السلطة القضائية تنظم فعالية تضامنية مع الشعب الفلسطيني وتأييدا لـ “طوفان الأقصى”
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
الثورة نت|
نظمت السلطة القضائية اليوم فعالية خطابية تضامنا مع الشعب الفلسطيني وتأييدا ومباركة لعملية “طوفان الأقصى” ضد كيان العدو الصهيوني.
وفي الفعالية التي حضرها عضو المجلس السياسي الأعلى محمد النعمي ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي أحمد يحيى المتوكل، أكد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن بحكومة تصريف الأعمال الفريق جلال الرويشان أن معركة “طوفان الأقصى” تعتبر نقطة تحول في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي والحرب وأن ما قبلها لن يكون كما بعدها.
وأشار إلى أن الفعالية التي تنظمها أجهزة وهيئات السلطة القضائية في إطار الحملة الوطنية لنصرة الأقصى تحت شعار “لستم وحدكم” تأتي بالتزامن مع الذكرى السنوية للشهيد بما تحمله من معاني ودلالات مهمة.
وقال: “تابعتم الكلمة التاريخية والموقف الصريح والواضح الذي أعلنه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد والتي جاءت معظم مضامينها للحديث عن موقف اليمن الحر والشجاع من القضية الفلسطينية ومشاركته بالسلاح والكلمة والموقف في مواجهة العدوان الصهيوني”.
ولفت الفريق الرويشان إلى أنه لم يسبق أن وقف قائد عربي مسلم في مثل هذا الموقف بهذه القوة والصدق والوضوح والشجاعة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني.
واستنكر الخذلان العربي المخزي والتسابق على التطبيع وبيع الأوطان من قبل بعض الأنظمة والحكام.. لافتا إلى أن المجاهدين في غزة لم يعولوا على نتائج القمم العربية والإسلامية بل مضوا في طريق الجهاد حتى تحرير الأراضي الفلسطينية.
من جانبه حيا رئيس مجلس القضاء الأعلى الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني والمقاومة في غزة ومواقفهم البطولية في مواجهة صلف الكيان الصهيوني.. لافتا إلى أنهم سطروا بمواقفهم الجهادية منذ بداية عملية “طوفان الأقصى” أعظم ملحمة في تاريخ فلسطين.
وأشار في الفعالية التي حضرها رئيس المحكمة العليا القاضي الدكتور عصام السماوي، والنائب العام القاضي الدكتور محمد الديلمي، ورئيس هيئة التفتيش القضائي القاضي أحمد الشهاري، وأمين عام مجلس القضاء القاضي سعد هادي، ووزراء العدل بحكومة تصريف الأعمال القاضي نبيل العزاني والثقافة عبدالله الكبسي والشؤون القانونية الدكتور إسماعيل المحاقري والإدارة المحلية علي القيسي، ونائبا وزيري التعليم العالي الدكتور على شرف الدين، والعدل الدكتور إسماعيل الوزير، إلى النضال الجهادي في مواجهة العدو الإسرائيلي المدعوم من أمريكا وبعض الأنظمة الغربية.
وأكد رئيس مجلس القضاء أن الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأكبر مظلومية عرفها التاريخ من إبادة واستهداف لبنيته التحتية يستوجب معاقبة المجرمين من مسؤولي الكيان الصهيوني وشركائه الأمريكان والغرب وسرعة مساءلتهم في محكمة الجنايات الدولية على جرائم الحرب التي يرتكبونها على مرأى ومسمع من العالم.
وعبر القاضي المتوكل عن الأسف إزاء البيان المخجل والمخزي للقمة العربية الإسلامية المنعقدة مؤخرا والذي لم يرق إلى أدنى مستوى من تطلعات الشعوب العربية وأبناء فلسطين.
وقال: “إن البيان الختامي للقمة كان مخيبا ولم يستشعر المسؤولية تجاه المجازر التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني، ولم يجرؤ على اتخاذ أي قرار فاعل يحقق المناصرة والأثر في الواقع الفلسطيني.
ولفت إلى أن حرب الإبادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني في فلسطين تعد انتهاكا لكل الأعراف الدولية وجرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي.. مستغربا عدم اتخاذ القمة العربية أي موقف إيجابي لقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني ومقاطعة أمريكا والضغط على العدو لوقف العدوان على غزة وفتح المنافذ وإدخال المساعدات إلى القطاع.
ودعا رئيس مجلس القضاء كل الأحرار من الشعوب العربية والإسلامية لمساندة القضية الفلسطينية بالمال والسلاح والضغط على أنظمتهم لقطع العلاقات مع إسرائيل وامريكا ومقاطعة بضائعها.. مثمنا الموقف البطولي للقيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى في مساندة الشعب الفلسطيني من خلال تنفيذ عدة عمليات عسكرية.
ولفت إلى أن خطاب قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يوم أمس تضمن رسائل واضحة للعدو الصهيوني بأن الشعب اليمني قيادة وحكومة وشعبا سيواصل مساندة القضية الفلسطينية حتى تحقيق النصر.. مشيدا بمواقف محور المقاومة في لبنان والعراق التي سارعت للمشاركة في استهداف مواقع العدو الصهيو أمريكي.
وشدد رئيس مجلس القضاء على أهمية المقاطعة الاقتصادية للبضائع الأمريكية والصهيونية.. مثمنا جهود منتسبي السلطة القضائية لمساندتهم للشعب الفلسطيني.
تخلل الفعالية التي حضرها وكيل وزارة العدل لقطاع الشؤون المالية والإدارية القاضي أحمد الكحلاني وعميد المعهد العالي للقضاء القاضي الدكتور محمد الشامي، ورؤساء استئناف المحاكم والنيابات والمحامي العام الأول القاضي عباس الجرافي، وعدد من أعضاء مجالس النواب والشورى والقضاء عرض عن جرائم العدو الصهيوني بحق الفلسطينيين وقصيدتان للقاضي سبأ الحجي والقاضي عبدالوهاب الشيخ.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: طوفان الاقصى رئیس مجلس القضاء السلطة القضائیة الشعب الفلسطینی الکیان الصهیونی الفعالیة التی طوفان الأقصى إلى أن
إقرأ أيضاً:
هذا ما تعلّمه العالم من طوفان الأقصى
قبل أسبوعين من السابع من أكتوبر 2023، وبالضبط في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر 2023، كان رئيس الوزراء الصهيوني في الأمم المتحدة يشرح لدول العالم، أن دولته الاستعمارية قد تجاوزت كل المصاعب والمخاطر التي مرت بها في حياتها منذ نشأتها سنة 1948، ولم يبق لها إلا خطوة واحدة لتحقيق ما تصبو إليه من استقرار تام، لدولة قائمة معترف بها من قبل الجميع، ويؤمن بها وبوجودها العالم كله، وهذه الخطوة تتمثل في التطبيع السعودي الصهيوني.
عرض نتنياهو على متابعيه في الأمم المتحدة لشرح مراده هذا خريطتين:
خريطة لفلسطين التاريخية في 1948، التي أقيمت عليها دولة الصهاينة، قال عنها إنها كانت مهددة في وجودها من جميع الجهات.
وخريطة أخرى هي لخريطة فلسطين المحتلة في وضعها الحالي، التي استولى عليها الصهاينة بكل ما أوتوا من قوة، وبدعم دولي وتطبيع عربي لم تنته فصوله بعد.
وعندما عرض رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو واقع دولته الاستعمارية، أراد أن يقول للعالم إن شرعيته تامة ومدعومة وقابلة للسيادة على نفسها باعتراف الكبار، مدللا على ذلك بشرعية أحيطت بالحماية والأمن الكاملين، وهي في طريقها إلى نشاط اقتصادي دولي مشترك مع دول من العالم، من الداعمين الأساسيين والمطبعين، وسيكون لهذه المبادرات والمساعي التي تقوم بها دولته، وَقْعٌ عالمي كبير في ظل التحولات التي يشهدها العالم، بل كان الرجل يتكلم عن دولة ستغير خريطة الشرق الوسط، وملامح العالم السياسية والاقتصادية، ولم يبق له تخوّفٌ إلا من جهة واحدة هي إيران، التي لها طموحاتها في الصراع من أجل اكتساب مواقع نفوذ لها بالمنطقة. أما باقي العالم فمأمون العواقب ومضمون الجانب.
وبعد أقلّ من أسبوعين فقط من هذا اللقاء، حدثت واقعة السابع من أكتوبر في فجره من سنة 2023، والتي أطلق عليها مصطلح “طوفان الأقصى”، إذ هجمت حركة المقاومة الفلسطينية على مناطق حساسة للقوات الصهيونية بداخل الأراضي المحتلة من غلاف غزة، بضربة “أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو تمثلت في إطلاق أكثر من 5 آلاف صاروخ وقذيفة خلال أول 20 دقيقة من العملية، وأسرت وغنمت معدّات، وكما هائلا من الأرشيف والأجهزة المخابراتية الهامة، وانسحبت القوات المهاجمة من ساحة العدو بنجاح، فكانت العملية الأولى من نوعها في تاريخ حركة المقاومة الفلسطينية منذ 1948.
أعلن العدو حالة الحرب ودخل غزة بكل ما أوتي من قوة، ولكنه لم يفلح في سحق المقاومة؛ بل ما تلقّاه من ردود أفعال رجالها لم يكن ينتظره، في حرب غير متكافئة، بل هي حرب عصابات وحرب شوارع؛ لأن المقاومة لا يمكنها مواجهة جيش بدعم دولي مفتوح على مصراعيه، وإنما استطاعت إدارة المعركة لصالحها انطلاقا من الأنفاق، برجال حفاة وصفهم جنود صهاينة بـ”الأشباح”، واستمرّت الحرب أكثر من عشرين شهرا ولا تزال مستمرة بصور مختلفة، ولم ينجح العدو إلا في قتل الأطفال والنساء وهدم البيوت على رؤوس أهلها.
ويهمني هنا عرض ما اكتشفه العالم وتعلّمه من هذه المعركة، من خلال متابعته لها، من ناحية أنها كشفت عن أمور لم تعد مطروحة في الساحة الدولية، فلم يعد متداولا أن فلسطين احتلها الغزاة الصهاينة في سنة 1948، وإنما يعرف العالم أن هناك دولة يهودية معترفا بها من قبل العالم، وقد اعترف بها بعض الفلسطينيين أنفسهم، وهي في تفاوض مستمر لتذليل الصعوبات التي في طريق كل بلد تجاه هذه الدولة!
ولذا رأيت من المهم الكشف عن بعض ما نُسِي في تزاحم الأحداث التي يمكن إيجازها فيما يلي:
أولا: أن الشعب الفلسطيني ليس كله مع التطبيع والمطبعين وطروحاتهم الاستسلامية، وإنما هناك قاعدة عريضة ترى أن بلادها محتلة ولا بد من تحريرها، وقد اجتمعت هذه القاعدة في المقاومة التي أعيد تشكلها وصياغة أنشطتها من جديد ابتداء من الانتفاضات المختلفة والمتنوعة خلال سنوات الثمانينيات، وهي تتطور شيئا فشيها، وقد كشف طوفان الأقصى عن مستوى تطورها هذا، وهي مرشحة للنمو أكثر واستقطاب قوى جديدة من باقي التيارات الوطنية المقاوِمة، من القوى التي يئست من مفاوضات السلطة والوعود الدولية الكاذبة.
المعركة عادت إلى المربع الأول وهو أن فلسطين محتلة من طرف اليهود الذين جاءوا من كل العالم
ثانيا: ما كان يحكي عنه رئيس الوزراء الصهيوني في الأمم المتحدة في الأسبوع الأخير من سبتمبر 2023، كان وهما توهّمه، من أن بلاده أصبحت في مأمن من الحرب، فقد اكتشف العالم أن المعركة عادت إلى المربع الأول وهو أن فلسطين محتلة من طرف اليهود الذين جاءوا من كل العالم إلى “أرض الميعاد”. بل إن بعض اليهود أنفسهم تسلّل إليهم الشك في إمكانية البقاء، فمنهم من عاد لتصديق حاخامات اليهود الذين لا يؤمنون بمشروعية قيام دولة لليهود، إيمانا منهم من أن ذلك ممنوعٌ في ديانتهم، ومنهم من لم يعد يؤمن بوجود أمن في فلسطين بسبب يقظة المقاومة التي سوف لن تتوقف عن مهاجمة الصهاينة.
ثالثا: اكتشاف العالم همجية الصهاينة، فقد شهد العالم وتابعت الشعوب، أن ما قام به الصهاينة خلال العشرين شهرا الأخيرة، لم يعرفه العالم منذ الحرب العالمية الثانية، من تعمّد القتل والتدمير والاعتداء الصارخ على الأطفال والنساء والصحافيين وعمال القطاع الصحي وعمال الإغاثة والدفاع المدني… كل هذه الفئات لها حصانة دولية لا يجوز المساس بها، ومع ذلك قُتل عشرات الآلاف منهم بدم بارد، ولا أحد استنكر ذلك؛ بل وجدت هذه الاعتداءات من الدعم الدولي ما لا يقبله منطق ولا عقل، وبسبب ذلك تحركت شعوب العالم بالمسيرات المليونية مستنكرة هذا التوجّه غير الإنساني الذي انتهجته قيادات الأنظمة الغربية، ومنها على وجه الخصوص الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا تحديدا.
أما على المستوى الرسمي، فالتحرك كان محتشما، ولكن ظهر فيه بعض الجديد، إذ كان لإسبانيا حضورٌ في رفض الجرائم الصهيونية، كما رفعت بعض الدول سقف احتجاجاتها إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمحكمة الدولية، وقد صدرت بالفعل أحكامٌ ضد الصهاينة بوصف نشاطهم العسكري بأنّه يدخل في حروب الإبادة والجرائم ضد الانسانية.
رابعا: سقوط فكرة التطبيع، إذ أن ما تحقق من مشاريع التطبيع مع مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب والسودان والسلطة الفلسطينية، لم يستطع تحقيق الأمن للدولة الصهيونية، ولم يقدر على إقناع المقاومة بثنيها عن خيارها القتالي، والصهاينة لا يمكن أن يستمروا في طريق لا يحقق لهم ما يريدون، وقد أدركوا أن هذه الأنظمة التي وقّعت معها معاهدات الاستسلام لم تستطع تطويع شعوبها وإقناعها بإمكانية السلام معها، بمن في ذلك الدول المجاورة لها مثل: الأردن ومصر.
خامسا: استحالة نجاح مشروع الدولتين وهو الطرح الأقرب للقبول الدولي لفض النزاع المسلح بين المقاومة والصهاينة، لأسباب كثيرة، ومنها أن تصور هاتين الدولتين مختلف فيه بين العرب والصهاينة؛ فالعرب يريدون دولة فلسطينية بصورة، والصهاينة وداعميهم يتصورونها بصورة أخرى.
ومن ناحية أخرى، أكد طوفان الأقصى للصهاينة بعدم جدوى الدولة الفلسطينية، وقد أثبتوا أنهم مصدر قلق وسيبقون كذلك… فإذا كان الفلسطينيون بوضعهم الحالي وقد طوّروا قواتهم القتالية إلى هذا المستوى، فماذا يكون الأمر لو كان لهم دولة؟
سادسا: انهيار القيم السياسية والتنظيمات الدولية التي أنشئت بعد الحرب العالمية الثانية، وفجائية الكثير من الأحداث بفضل تقارب نهاية الدورة الحضارية للمجتمعات الحالية، التي تحكم العالم اليوم، والتسارع الاجتماعي الثقافي السياسي بفضل تقارب العالم وتيسير التواصل وتلقائية تبادل التجارب بين الشعوب، إذ أضحى حضور الشعوب في المسرح السياسي في العالم أكثر من حضور الأنظمة.
سابعا: سقوط نظام الأسد ونشأة النظام الجديد في سوريا، وإمكانية تطور علاقاته الإيجابية مع حزب الله بالجنوب في ظل الدولة اللبنانية، وعودة الحزب إلى أصوله التي انشئ عليها أيام صبحي الطفيلي وغيره من المعارضين للعلاقة مع إيران خارج المقتضيات الوطنية اللبنانية، ورغم أن من الناس من يشكك في توجه النظام السوري الجديد ويشكك في مواقفه من القضية بسبب أن بلاده تُقصف ولا يردّ واتهام الرئيس الشرع بتوطيد العلاقات مع الصهاينة والأمريكان، ولكن الحقيقة التي يعرفها التاريخ عن الشعب السوري ونخبه المختلفة، لا يمكن أن يخون القضية، فضلا عن أن النظام القائم اليوم من عمق التركيبة الشعبية الصحيحة بأبعادها القومية الدينية الثقافية… وكما قلت رغم موجة التيئيس التي تحيط بالتجربة السورية، فأنا متفائل جدا بتغيير الواقع في سوريا وبإيجابيته تجاه القضية الفلسطينية تحديدا.
الشروق الجزائرية