يافا ترتعد – السلسلة الثانية – الليلة الحادية عشرة
تاريخ النشر: 1st, July 2025 GMT
( فردو تصمد وخيبر يطفئ إسرائيل ) الحلقة الـ11
كل شيء يتحلل في الهواء، لا وقتَ لتدارك الكارثة.
إسرائيل التي اعتقدت أنها تقود الحرب، أصبحت تلاحق أثر صواريخٍ لا تُرى إلا حين تنفجر.
وما بين فشل الضربات الأمريكية، والعدوان الإسرائيلي المرتبك على فردو…
كان الحرس الثوري يُعلن الحقيقة المُرعبة ببرود القاتل:
“الموجة الحادية والعشرون انطلقت… والصدمة لم تبدأ بعد”.
***
الساعة السابعة مساء الأحد 23 يونيو 2025 م .
تل أبيب ملجأ رئاسي محصن، كان الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ جالسًا في قبو تحت الأرض
الرادارات تصرخ فوقه، والخطوط العسكرية تنهار واحدة تلو الأخرى.
شاشة صغيرة أمامه تبث خبرًا عاجلًا:
«الجيش الإسرائيلي يفشل في استهداف منشأة فردو النووية للمرة الثانية خلال 24 ساعة…”
وخرج الصوت من خلفه، قاسيًا كالرصاص:
– سيدي الرئيس… تلقّينا ضربة جديدة.
استدار ببطء.. كان رئيس الاستخبارات العسكرية الجديد، العقيد إيلي شاحر.
وجهه يقطر تعبًا، وصوته جافّ:
– تم استخدام صاروخ خيبر برؤوس متعددة… الهجوم استهدف قواعد جوية ومراكز حساسة في بئر السبع وحيفا واللد… الضربة دقيقة… ومختلفة.
نظر إليه هرتسوغ بلا تعبير، ثم تمتم:
– إذًا… أمريكا أخفقت، ونحن نغامر بأوهام.
اقترب منه شاحر وهمس:
– خيبر لم يعد رمزًا يا سيدي… بل صار تكتيكًا.
سكت الرئيس لحظة، ثم قال:
– وماذا عن فردو؟
رد العقيد بسرعة:
– لم يتأثر… لا في الضربة الأمريكية، ولا في محاولتنا الأخيرة. بل على العكس… الرد أتى كالعقاب، وفي كل اتجاه.
غطى هرتسوغ وجهه بيده، ثم قال بنبرة لا أحد يعرف إن كانت دعاءً أم ندمًا:
– نحن لا نقاتل إيران… بل نستفزها كي تفتح علينا جهنم.
***
قاعدة “هار-كريم” جنوب حيفا – 8:10 مساءً
الجنرال إيلي شاحر واقفٌ أمام لوحة إلكترونية
المكان أشبه بخلية نمل مذعورة.
قال أحد الضباط:
– سيدي، الموجة الحادية والعشرون ضربت مواقعنا بشكل غير متوقع… حتى صواريخ الاعتراض لم تُطلق.
نظر إليه شاحر بنصف عين، وقال:
– خيبر تغيّر… إنه ينفجر من الداخل قبل أن يُرصد من الخارج
ضابط آخر صرخ من زاوية القاعة:
– لدينا صور أقمار صناعية تشير إلى أن الصواريخ انقسمت في الجو… بعضها خدع الرادارات، وبعضها ضرب النقاط التي كانت محمية قبل ساعة فقط.
سحب شاحر ورقة قديمة من جيبه، كتب عليها:
«الضرب من الداخل… والتكرار حتى الفوضى”.
ثم قال بصوتٍ خافت وهو ينظر إلى الخريطة:
– ليس المهم عدد الصواريخ… بل متى نتوقف عن فهم ما يحدث.
أحد الضباط تساءل بهلع:
– هل هذا يعني أن العملية الصادمة… لم تبدأ بعد؟
لم يُجِب الجنرال، بل اكتفى بالنظر إلى كلمة ظهرت على الشاشة الكبيرة بالخط الأحمر:
«الصدمة مستمرة”.
***
نفس الملجأ، بعد عشر دقائق – 8:20 مساءً
الرئيس هرتسوغ وحده. كلّ من حوله خرجوا لاتصالاتٍ أو اجتماعات.
جلس ينظر إلى شاشة صغيرة، تنقل بثًّا إيرانيًا يُظهر لحظة انطلاق خيبر .
قال لنفسه:
– إنهم يصنعون من كل ضربة نشيدًا… ومن كل صورة تاريخًا.
ثم تمتم:
– ونحن؟ نختبئ ونكذب.
دخل أحدهم وهو يصرخ :
– سيدي، الإيرانيون يخططون لموجات جديدة… هذا ليس ردًا فقط، إنه منهج إبادة منظمة.
أجاب الرئيس بهدوء:
– لا نملك غير أن ننتظر حتى يصل خيبر إلى الباب التالي.
ثم نظر إلى الأعلى، كأنه يخاطب من لا يسمعه أحد:
– ليتنا فهمنا أن الصدمة لا تأتي من الصاروخ… بل من لحظة ندرك فيها أن لا شيء يمكن فعله.
انتهى.
الهوامش والإشارات المعرفية:
¹ بيان الحرس الثوري الإيراني – 23 يونيو 2025:
أكد البيان انطلاق “الموجة الحادية والعشرين” ضمن عملية “صادق 3”، بمشاركة صواريخ متعددة الرؤوس وطائرات مسيرة ذكية، في ردّ على الهجوم الإسرائيلي الفاشل على منشأة فردو النووية. البيان تحدث عن اعتماد تكتيكات جديدة تصيب أهدافًا في جميع أرجاء الأراضي المحتلة، معلنًا استمرار “عملية الصدمة” بوتيرة غير متوقعة.
² إسحاق هرتسوغ:
الرئيس الإسرائيلي منذ 2021، شخصية ذات طابع دبلوماسي، يُعرف بضعفه في المواقف الأمنية الكبرى، وغالبًا ما يتم تهميشه في أوقات الحروب.
³ العقيد إيلي شاحر (شخصية خيالية):
عُيّن مؤخرًا في منصب رئاسة الاستخبارات العسكرية بعد سلسلة إخفاقات في تقييم ردود الفعل الإيرانية. معروف بنظرته التحليلية للعمليات السيبرانية والتكتيكات الهجومية.
⁴ صاروخ خيبر الباليستي – النسخة متعددة الرؤوس:
سلاح إيراني جديد، يحمل رؤوسًا متعددة يمكنها الانفصال وضرب أكثر من هدف في ذات الوقت، ويُعتقد أنه يستخدم تقنيات تضليل الرادارات وتخطي الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
18 منظمة يهودية تحث هرتسوغ عدم منح “نتنياهو” العفو
#سواليف
حثّت 18 #منظمة_يهودية عالمية الرئيس الإسرائيلي إسحاق #هرتسوغ على #رفض منح رئيس وزراء الاحتلال بنيامين #نتنياهو #العفو، على خلفية محاكمته بقضايا #فساد، معتبرة أن منحه العفو يشكّل “تهديدًا لسيادة القانون وتقويضًا لثقة الجمهور”.
وقال موقع صحيفة “معاريف” العبرية اليوم اليوم الأحد، إن الدعوة جاءت في رسالة أصدرها مركز الاحتجاج اليهودي الدولي UnXeptable ووقّعت عليها منظمات من بينها “الدفاع عن الديمقراطية الإسرائيلية”، و”جيه ستريت”، و”We Democracy”.
وحذّرت الرسالة من أن منح عفو لرئيس وزراء قيد المحاكمة سيبعث “رسالة مدمّرة”، ويُضعف استقلال القضاء، ويُسيء إلى صورة “إسرائيل” عالميًا، مشيرة إلى أن الخطوة قد تُفهم كفصل غير صحي بين السلطة السياسية والمنظومة القضائية.
مقالات ذات صلةواعتبرت المنظمات منح العفو لنتياهو في هذا التوقيت سيكون “خطوة خطيرة ومزعزعة للاستقرار”، كونه قد يوحي بأن السلطة التنفيذية قادرة على تجاوز القضاء، بما يُهدد ثقة الجمهور في استقلال النظام القضائي.
كما حثّت الإسرائيليين في بريطانيا والجاليات اليهودية حول العالم على الانضمام لحملة الضغط، مشيرة إلى أن “آلاف الإسرائيليين أعلنوا بالفعل رفضهم القاطع” لأي عفو يصدر قبل انتهاء #الإجراءات_القضائية.
يذكر أنه في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بعث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برسالة رسمية إلى مكتب هرتسوغ يطلب منه فيها إصدار عفو عن نتنياهو.
وقدّم نتنياهو قبل أسبوع طلبًا رسميًا للعفو دون الاعتراف بالتهم الموجهة إليه، مؤكدًا في رسالة مصوّرة أن الاتهامات “غير شرعية”، وأن إغلاق الملف – بحسب تعبيره – سيسهم في خفض التوتر الداخلي وتعزيز “المصالحة الوطنية”.
فيما قال مكتب هرتسوغ إنه يدرك أن هذا “طلب استثنائي وله تداعيات كبيرة.. سينظر الرئيس في الطلب بمسؤولية وإخلاص، بعد تلقي جميع الآراء ذات الصلة”.