150 فيلم في الثانية.. هذه الدولة تطلق أسرع إنترنت في العالم
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
حطمت الصين الرقم القياسي لأسرع اتصال بالإنترنت، حيث أطلقت خدمة سريعة للغاية يمكنها نقل 150 فيلمًا عالي الدقة في الثانية.
ويمتد كابل الألياف الضوئية الذي يبلغ طوله 1864 ميلاً (3000 كيلومتر) على طول البلاد تقريبًا، ويربط بين بكين ووهان وقوانغتشو، بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، قادر على نقل 1.
ويتجاوز الإطلاق أيضًا المواعيد النهائية للصناعة بمقدار عامين، حيث من غير المتوقع إطلاق خدمات بسرعة تيرابايت حتى عام 2025 على الأقل.
وبينما تم تفعيل الشبكة في 31 يوليو الماضي، إلا أنه لم يتم إطلاقها رسميًا إلا خلال مؤتمر صحفي عقد يوم الاثنين الماضي بعد الأداء الجيد في الاختبارات.
تعاونت جامعة تسينغهوا، وهي إحدى المؤسسات الأكاديمية الرائدة في الصين، مع شركة China Mobile وHuawei وشبكة التعليم والبحث الصينية (CERNET) لتطوير الشبكة.
وباعتبارها اتصالاً عموديًا، ستشكل الخدمة فائقة السرعة جزءًا من اتصالات الإنترنت الأساسية التي تنقل كميات هائلة من البيانات بين شبكات الكمبيوتر المختلفة.
وفي العام الماضي فقط قامت الولايات المتحدة بتحديث خدمتها الأساسية للإنترنت، Internet2، لتصل سرعتها إلى 400 غيغابايت في الثانية.
ومع ذلك، فإن معظم الخدمات الأساسية في جميع أنحاء العالم أبطأ بأكثر من 10 مرات من الاتصال الجديد في الصين، ولا تنقل سوى حوالي 100 جيجابايت في الثانية.
وفي حديثه في المؤتمر الصحفي، قال وو جيان بينغ، عميد معهد أبحاث الشبكات بجامعة تسينغهوا، إن العمود الفقري سيمنح الصين "التكنولوجيا المتقدمة لبناء إنترنت أسرع".
وأضاف السيد جيان بينغ :" أن العمود الفقري يوفر احتياطيات تكنولوجية مهمة وسيصبح بالتأكيد مساهمة الصين الهامة في تطوير الجيل القادم من الإنترنت العالمي"، وتعد الشبكات الأساسية مثل هذه ضرورية للنمو السريع للصناعات المعتمدة على البيانات، وتدعم شبكات الجيل الخامس (5G) التي تسمح للسيارات ذاتية القيادة والمركبات الصناعية.
وادعى السيد مينجوي أن هذه الشبكة الفردية ستكون أرخص وأسهل في الإدارة، والأهم بالنسبة للصين هو أن الشبكة تستخدم فقط المكونات والبرامج الصينية الصنع، وأصبحت الصين تشعر بالقلق إزاء اعتمادها على الولايات المتحدة واليابان للحصول على مكونات مثل أجهزة التوجيه.
ومع ذلك فإن كل شيء في العمود الفقري الجديد يتم إنتاجه محليًا بعد أن حققت فرق البحث تقدمًا في مجموعة واسعة من المجالات، وعلى وجه الخصوص، قام السيد جيان بينغ وفريقه بإنشاء جهاز توجيه إنترنت فائق السرعة خاص بهم، وهو قادر على التعامل مع بيانات أكثر من أي طراز سابق.
وفي الصين، يواجه مستخدمو الإنترنت نظامًا صارمًا من الرقابة يقيد الوصول إلى وسائل الإعلام الغربية ويحد من مناقشة الموضوعات الحساسة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: العمود الفقری فی الثانیة
إقرأ أيضاً:
النظام العالمي أسسته أميركا بعد الحرب العالمية الثانية.. هل يهدمه ترامب؟
واشنطن- قبل 80 عاما خرجت الولايات المتحدة كأكبر المنتصرين من الحرب العالمية الثانية، وبعيدا عن الدمار الذي شهدته اليابان ودول جنوب وشرق آسيا، دمرت الحرب القارة الأوروبية خاصة فرنسا وألمانيا وروسيا، وإلى حد كبير بريطانيا، وكبَّدتها ديونا ضخمة، وبدأت معها خسارة إمبراطورياتها الاستعمارية حول العالم.
ولم ينجُ من الخسائر الكبيرة إلا الولايات المتحدة بسبب مشاركتها المتأخرة في القتال، إضافة إلى عزلتها الجغرافية بين المحيطين، الأطلسي شرقا والهادي غربا. ولاغتنام هذه المكاسب، أسست أميركا نظاما عالميا، ماليا اقتصاديا، وسياسيا إستراتيجيا، لتضمن من خلاله هيمنتها على العالم الجديد في عقود ما بعد الحرب العالمية الثانية.
وظهرت مؤسسات عالمية اقتصادية مثل البنك الدولي وصندوق النقد، وأصبح الدولار العملة غير الرسمية للتبادلات الدولية، كما أسست واشنطن التنظيم الدولي في مؤسساته الحديثة من هيئة الأمم المتحدة، ومنظماتها المتخصصة، وعسكريا أسست حلف "الناتو"، وعبر هذه الأدوات سيطرت أميركا على العالم خلال العقود الثمانية الماضية.
تضحيات أميركاومنذ بدء فترة حكمه الثانية، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب حربا تجارية على جيرانه وأقرب شركائه التجاريين، كندا والمكسيك، وطالب الدانمارك ببيعه جزيرة غرينلاند وأن تسلم بنما قناتها المائية لأميركا.
إعلانوتحرك ترامب للانسحاب من منظمة الصحة العالمية، التي ساعدت الولايات المتحدة في تأسيسها، وألغى معظم برامج المساعدات الخارجية لفقراء العالم، ويقول إن العالم كله يستغل هذا النظام الدولي لاستغلال أميركا، والإضرار بمواطنيها ومصالحها.
ورغم ذلك، أصدر البيت الأبيض بيانا للاحتفال بما اعتبره "واحدة من أكثر الانتصارات الملحمية لقوى الحرية بتاريخ العالم"، وأضاف البيان "لولا تضحيات جنودنا الأميركيين، لما كُسِبت هذه الحرب، وسيبدو عالمنا اليوم مختلفا تماما، ونجدد التزامنا بالحفاظ على أميركا والعالم بأسره آمنا مزدهرا وحرا".
ويمثل إعلان ترامب في الاحتفال "بيوم النصر" في 8 مايو/أيار 2025، دليلا على إدراكه لأهمية هذا اليوم، بالرغم مما يتخذه من قرارات تعصف بالنظام الذي بني على أساس نتائج هذه الحرب.
ويقول الرئيس التنفيذي لمشروع الأمن الأميركي، ماثيو والين، "أشعر بالفزع من المحاولات المتعمدة لتفكيك الأنظمة التي عملت الولايات المتحدة بشق الأنفس لتجميعها على مدى السنوات السبعين الماضية، أخشى أننا فشلنا في تعلم دروس الماضي. لم يكن النظام مثاليا لأي شخص، لكنه أفضل نظام طوره هذا الكوكب حتى الآن".
ليس الوحيدوعلى مدار تاريخها الممتد لـ249 عاما، دفع تيار أميركي قومي قوي إلى انعزال بلاده عن تقلبات ومعارك السياسة الدولية خاصة في الساحة الأوروبية.
ويشير خبير الشؤون الدولية، ولغانغ بوستزتاي، إلى أن ترامب لم يخترع نهج "الانعزالية الأميركية"، بل كان منذ جورج واشنطن أحد مفاهيم السياسة الخارجية الرائدة، وأكثرها شعبية خاصة بين الجمهوريين، ويضيف "هيمنا على معظم القرن التاسع عشر وحتى الهجوم على بيرل هاربر (1942). غالبا ما تم دمجها مع التدخل في نصف الكرة الغربي".
إعلانويقول للجزيرة نت، إن هذا النهج الانعزالي العام لإدارة ترامب يتم تجنبه من خلال الإجراءات التي تعزز المصالح الوطنية الأميركية على مستوى العالم وعند الضرورة. وأضاف "يجب النظر إلى جميع إجراءات السياسة الخارجية لترامب من هذا الجانب. فعندما لا يكون هناك شيء ما في المصلحة الوطنية بوضوح، يتم لعب ورقة الانعزالية".
"أميركا أولا"
من جانبه، أشار والين إلى أن الهدف المعلن للرئيس ترامب في "زعزعة" النظام الدولي الأميركي الصنع هو محاولة لإعادة التوازن إلى علاقة أميركا بالعالم لمعالجة ما يراه "ظلما" في العلاقة. وهو يعتقد "أن الاختلالات في الإنفاق التجاري والدفاعي تأتي على حساب الولايات المتحدة".
فيما أشار بوستزتاي إلى أن المنظمات والتحالفات الدولية هي "أداة إستراتيجية" للأداة الدبلوماسية لسلطة الدولة، وتستخدِم معظم الدول هذه الأداة وفقا لمصالحها الوطنية، وتلعب الأمم المتحدة دورا رئيسيا في النظام العالمي.
وبما أن أميركا -يقول بوستزتاي- لم تعد تؤمن بهذا النظام، على الأقل ليس بشكل كامل، فقد تراجعت أولوية الأمم المتحدة لدى واشنطن، وينعكس ذلك أيضا "بخفض التمويل المقدم لها ولمنظماتها الفرعية".
وعن الناتو، قال بوستزتاي إن "الحلف" كان أداة مهمة لأميركا لاحتواء النفوذ الروسي على مستوى العالم والسيطرة على سوق الدفاع الأوروبي الضخم.
كما يوفر الناتو للولايات المتحدة مجموعة من الشركاء عند الحاجة للعمليات العسكرية في جميع أنحاء العالم لمواجهة التهديدات المشتركة، كما يعد وصول أميركا إلى أراضي الناتو ميزة جيوستراتيجية هائلة، ويوفر الوصول إلى القواعد الأمامية للعمليات العالمية، بما في ذلك الدفاع الصاروخي الباليستي والحرب المضادة للغواصات.
لذلك، توقع ولغانغ أن تظل أميركا "ملتزمة" بالناتو خلال رئاسة ترامب، وتدفع الأوروبيين إلى إنفاق المزيد على الدفاع. ويضيف "لن يزيد هذا الفرص المتاحة لصناعة الدفاع الأميركية فحسب، بل سيساعد في تحرير الموارد لمنطقة المحيط الهادي لمواجهة طموحات الصين المتنامية".
إعلانوعن فهمه لما تعنية رؤية ترامب "أميركا أولا" لهذا النظام الدولي، قال والين إن عقيدة أميركا في ظل إدارة ترامب تشير إلى أنها لن تنظر بعد الآن في قيمة العلاقات الدولية التي لا تُظهر أي فائدة للولايات المتحدة. كما أنها "لن تلتزم" بأي اتفاقيات لا تظهَر مظهر انتصار واضح لأميركا التي تتوقع من هذه المنظمات الدولية أن تفعل المزيد لنفسها".
البديلفيما قال والين للجزيرة نت إن البديل عن "النظام العالمي" -رغم عيوبه- هو الهيمنة الروسية أو الصينية والعودة إلى معايير ما قبل الحرب العالمية الثانية لحل الصراع.
بينما يرى بوستزتاي أنه ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا، لم يعد هناك نظام قائم على القواعد في العلاقات الدولية، ويتطلب مثل هذا النظام على الأقل أن تلتزم الجهات الفاعلة الرئيسية بالقواعد وأن هناك طرقا جادة لمعاقبة أولئك الذين لا يفعلون ذلك.
وقال إن البديل هو مزيج من "النظام العالمي" وعالم من التحالفات والقوة العسكرية الاقتصادية متعدد الأقطاب، وهذا يعني أنه يمكن للفاعل التعامل مع بعض الجهات الأخرى بناء على النظام العالمي، بينما يتعين عليه التعامل مع الآخرين الذين يعتمدون على قوته وعلى التحالفات.
وأضاف "بشكل عام، هذا لا يجعل العالم أكثر أمانا، ولكن من الناحية الواقعية، سيكون هذا هو الحال لمدة 10 سنوات على الأقل، وربما لفترة أطول".