الفرق بين الحسد والغبطة.. لا يعرفه الكثيرون
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد إليها عبر موقعها الرسمي، مضمونه: “ما الفرق بين الحسد والغبطة؟ فبعض الناس عندما يرى ما يعجبه عند الآخرين يتمنى حصول مثل النعمة التي عندهم من غير تمني لزوالها منهم، فقال له أحد أصدقائه: إن هذا حسد، وهو أمر منهي عنه شرعًا؛ فنرجو منكم بيان ما يفعله المسلم إذا رأى شيئًا أعجبه عند غيره وتمناه”.
وردت دار الإفتاء موضحة الفرق، قائلة إن الحسد: تَمَنِّي الحاسد زوال النعمة من المحسود؛ جاء في "القاموس المحيط" للفيروزآبادي (ص: 277، ط. مؤسسة الرسالة): [حَسَّدَه: تَمَنَّى أن تَتَحَوَّل إليه نِعمَتُه وفَضيلَته، أو يُسْلَبَهُما] اهـ.
وهو من الأخلاق الذميمة والأمراض المهلكة التي أمر الله تعالى بالاستعاذة منها؛ قال تعالى: ﴿وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ [الفلق: 5]، ولذا ورد النهي عنه؛ فقد أخرج الإمام أحمد في "مسنده" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا».
وقد وردت أحاديث في السنة تثبت أَنَّ العين حق ولها تأثير على المعيون -أي: مَن أصيب بالعين-؛ منها ما روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «العَيْنُ حَق، وَلَو كَانَ شَيءٌ سَابِقُ القَدَرِ سَبَقَتهُ العَين»، وفي "الصحيحين" من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها: "أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يأمرها أن تسترقي من العين".
قال الإمام ابن حجر في "فتح الباري" (10/ 200، ط. دار المعرفة): [الحق أن الله يخلق عند نظر العائن إليه وإعجابه به إذا شاء ما شاء من ألمٍ أو هلكةٍ، وقد يصرفه قبل وقوعه؛ إمَّا بالاستعاذة، أو بغيرها، وقد يصرفه بعد وقوعه بالرقية] اهـ.
وينبغي على الحاسد أن يجاهد نفسه ألَّا يحسد أحدًا، وإذا رأى ما يعجبه عند غيره أن يدعو له بالبركة، فقد روى ابن ماجه في "سننه" عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ: مَرَّ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ بِسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ، فَقَالَ: لَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ وَلَا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ. فَمَا لَبِثَ أَنْ لُبِطَ بِهِ، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ فَقِيلَ لَهُ: أَدْرِكْ سَهْلًا صَرِيعًا، قَالَ: «مَنْ تَتَّهِمُونَ بِهِ؟» قَالُوا: عَامِرَ بْنَ رَبِيعَةَ، قَالَ: «عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ، فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ».
ولا مانع شرعًا من تمني حصول مثل النعمة التي عند الغير، وهي ما يُعْرَف بـ(الغِبْطَة) أو المنافسة في الخيرات، يقول الفضيل بن عياض: [الغبطة من الإيمان، والحسد من النفاق، والمؤمن يغبط ولا يحسد، والمنافق يحسد ولا يغبط] اهـ. بواسطة: "حلية الأولياء" لأبي نعيم (8/ 95، ط. دار الكتاب العربي).
وأعلى درجات الغبطة أن يقول المرء: "بارك الله لك في نعمائه وزادك من فضله وآتانا مثلك".
هكذا ورد سؤال للدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وذلك خلال لقائه ببرنامج “الدنيا بخير"، المذاع عبر فضائية الحياة، ليجيب قائلاً: “الحسد أشد من السحر”.
وأضاف “عثمان”، أن الحسد أشد، فقد يذهب ما عند الانسان من نعم وعافية، وعلاجه صعب والعين لا تزال بالمرء حتى تدخله القبر، مثل المثل الشهير “ العين فقلت الحجر”، أما السحر فعلاجه بسيط.
وأشار الى أن سبب الحسد هو عدم القناعة بما رزقك الله، فلو رضا كل انسان برزقه وعطاء الله له لم يحسد أحد، فالحسد سبب شرور النفوس.
وتابع قائلاً إن الدنيا لا بد أن يكون فيه الخير والشر، فالدنيا إختبار وابتلاء، والحسد لا بد أن يكون موجودا فى الأرض حتى تظهر أمام نفسك أنك راضٍ بما قسمه الله لك أم غير راضٍ، مثله مثل الظلم، فلا بد من وجود اختبار للإنسان حتى يظهر أمام نفسه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الله ع
إقرأ أيضاً:
«جائزة دبي الكبرى» تستعد لتتويج أبطال العالم في «إكس كات»
دبي (الاتحاد)
تنطلق يوم غدٍ الجمعة، منافسات جائزة دبي الكبرى، المحطة الثالثة والختامية لبطولة العالم للزوارق السريعة فئة «إكس كات»، التي تتواصل حتى الأحد المقبل، وسط ترقب لتتويج أبطال العالم لموسم 2026.
وأكملت كافة الفرق المشاركة تحضيراتها، من خلال خوض التدريبات في مياه بحر دبي، على أن تبدأ يوم الجمعة خوض التدريبات الرسمية، التي يليها سباق تحديد مراكز الانطلاق، ومن ثم السباق الرئيسي الأول ومراسم التتويج الخاصة به، فيما تقام يوم السبت تدريبات رسمية وسباق تحديد مراكز الانطلاق، على أن يكون التدريب الرسمي الأخير يوم الأحد المقبل، ويكون عقبها الترقب الكبير على السباق الرئيسي الثاني والحاسم لتحديد أبطال الموسم، حيث يليه مراسم التتويج.
ويتقدم فريق فيكتوري قائمة المشاركة بقيادة الثنائي سالم العديدي وعيسى آل علي، على متن الزورق رقم 7، وهما اللذان يتصدران ترتيب بطولة العالم حالياً، ويتطلعان إلى قيادة الفريق للفوز للمرة السابعة في تاريخه.
كما تشارك فرق بريطانيا، والسويد، والكويت، والنرويج، وإيطاليا والشارقة، والفجيرة وفاز مارين.
وافتتحت اللجنة المنظمة قرية البطولة على شاطئ كايت بيتش خلف «سنسيتبيتش» مول بجميرا، مع تواجد ممثلي هذه الفرق، إلى جانب استقبال الجماهير الراغبة بمتابعة المنافسات على شواطئ دبي، حيث تُعد هذه واحدة من أبرز الأحداث الرياضية في دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة خلال هذا التوقيت من العام.
وأكد محمد حارب، المدير التنفيذي لنادي دبي الدولي للرياضات البحرية، أن جهود فرق العمل تكللت بنجاح العمليات اللوجيستية في استقبال الفرق المشاركة من داخل وخارج الدولة، وإنجاز كافة الترتيبات اللازمة لضمان تواجد الزوارق السريعة في مواقعها على أهبة الاستعداد للانطلاق في المنافسات، إلى جانب تحضير موقع الحدث بما يليق بمكانة دبي الرائدة عالمياً على صعيد استضافة أكبر البطولات الرياضية، وتحديداً الرياضات البحرية على مدار عقود من زمن دونت خلالها فرقنا وتحديداً الفيكتوري إنجازات عالمية خالدة، ونتطلع أن يواصل هذا الحصاد بالتتويج بلقب هذا الموسم بعد الأداء القوي في الجولة الماضية بالكويت.