«ليلى» براءة أكلتها مياه النار
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
فى صفحة «وراء الجريمة» الأسبوعية، منهج جديد لمتابعات الجرائم بشكل تحقيقى.. نعرض اعترافات وأقوال الجانى والمجنى عليه، وشهود العيان وأسر الضحايا، واستكمالاً وبحثاً من جريدة «الوفد» عن الحقيقة، نفتش ونبحث وراء الجرائم والوقائع الشائكة، بالتواصل مع طرفى كل قضية وحادثة أينما كانا، للاستماع إلى وجهتى النظر، المتهم والضحية، نضع أقوال الطرفين أمام القارئ والحكم له فى النهاية.
جريمة هذا الأسبوع واقعة بشعة هزت القلوب وأثارت الرأى العام، شهدتها إحدى طرق قرية سندبيس بمدينة قها دائرة مركز شرطة القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، حيث تجرد سائق من معانى الانسانية والآدمية ليتحول إلى شيطان لعين، يفتك بجميع معالم البراءة من حوله، حيث قام المتهم يدعى «أ ف أ» «سائق»، بتشويه زهرة البراءة، بعدما سكب جردل «مياه نار» على طفلة ووالدتها، والسبب لم يكن معروفاً، حيث اختلط عليه الأمر وخيل له شيطانه أن هذه المرأة وصغيرتها هما المقصودتان، وفقاً لأقواله فى التحقيقات.
فى هذه المأساة أعد المتهم العدة لتنفيذ جريمته، والمكونة من «جردل من مياه النار» بلغ حجمه 25 لتراً، وتربص بالمجنى عليها «نهلة» البالغة من العمر 28 عاماً، وطفلتها «ليلى» البالغة من العمر 3 سنوات، وفى لحظة شيطانية قام بسكب المياه على وجههما وجسدهما حتى أصابتهم بحروق من الدرجة الثالثة وهما قابعتان الآن فى العناية المركزة بالمستشفى.
«انتهينا من اللبس ونازلين الآن». . آخر ما تفوهت به «نهلة» صاحبة الـ28 ربيعاً، ضحية واقعة الغدر فى القناطر الخيرية لزوجها قبل دقائق من حدوث الواقعة.
وفى تفاصيل الجريمة المروعة، «قال الزوج المكلوم» إسلام محمد، زوج المجنى عليها خلال حديثه لـ«الوفد»: حرام طفلة صغيرة زى بنتى يحصلها كده، طفلة حياتها انتهت قبل أن تبدأ، عايز يحصل فى المتهم زى ما حصل فى بنتى وزوجتى مش هتبرد ولا هيشفى غليلنا غير القصاص العاجل والعادل.
وفى تفاصيل يوم الواقعة، قال الزوج «إسلام محمد» زوج ضحية مياه نار القناطر الخيرية، كنت راجع من عملى، وكانت زوجتى وطفلتى نازلين علشان نتوجه إلى والدتها، وكان مكان التقائنا هو مدينة قها لطريقنا إلى القاهرة، كانت بينا اتصالات كل خمس دقائق للاطمئنان الى وصولهم إلى مكان اللقاء.
استمرت الاتصالات بيننا حتى اتصال استغاثة زوجتى لى، قائلة «الحقنا تعالى عند القاعدة: وهى مكان بين مدينة قها وقريتنا، انتابتنى حالة من الرعب والذعر، ويجول فى ذهنى أفكار كتيرة ومؤلمة، ذهبت أجرى زى المجنون على مكان زوجتى، حتى وصلت إلى المكان.
وتابع «الزوج المكلوم» ووجهه قد كساه الحزن والألم لما وجد عليه زوجته وطفلته، وجدت زوجتى مياه النار تكسو جسمها، وملابسها شبه محترقة، أما طفلتى فوجدتها عارية لم ينجُ من ردائها إلا طوق الفستان حول عنقها، لما فعلته بها مياه النار فى جسمها ووجهها ذهبت بهما إلى المستشفى على الحال.
وأكمل الزوج قائلاً: زوجتى أخبرتنى بأنهما كانتا مستقلتين التوك توك وجدتا شخصاً يتربص بهما، يستقل دراجة نارية، وفجأة وجدنا المتهم يقوم بسكب المياه علينا عند منطقة جنينة البلح، مستكملاً حديثه بنبرةٍ منكسرة: «الحمد الله إنى مافقدتش بنتى، أنا راضى بقدر ربنا وقابل بيه، الحمد الله أنها عايشة».
واستكمل فى لحظة شرود: «ليلى طفلتى وصغيرتى جسمها كله حروق اتشوهت وشها ودانها ساحت، ورجلها كلها حروق، هى فرحتى الأولى والأخيرة الحمد الله، حسبى الله ونعم الوكيل فى المتهم»، وأردف الزوج «إسلام محمد»، كنا ننعم بحياة هادئة أنا وزوجتى وطفلتى لا توجد خلافات مع أحد، والمتهم قد دمر لى حياتى دون ذنب، «موّت لى بيت وقتل براءة بنتى ومراتى، للحد الذى جعل حتى أختى الصغيرة تخاف تروح المدرسة كل ما تفتكر اللى حصل، ليلى بقت خايفة من الناس، كسر الحياة فى قلب طفلة، نشر الرعب والخوف فى بلدتنا الصغيرة الهادئة».
واستعرض الزوج تفاصيل تقرير الطب الشرعى، وجاء فى نص التقرير: الطفلة ليلى إسلام محمد ٣ سنوات، تعانى من حروق كيميائية من الدرجة الثالثة بنسبة ٣٠% بالوجه والعين وحروق متفرقة بالجسم مع تورم بالوجه تم حجز الحالة بالرعاية المركزة، وأن السيدة نهلة فتحى عبدالكريم، ٢٨ سنة، تعانى من حروق كيميائية من الدرجة الثالثة بنسبة ٢٠% حروقاً متفرقة بالجسم تم حجز الحالة بالرعاية المركزة»، وتتحفظ «الوفد» على نشر صور المجنى عليهما عقب الواقعة لبشاعتها.
الأب والزوج المكلوم: حياة طفلتى وزوجتى تدمرت
وبعد بُرهة من الصمت، محاولًا تمالك أعصابه، استكمل حديثه، المتهم كان عقد النية، وعزم وأعد العدة، لكى بقوم بتنفيذ جريمته، وسأل مستنكراً: ماذا استفاد أب مثله متزوج ولديه أولاد، يعمل سائقاً ومزارع بأن يهدم حياتى بهذا الشكل، فضحته الكاميرات التى رصدت حركاته وقت حدوث الجريمة، والكاميرات رصدته من أمام منطقة النافورة، مكان الواقعة بعد ارتكاب الجريمة عاد الى عمله واشتغل فى زراعة أرضه، وكأنه لم يفعل شيئاً «زى اللى قتل القتيل ومشى فى جنازته».
والتمس الزوج من الجهات القضائية توقيع بالقصاص العادل، رغم أن الموت فيه حرام، وظل يصرخ باكياً: «بنتى اتدمرت ليه تعيش حياتها كلها حد يبصلها نظرة استعطاف، ليه حد يفضل يتنمر عليها طوال حياتها ما ذنبها تقتل براءتها بهذا الشكل»، وأنهى حديثه: واثق فى القضاء المصرى لأنه قضاء عادل. ينصفنا وآخد حق بنتى ومراتى من المتهم.
المتهم: مكنتش أقصدهم
جلس المتهم «إبراهيم» أمام وكيل نيابة مركز القناطر الخيرية، وأدلى بأقواله قائلاً: «الانتقام أعمى بصيرتى، لدىّ خلافات مع رجل وزوجته من نفس قرية المجنى عليها، واختلط علىّ الأمر وشوفتها زوجة الرجل اللى أنا بينى وبينه مشاكل».
واستكمل المتهم اعترافاته، يوم الحادث، ذهبت إلى أحد المحال واشتريت كمية كبيرة من «مياه النار»، وصلت إلى 25 لتراً، ووضعتها داخل عبوة بلاستيكية «جردل»، وذهبت بالقرب من منزل الرجل الذى بينه وبينه خلافات، وعندما شاهدت «التوك توك» الذى كانت تستقله المجنى عليها يقترب، تتبعته بدراجة نارية، ومعى «جردل مياه النار»، وفور اقترابى من «التوك توك»، ألقيت الجردل على السيدة التى كانت تستقله وكان معها طفلة صغيرة.
وأضاف المتهم «إبراهيم»، شاهدت السيدة وطفلتها ومياه النار تأكل جسدهما، وتحرق ملابسهما، وفررت هارباً من مكان الواقعة، فور تجمع الأهالى لإغاثتهما، مؤكداً عدتُ إلى منزلى وغيرت ثيابى، وذهبت إلى عملى وباشرت الزراعة فى أرضى، اعتقاداً منى أننى قمت بسكب المياه على السيدة المراد أذيتها، إلا أنه افتضح أمرى ورصدتنى الكاميرات وتم القبض علىّ، وإحالتى إلى جهات التحقيق لاتخاذ الإجراءات القانونية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بالمستشفي حديثه لـ الوفد القناطر الخیریة المجنى علیها میاه النار إسلام محمد
إقرأ أيضاً:
بسبب مشاجرة أطفال .. الإعدام لـ 3 أشخاص قـ.ـتلوا اثنين بأسيوط
عاقبت الدائرة الثامنة بمحكمة جنايات أسيوط، اليوم الاثنين، 3 أشخاص بالإعدام شنقا والسجن المشدد 10 سنوات لأخر لقيامهما بقتل شخصين بسبب مشاجرة بين الأطفال بقرية عرب مطير بمركز الفتح .
صدر الحكم برئاسة المستشار محمد فاروق علي الدين رئيس المحكمة و عضوية المستشارين أحمد فتحي كروت الرئيس بالمحكمة و إيهاب أحمد دهيس نائب رئيس المحكمة، وأمانة سر سيد علي بكر و عثمان أحمد عبد الحميد .
ضم الجنايتين لارتباطهماوكانت المحكمة قررت ضم الجنايتين رقمي 21171 و 21279 لسنة 2024 جنايات الفتح لارتباطهما حيث تعود وقائع القضية الأولى رقم 21171 لسنة 2024 جنايات الفتح إلى ورود بلاغا لمركز شرطة الفتح بإطلاق أعيرة نارية بقرية عرب مطير ووجد جثة وانتقل ضباط المباحث إلى مكان الواقعة وتبين من المعاينة والفحص مقتل " ياسين . ج . أ " وأشارت التحريات إلى أن وراء ارتكاب الواقعة " بشار . م . م " 23 عاما، فلاح ، بسبب وقوع مشاجرة بين المتهم ونجل المجني عليه وأثناء توجه المجني عليه وشقيقه إلى والد المتهم لمعاتبته وإنهاء الخلاف قام المتهم بإحضار بندقية خرطوش وأطلق أعيرة نارية صوب المجني عليه مما أدى إلى إصابته والتي أودت بحياته.
وتعود وقائع القضية الثانية رقم 21279 لسنة 2024 جنايات الفتح إلى ورود بلاغا لمركز شرطة الفتح من أهالي قرية عرب مطير بمقتل " حسن . م . م " شقيق المتهم في القضية الأولى وتوصلت تحريات المباحث إلى أن وراء ارتكاب الواقعة كلا من " عصام . ج . أ " 49 عاما، شقيق المجني عليه في القضية الأولى ، و " عمر . ك . أ " 27 عاما، و " عماد . ر . أ " 37 عاما، و " محمود . س . م " 42 عاما، مقيمين جميعا قرية عرب مطير.
وكان القاضي محمد فاروق علي الدين رئيس الدائرة الثامنة بمحكمة جنايات أسيوط قال إن المحكمة ترد العدول إلى أهله ولا تقبله لأنه أتى بعد الأخذ بالثأر فهذا العدول لا تقبله المحكمة لأنه مشكوك فيه ولو لم يأخذ المتهمون بالثأر وتركوا الله والمحكمة لأخذوا حقهم .
عدول متبادلوأضاف رئيس المحكمة قائلا: إن المحكمة قررت ضمن القضيتين للفصل فيهما بقضاء واحد ، مشيرا إلى أن هيئة المحكمة اتصل علمها بأن الجنايتين بهما عدول متبادل ما بين شاهد الإثبات في الواقعة الأولى وشاهدة الإثبات في الواقعة الثانية وبعد دراسة هيئة المحكمة لأوراق الجنايتين تبين أن الدعوتين لواقعة واحدة وإن تعددت مراحلها .
ذهاب المجني عليه لمعاتبة شقيق المتهمواستكمل رئيس المحكمة: هذه الواقعة بعد جمع الصورة الكاملة بعد قراءة أوراق الجنايتين تبين أن هذه الواقعة بدأت يوم 13 سبتمبر 2024 بمشاجرة أطفال بان نجل المجني عليه في الجناية الثانية "ياسين . ج . أ " تعدى على شقيقة المتهم الأول " بشار. م . م " وقام الأخير بالتعدي على نجل المجني عليه ويدعى " جمال " وعندما علم المجني عليه " ياسين " قام باصطحاب شقيقه " عصام " المتهم الأول في الجناية الأولى وذهبا إلى والد المتهم " بشار " لمعاتبته وإنهاء الخلاف لكونه خلاف بين أطفال وعندما شاهدهما المتهم " بشار " قادمان ناحيته طلب منهم الرجوع وعندما رفضا الرجوع وطلبا مقابلة والده قام " بشار " بإحضار بندقية خرطوش وأطلق 3 طلقات احدهم إصابة المجني عليه " ياسين " وإصابة الشريان الرئيسي بالفخذ مما أدى إلى وفاته .
إحضار ملابس نسائية ليرتديها المجني عليه ليتمكن من الهربوأضاف رئيس المحكمة قائلا : عندما قيمت المحكمة الواقعة وجدت أن المتهم لم يقصد قتلهما وكان كل هدفه رجوعهما وعدم لقائهما والده والشكوى منه بأنه تعدى على نجل المجني عليه وعندما شاهد المتهم " عصام " في الجناية الثانية وفاة شقيقة أمام عينيه اقر في تحقيقات النيابة في واقعة مقـ.ـتل شقيقه بأن الذي قتـ.ـله " بشار " ووالده ولكن التحريات أكدت عدم تواجد والد المتهم بشار خلال الواقعة وبعد 12 يوما وتحديدا يوم 26 سبتمبر 2024 قام المتهم " عصام " بجمع كلا من " عمار و عماد " أولاد عمومته وهذا بشهادة شاهدة الإثبات التي حضرت وعدلت عن أقوالها لأخذ الثأر من شقيق المتهم الأول " بشار " ويدعى " حسن " والذي لم يكن له أي ذنب وكان مختبئا في منزله حتى أن أحضرت له شقيقته " شاهدة الإثبات في القضية " ملابس نسائية لارتدائها والهروب من المنزل خوفا من قتـ.ـله .
صفوه بـ 26 طلقة من أسلحة آليةوتابع : قام المتهم عصام بجمع المتهمين الآخرين من أبناء عمومته وقاموا بدخول مسكن المتهم " بشار " لأخذ ثأرهم من شقيقه " حسن " شاهدوا الافتراء والجبروت المحكمة اطلعت على تقرير الصفة التشريحية الخاص بالمجني عليه " حسن " الذي لم يكن له ذنبا إلا انه شقيق المتهم " بشار " وقاموا بإطلاق وابلا من الأعيرة النارية صوبة وثبت تقرير الصفة التشريحية الخاص بالمجني عليه " حسن " بوجود 26 طلقة من أسلحة آلية قائلا " صفوا الواد .. موتوه " وهذا حدث بعد مقـ.ـتل المجني عليه " ياسين " شقيق المتهم بشار بـ 12 يوما وبعد الواقعة بيومين ألقت الشرطة القبض على المتهم " عصام وأبناء عمومته المتهمين " وبعد أن ألقت الشرطة القبض عليه وفعل المتهم عصام ما كان برأسه بان اخذ ثار شقيقه وجاء بعد ذلك وهو داخل محبسه يوم 26 نوفمبر2024 ذهب إلى وكيل نيابة الفتح وعدل عن أقواله في قضية مقـ.ـتل شقيقه قائلا " أنا مش بتهم بشار " وفعل ذلك بعد الأخذ بثأره لنفي شبهة انه لديه باعث على قتـ.ـل شقيق المتهم " بشار " وجرت محاولة صلح بين الطرفين بان يتنازل الطرفان في الدعوتين وأصبحوا الآن متساويين وينتهي الأمر.
واستكمل: المحكمة ترد العدول إلى أهله ولا تقبله لأنه أتى بعد الأخذ بالثأر فهذا العدول لا تقبله المحكمة لأنه مشكوك فيه ولو لم يأخذ المتهمون بالثار وتركوا الله والمحكمة لأخذوا حقهم وبالتالي قررت المحكمة ضم الجنايتين وإحالة أوراق الدعويين بعد ضمهما إلى فضيلة المفتي لإبداء الرأي الشرعي في توقيع عقوبة الإعـ.ـدام لكلا من " عصام . ج . أ " و " عمر . ك . أ " و " عماد . ر . أ " ، و " محمود . س . م " لأنهم اتخذوا من الثار وسيلة لنيل مأربهم والله سبحانه وتعالى قال " وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به " وحددت جلسة اليوم للنطق بالحكم .