دعا الرئيس الصيني، شي جين بينج أمس الأربعاء بكين وواشنطن إلى تبني رؤية جديدة والعمل معا على بناء خمس ركائز للعلاقات الثنائية.
وقال الرئيس شي خلال اجتماعه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في فيلولي إستيت بولاية كاليفورنيا، إنه يتعين على الصين والولايات المتحدة العمل معا على تطوير فهم صحيح للعلاقات بشكل مشترك.

إدارة الخلافات
وذكر الرئيس شي أن الصين ملتزمة دائما بإقامة علاقات مستقرة وصحية ومستدامة مع الولايات المتحدة، وأن الصين لديها مصالح يجب صونها، ومبادئ يجب التمسك بها، وخطوط حمراء يجب عدم تجاوزها، معربا عن أمله في أن يصبح البلدان شريكين يحترمان بعضهما البعض ويتعايشان في سلام.
وقال الرئيس شي إنه يتعين على الصين والولايات المتحدة إدارة الخلافات بفعالية. 

وشدد على ضرورة ألا تشكل الخلافات هوّة تفصل بين البلدين، مضيفا أنه يتعين على الجانبين بدلا من ذلك البحث عن سبل لبناء الجسور لمساعدتهما على السير باتجاه بعضهما البعض.

المزيد من التواصل
وأشار الرئيس شي إلى أنه من المهم أن يقدر الجانبان مبادئ كل منهما الآخر وخطوطه الحمراء، وأن يتجنبا التقلب والاستفزاز وتجاوز الخطوط.

وأضاف الرئيس شي أنه يتعين عليهما إجراء المزيد من التواصل والمزيد من الحوارات والمشاورات والتعامل مع خلافاتهما وحوادثهما بهدوء.

التعاون المتبادل
وذكر الرئيس شي أنه يتعين على الصين والولايات المتحدة دفع التعاون متبادل المنفعة بشكل مشترك. وقال إن البلدين لديهما مصالح مشتركة واسعة في مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك مجالات تقليدية مثل الاقتصاد والتجارة والزراعة، فضلا عن مجالات ناشئة مثل تغير المناخ والذكاء الاصطناعي.

وصرح الرئيس شي بأنه في ظل الظروف الحالية، لم تتناقص المصالح المشتركة للبلدين، بل زادت.

وأضاف أنه من الأهمية بمكان تحقيق الاستفادة الكاملة من الآليات المستعادة والجديدة في السياسة الخارجية، والاقتصاد، والمالية، والتجارة، والزراعة وغيرها من المجالات؛ والقيام بتعاون في مجالات مثل مكافحة المخدرات، والشؤون القضائية وشؤون إنفاذ القانون، والذكاء الاصطناعي، والعلوم والتكنولوجيا.

كما دعا الرئيس شي الصين والولايات المتحدة إلى تحمل المسؤوليات بشكل مشترك كدولتين كبيرتين. 

وقال إن المشكلات التي تواجه المجتمع البشري لا يمكن حلها دون التعاون بين الدول الكبرى.

التنسيق لحل الأزمات الدولية
وأضاف أنه يتعين على الصين والولايات المتحدة أن تكونا مثالا يحتذى به، وأن تعززا التنسيق والتعاون في القضايا الدولية والإقليمية، وأن توفرا المزيد من المنافع العامة للعالم.

تعميق التبادلات الشعبية
ومن ناحية أخرى، حث الرئيس الصيني الصين والولايات المتحدة على العمل بشكل مشترك على تعزيز التبادلات الشعبية. 

وقال إنه يتعين على الجانبين زيادة الرحلات الجوية المباشرة، ودفع التعاون السياحي قدما، وتوسيع التبادلات دون الوطنية، وتقوية التعاون التعليمي، وتشجيع ودعم المزيد من التفاعلات والتواصل بين شعبيهما، من أجل توطيد أساس التنمية الصحية للعلاقات الصينية-الأمريكية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الرئيس الصيني شي جين بينج الرئيس الأمريكي جو بايدن الصين والولايات المتحدة خطوط حمراء بكين وواشنطن الرئيس الأمريكي الذكاء الرئيس الصيني شي بشکل مشترک الرئیس شی أنه یتعین المزید من

إقرأ أيضاً:

باحثون يمنيون يطرحون خارطة طريق سياسية لبناء الدولة المدنية واستعادة القرار الوطني  ويؤكدون بأنه لا خلاص لليمن إلا بالعلم وإنهاء العسكرة.. عاجل

اختتمت في مدينة إسطنبول التركية، اليوم الأحد، فعاليات المؤتمر الأول للباحثين والخبراء اليمنيين الذي انعقد خلال الفترة من 11 إلى 12 أكتوبر 2025، تحت شعار "لا إمام سوى العلم"، بتنظيم من مؤسسة توكل كرمان، وبمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين اليمنيين من داخل البلاد وخارجها، يمثلون أكثر من خمسة عشر بلداً حول العالم.

المؤتمر، الذي يُعد أول ملتقى علمي من نوعه يجمع العقول اليمنية في الخارج والداخل، ناقش أكثر من أربعين بحثاً ودراسة أكاديمية تناولت مختلف جوانب المسألة اليمنية، من التعليم والصحة إلى الاقتصاد والطاقة والهوية الوطنية والسياسة، وقدم رؤى علمية وعملية يمكن أن تسهم في صياغة حلول واقعية لأزمات البلاد. ومن المقرر أن تُنشر هذه الأوراق في كتاب علمي شامل يوثّق أعمال المؤتمر وتوصياته النهائية.

وأكد البيان الختامي أن اليمن يعيش منذ أكثر من عقد في “مرحلة تيه وفقدان للبوصلة”، وأن السياسة بمفردها لم تعد قادرة على اجتراح الحلول، داعياً إلى إشراك النخب العلمية في النقاش الوطني وصناعة القرار، باعتبار ذلك ضرورة وطنية لإنقاذ الدولة والمجتمع.

في الجانب السياسي
 شدّد المؤتمر على أهمية التمسك بالثوابت الوطنية المتمثلة في النظام الجمهوري، والوحدة، والديمقراطية وفي مقدمتها حرية التعبير والفكر والبحث العلمي والتداول السلمي للسلطة من خلال الاقتراع الحر المباشر، ويشدد على أهمية نزاهة الحكم، واستقلال القرار الوطني. 
كما أكد المؤتمر أيضا على ضرورة وجود قيادة وطنية موحدة ذات رؤية جامعة تتبنى عقدًا اجتماعيًا جديدًا يقوم على أسس المواطنة والكفاءة، ويضمن المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية، ويجرّم خطاب الكراهية والإقصاء، ويعيد بناء الحركة الوطنية كمرجعية جامعة للمجتمع.
وطالب البيان على ضرورة إنهاء مظاهر العسكرة وبناء الدولة المدنية من خلال نزع سلاح الجماعات المسلحة، وإعادة تأهيل ودمج المقاتلين في مؤسسات الدولة، بما يعزز سيادة القانون ووحدة القرار الوطني، واعتماد ميثاق شرف سياسي يجرم كل أشكال الكراهية ودعاوى التفوق العنصري. 

وفي التعليم الأكاديميشدد مؤتمر الباحثين والخبراء على تأسيس رؤية وطنية شاملة لإصلاح حقلي التعليم الجامعي والبحث العلمي ومواءمة التخصصات مع متطلبات التنمية المستقبلية (كالذكاء الاصطناعي، الطاقة المتجددة، والأمن السيبراني) وربطها بسوق العمل.
وشددوا على حماية السلسلة الأكاديمية كلها من الطالب الجامعي إلى المنهج التعليمي فالأستاذ. في سبيل ذلك لا بد من حياد التعليم إيديولوجياً، والعناية بالأستاذ الجامعي بوصفه عنصراً جوهرياً في الأمن الوطني، وحارساً للمستقبل. 
كما طالبو ايضا بتوفير بيئة تعليمية عادلة ومحفزة تعزز الهوية الوطنية وتضمن عدالة الوصول للتعليم، والاستفادة من خبرات وكوادر المهجر في تطوير التعليم العالي والبحث العلمي.


وحول البنية التحتية الطبيةفي اليمن شدد الببان الختامي للمؤتمر على  توسيع نطاق الخدمات الصحية لتصل إلى الريف وتفعيل نظام التأمين الصحي الشامل من خلال إعادة هيكلة التمويل الصحي وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص والمجتمع والجهات الدولية لضمان الاستدامة.
كما نوه البيان أن الحروب والصراعات تترك من خلفها مجتمعات سقيمة، وأن الأثر النفسي للحروب قد يبلغ جيلين وثلاثة في المستقبل، وهو أمر يستدعي وضع استراتيجية وطنية كفؤة وذكية قادرة على إدراك الأزمة واحتوائها مع الأيام. 
وطالب المؤتمر بإنشاء نظام وطني متكامل للصحة النفسية والبدنية من خلال تطوير البنية التحتية، دمج الخدمات في الرعاية الأولية، وتحديث منظومة إدارة الدواء لضمان الجودة والسلامة.
وكذلك تفعيل أدوات الذكاء الاصطناعي والرقمنة الطبية لرفع كفاءة الخدمات الصحية، مع فرض رقابة صارمة على القطاع الطبي (عام وخاص) لضمان الجودة والشفافية.

وحول الطاقة والغذاء:
طالب المؤتمر بإقرار سياسة وطنية شاملة للطاقة ترتكز على مراجعة اتفاقيات الغاز والنفط، وإعطاء الأولوية لتلبية احتياجات المواطنين من الكهرباء والغاز، مع التوسع في مشاريع الطاقة المتجددة (شمسية، رياح) وتهيئة البيئة التشريعية والتمويلية، وبناء القدرات الوطنية لإدارة القطاع بكفاءة واستدامة.
وشدد على تعزيز الأمن الغذائي كأولوية وطنية، وتوسيع تقنيات الزراعة المائية المنزلية، وتمكين المجتمعات الريفية من إدارة مواردها، ودعم قطاع العسل اليمني كجزء من برامج التنمية الريفية، بما يجعل الطاقة والغذاء ركيزتين أساسيتين للتعافي وإعادة الإعمار وتعزيز الأمن القومي.
كما أكد البيان على تطوير سياسة وطنية شاملة لحماية البيئة، تتضمن إدارة مستدامة للمخلفات، وتقليل التلوث، وتشجيع إعادة التدوير وممارسات صديقة للبيئة في المؤسسات والمجتمع، وتعزيز الابتكارات البيئية المجتمعية.
وحول الهوية الوطنية وتحولاتها:
طالب المؤتمر بإطلاق مشروع وطني للهوية الجامعة يستند إلى التوافق المجتمعي على العناصر المشتركة، ويستفيد من تجارب الدول في ترسيخ هويتها الوطنية عبر التعليم والإعلام والسياسات الشاملة، بما يعزز قيم العدالة والانتماء ويحصّن المجتمع من الانقسامات المختلفة.
وشدد على توظيف الأدوات الثقافية والفكرية كقوة ناعمة – مثل الأغنية الوطنية، الاجتهاد الديني المستنير، والمنتج الثقافي والإبداعي – لتعزيز الوحدة الوطنية، ومواجهة التطرف بخطاب عقلاني جامع، وإبراز الهوية اليمنية إيجابيًا في الداخل والخارج.
وحول التكنولوجيا: 
طالب بيان مؤتمر الباحثين والخبراء بتوظيف التكنولوجيا والاستفادة من الذكاء الصناعي في التعليم، والصحة ، والزراعة، والإدارة، والبنية التحتية، والطاقة، والحوكمة الرقمية، بما يجعل من الابتكار والمعرفة حجر الزاوية في عملية التنمية والتقدّم.

وفي ختام البيان دعا المؤتمر الدول الصديقة والشقيقة إلى إقامة علاقات قائمة على الشراكة لا التبعية، والتعاون في بناء مستقبل تنموي شامل يعيد لليمن مكانته بين الأمم , وعلى التعاون القائم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. إننا نؤمن بأن الاستعانة بالأصدقاء والأشقاء يجب أن تُوجَّه نحو بناء مستقبلٍ يضع التنمية الشاملة في قلب رؤية استعادة الدولة وبناءها، باعتبارها الطريق الحقيقي نحو نهضة اليمن وتقدّمه وترسيخ مكانته بين الأمم.
كما تعهد المؤتمر بالتزامه بمواصلة العمل من أجل توسيع بقعة الضوء هذه، وإشراك المزيد من الفئات الأكاديمية والعلمية، وتغطية حقول أخرى كالآداب، البيئة، الحوكمة، العلوم الإنسانية وغيرها. وسنعمل معاً من أجل نقاش عام تقوده العلوم والمعارف، ونتجاوز الحدود التقنية للعلم إلى رؤية المسألة اليمنية في صورتها الشاملة.

 

مقالات مشابهة

  • النفط يعوض بعض خسائره مع تركيز المستثمرين على المحادثات الأمريكية الصينية
  • الصين والولايات المتحدة وسباق الهيمنة على قطاع الذكاء الاصطناعي
  • غوتيريش يدعو لوضع خارطة طريق تشمل انتخابات وطنية في ليبيا
  • باحثون يمنيون يطرحون خارطة طريق سياسية لبناء الدولة المدنية واستعادة القرار الوطني  ويؤكدون بأنه لا خلاص لليمن إلا بالعلم وإنهاء العسكرة.. عاجل
  • الأمريكية كوكو غوف تتوج بلقب بطولة ووهان الصينية بتنس
  • الرئيس السيسي: نعمل على توطيد التعاون مع الصين في مختلف المجالات
  • شركات التجزئة الأمريكية تحذف ملايين المنتجات الإلكترونية الصينية من مواقعها
  • عراقجي: إيران والولايات المتحدة تتبادلان الرسائل عبر وسطاء
  • الصين تفرض رسومًا "خاصة" على السفن الأمريكية ردًا على واشنطن
  • من يعرقل تنفيذ خارطة طريق حلّ أزمة السويداء؟