يرجع بعض الخبراء صعوبة الإقرار بوقوع "إبادة جماعية " في قطاع غزة إلى أن التعريف القانوني للإبادة الجماعية والمعتمد في عام 1948 يتطلب وجود نية مسبقة لدى الفاعل.

إقرأ المزيد غزة و"المعركة النهائية".. إلى أين تسير الأمور؟

البداية كانت مطلع نوفمبر الجاري حين ذكر خبراء الأمم المتحدة في بيان مشترك إن الفلسطينيين في غزة معرضون "لخطر الإبادة الجماعية، وقبل ذلك في 28 أكتوبر، استقال كريج مخيبر، مدير مكتب نيويورك للمفوضية السامية لحقوق الإنسان في نيويورك لأنه، وكتب في بيان استقالته قائلا: "نشهد إبادة جماعية تتكشف أمام أعيننا (في غزة) ويبدو أن المنظمة التي نخدمها عاجزة عن إيقافها".

علاوة على ذلك وقع مؤخرا أكثر من 800 باحث على رسالة تهدف إلى "دق ناقوس الخطر بشأن احتمال ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية" في قطاع غزة.

مجلة "تايم" ترصد تضاربا في أوساط الخبراء بشأن "ما إذا كان الصراع الحالي يمكن تصنيفه رسميا على أنه إبادة جماعية".

وعن ذلك يقول إرنستو فيرديجا، الأستاذ بجامعة نوتردام المتخصص في الإبادة الجماعية: "على المرء أن يثبت أن الجاني لم يرتكب الأفعال فحسب، بل ارتكب الأفعال بنية محددة للغاية لتدمير المجموعة".

 الإبادة الجماعية، وفقا للاتفاقية الخاصة بهذه القضية والتي دخلت حيز التنفيذ في عام 1951 وصدقت عليها 153 دولة، تعني "أيا من الأفعال التالية المرتكبة بقصد تدمير جماعة قومية أو عرقية أو دينية، كليا أو جزئيا، على هذا النحو":

قتل أعضاء المجموعة.

التسبب في ضرر جسدي أو عقلي خطير لأعضاء المجموعة.

 تعمد الأضرار بالأوضاع المعيشية للجماعة بهدف تدميرها الفعلي كليا أو جزئيا. 

 فرض تدابير تهدف إلى منع الولادات داخل المجموعة.

نقل أطفال المجموعة قسرا إلى مجموعة أخرى.

الأستاذة في جامعة نيويورك فيكتوريا سانفورد، حسمت هذه المسألة وشبهت ما يحدث في غزة بقتل أو اختفاء أكثر من 200000 من المايا في غواتيمالا بين عامي  1960 - 1996، مشيرة إلى أن المايا والفلسطينيين تعرضوا لأعمال الإبادة الجماعية.

بالمقابل، متخصص آخر في مجال" الإبادة الجماعية الكمبودية"، وهو الأكاديمي بن كيرنان، أبلغ مجلة "تايم" عبر البريد الإلكتروني أن "القصف الإسرائيلي الانتقامي لغزة، مهما كان عشوائيا، وهجماتها البرية الحالية، على الرغم من الخسائر المدنية العديدة التي تسببها بين السكان الفلسطينيين في غزة، لا تفي بالعتبة العالية جدا المطلوبة للوفاء بالتعريف القانوني للإبادة الجماعية".

بوابة "setav" التركية بدورها وصفت ما يجري في غزة من قتل يومي بأنه "مجزرة وإبادة جماعية وحشية".

الموقع الإلكتروني انتقد طريقة تعامل وسائل الإعلام الغربية مع الأحداث، مشيرا إلى وجود تحيز واضح، وإلى منح إسرائيل "حالة استثنائية " في المجتمع الدولي.

الجدير بالذكر أنه لم يتم الاعتراف رسميا إلا بثلاث عمليات إبادة جماعية فقط في التاريخ حتى الآن، وهي الإبادة الجماعية التي ارتكبها قادة الخمير الحمر في كمبوديا عام 1970، والإبادة الجماعية في رواندا عام 1994، ومذبحة سريبرينيتسا عام 1995 في البوسنة.

صحيفة "فوكس" الإلكترونية في تغطية لهذه المسألة، لفتت إلى أن العديد من الباحثين الذين تحدثوا إليها حذروا "من أن العنف يمكن أن يصبح بالتأكيد إبادة جماعية ، وقد يكون بالفعل قريبا بشكل خطير من تلبية العتبة، وأن المجتمع الدولي يجب أن يحمل إسرائيل المسؤولية عن أي فظائع قد تكون ارتكبتها ومنع المزيد منها، بغض النظر عن كيفية تعريفنا لها".

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف الحرب على غزة حركة حماس طوفان الأقصى قطاع غزة الإبادة الجماعیة إبادة جماعیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

300 كاتب فرنكوفوني ينددون بـ"الإبادة الجماعية" في غزة ويدعون لفرض عقوبات على إسرائيل

في تحرك لافت، أطلق نحو 300 كاتب ناطق بالفرنسية، بينهم الحائز على جائزة نوبل للآداب جان ماري غوستاف لو كليزيو، صرخة احتجاج ضد ما وصفوه بـ"الإبادة الجماعية" التي تطال المدنيين في قطاع غزة، داعين إلى وقف فوري لإطلاق النار وفرض عقوبات على إسرائيل. اعلان

في المقال الذي نُشر يوم الثلاثاء في صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، كتب الأدباء: "كما كان من الضروري تصنيف الجرائم المرتكبة ضد المدنيين في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، فمن الضروري الآن تسمية ما يحدث في غزة بالإبادة الجماعية".

ولم يكتفِ الكتّاب بتوصيف ما يجري في غزة بـ"الإبادة الجماعية"، بل ذهبوا إلى حد الدعوة الصريحة لفرض عقوبات على إسرائيل، مطالبين بـ"وقف فوري لإطلاق النار يضمن الأمن والعدالة للفلسطينيين، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، والإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين المحتجزين تعسفًا في السجون الإسرائيلية، ووضع حدّ لهذه الإبادة الجماعية".

ووقّع على هذا البيان عدد من كبار الكتاب الفرنكوفونيين، من بينهم حائزون على جائزة غونكور مثل هيرفيه لو تيلييه، جيروم فيراري، لوران غوديه، بريجيت جيرو، ليلى سليماني، ليدي سالفاير، محمد مبوغار سار، نيكولا ماتيو، إريك فويار، وآني إرنو. وأكد الموقعون أن توصيف الإبادة الجماعية "ليس مجرد شعار".

كارثة إنسانية متواصلة في غزة

فيما تستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة منذ استئنافها في آذار/ مارس بعد انتهاء وقف إطلاق النار، تتصاعد التحذيرات الدولية من انهيار إنساني شامل.

فقد أعلنت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية أن الوضع الإنساني في غزة بلغ مستويات كارثية غير مسبوقة، مع تصاعد عمليات القتل الجماعي، والحصار، والتجويع الممنهج، والدمار واسع النطاق.

Relatedوزير خارجية ألمانيا موبخا إسرائيل: ما يجري في غزة غير مقبول ويجب ألاّ يكون التضامن بالإجبار 800 محام وقاض بريطاني يطالبون ستارمر بفرض عقوبات على إسرائيل ويتهمونها بـ"الإبادة الجماعية" في غزةإصابة جنديين إسرائيلييْن بجراح حرجة في معارك في مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة

ويتّهم ناشطون في مجال حقوق الإنسان إسرائيل باستخدام المجاعة كسلاح حرب، وسط اتهامات متكررة بانتهاك القانون الدولي الإنساني، في ظل استهداف متواصل للمدنيين. وتواجه الدولة العبرية تصعيدًا في الإدانات الصادرة عن منظمات حقوقية دولية، وهيئات تابعة للأمم المتحدة، وجماعات غير حكومية.

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فإن الحصيلة الإجمالية للضحايا منذ اندلاع الحرب في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 بلغت 53,977 قتيلاً و122,966 جريحًا حتى الآن.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • "بن آند جيريز" للمثلجات تصف العدوان على غزة بأنه "إبادة جماعية"
  • ناميبيا تخلّد ذكرى الإبادة الجماعية وسط تصاعد الدعوات للتعويض
  • مقرر أممي: ما يحدث في قطاع غزة “إبادة جماعية وتجويع وجريمة ضد الإنسانية
  • 380 كاتبا بريطانيا وأيرلنديا يدينون الإبادة الجماعية في غزة
  • مثقفون بريطانيون: استخدام كلمة إبادة جماعية لوصف ما يحدث بغزة لم يعد محل نقاش
  • 600 يوم على الإبادة الجماعية في غزة .. واقع كارثي يفضح إجرام إسرائيل
  • 300 كاتب بالفرنسية بينهم فائزان بنوبل يدينون الإبادة الجماعية ويدعون لعقوبات على إسرائيل
  • 300 كاتب فرنسي: ما يجري في غزة بـ "إبادة جماعية" ويجب معاقبة إسرائيل
  • “الأورومتوسطي”: “إسرائيل” مستمرة في فرض المجاعة كسلاح إبادة جماعية
  • 300 كاتب فرنكوفوني ينددون بـ"الإبادة الجماعية" في غزة ويدعون لفرض عقوبات على إسرائيل