الصحراء البيضاء.. الأكثر غرابة وتفرداً في العالم
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
أحمد عاطف (القاهرة)
الصحراء البيضاء في مصر من المناطق الأكثر غرابة وتفرداً في العالم، اكتسبت اسمها نتيجة رمالها البيضاء مترامية الأطراف، كل ما فيها مدهش وينطق بعظمة الخالق، تقع في محافظة الوادي الجديد، على بعد 500 كيلو متر من القاهرة، تمتد على مساحة 4 آلاف كيلو متر مربع.
ماضي المنطقة لا يشبه حاضرها أو مستقبلها، فلم تكن تلك طبيعتها، وإنما ظهرت في عصور ما قبل التاريخ، عندما غمر المنطقة بحر تيثيس الذي ربط قارات العالم القديم ببعضها لتنتج تلك الصحراء قبل 70 مليون سنة، وتضم مجموعة من أندر الظواهر الجولوجية، ولهذا يطلق عليها العلماء لقب المتحف المفتوح لدراسات الحياة البرية والظواهر الطبيعية.
من أبرز تلك الظواهر الصخور التي تتخذ الكثير من الأشكال، من بينها صخرة المفاعل النووي التي تشبه نبات المشروم الصغير، وتبدو وكأن انفجاراً نووياً يحدث على بعد كيلو مترات، وكذلك الصخرة الشهيرة التي تشبه أبا الهول، وتعتبر من أهم عوامل الجذب السياحي.
ويرجح العلماء تشكل تلك الصخور من عاصفة رميلة ضخمة قبل زمن بعيد، لتتحول الرمال إلى عجينة طينية باللون الأبيض ومع عوامل التعرية وتعاقب العواصف تشكلت تلك الصخور حتى وصلت إلى شكلها الحالي.
وأسهمت ظاهرة الكارست الجيولوجية القديمة في حفظ الطبيعة الفريدة للصحراء البيضاء، فالتكلسات حفظت الكهوف والأدوات القديمة والمومياوات، ومازال علماء الجولوجيا يتعقبون تلك الآثار ويدرسون البلورات البيضاء التي تزين وسط الصحراء البيضاء وتشبه قاع البحر تماماً.
وفي الوقت الذي يخشى فيه بعض الناس خوض المغامرات داخل الصحراء بسبب تخوفاتهم من وجود الثعابين والزواحف في جميع الصحاري إلا أن الصحراء البيضاء آمنة تماماً وهذا ما يزيد من تميزها.
لا وجود هنا للزواحف والثعابين من دون أي تفسير لهذه الظاهرة الغريبة، ورغم وجود بعض أشكال الحياة البرية بالصحراء البيضاء حيث تتواجد الغزلان والطيور وبعض أنواع الثعالب والكباش، إلا أنها خالية من الثعابين أو أي حيوانات مفترسة.
وبسبب هذه الميزة الفريدة سنحت الفرصة لمحبي التخييم ومراقبة النجوم لتنظيم رحلات بالصحراء البيضاء، فالسماء صافية ومواتية لمراقبة مجرة درب التبانة والاستمتاع بالليل وسط الرمال البيضاء.
المصدر: صحيفة الاتحاد
إقرأ أيضاً:
غزة تموت جوعا: كيلو الدقيق بـ10 دولارات ولتر الوقود بـ27
وسط حصار خانق تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ أكثر من شهرين، سجّلت أسعار السلع الأساسية مستويات غير مسبوقة وصفت بالخيالية.
هذا الأمر زاد من تفاقم الأزمة المعيشية والإنسانية في القطاع الذي يتعرض لإبادة إسرائيلية من أكثر من 19 شهراً.
ويقول المواطن حسن رسمي للأناضول: "كيلو البطاطا وصل إلى 10.80 دولارات، والبصل مثلها، بينما يُباع كيلو البندورة بـ7.30، والباذنجان بـ8.10، أما الدقيق فبلغ 9.45 دولارات".
ويضيف: "كيس الطحين (50 كيلو) وصل إلى 400 دولار، وهذا يعادل راتب شهر لعائلة كاملة، بل أكثر من ذلك بالنسبة للغالبية".
ويؤكد أن الأسعار لم تعد صادمة للفقراء فقط، بل حتى العائلات الميسورة لم تعد تقوى على الشراء، مؤكدا أن معظم المواطنين يعيشون على فتات ما تبقى لديهم، أو ما يمكنهم مقايضته، إن توفر.
وفي سوق شبه خالٍ من الزبائن، كان أحمد إبراهيم يتنقل بين البسطات القليلة المتبقية بحثًا عن كيلو طحين يناسب ما تبقى في جيبه.
ويروي للأناضول كيف شاهد رجلاً يقايض ربع كيلو قهوة كان يحتفظ به في بيته بكيلو طحين، في مشهد يعكس حجم الانهيار المعيشي الحاصل.
ويقول خالد عبد الرحمن، إنه اشترى كيلو طحين مقابل 35 شيكلًا (9.45 دولارات)، وهو ما تبقى معه من مال.
ويضيف وهو يقلب الكيس ويُخرج منه السوس: "هذا الكيلو يساوي يوما من الحياة... نأكله رغم فساده، لأنه الخيار الوحيد".
ويتابع: "نخلطه بالأرز أو المعكرونة حتى نشبع الأطفال.. المهم يناموا من غير ما يبكوا".
أما الوقود، فقد بلغ سعر اللتر الواحد 27 دولارًا، ما أجبر السكان على التخلي عن السيارات واللجوء إلى الدراجات الهوائية والعربات التي تجرها الحيوانات لقضاء حاجياتهم.
ومنذ 2 مارس/آذار ترتكب إسرائيل أكبر جريمة تجويع بعدما أغلقت معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.
ويعتمد فلسطينيو غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، بشكل كامل على تلك المساعدات بعدما حولتهم الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 19 شهرا إلى فقراء، وفق ما أكدته بيانات البنك الدولي.
وتأتي هذه الأزمة الإنسانية في ظل نزوح أكثر من 90 بالمئة من فلسطينيي القطاع من منازلهم، بعضهم مر بهذه التجربة لأكثر من مرة، حيث يعيشون في ملاجئ مكتظة أو في العراء دون مأوى، ما زاد من تفشي الأمراض والأوبئة.
ويقول محمد جميل للأناضول: "نقترب من المجاعة.. المخزون لا يكفي لأيام، والأطفال وكبار السن يواجهون الموت البطيء بصمت".
ويضيف وهو أب لخمسة أطفال "صارت وجبة اليوم ترف.. نقتات على خليط رز وطحين”
ويؤكد أن عائلته لم تذق طعم الخضار منذ أكثر من أسبوع، وأن كل وجبة تُحضّر في بيته باتت تعتمد على خلط ما تبقى من الأرز مع كميات قليلة من الدقيق غير الصالح للاستهلاك البشري.
ويتابع بصوت حزين: "بعض أكياس الدقيق تفوح منها رائحة تعفن، لكنهم مضطرون لاستخدامها، نخلطه مع الرز أو المكرونة ونحاول نُشبع بطون الأولاد، المهم يناموا من غير ما يبكوا".
ويتابع: "حتى هذه الوجبة أصبحت صعبة.. سعر كيلو الدقيق وصل 35 شيكلاً (9.45 دولارات)".
والأربعاء، أعلنت منظمة المطبخ المركزي العالمي، التي تقدم وجبات طعام لسكان غزة منذ بداية الإبادة، أنها لم تعد قادرة على طهي وجبات جديدة جراء نفاد الإمدادات الغذائية وشحنات الوقود اللازمة لطهي الوجبات أو إعداد الخبز جراء الحصار الإسرائيلي.
وأكدت المنظمة الدولية، أن عملها لا يمكن أن يستمر دون سماح إسرائيل بدخول المساعدات، مشيرة إلى أنها قدّمت خلال الأشهر 18 الماضية في غزة، أكثر من 130 مليون وجبة و26 مليون رغيف خبز.
فيما وصف متحدث اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأوضاع بقطاع غزة الخميس، "جحيم على الأرض"، محذراً من انهيار وشيك للعمل الإنساني جراء استمرار إسرائيل بإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات منذ أكثر من شهرين.
وقال هشام مهنا للأناضول: "الحياة اليومية تحوّلت إلى معركة مستمرة من أجل البقاء، في ظل نزوح جماعي، وفقدان للأحبّة، وحرمان من أبسط مقوّمات الحياة، من غذاء وماء ورعاية صحية ومأوى".
والأربعاء، أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، قطاع غزة "منطقة مجاعة"، بفعل الحصار الإسرائيلي والإبادة الجماعية المستمرة.
يأتي ذلك في ظل تصريحات للسفير الأمريكي في إسرائيل عن عملية "ستبدأ قريبا" لتوزيع مساعدات غذائية في قطاع غزة دون تدخل تل أبيب، وفق صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.
ولم يشر المسؤول إلى الأمريكي إلى مكان مراكز التوزيع، كانت التفاصيل المعلنة للمبادرة الأمريكية "مثيرة للريبة"، خاصة أنها تحقق نفس الغرض المعلن إسرائيليا من مبادرة تروج لها تل أبيب، في الفترة الأخيرة، وهو "إفراغ شمال غزة من المواطنين الفلسطينيين".
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 172 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل.
المصدر : وكالة سوا - الأناضول اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الاحتلال يعتقل 7 فلسطينيين من الخليل ونابلس ترامب قد يعترف بدولة فلسطين خلال قمة السعودية المقبلة تزايد التحذيرات من خطة أمريكية-إسرائيلية جديدة لتوزيع المساعدات في غزة الأكثر قراءة رايتس ووتش: المجتمع الدولي عاجز عن القيام بدوره في غزة مستشفى الكويت برفح يحذّر من انهيار صحي وشيك: 75% من الأدوية مفقودة قيادي في حماس: توسيع العدوان سيُقابل بتوسيع ضربات المقاومة الصحة في غزة: 77 شهيدًا و275 إصابة خلال 48 ساعة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025