أفادت مصادر من داخل مجمع الشفاء الطبي في غزة، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت عددا من النازحين وذوي الشهداء والجرحى خلال اقتحامه للمجمع فجر اليوم، في حين وصف مصدر بالمستشفى أن الوضع مأساوي.

وقالت المصادر للجزيرة إن دبابات الاحتلال الإسرائيلي تتمركز حاليا داخل باحة المستشفى بينما يوجد جنود الاحتلال داخل المباني وسط نيران كثيفة في المستشفى ومحيطه.

وأشارت المصادر من داخل المجمع إلى أن الاحتلال اعتقل عددا من النازحين وذوي الشهداء والجرحى وفجر مستودعا للأدوية والأجهزة الطبية داخل المستشفى، وطالب عبر مكبرات الصوت الشبان بتسليم أنفسهم.

من جهته، قال مشرف الطوارئ في مستشفى الشفاء عمر زقوت إن الاحتلال فجّر أغلب بوابات المستشفى والشظايا تناثرت على الموجودين، مضيفا أن جنود الاحتلال احتجزوا العديد من النازحين وهم معصوبو الأعين ومجردون من ملابسهم، واقتادهم إلى جهة غير معلومة.

وأشار إلى أن قوات الاحتلال اعتدت عليهم بالضرب قبل اعتقالهم. وتابع "لا نسمع اشتباكات بل إطلاق نار من جهة جيش الاحتلال فقط، ولا يوجد بالمجمع أي مسلح".

وأكد أن "الوضع مأساوي وكل يوم نفقد مزيدا من الأرواح، ولم نشاهد أيا مما يدعيه الاحتلال من جلب حليب أو حضانات جديدة"، وأضاف "لم نستطع نقل الشهداء بسبب تحلل الجثث".

وقال المشرف أيضا إن "المياه مقطوعة ولا قطرة ماء في المجمع، والحال كل ساعة يصبح أسوأ والنقص بالمستلزمات حاد أصلا قبل تفجير مخازن الأدوية".

رواية الاحتلال

في المقابل، زعم الجيش الإسرائيلي أن قواته واجهت قبل دخولها المستشفى عبوات ناسفة وما وصفها بخلايا إرهابية، وأشار إلى أن قتالا دار وتم القضاء على من وصفهم بالإرهابيين فيه. وقال إنه يواصل حتى الآن عملياته التي وصفها بالمركزة.

وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت مجمع الشفاء الطبي. وقال مسؤول طبي للجزيرة إن الجيش الإسرائيلي اقتحم مبنى الأمراض الباطنية والكلى في المستشفى وطلب من النازحين داخله الخروج.

وقال جيش الاحتلال إنه بدأ عملية ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في جزء معين من مجمع الشفاء الطبي تستند إلى معلومات استخبارية وحاجة عملياتية، وأنه لا توجد معلومات عن وجود محتجزين في المستشفى، وأن عمليات التمشيط لا تزال متواصلة.

في المقابل، قالت حركة حماس إنها تحمل الاحتلال والرئيس الأميركي جو بايدن كامل المسؤولية عن اقتحام جيش الاحتلال مجمع الشفاء، وأضافت الحركة أن تبني البيت الأبيض رواية إسرائيل بأن الحركة تستخدم مجمع الشفاء لأغراض عسكرية كان بمثابة الضوء الأخضر للاقتحام.

بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن الاحتلال يعجز عن تحقيق أي أهداف عسكرية في غزة لذلك يستقوي على المدنيين والمرضى بمستشفى الشفاء.


جريمة حرب

من جهته، حمّل المكتب الإعلامي الحكومي بغزة الاحتلال الإسرائيلي والمجتمع الدولي والولايات المتحدة الأميركية كامل المسؤولية عن سلامة آلاف الطواقم الطبية والجرحى والنازحين.

ووصف المكتب اقتحام مجمع الشفاء الطبي بأنه جريمة حرب وجريمة أخلاقية وجريمة ضد الإنسانية. وأفاد بأن الاحتلال فرض حصارا مشددا على مستشفى الشفاء وقصف أكثر من 5 مبان وأطلق النار والقذائف على الجرحى والنازحين والطواقم الطبية.

واتهم المكتب الإعلامي الحكومي بغزة جيش الاحتلال بارتكاب جريمة مع سبق الإصرار والترصد باستهداف مجمع الشفاء الطبي. وأكد أن المستشفيات والطواقم الطبية في بؤرة الاستهداف منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وفي وقت سابق، قال المدير العام للمستشفيات في قطاع غزة الدكتور محمد زقوت للجزيرة، إن قوات الاحتلال اقتحمت مبنيي الجراحات والطوارئ بمجمع الشفاء، وفتشت مستودع المبنى الرئيسي في المجمع.

وأضاف في مقابلة مع الجزيرة، أن الاحتلال أطلق النار على المرضى والنازحين الذين خرجوا من الممر الذي زعم أنه آمن للخروج من المجمع.

وأكد أنه لم تطلق رصاصة واحدة من داخل مستشفى الشفاء خلال اقتحام قوات الاحتلال، مشيرا إلى أن المجمع صرح طبي يقدم الخدمة الطبية للمرضى ولا يوجد فيه مقاومون أو محتجزون.

ومنذ أيام يتعرض مستشفى الشفاء ومحيطه وسائر مستشفيات القطاع لاستهداف مستمر بالقصف من جانب الجيش الإسرائيلي بزعم وجود رجال المقاومة فيه، وهو ما تنفيه حماس والمسؤولون الفلسطينيون في قطاع غزة باستمرار.

ويوجد في مجمع الشفاء نحو 1500 من أعضاء الطاقم الطبي ونحو 700 مريض و39 من الأطفال الخدج و7 آلاف نازح، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

وتتعرض مستشفيات قطاع غزة -لا سيما في الشمال- لاستهداف مستمر بالقصف من جانب الجيش الإسرائيلي، مما يفاقم الوضع الكارثي، خاصة في الحصار المفروض على المستشفيات والمراكز الصحية ونفاد الوقود، الأمر الذي أدى إلى وفاة مرضى وجرحى، بينهم أطفال خدج.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: مجمع الشفاء الطبی الجیش الإسرائیلی قوات الاحتلال مستشفى الشفاء جیش الاحتلال من النازحین قطاع غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

أغلى ثوب في العالم.. الجزيرة نت داخل مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة

مكة المكرمةـ على مقربة من أطهر بقاع الأرض في مكة المكرمة، تقف أياد بوقار وخشوع وهي تنسج خيوط الحرير الأسود وتطرزها بخيوط الذهب والفضة الخالصة، في عمل يستغرق أشهرا ويخضع لمراحل دقيقة، ليصنع "أقدس وأغلى ثوب"، إنه ثوب الكعبة المشرفة.

فداخل مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة، الذي أسس عام 1397هـ (1977)، تسير مراحل تصنيع الكسوة بإشراف مباشر من وزارة الحج والعمرة السعودية، لتنتقل هذه الصناعة من يد إلى يد، محاطة بالتقدير والرهبة، ولتبقى رمزا من رموز العناية بالحرمين الشريفين.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2شاهد.. أعمال يوم الترويةlist 2 of 2بين الشوق والمشقة والتوجيه.. أغاني الحج الشعبية تُوثق رحلة الروح والبدن عبر التاريخend of list

ويتربع المجمع على مساحة تزيد على 100 ألف متر مربع، ويضم بين جدرانه أكثر من 200 موظف وفني وإداري، يعملون في أقسام متعددة بدءا من النسيج والصباغة، ووصولا إلى الطباعة والتطريز والتركيب. ويعد هذا الصرح امتدادا لتاريخ طويل في صناعة الكسوة.

صناعة الكسوة تبدأ باختيار أجود أنواع الحرير الطبيعي المستورد خصيصا من إيطاليا (الجزيرة) مراحل الصناعة 

تبدأ صناعة الكسوة باختيار أجود أنواع الحرير الطبيعي المستورد خصيصا من إيطاليا، والذي يفحص بدقة قبل صباغته باللون الأسود في قسم خاص داخل المجمع، وبعد الصباغة ينتقل الحرير إلى مرحلة النسيج الآلي واليدوي، حيث تُحاك قطع القماش في نول مبرمج لإنتاج شرائط طولية تُكوّن الكسوة الكاملة.

ثم تأتي مرحلة الطباعة التي تنقل فيها الآيات القرآنية والتصاميم الزخرفية إلى القماش باستخدام تقنية "السلك سكرين"، تمهيدا لتطريزها بخيوط الذهب والفضة، وهي من أكثر المراحل دقة وتستغرق وقتا وجهدا كبيرا.

إعلان

وتُطرّز كسوة الكعبة باستخدام نحو 120 كيلوغراما من الذهب والفضة، ويُستهلك في صناعتها نحو 670 كيلوغراما من الحرير الطبيعي، وتبلغ تكلفتها السنوية أكثر من 25 مليون ريال سعودي (نحو 6.7 ملايين دولار)، وذلك ما يجعلها الثوب الأغلى في العالم من حيث المواد والقيمة المعنوية والدينية.

ويؤكد مدير إدارة الإعلام في مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة، أحمد السويهرى، أن المجمع يُعد من أبرز المعالم التي تُجسد عناية المملكة العربية السعودية بالحرمين الشريفين، مشيرا إلى أن الكعبة تكسى سنويا بأجمل الحلل منذ أكثر من 100 عام.

وقال السويهري إن تكلفة كسوة الكعبة بلغت 25 مليون ريال سعودي، تتحملها الحكومة السعودية وتغيّر الكسوة مرة واحدة كل عام، في يوم عرفة.

خيوط الذهب والفضة المستوردة من ألمانيا تستخدم في الكسوة (الجزيرة) تحفة فنية فريدة

ووصف السويهري الكسوة بأنها تحفة فنية فريدة، تصنع من أجود المواد في العالم، تستخدم فيها خيوط الذهب والفضة المستوردة من ألمانيا، والتي تعد من أنقى الأنواع، إضافة إلى الحرير الطبيعي الخالص المستورد من إيطاليا.

وأوضح في حديث للجزيرة نت أن الكسوة تبقى طوال العام في وجه عوامل الطبيعة كالحرارة، والرياح، والأمطار، والغبار، من دون أن تتأثر أو تفقد بريقها، بفضل جودة الصناعة ودقة التنفيذ، وهو ما يُعزى إلى المواد الفاخرة المستخدمة.

وأشار إلى أن المجمع يضم 54 منسجا تدار جميعها بالأيدي الماهرة، حيث تنفذ الأعمال بدقة يدوية فائقة، بما في ذلك القناديل المطرزة على الكسوة. وأكد السويهري أن المجمع يضم 159 صانعا، وصفهم بأنهم من خيرة الصناع في العالم، لما يتمتعون به من خبرة ومهارة في نسج خيوط الذهب والفضة.

وقال السويهري إن المجمع لا يكتفي بصناعة كسوة الكعبة من الخارج فقط، بل يهتم أيضا بتجهيز الكسوة الداخلية التي تأتي باللون الأخضر، وتحمل عبارات مثل "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، و"يا ذا الجلال والإكرام"، بالإضافة إلى بعض الآيات القرآنية الكريمة، كما يتولى المجمع أيضا صناعة ستارة الحجرة النبوية في المسجد النبوي الشريف بالجودة ذاتها والاهتمام ذاته.

إعلان

وختم السويهري تصريحه بقوله إن حياكة الكسوة تستغرق 10 أشهر من العمل المتواصل، استعدادا لتغييرها في كل عام.

المجمع يضم 159 صانعا يتمتعون بخبرة ومهارة في نسج خيوط الذهب والفضة (الجزيرة) إحرام الكعبة

وبعد الانتهاء من كل مراحل الحياكة والتطريز، تأتي مرحلة "إحرام الكعبة" بإنزال الكسوة القديمة ووضع الجديدة إذ تُجمع القطع الأربع (التي تغطي أضلاع الكعبة) وتربط بالستار الذهبي المعروف "بالبرقع" الذي يُثبّت على باب الكعبة.

وقبيل يوم عرفة من كل عام، وفي مشهد روحاني مهيب، تُستبدل الكسوة القديمة بالجديدة في عملية تتطلب تضافر جهود العشرات من الفنيين والتقنيين، ليشهد العالم مرة أخرى مراسم "إحرام الكعبة".

ويشكل مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة جزءًا من الهوية الدينية والثقافية في السعودية، ويعكس اهتمامها برعاية الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن، كما يفتح المجمع أبوابه للزوار من مختلف دول العالم للاطلاع على مراحل هذا العمل الاستثنائي.

وبحسب مسؤولي المجمع، فإن الكسوة القديمة لا تُهمل بعد استبدالها، بل تُقصّ وتُهدى في شكل قطع صغيرة إلى الشخصيات الرسمية والمراكز الإسلامية في أنحاء العالم، في رسالة روحية ودبلوماسية.

ولا تُعد كسوة الكعبة مجرد قطعة قماش مطرزة، بل تمثل رمزية عميقة في وجدان المسلمين. إنها مرآة لروح العبادة والتوحيد، وتعبير عن وحدة الأمة حول قبلة واحدة، وفي كل خيط من خيوطها يمتزج التاريخ بالإيمان، والفن بالإتقان، ليخرج للعالم "أقدس وأغلى ثوب"، يلفّ بيت الله الحرام بخشوع وهيبة.

مقالات مشابهة

  • عين الدفلى.. حريق داخل مجمع لمحلات تجارية مغطاة بخميس مليانة
  • مدير مركز سبها الطبي يتفقد الخدمات أول أيام عيد الأضحى   
  • هكذا برر الجيش الإسرائيلي قصفه المستشفى المعمداني صباح اليوم
  • يوم البيئة العالمي.. ندوة الحد من استخدام البلاستيك بمجمع إعلام قنا
  • أغلى ثوب في العالم.. الجزيرة نت داخل مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة
  • حالة غضب وإرهاق داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي وسط مطالبات بإسقاط نتنياهو
  • مجمع ناصر الطبي: استقبلنا 16 شهيدا أغلبهم نساء وأطفال جراء قصف عنيف على خان يونس
  • طوباس: اقتحام واعتقالات وتدمير للبنية التحتية في طمون ومخيم الفارعة
  • مدير مجمع ناصر الطبي: شهداء خان يونس غالبيتهم أطفال ونساء
  • مجمع ناصر الطبي: المستشفى الميداني الأردني يقدم خدمات جليلة