أوضح الرئيس التنفيذي لجمعية إدارة الموارد البشرية بالولايات المتحدة الأمريكية (SHRM) جوني تايلور أن الدراسات الحديثة في مجال الموارد البشرية أشارت إلى أن( 97%) من الموظفين يعتقدون أن التفهُّم والتعاطف مع الموظف من أهمِّ خصائص الثقافة التنظيمية الصحية، وأن (92%) من الباحثين عن الوظائف يبحثون عن المنظمات التي تُبدي تفهُّمًا وتعاطُفًا مع الموظفين، وأن (88 %) من الموظفين يعتقدون أن المديرين المتفهمين والمتعاطفين يُعَدُّون أفضلَ مشرفين؛ وأوضح أن مثل هذه المؤشرات تتطلبُ تحوُّلًا ملموسًا في ممارسات الموارد البشرية في المنظمات لتلبية هذه التطلعات.


جاء ذلك في لقاء عقده السيد جوني تايلور بمعهد الإدارة العامة، حيث يزور المملكة حالياً. بعنوان: “إعادة النظر في طُرق إعداد قادة المستقبل”، وناقشَ أحدثَ الاتجاهاتِ والممارساتِ العالميةِ في تطوير الموارد البشرية وإعداد القيادات، وذكر خلال اللقاء أن التغييرَ أصبحَ السمةَ البارزةَ في بيئة الأعمال، وأنَّ ثَمَّةَ حاجةً مُلحةً لتحوُّل الموارد البشرية في المنظمات كي تتواكبَ مع هذه التغييرات، وتتمركز حول الموظف ولا سيما بعد جائحة كوفيد 19، إذ أشارت الدراسات إلى أن الموارد البشرية في المنظمات في 2020 كانت تُركِّز على العمل عن بُعد، وتسعى للأمان الوظيفي والصحة الجسدية؛ بينما في المستقبل تُركِّز على المرونة وتنمية المهارات والصحة النفسية.
كذلك تطرَّق تايلور إلى موضوع الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الوظائف خاصةً في مجال الموارد البشرية، حيث أشار إلى أن الذكاء الاصطناعي مثلما يُمثِّل تحديًا، فهو أيضًا يفتح آفاقًا رحبةً ويتيح فرصًا جديدةً في مجال الموارد البشرية، غير أن الذكاء الاصطناعي وحدَه لا يمكن أن يحلَّ محلَّ العنصر البشري؛ وإنما تلاقح أو امتزاج الذكاء الاصطناعي والذكاء البشري معًا هو الذي يُحقِّق زيادةَ العائد على الاستثمار.
من جانبه قال مدير عام الموارد البشرية بمعهد الإدارة العامة وعضو لجنة الاعتماد المهني في الجمعية الأستاذ عبد الرحمن الشعيل،: “نحن فخورون بأن نستضيف شخصيةً بارزةً مثل جوني تايلور، فهذه الزيارة تُمثِّل فرصةً كبيرةً لتبادُل الخبرات والتعلُّم من أفضل الممارسات الدولية في مجال إدارة الموارد البشرية”. وأضاف الشعيل أن هذا اللقاء يأتي ضمن توجُّهات المعهد بقيادة معالي المدير العام الدكتور بندر السجان من حيث تعزيز تبادُل الخبرات والمعارف مع بيوت الخبرة العالمية.
الجدير بالذكر أن جمعية إدارة الموارد البشرية الأمريكية (SHRM) تعتبر أكبر جمعية مهنية لإدارة الموارد البشرية في العالم، وتضمُّ أكثر من 300 ألف عضو في أكثر من 165 دولةً، وتُقدِّم العديدَ من الشهادات والبرامج المتخصِّصة في مجالات الموارد البشرية، ويعدُّ معهد الإدارة العامة أحد أبرز شركاء الجمعية في المنطقة في مجال نَقْل المعرفة والتجارب والخبرات في مجالات الموارد البشرية وتطويرها.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية إدارة الموارد البشریة الموارد البشریة فی ل الموارد البشریة الذکاء الاصطناعی فی مجال

إقرأ أيضاً:

هل تنفجر معدلات النمو الاقتصادي في زمن الذكاء الاصطناعي؟

منذ آلاف السنين، لم يكن النمو الاقتصادي العالمي سوى زحف بطيء يُلاحظ بالكاد. فحتى عام 1700، لم يتجاوز متوسط نمو الناتج العالمي نسبة 0.1% سنويًا، أي ما يعني أن الاقتصاد كان يحتاج نحو ألف عام ليتضاعف، لكن الثورة الصناعية غيّرت ذلك المسار، وتوالت القفزات في معدلات النمو حتى بلغ متوسطه 2.8% في القرن العشرين.

واليوم، يقف العالم أمام وعود جديدة -وربما مخيفة- بانفجار اقتصادي يفوق كل ما عرفه التاريخ، مدفوعًا بما يُعرف بالذكاء الاصطناعي العام، وفقًا لتقرير موسّع نشرته مجلة إيكونوميست.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إسبانيا تعلّق شراء صواريخ إسرائيلية بـ327 مليون دولارlist 2 of 2الذكاء الاصطناعي لتحديد قيمة للعقارات في تركياend of list نمو سنوي يصل إلى 30%؟

وفقًا لمتفائلين من أمثال سام ألتمان، المدير التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي"، فإن الذكاء الاصطناعي قادر في المستقبل القريب على أداء معظم المهام المكتبية بكفاءة أعلى من البشر.

أفكار وادي السيليكون تُراهن على نمو سنوي يتجاوز 20% في الناتج المحلي الإجمالي (شترستوك)

هؤلاء يرون أن النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي العالمي قد يقفز إلى ما بين 20% و30%، وهي نسب غير مسبوقة تاريخيًا، لكنها من وجهة نظرهم ليست أكثر جنونًا من فكرة "النمو الاقتصادي" التي كانت نفسها مرفوضة في معظم تاريخ البشرية.

ومع تسارع تطور نماذج الذكاء الاصطناعي، لم يعد التهديد الأكبر يكمن فقط في إحلالها مكان العاملين، بل في احتمال أن تقود انفجارًا إنتاجيًا شاملًا، يبدّل ليس فقط سوق العمل، بل أسواق السلع والخدمات والأصول المالية أيضًا.

من نمو السكان إلى نمو الأفكار.. والآن نمو الآلات

ويعتمد جوهر نظرية النمو الكلاسيكية على زيادة السكان، التي كانت تسمح بإنتاج أكبر، لكن دون تحسن جوهري في مستوى المعيشة. ومع الثورة الصناعية، تغير هذا النمط، حيث أظهرت الأفكار -لا الأجساد- أنها قادرة على توليد الثروة، وفق ما أوضحه الاقتصادي مالتوس ثم دحضه الواقع لاحقًا.

وبحسب ما نقله التقرير عن "أنسون هو" من مركز "إيبوخ إيه آي"، فإن الذكاء الاصطناعي العام قد يحقق قفزة شبيهة، حيث لا تعود الإنتاجية مرتبطة بزيادة السكان، بل بسرعة تحسين التقنية ذاتها. فحين تصبح الآلات قادرة على تطوير نفسها ومضاعفة قدراتها، فإن النمو يصبح نظريًا غير محدود.

لكن بعض الباحثين -مثل فيليب تراميل وأنتون كورينيك -يشيرون إلى أن أتمتة الإنتاج وحدها لا تكفي لإحداث نمو متسارع ما لم تُستخدم لتسريع الابتكار ذاته، وهو ما قد يُحقق عبر مختبرات ذكاء اصطناعي مؤتمتة بالكامل بحلول 2027، وفقًا لتوقعات "إيه آي فيوتشرز بروجكت".

إعلان الانفجار الاستثماري ومفارقة الفائدة المرتفعة

وإذا صدقت هذه النماذج، فإن العالم سيشهد طلبًا هائلًا على رأس المال للاستثمار في الطاقة، ومراكز البيانات، والبنية التحتية. فمشروع "ستارغيت" من أوبن إيه آي الذي يُقدّر بـ500 مليار دولار، قد يُعتبر مجرد بداية.

ووفقًا لنموذج "إيبوك إيه آي"، فإن الاستثمار الأمثل في الذكاء الاصطناعي لعام 2025 وحده يجب أن يبلغ 25 تريليون دولار.

شركات الذكاء الاصطناعي تعتقد أن أنظمتها ستبدأ بإنتاج أفكار جديدة ذاتيًا (شترستوك)

لكن هذه الوتيرة ستؤدي أيضًا إلى ارتفاع كبير في أسعار الفائدة الحقيقية. فمع توقع ارتفاع الدخول المستقبلية، قد يفضّل الأفراد الإنفاق بدل الادخار، مما يتطلب رفع العوائد على الادخار لجذب الأموال مجددًا. وهذا ما أشار إليه الاقتصادي فرانك رامزي منذ أوائل القرن العشرين، وأكدته النماذج الحديثة التي حللها التقرير.

وفي ظل هذه الديناميكيات، تبقى الآثار على أسعار الأصول غير محسومة. فرغم النمو السريع في أرباح الشركات، فإن ارتفاع أسعار الفائدة قد يقلل من القيمة الحالية للتدفقات النقدية المستقبلية، مما يخلق صراعًا بين عاملَي النمو والعائد.

أين يقف العامل البشري في كل ذلك؟

لكن ماذا عن العمال؟ وهنا، يبرز التحدي الحقيقي، فالذكاء الاصطناعي قد يجعل من التوظيف البشري خيارًا ثانويًا، إذ تضعف الحاجة للعمالة إذا باتت الآلة أرخص وأكثر كفاءة. ومع تقدم التقنية، تنخفض كلفة تشغيل الذكاء الاصطناعي، مما يُضعف الحد الأعلى للأجور التي يمكن دفعها للبشر.

وبحسب دراسة ويليام نوردهاوس الحائز جائزة نوبل، فإن جميع العوائد ستتجه في النهاية إلى مالكي رأس المال، وليس إلى العمال. لذا، فإن من لا يمتلك أصولًا رأسمالية -شركات، أرضا، بيانات، بنية تحتية- سيكون في وضع هش، اقتصاديًا.

رغم ذلك، لا يعني هذا أن الجميع سيخسر. إذ من الممكن أن تنشأ "أمراض باومول المعكوسة" -وهي ظاهرة اقتصادية تشير إلى ارتفاع أجور الأعمال التي يصعب أتمتتها، رغم بطء نمو إنتاجيتها-، حيث ترتفع أجور الأعمال التي يصعب أتمتتها، مثل التعليم، الطهي، ورعاية الأطفال، فقط لأنها تتطلب تفاعلًا بشريًا لا يمكن تعويضه بالكامل.

لكن بالمقابل، فإن أي شخص ينتقل من وظيفة مكتبية تقليدية إلى قطاع يدوي مكثف بالعمل قد يجد أن قوته الشرائية تنخفض، رغم ارتفاع أجره، لأن كلفة هذه الخدمات سترتفع أكثر من أسعار السلع المؤتمتة بالكامل.

هل يتحرك العالم فعلًا نحو "التفرّد الاقتصادي"؟

"التفرّد" -أو لحظة التحول حين تصبح المعلومات تُنتج المعلومات بلا قيود مادية- يبقى مفهومًا جدليًا، لكنه، بحسب نوردهاوس، يمثل الحد النظري النهائي لمسار الذكاء الاصطناعي.

الديناميكيات الاقتصادية التقليدية قد تنهار مع تسارع الذكاء الاصطناعي الذاتي التحسين (شترستوك)

وبعض الاقتصاديين يرون هذا المفهوم دليلا على أن النماذج نفسها ستثبت خطأها، لأن اللانهاية في النمو مستحيلة نظريًا. لكن الوصول إلى مجرد نمو بنسبة 20% سنويًا، وفقًا لإيبوك إيه آي، سيكون حدثًا مفصليًا غير مسبوق في تاريخ البشرية.

مع ذلك، تشير المجلة إلى أن الأسواق لم تُسعّر بعد هذا السيناريو بالكامل. فعلى الرغم من تقييمات التكنولوجيا المرتفعة، فإن عوائد السندات تنخفض غالبًا عقب الإعلان عن نماذج ذكاء اصطناعي جديدة، كما وجدت دراسة لباحثين من معهد ماساتشوستس. بكلمات أوضح: وادي السيليكون لم يُقنع العالم بعد.

إعلان ماذا على الأفراد فعله إذا وقع الانفجار؟

التوصية التي تتكرر في جميع النماذج بسيطة، امتلك رأس المال. ومع ذلك، يبقى من الصعب تحديد أي نوع من الأصول هو الأفضل. الأسهم؟ الأراضي؟ النقد؟ كلها تواجه مفارقات في ظل مزيج من الفائدة المرتفعة، والتضخم المحتمل، والانفجار الاستثماري.

وفي ختام التقرير، تستحضر إيكونوميست قول روبرت لوكاس، أحد أبرز منظّري النمو: "بمجرد أن تبدأ في التفكير في آثار النمو على الرفاه البشري، يصعب التفكير في أي شيء آخر". ومع الذكاء الاصطناعي العام، تضاعف هذا الشعور، وازداد إلحاحه.

مقالات مشابهة

  • «الموارد البشرية» توضح طريقة الحصول على بطاقة امتياز الرقمية لكبار السن
  • وزير “الموارد البشرية” يُشيد بتكامل الجهود الوطنية في مكافحة الإتجار بالأشخاص
  • معضلة الذكاء الاصطناعي والمؤلف العلمي
  • وزير الموارد البشرية والرعاية الاجتماعية يستهل مهامه بخطة مائة يوم من التأمين الصحي
  • طبيبة إيرانية تتولى رئاسة جمعية القلب الأمريكية
  • «الموارد البشرية» تشرح مفهوم الاتجار بالأشخاص وأشكاله
  • «الموارد البشرية»: ندعو الجميع للإبلاغ عن مخالفات نظام العمل عبر القنوات الرسمية
  • "الموارد البشرية" تُسهم بأدوات رقابية ذكية في رفع نسب الامتثال إلى 94% وخفض معدل البطالة
  • الموارد البشرية والتوطين تخالف 40 مكتباً لاستقدام العمالة المساعدة في الدولة خلال النصف الأول
  • هل تنفجر معدلات النمو الاقتصادي في زمن الذكاء الاصطناعي؟