يتنقل الاحتلال الإسرائيلي من كذبة إلى أخرى ويختلق الأحداث ثم يقع في فخها، متجاهلا أن مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل التحقق باتت قادرة على كشف زيف ادعاءاته، التي كان آخرها اتهام "أيام الأسبوع بالإرهاب".

بدا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال غاري مزهوا وكأنه وجد كنزا، حين كشف ما قال، إنها "أدلة" تشير إلى أن حركة حماس تستخدم مستشفى "الرنتيسي" للأطفال في غزة، لاحتجاز أسرى عملية طوفان الأقصى.

وليدعم الضابط روايته التي يبثها من "قبو" يزعم أن حماس تستخدمه لأمور عسكرية، يُظهر "قائمة" يقول، إنها "باللغة العربية ومكتوب فيها تفاصيل العملية العسكرية التي شنت في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي (طوفان الأقصى)، وتتضمن -أيضا- أسماء الحراس الذين يتناوبون على حراسة الأشخاص الذين كانوا موجودين هنا".

ناشطون يسخرون من فيديو نشره المتحدث باسم جيش الاحتلال أشار فيه إلى قائمة قال إنها أسماء لمقاتلين فلسطينيين بينما هي في الواقع تتضمن أيام الأسبوع باللغة العربية#حرب_غزة pic.twitter.com/svgBZHrCZX

— قناة الجزيرة (@AJArabic) November 14, 2023

تقويم

ولم يكتف الاحتلال بنشر المرئية والصور على مواقع التواصل؛ بل أرفقه المتحدث الآخر باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على حسابه الرسمي في منصة "إكس".

وكتب أدرعي أنه عُثر على الورقة في الطابق السفلي لمبنى مستشفى الرنتيسي في غزة بعنوان (معركة طوفان الأقصى)، وتشمل أيام الأسبوع من تلك العملية في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي".

وتابع "كما يبدو كانت مخصصة لاستخدام المخربين الذين كان يهمون بحراسة المختطفين الإسرائيلين في تلك المنطقة".

وبعد التدقيق بالصور والمرئيات، يتبين أن هذه "القائمة" تؤرخ لأيام الأسبوع التي تلت عملية "طوفان الأقصى"، وهي عبارة عن جدول يبدأ من 7 الشهر الماضي، وينتهي في اليوم الأخير من الشهر نفسه.

مسؤولون فلسطينيون وناشطون يفندون ادعاءات جيش الاحتلال بشأن مستشفيات #غزة#الجزيرة_مباشر | #غزة_لحظة_بلحظة pic.twitter.com/7KUnEzomH5

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) November 14, 2023

 

قبو اجتماعات

ويردّ المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة الدكتور أشرف القدرة، أن القبو الذي عرضه الاحتلال هو من "ضمن تصميم المستشفى ويوجد فيه مستودعات وإدارة المستشفى، بالإضافة إلى قاعة اللقاءات مع المؤسسات الدولية التي تُعنى بالطفل وبصحة الطفل"، وأضاف أن "الكل يعرف هذا القبو لأن الاجتماعات معهم كانت تحصل فيه".

أما القيادي في حماس أسامة حمدان فيصف غاري بأنه "مدّعٍ يضع صورة لأيام الأسبوع سوى ما وضعه النازحون إلى هذا المشفى، يعدّون أيام العدوان ويسجلونه يوما بيوم حتى لا تفر أي لحظة من لحظات العدوان القاسية".

ولم يمر هذا المقطع، بما فيه من تحويل أيام الأسبوع إلى أسماء "حراس الأسرى" مرور الكرام في مواقع التواصل الاجتماعي، وتحول لمادة للسخرية.

تحقيق من الجزيرة ينفي مزاعم الاحتلال الإسرائيلي بوجود نفق لمقاتلي حماس تحت مستشفى الشيخ حمد، ويظهر أن الفتحة التي عرضها الاحتلال ما هي إلا لخزان للمياه. pic.twitter.com/1L5tjGrcd4

— AJ+ عربي (@ajplusarabi) November 11, 2023

 

مراقبة الصحفيين

والمثير أن شبكة "سي إن إن" الأميركية، نشرت -اليوم الأربعاء- تقريرا يكرر قصة "قائمة الإرهابيين في مستشفى الرنتيسي"، التي تبين أنها مجرد تقويم يتضمن أيام الأسبوع باللغة العربية.

واعترفت الشبكة الأميركية نفسها، -في وقت سابق- بأن الصحفيين الأجانب المرافقين للجيش الإسرائيلي يجب أن يحصلوا على إذن من الاحتلال قبل نشر موادهم.

وهذه الاختلاقات ليست الأولى وعلى ما يبدو لن تكون الأخيرة، فبداية حلقات المسلسل كانت مع "رواية قطع رؤوس الأطفال" ولا أحد يعرف متى وكيف ستكون نهايتها.

It’s an old video, but nice try ???? pic.twitter.com/LTWepwTljb

— Jacob (@cazzdovh) November 4, 2023

أنفاق المقاومة

وبما أن أنفاق المقاومة الفلسطينية باتت تشكل كابوسا لجنود الاحتلال ويبحثون عن أي صورة نصر، نشر الاحتلال مرئية وصورا لما قال، إنه نفق للمقاومة الفلسطينية، وتبين لاحقا أن المكان عبارة عن حفرة لبئر مصعد.

وظهر في الصور عاكس ثلاثي لمحركات المصعد في الصندوق الكهربائي، كما يظهر في المقطع القضبان والوصلات المسطحة بوضوح في عامود المصعد.

ويتهم القيادي في حماس أسامة حمدان الضابط الأسرائيلي بالكذب؛ لأنه يشير إلى لوحة كهربائية تابعة لشبكة كهرباء واتصالات، وأوضح أن النفق المزعوم هو عبارة عن بئر لشبكة اتصالات وإنترنت تخدم المنطقة السكنية التي يوجد فيها مستشفى الرنتيسي.

كما عرض المتحدث باسم جيش الاحتلال ما قال، إنها أسلحة لحماس ضبطت داخل المستشفى، وصفها حمدان بالصور "السمجة" ورأى أنها تجميع لحواسيب محمولة من أقسام المستشفى وبعض العتاد المجموع من الميدان، ليقول، إن هذا القبو كان مقرا للعمليات والقيادة لكتائب القسام.

ويتابع أسامة في تفنيد مقطع المتحدث العسكري الإسرائيلي بقوله، إنه "يتحدث عن دورة مياه ومطبخ في هذا القبو وكأنه يكتشف أمرا جديدا، إن وجود مثل هذه الخدمات عاديا في طابق إداري بالمستشفى".

 

فيديو قديم وليس من غزة https://t.co/E5WHVF1IR8

— بحي (@Yahia532852879) November 4, 2023

 

مستشفى حمد

وقبل أيام، نفى تحقيق للجزيرة مزاعم الاحتلال الإسرائيلي بوجود نفق لمقاتلي حماس تحت مستشفى "الشيخ حمد" في غزة، ويظهر أن الفتحة التي عرضها الاحتلال هي لخزان مياه.

ولم يشذ عوفير غندلمان المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن طريق نشر الاختلاقات على حسابه على منصة "إكس"، فنشر مقطعا زاعما أنه لكلاب تلاحق مقاتلي حماس في الأنفاق، ليتبين أنه قديم ويعود لسنوات، وليس من غزة.

???????? موضوع سريع || جيش العدو الصهيوني وفلم آكشن هندي جديد ولا في الأحلام والعالم الموازي  ????  كالعادة سنثبت كذب ادعاءاته

1) يزعم الجيش والشاباك الإسرائيلي تمكنهما من تحرير المجندة الصهيونية Ori Megidish أوري مجيديش في عملية برية نفذها ليلة أمس في غزة ! محتفلاً ومهللاً لهذه… pic.twitter.com/pcPGuHvAaa

— نشّاب | Nashab ???????? (@Nashab_32) October 30, 2023

 

المجندة "الأسيرة"

وكان عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق كذّب الرواية الإسرائيلية حول تحرير مجندة إسرائيلية كانت أسيرة في قطاع غزة ورأى أنه لا أحد يصدق الرواية الإسرائيلية.

وزعم بيان مشترك صادر عن الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك)  أنه "أُطلق سراح المجندة أوري مجيديش، خلال عملية برية"، وأن "حالتها جيدة والتقت عائلتها".

ولكن وسائل الإعلام ومواقع التواصل كشفت أنه بعد التدقيق تبين أن اسم هذه المجندة لم يكن مدرجا ضمن القائمة التي نشرها الجيش الإسرائيلي لأسرى عملية طوفان الأقصى.

كما أنها نشرت منشورات على صفحتها على فيسبوك في 12 الشهر الماضي، رغم أن "أسرت" -حسب الرواية الإسرائيلية- في 7 من الشهر نفسه. وبعد كشف اختلاقاته أضاف الاحتلال اسم "مجيديش" على قائمته واضعا صورتها بعد "إطلاق سراحها".

وتلخص أوليفيا زيمور رئيسة مؤسسة "أورو فلسطين" الفرنسية كل ما سبق ذكره، بأن "هذه الدعاية والأكاذيب بدأت منذ بداية العدوان، يكررون أنها حرب ضد حماس، ولكن الواقع يقول، إن المجازر ترتكب بحق سكان غزة والمدنيين، وكذبة الحرب على حماس هي الكذبة الأولى التي يكررونها وتكررها وسائل الإعلام".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أیام الأسبوع المتحدث باسم طوفان الأقصى pic twitter com فی غزة

إقرأ أيضاً:

نتانياهو ينتقد قادة بريطانيا وكندا وفرنسا لإدانتهم الهجوم الإسرائيلي في غزة

انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أمس الاثنين إدانة زعماء بريطانيا وكندا وفرنسا للهجوم العسكري الذي تشنه إسرائيل على غزة، قائلًا إنهم بذلك يعرضون "مكافأة ضخمة" على حماس للهجوم على تل أبيب.

وقال في بيان، نقله راديو فرنسا الدولي، إنه "من خلال مطالبة إسرائيل بوقف حربها الدفاعية من أجل بقائنا قبل تدمير إرهابيي حماس على حدودنا، ومن خلال المطالبة بإقامة دولة فلسطينية، فإن زعماء لندن وأوتاوا وباريس يقدمون بذلك مكافأة ضخمة للهجوم الإبادي على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، بالتشجيع على ارتكاب المزيد من الفظائع من هذا النوع".

وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، ورئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، قد أعلنوا أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام "الأعمال الفاضحة" التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية في غزة، كما هددوا باتخاذ "إجراءات ملموسة" إذا لم توقف هجومها العسكري وتطلق المساعدات الإنسانية في غزة.

وأكد الزعماء الثلاثة بيان مشترك إصرارهم على الاعتراف بالدولة الفلسطينية كمساهمة في تحقيق حل الدولتين ونحن مستعدون للعمل مع الآخرين لتحقيق هذه الغاية. 

وأعربوا أيضًا معارضتهم بشدة لتوسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، مشددين على أن مستوى المعاناة الإنسانية في القطاع الفلسطيني "أصبح لا يُطاق". 

واعتبروا أن الإعلان عن السماح بدخول كمية ضئيلة من الغذاء "غير كاف على الإطلاق"، داعين الحكومة الإسرائيلية إلى وقف عملياتها العسكرية في غزة والسماح فورًا بدخول المساعدات الإنسانية. 

وأدان ستارمر وكارني وماكرون ما وصفوه بـ"النبرة البغيضة" التي تحدث بها مؤخرًا أعضاء الحكومة الإسرائيلية والتهديد بالنزوح القسري للمدنيين الذين يواجهون الدمار في غزة.

وبينما أقروا بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد "الإرهاب" ودعوا حماس إلى الإفراج الفوري عن الرهائن المتبقين الذين تحتجزهم منذ السابع من أكتوبر 2023، فإنهم يرون أن التصعيد الذي تقوم به السلطات الإسرائيلية "غير متناسب على الإطلاق". 

وحذروا كذلك باتخاذ تدابير ملموسة في حال لم تنه إسرائيل هجومها العسكري الجديد وترفع القيود التي تفرضها على المساعدات الإنسانية، دون تحديد هذه التدابير.

وهددوا أيضًا باتخاذ "إجراءات مستهدفة" إذا لم تتوقف إسرائيل عن بناء المستوطنات غير القانونية والتي تقوض احتمالية إقامة الدولة الفلسطينية. 

وفي إشارة إلى المؤتمر المقرر يوم 18 يونيو المقبل في نيويورك برئاسة مشتركة بين المملكة العربية السعودية وفرنسا بشأن حل الدولتين، تعهد القادة الثلاثة بالعمل مع السلطة الفلسطينية والشركاء الإقليميين وإسرائيل والولايات المتحدة للتوصل إلى توافق في الآراء بشأن الترتيبات الخاصة بمستقبل غزة، استنادًا إلى الخطة العربية في هذا الصدد.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد أعلن أمس نيته السيطرة على قطاع غزة بأكمله، فيما أعلن الدفاع المدني الفلسطيني استشهاد 91 شخصًا الليلة الماضية.

طباعة شارك رئيس الوزراء الإسرائيلي بريطانيا كندا فرنسا غزة

مقالات مشابهة

  • ارتفاع غير مسبوق في عدد الشهداء الفلسطينيين الأسبوع الماضي
  • حماس: وجود الوفد الإسرائيلي بالدوحة محاولة مكشوفة لتضليل الرأي العام
  • نتانياهو ينتقد قادة بريطانيا وكندا وفرنسا لإدانتهم الهجوم الإسرائيلي في غزة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن إحباط عملية تهريب أسلحة من مصر
  • وزير المالية الإسرائيلي: احتلال 75% من قطاع غزة لتنفيذ ضغط متواصل على حماس
  • الحرب على غزة كنقطة تحول تاريخية
  • ‏نتنياهو: حماس لن تستطيع الوصول للمساعدات التي تدخل قطاع غزة
  • إعلام إسرائيلي: إدخال 30 شاحنة مساعدات يوميا إلى غزة هذا الأسبوع
  • عاجل. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: الجيش ينفذ عملية "عربات جدعون" ويعمل في جميع أنحاء قطاع غزة
  • شاهد: الجيش الإسرائيلي يحاصر المستشفى الإندونيسي شمال غزة