تشتت حزبي وعراقيل أكتوبر.. ضبابية المشهد الانتخابي تسيطر على كورد ديالى
تاريخ النشر: 17th, November 2023 GMT
شفق نيوز/ يسعى المكون الكوردي في محافظة ديالى إلى استعادة دوره السياسي والاداري عبر بوابة الانتخابات المحلية، رغم تشتت القوائم وتعددها وتبعات أحداث تشرين الأول/ اكتوبر 2017، وفيما تجد أغلب الأحزاب السياسية الكوردية المشاركة مشهد الانتخابات "ضبابياً" ولن يتبين إلا بعد النتائج.
ومحافظة ديالى تمتلك حدوداً مع إيران، كما أنها ترتبط بحدود مشتركة مع إقليم كوردستان، ويسكنها خليط من القوميات.
"جزم" وتهميش اداري وأمني للكورد
ويقول مسؤول اللجنة الانتخابية للحزب الديمقراطي الكوردستاني في خانقين ابراهيم عزيز في حديث لوكالة شفق نيوز "اجزم بصعوبة عودة خانقين وتوابعها الى ما قبل تشرين الأول/ اكتوبر 2017 ولن تحقق الانتخابات ذلك مهما كانت نتائجها بسبب السيطرة على خانقين من قبل فصائل الحشد والقوات الأمنية الاتحادية مقابل تهميش وانهاء الدور الامني للبيشمركة والآسايش رغم الوجود المحدود للأخيرة في القضاء".
ويضيف ان "القرار الاداري والامني في خانقين خارج ارادة ومشاركة الكورد وهو عامل سلبي يواجه العملية الانتخابية وحملات التواصل مع الجماهير".
واخلى الحزب الديمقراطي الذي يتزعمه مسعود بارزاني مقاره في المناطق المتنازع عليها بعد الحملة العسكرية التي شنتها القوات العراقية عقب استفتاء الاستقلال الذي أجراه الإقليم في سبتمبر من عام 2017، بما في ذلك مناطق متنازع عليها في ديالى على غرار قضاء خانقين الذي تسكنه غالبية كورية.
وعن مخاوف ومضايقات تواجه مرشحي الحزب الديمقراطي الكوردستاني خلال الحملات الانتخابية في خانقين وتوابعها يوضح عزيز" لم تؤشر حتى الآن اية مضايقات وبدأنا بنشر الدعايات الانتخابية في خانقين، وستنشر تباعا في النواحي التابعة لها"، مشيرا الى ان "الحزب الديمقراطي ملتزم بثوابته في ترسيخ التعايش السلمي والحفاظ على المصالح العامة لخانقين بأجمعها".
ويرى المسؤول الحزبي أنه "لا يمكن التكهن بحظوظ الحزب الديمقراطي مسبقاً لحين بيان نتائج الانتخابات"، لافتا الى أن "حزبه سيخوض الانتخابات بشعار تجديد المرشحين لما تتطلبه التحديات القادمة".
ستراتيجيات انتخابية خاطئة
من جانبه يستعرض مرشح الاتحاد الوطني الكوردستاني طه ابراهيم مجمل المشاكل والعراقيل التي يواجهها المكون الكوردي في المنافسة الانتخابية وابرزها "تجريده من الملف الامني وصعوبة حل الملفات والمشاكل العالقة مع الجهات الحكومية المعنية وتحديات الاستراتيجيات الانتخابية الخاطئة طيلة الدورات الماضية".
ويضيف ابراهيم في حديث لوكالة شفق نيوز ان "أبرز التحديات الانتخابية الجسيمة فقدان حزبه والكورد بشكل عام زمام الملف الامني ما يشكل تحدياً للعملية الانتخابية من ناحية جبارة وصولاً الى ناحية قزانية، وقطع وعدم انتظام الرواتب من قبل حكومة الإقليم، وعدم ايجاد حلول لطلاب جامعة كرميان بشأن التعيينات الحكومية، إلى جانب أخطاء واستراتيجيات الماضي بتكرار ترشيح أشخاص فشلوا انتخابياً او تخلوا عن الجماهير بعد الفوز الانتخابي".
ويبين المرشح للانتخابات المحلية أن "قائمتنا الحالية تضم وجوهاً جديدة وكفاءات متخصصة بينها شخصيات عملت في المنظمات الدولية والانسانية ما يجذب الجماهير لرد الجميل ، بعكس القوائم الاخرى التي لازالت تخوض الانتخابات بنفس الوجوه تقريبا ما نعده نقاط قوة لقائمتنا من جانب".
ويؤكد ابراهيم ان "تجريد الكورد من الملف الامني يعد تحدياً كبيراً للعملية الانتخابية في المناطق التابعة لخانقين، لكننا اعتمدنا تكتيكا جديداً بإعادة ثقة الناخب وبسلاح التجديد والكفاءات والمقبولية الاجتماعية".
تأييد الدائرة الانتخابية الواحدة
بدوره يجد مسؤول الحزب الاشتراكي الديمقراطي الكوردستاني في خانقين حسين جليل إن "اعتماد دائرة انتخابية واحدة يمنح الكورد المنتشرين في عموم الوحدات الادارية بانتخاب مرشحيهم والقوائم الكوردية، أو مؤيدين من مكونات اخرى للقوائم الكوردية".
ويرجح جليل في حديث لوكالة شفق نيوز حصول الكورد على "مقعدين في مجلس ديالى على اقل تقدير بوجود 3 قوائم كوردية متنافسة في الانتخابات مع اقبال كوردي واسع على الانتخابات".
وعن حظوظ القوائم الكوردية يبين جليل انه "لا يمكن التكهن مسبقا بسبب التنوع السكاني في خانقين".
توقعات الغياب الكوردي في مجلس المحافظة
من جانبه توقع الناشط الاعلامي والسياسي في ديالى علي عبد الستار الحجية "غياب تمثيل المكون الكوردي عن مجلس ديالى بسبب فقدان الشعب الكوردي لثقته بالقوى السياسية رغم انها ازمة عامة في عموم القوى السياسية والعراق بشكل عام الى جانب تشتت القوائم الكوردية التي ربما تجعل اصواتهم بعيدة عن الظفر بأي مقعد في مجلس المحافظة.
ويؤشر الحجية في حديثه لوكالة شفق نيوز "وجود تأثيرات سلبية تطال حظوظ الكورد واصواتهم بعد اعتماد دائرة انتخابية واحدة وتعدد القوى المتنافسة السنية والشيعية في الانتخابات في خانقين وتوابعها".
وعن الحظوظ الانتخابية لقوائم الكورد يرى الحجية ان "الاتحاد الوطني الاوفر حظاً مقارنة بالقوائم الاخرى بسبب هيمنته على الحكومة المحلية في خانقين".
وتشكل الانتخابات المحلية أهمية، ذلك أن هذه المجالس هي التي تتولى اختيار المحافظ ونائبيه وإعداد موازنة المحافظة في ضوء ما تخصّصه الحكومة في بغداد لها من اعتمادات مالية، ولتلك المجالس الحق في إقالة المحافظين ورؤساء الدوائر، ويجري اختيار تلك المجالس بناء على حجم التركيبة السكانية لكل محافظة.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي خانقين ديالى الانتخابات المحلية الكورد في ديالى الحزب الدیمقراطی لوکالة شفق نیوز فی خانقین
إقرأ أيضاً:
كيف نعيد توجيه أدوات الإعلام الجديد بعد ثلاث سنوات من حرب عبثية للمساهمة في وقفها واستعادة المسار المدني الديمقراطي؟ «2»
كيف نعيد توجيه أدوات الإعلام الجديد بعد ثلاث سنوات من حرب عبثية للمساهمة في وقفها واستعادة المسار المدني الديمقراطي؟ «2»
فتح الرحمن حمودة
في مواصلة لما طرحته في مقالي السابق تحت العنوان أعلاه أود التعمق أكثر في الإجابة على هذا السؤال الجوهري بعد ثلاث سنوات من حرب عبثية دمرت البلاد حيث يظل السؤال مطروحا كيف يمكن لأدوات الإعلام الجديد أن تكون فاعلة في وقف هذه الحرب واستعادة المسار المدني الديمقراطي؟.
ومن خلال قراءتي للمشهد الإعلامي منذ اندلاع الحرب أرى أن السنوات الماضية شهدت تحولاً خطيراً في طريقة استخدام تلك الأدوات ففي البداية استخدمت للتحريض عبر حملات منظمة أطلقتها أطراف مستفيدة من استمرار النزاع ولم يكن التحريض عشوائياً بل ممنهجا ومدروسا لدى «الغرف الإلكترونية» وإن بدا للمتلقي أنه مجرد فوضى رقمية.
لاحقاً انتقلت هذه الأطراف إلى مرحلة التضليل الإعلامي كمرحلة من مراحل الحرب الإعلامية والتي تهدف إلى تشويه الحقائق وتزييف الواقع وما زالت هذه المرحلة مستمرة حتى اليوم، كما أن أحد أخطر أوجه هذا التضليل هو التخوين الممنهج للقوى المدنية في محاولة لتقويض أي مشروع بديل للحرب، وهذه الاستراتيجية ليست جديدة لكنها باتت أكثر وضوحاً وجرأةً في الفضاء الرقمي مستفيدة من غياب خطاب مدني منظم ومؤثر في وسائل الإعلام الجديدة.
ورغم هذا الواقع القاتم لا يمكن تجاهل أن أدوات الإعلام الجديد ظلت مساحة لتوثيق الانتهاكات من قبل أطراف الحرب فالتوثيق غالباً ما يحدث دون وعي فاعليه سواء من الضحايا أنفسهم أو من نشطاء حقوق الإنسان، كما لا تزال هذه الأدوات رغم كل العقبات أداة للمقاومة المدنية وإن كانت تستخدم بشكل عفوي وغير منظم حتى الآن.
ولكن أقول إن الإشكال الحقيقي هو أن القوى العسكرية المتصارعة أصبحت تهيمن على السردية الإعلامية وتستغل المواطنين «بوعي أو بدونه» في ترويج دعايتها، وفي مقابل ذلك بدأت قوى مدنية ومبادرات شبابية بالتحرك لاستعادة مساحة السرد وتقديم رواية بديلة تعبر عن تطلعات الناس في إنهاء الحرب وبناء دولة مدنية.
ومن وجهة نظري تكمن قوة الإعلام الجديد وأدواته في كونه فضاء مفتوح للمدنيين بعيداً عن هيمنة المؤسسات التقليدية، وما زالت هناك فرصة حقيقية لإعادة توجيه هذا الفضاء لخدمة القضايا العادلة، لكن ذلك يتطلب رفع الوعي لدى المدنيين بمخاطر التضليل الإعلامي وتدريبهم على استخدام هذه الوسائل بشكل منظم واستراتيجي لأنه أصبح في عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصال لا يعد الإعلام الجديد مجرد منصة بل أداة مقاومة يمكنها تجاوز الرقابة وتضييق الأنظمة القمعية مع سرعة الانتشار والتأثير اللحظي فهما ميزتان أساسيتان علينا استغلالهما..
لكن التحدي اليوم هو كيف ننتقل من الاستخدام العشوائي إلى التوظيف الواعي لهذه الأداة بهدف كسر احتكار السردية وبناء شبكات تضامن رقمية تسهم فعلياً في وقف الحرب واستعادة المسار الديمقراطي الذي يليق بالسودانيين.. وتظل الإجابة على هذا التحدي ممكنة لكنها تحتاج لإرادة وتنظيم ووعي جماعي بحجم المعركة الإعلامية التي نخوضها كل يوم.
نواصل…
كيف نعيد توجيه أدوات الإعلام الجديد بعد ثلاث سنوات من حرب عبثية للمساهمة في وقفها واستعادة المسار المدني الديمقراطي؟
الوسومالإعلام الجديد التضليل الإعلامي الحرب السودان القوى المدنية فتح الرحمن حمودة