«الصحة» تنظم ورشة تدريبية لسفراء الصحة والعمر المديد
تاريخ النشر: 24th, June 2025 GMT
دبي: «الخليج»
نظمت وزارة الصحة ووقاية المجتمع على مدار ثلاثة أيام، ورشة تدريبية متخصصة لسفراء الصحة والعمر المديد، بمشاركة نخبة من أفراد المجتمع من مختلف إمارات الدولة، ممن هم في منتصف العمر، تم اختيارهم ليكونوا سفراء مؤثرين في نشر الثقافة الصحية الداعمة لجودة الحياة مع التقدم في العمر، وذلك في إطار تحقيق استراتيجية الوزارة نحو رفع مستوى الصحة العامة لدى مجتمع وقائي واعٍ وآمن وملتزم صحياً.
وتأتي هذه الورشة التي عقدت في ديوان الوزارة في دبي ضمن جهودها الرامية إلى ترسيخ نموذج مجتمعي قائم على التمكين الصحي والوقاية الاستباقية، بما ينسجم مع توجهات الدولة ومبادراتها الوطنية في مجال الصحة العامة، لا سيما السياسة الوطنية لتعزيز أنماط الحياة الصحية.سفراء الصحة
وتعد مبادرة «سفراء الصحة والعمر المديد» إحدى المبادرات الريادية التي أطلقتها الوزارة، لتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية تبني أسلوب حياة صحي ومستدام، ودعم جهود الدولة في زيادة الوعي بمفاهيم التقدم في العمر الصحي، وذلك من خلال تدريب مجموعة من الرياضيين النشيطين اجتماعياً في منتصف العمر، من مختلف إمارات الدولة، ليصبحوا سفراء يمثلون الإمارة التي ينتمون إليها، ليسهموا في الحملات التوعوية التي تنظمها الوزارة، ونشر الرسائل الصحية الإيجابية، وتمثيل نماذج حقيقية للتقدم في العمر بأسلوب صحي، إلى جانب المشاركة الفعّالة في الأنشطة المجتمعية والرياضية التي تعزز مفهوم الشيخوخة النشطة وجودة الحياة.
وضمت قائمة سفراء الصحة والعمر المديد الشيخ محمد القاسمي، ويوسف القيواني، وسعيد ظريف الشامسي، وسعيد المعمري، وحميد بوعجيل الشامسي، وأحمد المرزوقي، إلى جانب ساري الشيخ النجاري، وسلطان محمد العبيدلي.
ويندرج هذا التدريب ضمن إطار شامل يركز على تعزيز الوعي الصحي، وتطوير المهارات القيادية والاتصالية، وتمكين المشاركين من أداء دور فعّال في حملات التوعية والأنشطة المجتمعية التي تنظمها الوزارة بالتعاون مع شركائها، لزيادة مستوى التثقيف الصحي، وشهدت الورشة، تنفيذ 18 جلسة ومحاضرة علمية وتفاعلية، قدمها 14 محاضراً وخبيراً من الجهات الصحية والجامعات والمؤسسات المجتمعية.
وأكد الدكتور حسين الرند، وكيل الوزارة المساعد لقطاع الصحة العامة، أن مبادرة «سفراء الصحة والعمر المديد» تجسيد عملي لاستراتيجية الوزارة في التحول إلى نموذج رعاية صحية استباقي قائم على المشاركة المجتمعية والوقاية الشاملة، من خلال تعزيز الوعي وتمكين أفراد المجتمع من أداء دور حيوي في تحسين مستوى الصحة العامة، وهو خيار استراتيجي لضمان استدامة النظام الصحي للمجتمع مع التقدم في العمر.
وأشارت الدكتورة سعاد العور، رئيس قسم صحة الأسرة، إلى أن هذه الورشة تميزت بروح الالتزام والحماسة لدى المشاركين، وهي مؤشرات مشجعة على بناء جيل من القادة الصحيين المجتمعيين الذين يحملون الرسالة التوعوية بكل وعي واقتدار.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات وزارة الصحة ووقاية المجتمع الصحة العامة فی العمر
إقرأ أيضاً:
تعافي القطاع الصحي في ولاية الخرطوم وتحديات الحرب
الخرطوم- بعد أن توقفت أصوات المدافع في شوارع العاصمة الخرطوم، بدأت مستشفياتها في مواجهة التحديات التي يعاني منها القطاع الصحي لإعمار ما دمرته الحرب.
وكان الجيش السوداني قد اتهم قوات الدعم السريع، بعد اندلاع المواجهات في أبريل/نيسان 2023، باتخاذ العديد من المستشفيات ثكنة عسكرية، منها مستشفى الدايات بمدينة أم درمان والشعب والأسنان بالخرطوم، مما أدى إلى خروجها وغيرها عن الخدمة وتوقفها عن تقديم الرعاية الصحية للمرضى، خاصة تلك التي تقع تحت نطاق سيطرة الدعم السريع.
ونتيجة للمواجهات العسكرية في العاصمة السودانية، تضررت العديد من مراكز تقديم الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات، وخلفت وراءها آلاف الضحايا ليصبح القطاع في حالة يرثى لها.
وتتسارع الخطى يوما بعد آخر لإعادة تأهيل المؤسسات الصحية في الولاية وإعمار ما لحق بها من خراب ودمار وصفته وزارة الصحة في الخرطوم بالممنهج والمخطط له من قبل الدعم السريع.
وبحسب تصريحات وزير الصحة المكلف بولاية الخرطوم فتح الرحمن محمد الأمين، فإن القطاع الصحي بالعاصمة تعافى بصورة كبيرة بعد أن كانت قوات الدعم السريع قد دمرت ما يقارب 256 مركزا صحيا بمحليات الولاية السبع.
وأضاف للجزيرة نت أن الجهود المبذولة من قبل الشركاء في وزارة الصحة الاتحادية والمنظمات والمبادرات المجتمعية أدت إلى تسريع عمليات إعادة تأهيل هذه المراكز. وأشار إلى تشغيل أكثر من 196 مركزا للرعاية الصحية و30 مستشفى تعمل بطاقتها الكاملة، وما تبقى من أخرى يعمل بصورة جزئية، وستُؤهّل وفقا للخطة الموضوعة خلال شهر.
أما بخصوص تحديات التأهيل وإعادة الإعمار التي تشهدها مستشفيات العاصمة، يرى محمد الأمين أن الوزارة قادرة على تجاوزها. ويوضح أن جهود تعافي المستشفيات والقطاع الصحي في الولاية أحرزت تقدما ملحوظا بفضل الدعم المستمر من قبل وزارة الصحة الاتحادية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمات دولية ومجتمعية، وستسهم في تحسين الخدمات الطبية التي يحتاجها المرضى وستكون مُرضية لهم.
إعلانوفي ظل الصعوبات التي واجهتها الولاية في فترة الحرب من تدمير للبنية التحتية ونهب المعدات الطبية من قبل ما وصفها الوزير بالمليشيا، برزت جهود المنظمات المحلية والدولية "كشعاع أمل من بين أنقاض المباني" لتأهيل القطاع الصحي، حيث انعكس دورها بالتعاون مع الجهات الحكومية المختصة في تدريب الكوادر الطبية وتقديم الدعم اللوجستي، مما أسهم في استعادة كثير من مستشفيات الخرطوم لعافيتها وعزز من قدرتها على تقديم رعاية أفضل للمرضى.
تفاؤلمن جانبه، يقول مدير مستشفى ابن سينا التخصصي محمد إدريس عكاشة -للجزيرة نت- إنه متفائل بتطوير الخدمات الصحية وعودتها بشكل أفضل بعد دعم وتدخل العديد من المنظمات والجهات وحتى من قبل المواطنين، من خلال جهود النظافة والمحافظة على البيئة التي شهدتها المؤسسات الصحية بولاية الخرطوم.
وتتمثل حاجة هذا القطاع في المرحلة الحالية -بحسب عكاشة- في عودة الكوادر والكفاءات الطبية التي غادرت البلاد نتيجة الحرب، نظرا للدور المهم الذي يمكن أن يقدموه للنهوض بخدمات الرعاية الصحية.
من جهتها، تحكي الطبيبة فاطمة بابكر اختصاصية أمراض النساء بمستشفى "النو" فصول معاناتها التي عايشتها في فترة الحرب قبل إحكام الجيش السوداني سيطرته على العاصمة الخرطوم، وتقول -للجزيرة نت- إنه رغم عمليات القصف التي استهدفت المستشفى فإنها فضلت البقاء ومواصلة عملها.
وتضيف أن المستشفى كان الأقرب لسكان محليتي أم درمان وكرري وذلك ما جعلها تعمل ساعات طويلة في ظروف وصفتها بالحرجة، إذ إنهم في بعض الأحيان يقومون بتحويل المرضى إلى عيادات خارج ولاية الخرطوم بسبب محدودية الإمكانات وتوقف العديد من المستشفيات داخل الولاية.
تحسن الخدماتوتؤكد فاطمة أن القطاع الصحي يشهد تعافيا بنسبة كبيرة عما كان عليه في السابق، وأنه يحتاج إلى تضافر الجهود وعودة الكوادر الطبية، و"إلى وقت أطول حتى يتعافى بصورة كاملة".
من ناحيته، يقول محمد الريح، الذي كان نازحا في ولاية البحر الأحمر وعاد إلى الخرطوم مؤخرا بعد إصابته بالملاريا، للجزيرة نت، إنه كان يتخوف من عدم وجود مركز صحي بالحي الذي يقطنه في منطقة الفتيحاب وفقا لما شاهده من دمار أثناء رحلة عودته إلى منزله، ووصف الأمر بالمفاجئ له فور وصوله وتلقيه الخدمة الطبية اللازمة في المركز الصحي، فلم يكن يتوقع أن المراكز الصحية تعمل بصورة طبيعية.
وعادت مستشفيات عدة إلى الخدمة بعد توقفها أكثر من عامين جراء الحرب وشهدت تحسنا في تقديم خدماتها الطبية، منها مستشفى أم درمان التعليمي، ومستشفى الخرطوم التعليمي، ومستشفى إبراهيم مالك، ومركز الشعبية جنوب، بالإضافة إلى مستشفيات ومراكز رعاية صحية أخرى.