في بلدة الفخاري شرق خان يونس، ومحيط المستشفى الأوروبي صعب جدا، حيث ما زال القصف الإسرائيلي على المنطقة مستمرا، وهناك عشرات العائلات داخل منازلها، وسط انقطاع الاتصالات عنها، وما زال مصيرها مجهولا.
وأضاف أن مئات المصابين يصلون إلى المستشفيات تباعا، نتيجة استمرار القصف الإسرائيلي، بما يفوق قدرتها على الاستجابة، كما أن أعداد الشهداء مرشحة للارتفاع بسبب العدد الكبير من المصابين بجروح خطيرة، وسط قلة الإمكانيات الطبية.
وأفادت مصادر طبية بمقتل 136 مواطنا في غارات متواصلة على قطاع غزة منذ فجر اليوم، من بينهم 83 قتيلا جنوبي القطاع، و5 قتلى وسط القطاع، و11 قتيلا في مدينة غزة، و37 قتيلا شمال القطاع.
ويواصل الجيش الإسرائيلي هجومه واسع النطاق على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث خلف نحو 173 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.