الأسرة المالكة البريطانية تحتفظ بالمنحة السيادية رغم النقد| تقرير
تاريخ النشر: 1st, July 2025 GMT
كشفت الأسرة المالكة البريطانية أن المبلغ السنوي المقدم من الحكومة، والمعروف باسم "المنحة السيادية" (Sovereign Grant)، بقي ثابتًا عند 86.3 مليون جنيه إسترليني (ما يعادل 118.5 مليون دولار أمريكي) وفقا للبيان المالي السنوي الصادر الإثنين.
تُستخدم هذه المنحة، الممولة من أموال دافعي الضرائب البريطانيين، لتغطية نفقات صيانة القصور الملكية والمهام الرسمية التي يؤديها أفراد العائلة المالكة.
وفي المقابل، يتنازل الملك عن جميع أرباح "تاج الملكية" (Crown Estate) — والتي تشمل مساحات شاسعة من العقارات في وسط لندن، ومضمار سباق "أسكوت"، وقاع البحر المحيط بإنجلترا وويلز وأيرلندا الشمالية — للحكومة، بموجب اتفاق يعود تاريخه إلى عام 1760.
تعمل المنحة السيادية كنوع من حساب المصروفات للملك وممثليه، وتغطي تكاليف المهام العامة، بما في ذلك السفر، والموظفين، وصيانة المباني التاريخية.
ومن اللافت أن هذه المنحة لا تشمل نفقات الأمن، التي تُعد مرتفعة بدورها نظرًا للعدد الكبير من الأنشطة العامة التي يشارك فيها أفراد العائلة المالكة.
ووفقًا لتقرير المنحة السيادية السنوي، شارك أفراد العائلة المالكة في أكثر من 1,900 ارتباط عام داخل المملكة المتحدة وخارجها، بينما استقبلت القصور الملكية الرسمية أكثر من 93,000 ضيف في 828 فعالية.
ويتكون إجمالي مبلغ المنحة، البالغ 86.3 مليون جنيه إسترليني، من منحة أساسية قدرها 51.8 مليون جنيه (71.1 مليون دولار)، بالإضافة إلى 34.5 مليون جنيه (47.4 مليون دولار) مخصصة لتمويل مشروع ترميم قصر باكنغهام.
ويخضع قصر باكنغهام، أحد أبرز الوجهات السياحية في وسط لندن، لعملية تحديث شاملة تشمل تجديد الأسلاك الكهربائية والأنابيب والمصاعد ودورات المياه المجهزة لذوي الاحتياجات الخاصة.
كما أعلنت الأسرة المالكة عن إنهاء استخدام القطار الملكي، بعد مراجعة شاملة لمدى جدواه وتكلفته. ويُذكر أن العائلة المالكة بدأت استخدام القطارات منذ عام 1842، عندما استقلت الملكة فيكتوريا عربة بنيت خصيصًا لها من مدينة سلاو إلى محطة لندن بادينغتون.
وأشار التقرير أيضًا إلى أن الأسرة المالكة ستزيد من استخدامها للوقود الجوي المستدام (SAF)، وستواصل العمل على تحويل أسطول مركباتها إلى الطاقة الكهربائية.
وكانت الأسرة قد أعلنت العام الماضي أنها تهدف إلى امتلاك أسطول "كهربائي بالكامل تقريبًا"، دون تحديد موعد لذلك، في حين ذكرت وكالة PA البريطانية أن السيارتين البنتلي اللتين يستخدمهما الملك ستُعدلان لتعملان على الوقود الحيوي.
وتعتمد العائلة المالكة على ثلاثة مصادر رئيسية للدخل: المنحة السيادية، وأملاك دوقيتي لانكستر وكورنوال، بالإضافة إلى الممتلكات والاستثمارات الخاصة.
وقد أثار حجم التمويل المقدم للعائلة المالكة جدلًا مستمرًا، حيث دعت جماعة مناهضة للملكية تُعرف باسم "الجمهورية" إلى إلغاء المنحة السيادية، وتمكين الشعب البريطاني من الاستفادة الكاملة من أرباح "تاج الملكية".
وقال غراهام سميث، أحد نشطاء الجماعة، في تصريح سابق هذا العام: "نظام المنحة هذا غير منطقي. فالتمويل يزداد ليس بسبب حاجة حقيقية للمزيد من الأموال، بل لأنه مرتبط بأرباح الحكومة من الأراضي التي تديرها مؤسسة التاج".
وأضاف: "القصر يعيد تكرار ذريعة الحاجة للتمويل من أجل ترميم قصر باكنغهام، وهي الذريعة ذاتها التي استُخدمت لمضاعفة المنحة قبل عشر سنوات".
وتابع سميث قائلًا: "حان الوقت لاستغلال نصف مليار جنيه استرليني بشكل أفضل، ولإجراء محاسبة حقيقية لتكاليف الملكية، وخفضها إلى بضع ملايين فقط".
من جانبه، صرّح جيمس تشالمرز، المسؤول عن الخزانة الملكية، بالتزامن مع صدور التقرير قائلًا: "من الصعب قياس تأثير القوة الناعمة، لكنني أعتقد أن قيمتها باتت مفهومة بوضوح داخل المملكة المتحدة وخارجها، خاصة مع بروز ملامح العهد الجديد، ومواصلة العائلة المالكة لخدمة الوطن والكومنولث".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأسرة المالكة البريطانية لندن العائلة المالكة جنيه إسترليني المملكة المتحدة قصر باكنغهام
إقرأ أيضاً:
تقرير: خفض ترامب للمساعدات العالمية قد يؤدي إلى وفاة 14 مليون شخص
قد يؤدي تحرك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لخفض معظم التمويل الأمريكي للمساعدات الإنسانية الخارجية إلى وفاة أكثر من 14 مليون شخص إضافي بحلول عام 2030، بحسب بحث نُشر في مجلة لانسيت الطبية.
وتشير الأبحاث إلى أن ثلث الأشخاص المعرضين لخطر الوفاة المبكرة هم من الأطفال.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في مارس إن إدارة الرئيس ترامب ألغت أكثر من 80% من جميع البرامج في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (يو إس إيد).
وقال ديفيد راسيلا، الذي شارك في تأليف تقرير لانسيت، في بيان: "بالنسبة للعديد من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، فإن الصدمة الناتجة ستكون مماثلة في نطاقها لجائحة عالمية أو صراع مسلح كبير".
وأضاف راسيلا، الباحث في معهد برشلونة للصحة العالمية، أن خفض التمويل "يهدد بوقف مفاجئ - وحتى عكس - عقدين من التقدم في مجال الصحة بين الفئات السكانية الضعيفة".
ويأتي التقرير في الوقت الذي يجتمع فيه العشرات من زعماء العالم في مدينة إشبيلية الإسبانية هذا الأسبوع لحضور مؤتمر المساعدات الذي تقوده الأمم المتحدة، وهو الأكبر منذ عقد من الزمان.
وبمراجعة البيانات من 133 دولة، قدر فريق الباحثين أن تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية منع 91 مليون حالة وفاة في البلدان النامية بين عامي 2001 و2021.